<%@ Language=JavaScript %> حسين سرمك حسن موسوعة جرائم الولايات المتحدة الأمريكية : (105) استخدام القتلة الاقتصاديين لتدمير اقتصادات الشعوب وسلب ثرواتها؛ القاتل الاقتصادي جون بيركنز أنموذجا

 

 

 

موسوعة جرائم الولايات المتحدة الأمريكية : (76)

 

 استخدام القتلة الاقتصاديين لتدمير اقتصادات الشعوب وسلب ثرواتها؛

 

 القاتل الاقتصادي جون بيركنز أنموذجا

 

 

 

ترجمة وإعداد : حسين سرمك حسن

 

2015/2016

 

ملاحظة

_____

هذه الحلقات مترجمة ومُعدّة عن مقالات ودراسات وكتب لمجموعة من الكتاب والمحللين الأمريكيين والبريطانيين.

 

(يقول بيركنز أنه كان في الواقع "قاتل اقتصادي"، وكانت وظيفته تتمثل في إقناع الدول التي تعتبر مهمة للولايات المتحدة من الناحية الاستراتيجية بقبول قروض ضخمة لتطوير البنية التحتية، والتأكد من أن المشاريع المُربحة يتم التعاقد على تنفيذها مع شركات أمريكية.

بيركنز يأخذ القارئ من خلال حياته المهنية، ويشرح له كيف أنه خلق توقعات اقتصادية ضخمة لدى قادة بلدان لقبول مليارات الدولارات في صورة قروض كان من المؤكد أنها قروض لا يمكن لتلك البلدان تحملها).

 

(يُعرّف بيركنز القتلة الاقتصاديين كما يلي : "اختصاصيون يتقاضون أجورا مرتفعة يقومون بخديعة الدول حول العالم بعقود تبلغ تريليونات من الدولارات، وهم يقومون بضخ الأموال من البنك الدولي والوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، وغيرها من منظمات "المساعدات" الأجنبية إلى خزائن الشركات الضخمة وجيوب عدد قليل من العائلات الثرية التي تسيطر على الموارد الطبيعية لكوكب الأرض.

وتشمل أدوات هؤلاء القتلة تقارير مالية مزورة، وانتخابات مزورة، ورشاوى وابتزاز، وجنس، وجرائم قتل. هم يلعبون لعبة قديمة قدم الإمبراطورية، ولكنها اتخذت أبعادا جديدة ومرعبة خلال هذه المرحلة من العولمة).

 

(في عام 1981، أصيب بيركنز بالانزعاج الشديد بسبب وفاة صديقه زعيم بنما، عمر توريخوس. ويعتقد بيركنز أن موت توريخوس "في حادث تحطم طائرة كان اغتيالا دبّرته كالة المخابرات المركزية بسبب مواقفه حول قناة بنما (لقد حقق توريخوس هدفه باستعادة القناة)، وعدم رغبته في التعاون مع الشركات الأمريكية).

 

(ووفقا لبيركنز، كان الأمريكان يريدون جعل الاتفاق السعودي نموذجا للعراق، ولكن صدام حسين رفض اللعب - وهو ما يفسر لماذا كان المجرم جورج دبليو بوش مصرا على غزو العراق لعزل صدّام من منصبه. كانت الحرب مجرد وسيلة مختلفة لتحقيق نفس النتيجة. تم نقل السيطرة الفعلية على احتياطيات النفط العراقية إلى يد الولايات المتحدة. تلقت شركة بكتل، وهاليبرتون وغيرها من الشركات المقربة من بوش مليارات الدولارات في عقود جديدة).

 

المحتوى

_____

(تمهيد - حول القاتل الاقتصادي جون بيركنز - لمحة عامة - من هو القاتل الاقتصادي؟ - دور الحكومة الأمريكية - قصة تجنيد بيركنز كقاتل اقتصادي - تخريب الاقتصاد الأندونيسي - صفقة في بنما - استرجاع ثروات المملكة العربية السعودية - صراع مع ضميره: التخريب في كل مكان - المخابرات الأمريكية تغتال الرئيس البنمي بعد أن استعاد القناة - فشلت اللعبة مع صدام حسين فغزوا بلاده وأسقطوه – مصادر هذه الحلقات)

تمهيد

____

تساءل قارىء فاضل عن معنى مصطلح "القاتل الاقتصادي Economic Hit Man " الذي هو مصطلح حديث أدخله في أدبيات الاقتصاد والسياسة "جون بيركنز John Perkins " من خلال كتابه "اعترافات قاتل اقتصادي Confessions of an Economic Hit Man" الذي أصدره في عام 2004 وأثار ضجة كبيرة وقت صدوره وكان ضمن قائمة أعلى المبيعات في أكثر من دولة غربية . وقد تمت ترجمته إلى العربية من قبل د. مصطفى الطناني و د. عاطف معتمد وقدّم له د. شريف دلاور، وصدر في القاهرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2012 بعنوان : (الاغتيال الاقتصادي للأمم : اعترافات قرصان اقتصاد) (280 صفحة).

وبعد بحث طويل نسبيا وجدت أن أفضل ما يوضح هذا المفهوم : القاتل الاقتصادي الذي وظفته الولايات المتحدة الأمريكية والبنك الدولي لتدمير اقتصاديات الشعوب الفقيرة والنامية وسرقة ثرواتها هو هذا الملخص لكتاب القاتل الاقتصادي جون بيركنز نفسه "اعترافات قاتل اقتصادي" الذي نشره موقع WantToKnow Website .

حول القاتل الاقتصادي جون بيركنز

______________________

من عام 1971 إلى عام 1981، عمل جون بيركنز لشركة استشارية دولية هي شاس.  ت. مين  Chas. T. Main(شركة متعاونة مع السي آي إيه) حيث كان يشغل مناصب كبير الاقتصاديين ومدير الاقتصادات.

أسّس في وقت لاحق شركة طاقة مستقلة، وهي شركة طاقة بديلة.

اليوم، بيركنز يكتب ويعلم عن تحقيق السلام والازدهار من خلال توسيع نطاق الوعي الشخصي وتحويل المؤسسات الأمريكية.

وتشمل كتبه السابقة تحويل الأشكال؛ العالم كما تحلم به، والعادات الخالية من الإجهاد والتوتر.

لمحة عامة

_______

اعترافات قاتل اقتصادي هو سيرة ذاتية سريعة الخطى لجون بيركنز ، يكشف فيها عن مهنته كخبير اقتصادي لشركة استشارية دولية.

 يقول بيركنز أنه كان في الواقع "قاتل اقتصادي"، وكانت وظيفته تتمثل في إقناع الدول التي تعتبر مهمة للولايات المتحدة من الناحية الاستراتيجية بقبول قروض ضخمة لتطوير البنية التحتية، والتأكد من أن المشاريع المُربحة يتم التعاقد على تنفيذها مع شركات أمريكية.

بيركنز يأخذ القارئ من خلال حياته المهنية، ويشرح له كيف أنه خلق توقعات اقتصادية ضخمة لدى قادة بلدان لقبول مليارات الدولارات في صورة قروض كان من المؤكد أنها قروض لا يمكن لتلك البلدان تحملها.

وهو يشرك القارىء في معركته مع ضميره حول هذه الإجراءات، ويقدم المشورة للكيفية التي يمكن للأميركيين أن يعملوا بها على وضع حد لهذه الممارسات، التي يشعر أنها أدت بصورة مباشرة إلى الهجمات الإرهابية والعداء تجاه الولايات المتحدة.

الصورة رقم (1) : غلاف كتاب اعترافات قاتل اقتصادي

من هو القاتل الاقتصادي؟

_____________

يُعرّف بيركنز القتلة الاقتصاديين كما يلي :

"اختصاصيون يتقاضون أجورا مرتفعة يقومون بخديعة الدول حول العالم بعقود تبلغ تريليونات من الدولارات، وهم يقومون بضخ الأموال من البنك الدولي والوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، وغيرها من منظمات "المساعدات" الأجنبية إلى خزائن الشركات الضخمة وجيوب عدد قليل من العائلات الثرية التي تسيطر على الموارد الطبيعية لكوكب الأرض.

وتشمل أدوات هؤلاء القتلة تقارير مالية مزورة، وانتخابات مزورة، ورشاوى وابتزاز، وجنس، وجرائم قتل. هم يلعبون لعبة قديمة قدم الإمبراطورية، ولكنها اتخذت أبعادا جديدة ومرعبة خلال هذه المرحلة من العولمة.

في حالة بيركنز، لقد تم التعاقد معه كخبير اقتصادي لشركة استشارية دولية هي شاس. ت. مين أي شركة (MAIN).

قيل له في اجتماعات سرية مع "مستشار خاص" للشركة هي كلودين مارتن أن لديه هدفين أساسيين:

كان من المفترض أن يقوم بتبرير قروض ضخمة للبلدان. ومن شأن هذه القروض أن تموّل مشاريع هندسية وإنشائية كبرى، سيكون من المقرر أن تقوم بها شركة مين وغيرها من الشركات الأمريكية الكبرى مثل شركة بكتل، هاليبرتون، ستون وبستر وبراون اند روت.

كان من المفترض أن تساعد هذه القروض على إفلاس البلدان التي تلقت هذه القروض بعد أن يتم الدفع للشركات الأمريكية المعنية. وهذا من شأنه التأكيد على أن هذه الدول سوف تبقى في قبضة الدائنين، وعندئذ تكون هدفا سهلا للولايات المتحدة عند حاجة الأخيرة للقواعد العسكرية، أو للأصوات في الأمم المتحدة أو للحصول على الموارد الطبيعية مثل النفط.

كانت مهمة بيركنز تتمثل في إنتاج توقعات النمو الاقتصادي التي من شأنها أن تخلق الأساس لمجموعة متنوعة من المشاريع الكبرى.

إذا قررت الولايات المتحدة تقديم المال لبلد ما (من أجل إقناع قادتها بعدم التحالف مع روسيا، على سبيل المثال)، فإن بيركنز سيقوم بمقارنة الفوائد الاقتصادية من المشاريع المختلفة مثل محطات توليد الطاقة أو أنظمة الاتصالات السلكية واللاسلكية. وسيقوم بإعداد تقارير تُظهر النمو الاقتصادي الذي سيحصل عليه البلد من هذه المشاريع. وتكون توقعات النمو الاقتصادي هذه مرتفعة جدا بما يكفي لتبرير القروض. خلاف ذلك، لن يتم صرف هذه القروض.

وكان الناتج القومي الإجمالي (GNP) دائما العامل الأكثر أهمية في هذه التوقعات الاقتصادية. المشروع الذي سيتم اختياره هو الذي يتوقع أن يزيد الناتج القومي الإجمالي. في الحالات التي يكون فيها هناك مشروع واحد فقط مطروح للمناقشة، فإن هذا المشروع يحتاج إلى إثبات أن من شأنه أن يفيد كثيرا الناتج القومي الإجمالي.

لحسن حظ القاتل الاقتصادي، فإن أرقام الناتج القومي الإجمالي يمكن أن تكون خادعة جدا. على سبيل المثال، قد يحصل نمو في الناتج المحلي الإجمالي حتى عندما يستفيد شخص واحد فقط، مثل فرد يملك شركة معينة، في حين أن كاهل غالبية السكان مثقل بالديون"

كان المقصود من كل هذه المشاريع تحقيق الارباح الطائلة للمقاولين.

إن شركات الهندسة والبناء الأمريكية المعنية سوف تضمن ثروات هائلة. وفي الوقت نفسه، فإن عددا قليلا من العائلات الغنية والقيادات المؤثرة في البلدان المستقبلة سوف تصبح سعيدة جدا وغنية جدا بفضل هذه القروض. وسوف تتعزّز السلطة السياسية لقادة هذه الدول أيضاً لأنهم سيكون لهم الفضل – كما يتصورون - في جلب المجمعات الصناعية، ومحطات الطاقة والمطارات لشعوبهم.

ولكن المشكلة هي أن هذه البلدان ببساطة لا يمكنها معالجة ديون هذه القروض ومواطنيها الفقراء محرومون من الرعاية الصحية والتعليم والخدمات الاجتماعية الأخرى لعدة عقود في وقت تكافح فيه هذه الدول اقتصاديا للتغلب على ديونها الضخمة.

وفي الوقت نفسه، فإن تكتلات وسائل الإعلام الأمريكية الضخمة ستصور هذه المشاريع وكأنها فضل تقدمه الولايات المتحدة. والمواطنون الأمريكيون بشكل عام لن تكون لديهم صعوبة في تصديق هذه الرسائل، التي سوف تقودهم إلى إدراك أن هذه الأعمال هي أعمال غير أنانية وللمصلحة الدولية.

في نهاية المطاف، وبسبب الديون الكبيرة، فإن الولايات المتحدة سوف تصبح قادرة على الاستفادة من هذه البلدان في مواقف سياسية واقتصادية وعسكرية تفرضها عليها

وبطبيعة الحال، فإن الشركات الأمريكية المشاركة في تنفيذ هذه المشاريع المكلفة ستصبح ثرية للغاية.

الصورة رقم (2) :

جون بيركنز القاتل الاقتصادي ومؤلف الكتاب

دور الحكومة الأمريكية

_____________

القاتل الاقتصادي لا يعمل في الواقع لمنظمة رسمية تابعة لحكومة الولايات المتحدة مثل وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه). خطر مثل هذا الارتباط المباشر واضح.

 على سبيل المثال، إذا كان القاتل الاقتصادي يعمل على وضع البلاد في حالة المديونية إلى الولايات المتحدة والسبب الرئيسي هو مواقف عسكرية وسياسية مواتية ضد الاتحاد السوفياتي السابق مثلا، سيكون من المرجح جدا قيام السوفيت بعمل عسكري ضد الولايات المتحدة إذا تأكد لدى السوفيت أن هذا القاتل الاقتصادي يعمل لحساب الحكومة الامريكية. في الستينات، وجدت أمريكا وسيلة أفضل وهي استخدام قتلة اقتصاديين محترفين دون تورط مباشر من قبل واشنطن.

في مرحلة الستينات رأينا تمكّن وسطوة الشركات الدولية والمنظمات متعددة الجنسيات مثل البنك الدولي. هذا يسمح للحكومات والشركات والمنظمات متعددة الجنسيات بتكوين علاقات المنفعة المتبادلة. كانت وكالات الاستخبارات في الولايات المتحدة قادرة على استخدام هذه العلاقات لصالحها.

صارت المنظمات الحكومية الأمريكية مثل وكالة الأمن القومي (NSA) قادرة على البحث والعثورعلى قتلة اقتصاديين محترفين محتملين (كما فعلوا مع بيركنز) ومن ثم تخطط لاستئجارهم من قبل الشركات الدولية مثلMAIN.

لن يتم دفع أجور هذه الفئة من القتلة الاقتصاديين المحترفين من قبل الحكومة، بدلا من ذلك، فإنهم يستلمون رواتبهم من القطاع الخاص،  ونتيجة لذلك، فإن عملهم القذر، إذا ما تم كشفه، سيُعزى إلى جشع الشركات بدلا من سياسة الحكومة الأمريكية.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن الشركات التي استأجرت هؤلاء، على الرغم من أنها يُدفع لها من قبل الوكالات الحكومية ونظرائها من الشركات المصرفية المتعددة الجنسيات (بأموال دافعي الضرائب طبعا)، ستكون في منأى عن الرقابة في الكونغرس والمراقبة العامة، ومحمية من قبل مجموعة متزايدة من المبادرات القانونية، بما في ذلك العلامات التجارية، والتجارة الدولية، وقوانين حرية المعلومات.

قصة تجنيد بيركنز كقاتل اقتصادي

___________________

تزوّج بيركنز زميلة كلية سابقة في عام 1967. صديق جيد لوالدها، يشار إليه بـ "العم فرانك"، كان مسؤولا تنفيذيا كبيرا في قيادة وكالة الأمن القومي.

تولى العم فرانك فورا رعاية بيركنز وأبلغه أن وظيفة في وكالة الأمن القومي ستجعله مؤهلا للحصول على مشروع التأجيل، وهذا يعني انه يمكنه تجنب القتال في حرب فيتنام.

بعد مقابلات مكثفة مع وكالة الأمن القومي، عُرضت على بيركنز وظيفة، لكنه رفضها كي ينضم إلى فيلق السلام. والمثير للدهشة، أن العم فرانك دعم مثل هذا القرار إلى حد كبير لأنه يعني أن بيركنز سوف تُتاح له الفرصة للذهاب الى الاكوادور والعيش مع السكان الأصليين في منطقة الأمازون.

في فيلق السلام هذا في الإكوادور اتصل نائب رئيس شركة شاس. ت. مين ، ببيركنز للعمل في شركة مين. وأوضح الرجل أنه يتصرف في بعض الأحيان بمثابة مستشار لوكالة الأمن القومي، الأمر الذي جعل فرصة العمل هذه حلا مثاليا لبيركنز، الذي كان ينوي قبول العمل في وكالة الأمن القومي عندما تنتهي جولته مع فيلق السلام.

لدى عودته إلى الولايات المتحدة، تم التعاقد مع بيركنز كخبير اقتصادي لشركة مين. وقيل له إن العمل الرئيسي لهذه الشركة هو هندسة المشروعات، ولكن أكبر عميل للشركة، وهو البنك الدولي، أصرّ على أن الشركة تحتفظ باقتصاديين يعملون من أجل إنتاج التوقعات الاقتصادية الحاسمة المستخدمة لتحديد الجدوى وحجم المشاريع الهندسية في البلدان النامية بما يكفل إيقاعها في مصيدة ديون البنك الدولي.

بعد وقت قصير من التعاقد معه، تم تدريب بيركنز بصورة سرّية من قبل "كلودين مارتن"، وهي مستشار خاص لشركة مين. كانت مارتن هي التي أوضحت لبيركنز ما هي طبيعة وظيفته الحقيقية

كانت مارتن هي التي أوضحت لبيركنز أنه صار الآن "قاتل اقتصادي"، وأنه بمجرد أن تقبّل هذا المنصب، فإنه لن يستطيع تركه أبدا.

تخريب الاقتصاد الأندونيسي

_________________

أول مهمة لبيركنز أخذته إلى اندونيسيا

كانت إندونيسيا بلدا غنيا بالنفط ووصفت بأنها "قطعة الأرض الأكثر سكانا على هذا الكوكب". وكانت مهمة بيركنز هي "إنتاج التنبؤات الاقتصادية المتفائلة جدا لهذا البلد، وتبيين أنه من خلال بناء محطات توليد الطاقة الكهربائية وخطوط التوزيع الجديدة، فإن اقتصاد البلاد سوف يتفجر وينتعش. ومن شأن هذه التوقعات أن تسمح للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID والبنوك الدولية بتبرير القروض الضخمة التي سوف تُفرض على البلاد، والتي سوف تُدفع للشركات الأمريكية لبناء هذه المشاريع.

في عام 1971، كانت اندونيسيا قد أصبحت أكثر أهمية للولايات المتحدة في حربها ضد الشيوعية. كان الانسحاب المُحتمل للولايات المتحدة من فيتنام قد جعلها قلقة من تأثير ستراتيجية قِطَع الدومينو التي تنتقل من بلد إلى آخر والوقوع تحت الحكم الشيوعي. كان يُنظر إلى اندونيسيا كمفتاح. إذا كان بإمكان الولايات المتحدة السيطرة على اندونيسيا (مع الديون التي ستتكبدها بفضل القروض لهذه المشاريع الضخمة)، فإانها تعتقد انها ستساعد في ضمان الهيمنة الأمريكية في جنوب شرق آسيا.

في حين أنه انفق ثلاثة أشهر في إندونيسيا لإجراء المقابلات ودراسة الإمكانيات الاقتصادية للبلاد، اطلع بيركنز على التناقض الحاد بين الأغنياء جدا والفقراء جدا في اندونيسيا. ففي حين كانت هناك دلائل على وجود اقتصاد يسعى للنمو في فنادق الدرجة الأولى والقصور المرفهة بالتأكيد، فإن بيركنز قد شهد شخصيا الجانب المأساوي من اندونيسيا حيث النساء والأطفال يستحمون في الماء القذر، ماء الصرف الصحي، والمتسولين الذين يملأون الشوارع.

كما التقى أيضا ببعض المواطنين الأصليين للبلاد وتعرّف على استيائهم من الجشع الأمريكي والإسراف الوحشي في وجه أطفالهم الذين يتضورون جوعا.

هذه اللقاءات القريبة مع الاندونيسيين البسطاء خلق صراعا لضمير بيركنز. وبدأ يتساءل عما إذا كانت الرأسمالية الأمريكية هي الإجابة الصحيحة حقا على مشكلات شعب اندونيسيا. وتساءل أيضا عمّا إذا إذا كان السكان ككل سوف تستفيد حقا من البنى التحتية التي أرادت الولايات المتحدة بناءها في إندونيسيا، أو أنها سوف لن تتخم سوى عدد قليل من الأثرياء الذين أصبحوا أكثر ثراء في حين أصبحت بقية البلاد أكثر فقرا ، بل وأكثر كرها للولايات المتحدة.

في الوقت الذي كان فيه بيركنز يجري دراساته في اندونيسيا تم تشجيعه من قبل رؤسائه على وضع توقعات عالية للنمو الاقتصادي فيها. لقد أخبروه أن معدلا للنمو الاقتصادي بمقدار 17% سنويا هو أمر متوقع. في نفس الوقت كان هناك خبير اقتصادي أكبر سنا منه يقدم توقعات اقتصادية للشركة نفسها (مين) هو هيوارد باركر. باركر أخبر بيركنز بأن لا يخضع لضغوط رؤسائه وان لا يشتروه في هذه اللعبة ، وأن لا يختلق مشروعات غير واقعية. وأخبره أيضا بأن مشروع كهربة البلاد لا يمكنه خلق نمو اقتصادي أكثر من 7 – 9 %.

تحفظات باركر أدّت إلى معارك ضمير إضافية داخل بيركنز. في نهاية المطاف ، أقنع نفسه بأن القرار لا يعود إليه فعليا بل لرؤسائه الذين سوف يختارون ببساطة بين توقعاته العالية وتوقعات باركر المنخفضة. وعندما تم تقديم المشروعات النهائية للرؤساء التنفيذيين في شركة مين أسعدت رؤساءه معدلات النمو العالية المختلقة التي توقعها (17 – 20%) في حين جاءت توقعات باركر بحدود 8%.

تمّ فصل باركر فورا في حين تمت ترقية بيركنز إلى منصب كبير الاقتصاديين في شركة مين وحصل على مكافأة كبيرة.

صفقة في بنما

________

في عام 1972، أُرسل بيركنز إلى بنما لعقد صفقة تنمية كبرى للبلاد تضطلع بها شركة مين.

"هذه الخطة ستخلق مبررا للبنك الدولي وبنك التنمية الأمريكي والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لاستثمار مليارات الدولارات في قطاعات الطاقة والنقل والزراعة لهذا البلد الصغير والحيوي. ولكنها كانت في الحقيقة خطة لجعل بنما مدينة أبد الدهر ويعود الأمر بعد ذلك بطبيعة الحال إلى حكومتها الدمية".

ومن جديد، شاهد بيركنز الفارق الهائل بين الفقراء والأثرياء. 

ومع ذلك، في بنما، كانت الفروق أكثر تطرفا في منطقة واحدة، هي منطقة القناة. في منطقة القناة، يعيش الأمريكيون في البيوت الجميلة ويتمتعون بملاعب الغولف وبأسواق من الدرجة الأولى

الخارج للتو من منطقة القناة، يجد المواطنين في بنما يعيشون في أكواخ خشبية ووسط فيضان مياه الصرف الصحي. هذه الاختلافات القاسية خلقت مستويات عالية من العداء بين الأمريكيين الذين يعيشون في منطقة القناة والسكان الأصليين في بنما. لم يكن من غير المألوف أن ترى رسائل مكتوبة على الجدران تطالب الولايات المتحدة بمغادرة بنما.

في زيارته، التقى بيركنز مع رئيس بنما القائد الكاريزمي، عمر توريخوس. كان بيركنز معجبا جدا بتوريخوس وأصبح صديقا لهذا القائد. كان توريخوس يدرك جيدا ممارسات القتلة الاقتصاديين ويعرف تماما كيف تُلعب اللعبة. كان يعلم انه يمكن ان يصبح رجلا ثريا جدا من خلال التعاون مع الشركات الأمريكية التي أرادت بناء مشاريع ضخمة في بلاده، لكنه كان قلقا حول فقدان بنما استقلالها وعدم العناية بالكثير من مواطنيه الذين يعيشون في فقر مدقع.

عقد توريخوس صفقة غريبة مع بيركنز وشركة مين. قال إنه يريد لبنما استعادة السيطرة على قناة بنما، ولذلك فهو يريد بناء قناة أكثر كفاءة؛ مستوى بحري دون أقفال من شأنه أن يسمح بمرور سفن أكبر، وأن اليابانيين، وهم أكبر عملاء القناة، مستعدون لتمويل هذا المشروع، الذي من شأنه أن يُغضب مجموعة شركة بكتل Bechtel.

كانت شركة بكتل مرتبطة ارتباطا وثيقا بريتشارد نيكسون، وجيرالد فورد والمجرم جورج بوش الأب.

كان عمر توريخوس معنيا بأن هذه الإجراءات قد ترسل إشارات خاطئة دوليا. قال إنه يريد أن يؤكد للعالم أن بنما تتصرف كدولة مستقلة، ولا تملى عليها توجيهات من روسيا أو الصين أو كوبا. وقال انه لا يريد أن يُنظر إلى بنما على أنها ضد الولايات المتحدة. بدلا من ذلك، قال انه يريد أن يعرف العالم أن هذه الإجراءات ببساطة هي لحماية حقوق الفقراء في بنما.

لم يكن توريخوس يرغب في الاستثمار في مشاريع التنمية الضخمة في مجال الكهرباء والنقل والاتصالات في بنما، لكنه اراد ان يتأكد من ان هذه المشاريع ستفيد بلاده بأكملها، بما في ذلك أولئك الذين يعيشون في فقر مدقع. يتطلب ذلك مبالغ ضخمة من المال من البنك الدولي وبنك التنمية للبلدان الأمريكية. كان توريخوس قلقا من أن التزامه بإرجاع القناة سيثير غضب كبار المسؤولين في شركة بكتل لدرجة أن من شأنه أن يجعل من المستحيل تقريبا تحقيق خططه في تنفيذ هذه المشاريع.

لذلك، عقد توريخوس صفقة مع بيركنز وشركة مين. وقال لبيركنز أنه إذا استطاع تأمين التمويل لهذه المشاريع، فإن شركة مين ستحصل على جميع المشروعات التي تتضمنها خطة التنمية الكبرى هذه.

وافق بيركنز على الصفقة، وسوف يقوم توريخوس بتفعيل العطاءات".

الصورة رقم (3) :

غلاف الترجمة العربية للكتاب

استرجاع ثروات المملكة العربية السعودية

_________________________

وردا على قوة الشركات النفطية العالمية، التي تعاونت لخفض أسعار النفط، شكلت مجموعة من الدول المنتجة للنفط منظمة أوبك في الستينات.

أصبح تأثير أوبك كبيرا وصارت قادرة على التأثير في الاقتصاد العالمي بوضوح من خلال الحظر النفطي عام 1973. وكان هذا الحصار نتيجة لدعم الولايات المتحدة لـ "إسرائيل" عندما شنت مصر وسوريا حرب تشرين.

مع تقديم الولايات المتحدة لـ "إسرائيل" المزيد من المساعدات المالية، فرضت المملكة العربية السعودية ودول عربية منتجة للنفط أخرى حظرا شاملا على شحنات النفط المتجهة إلى الولايات المتحدة. وعلى الرغم من أن هذا الحصار لم يدم طويلا، فإن تأثيره كان كبيرا حيث قفزت أسعار النفط السعودي من 1.39 دولار للبرميل يوم 1 يناير 1970 إلى 8.32 دولار في 1 يناير 1974.

ونتيجة لذلك، أصبح وول ستريت وواشنطن مهووسين بحماية إمدادات النفط الأمريكية واضطرت الولايات المتحدة إلى الاعتراف بأهمية المملكة العربية السعودية بالنسبة إلى اقتصادها.

"بالنسبة للمملكة العربية السعودية، كان الدخل الإضافي من النفط الناتج عن ارتفاع الاسعار نعمة ونقمة."

"فجأة، جرى استبدال المعتقدات الدينية المحافظة في البلاد بمشاعر مادية".

اعترفت واشنطن بهذا التغيّر وبدأت التفاوض مع المملكة العربية السعودية لضمان أن لا يكون هناك حظر للنفط من هذه البلاد مرة أخرى. وكانت نتيجة هذه المفاوضات لجنة الولايات المتحدة والعربية السعودية الاقتصادية المشتركة، والمعروفة باسم JECOR. وكان هذا الاتفاق غير مسبوق وعلى العكس من القاعدة السائدة، حيث كانت البلدان تقوم بالاقتراض من الولايات المتحدة حتى لا يمكن أبدا أن تخرج من هذا الدَيْن. بدلا من ذلك، اعتمدت هذه الاتفاقية على استثمار اموال السعودية الخاصة لتوظيف الشركات الأمريكية لبناء البلاد.

أرادت الولايات المتحدة من المملكة العربية السعودية ضمان الحفاظ على إمدادات النفط بأسعار تكون مقبولة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها. بسبب إمدادات النفط الهائلة في المملكة العربية السعودية، فإن هذا من شأنه ضمان حماية الولايات المتحدة حتى لو هددت دول أخرى بالحظر النفطي. في مقابل هذا الضمان، عرضت الولايات المتحدة على السعودية الالتزام بتوفير الدعم السياسي والعسكري الكامل (هذا من شأنه أن يضمن أن العائلة المالكة سوف تستمر في الحكم في المملكة العربية السعودية).

ستكون الحالة هي أن يقوم السعوديون بشراء السندات المالية للحكومية الأمريكية بأموال البترودولار ، وسوف تُمنح الفوائد المترتبة على هذه السندات المالية للشركات الأمريكية لتحويل المملكة العربية السعودية إلى قوة صناعية حديثة.

عمل بيركنز كمستشار في المراحل الأولى من هذه المفاوضات

وكانت وظيفته تتمثل في :

"تطوير التوقعات لما يمكن أن يحدث في المملكة العربية السعودية إذا تم استثمار مبالغ طائلة من المال في بنيتها التحتية، ورسم سيناريوهات لانفاق تلك الاموال".

قيل له أن مهمته ليس من شأنها فقط أن تحقق أرباح ضخمة لشركة مين فقط، ولكنها سوف تنعكس أيضا على الأمن القومي الأمريكي.

كانت هذه وظيفة مختلفة لبيركنز. لم يكن الهدف النهائي تحميل المملكة بعبء ديون لا يمكن أبدا سدادها، ولكن بدلا من ذلك "التأكد من أن جزءا كبيرا من عائدات النفط تجد طريقها إلى الولايات المتحدة". في الأساس، كانت هناك حاجة أن تقوم شركة مين وشركات أمريكية أخرى بإقناع المملكة العربية السعودية بأهمية وفوائد تحويل بلادهم إلى دولة أكثر حداثة.

وهذا من شأنه في نهاية المطاف جعل المملكة العربية السعودية أكثر اعتمادا على الشركات الأمريكية وجعل هذه الشركات ثرية للغاية.

من جانبه، أقتنع بيركنز – كما يقول في اعترافاته - لاعباً رئيسياً ضمن آل سعود، رجل يسميه الأمير دبليو Prince W، بأن هذه المشاريع سوف تفيد بلاده وكذلك تفيده شخصيا. كان قادرا على إقناع الأمير دبليو عن طريق جعل عاهرة جميلة تعيش مع الأمير. بيركنز، من خلال هذا الترتيب، كان قادرا على كسب ثقة الأمير وأقناعه بقيمة الصفقة.

أخيرا، تمت الموافقة على الحزمة بأكملها من قبل العائلة المالكة في المملكة العربية السعودية وشركة مين التي كوفئت بواحد من أول العقود المُربحة للغاية، والتي كانت تُدار فعليا من قبل وزارة الخزانة في الولايات المتحدة الأمريكية.

"الاتفاق بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية غيّر المملكة عمليا بين عشية وضحاها."

كما انه مثل البداية لعلاقة مستمرة بين آل سعود، وعائلة بن لادن وعائلة بوش، والتي استفادت بصورة هائلة من الناحية المالية بفضل هذه الصفقة.

وبموجب هذه الاتفاقية، وضع السعوديون عائدات النفط في سندات الخزانة الأمريكية. وزارة الخزانة تدفع الفائدة على هذه السندات مباشرة إلى شركات أمريكية مفضلة، تربطها عقود لتحديث البنية التحتية في المملكة العربية السعودية. وفي المقابل تستخدم حكومة الولايات المتحدة نفوذها السياسي والعسكري للحفاظ على العائلة المالكة السعودية في السلطة.

صراع مع ضميره: التخريب في كل مكان

_______________________

رأى بيركنز مسيرته تتصاعد عندما تمت ترقيته مرة أخرى وأصبح أصغر شريك في تاريخ شركة مين . 

لقد أصبح مسؤولا عن المشاريع الكبرى في جميع أنحاء العالم مع حصوله على راتب ضخم في بلاده. ومع ذلك، لم يتوقف بيركنز عن الصراع مع ضميره بسبب النتائج السلبية التي كان يعتقد أنه يسببها للناس باعتباره قاتلا اقتصاديا.

في عام 1978 و 1979، أصبحت عواقب بناء إمبراطورية القتلة الاقتصاديين واضحة لبيركنز من خلال ما رآه يحدث في إيران.

في حين أن الولايات المتحدة دعمت الشاه، كانت النتائج مدمّرة حيث أدت إلى الحروب الطبقية والعداء المستمر تجاه سلطة الشركات التي يجري ترسيخها في إيران. وكان بيركنز يرى هذا العداء مباشرة في العديد من البلدان التي كان قد ساعد في خلق حالات مماثلة من خلال ممارساته كقاتل اقتصادي.

يكره مواطنو هذه الدول سياسة الولايات المتحدة ويلومونها على قادتهم الفاسدين وحكوماتهم الاستبدادية. في إيران، تصاعد الوضع وأدى إلى فرار الشاه من البلاد، وقام الإيرانيون باقتحام السفارة الامريكية وأخذ 52 رهينة.

ثم أدرك بيركنز تماما أن "الولايات المتحدة هي أمة تعمل على إنكار الحقيقة حول دورها الامبريالي في العالم"، وطغى عليه الشعور بالذنب بسبب دوره في هذه الحركة العالمية

غرق بيركنز في مشاعر الاكتئاب واستقال من منصبه في شركة مين في عام 1980.

المخابرات الأمريكية تغتال الرئيس البنمي بعد أن استعاد القناة

____________________________________

استمر تأثير دور القاتل الاقتصادي المحترف في مطاردة  بيركنز حتى بعدما بدأ شركته الخاصة (وهي شركة تلتزم بإنتاج كهرباء صديقة للبيئة)، حيث قدم استشارات خاصة لشركة مين وغيرها من الشركات، وأصبح يشارك مع منظمات غير ربحية في جهودها لمساعدة السكان الأصليين في أمريكا اللاتينية.

في عام 1981، أصيب بيركنز بالانزعاج الشديد بسبب وفاة صديقه زعيم بنما، عمر توريخوس. ويعتقد بيركنز أن موت توريخوس "في حادث تحطم طائرة كان اغتيالا دبّرته كالة المخابرات المركزية بسبب مواقفه حول قناة بنما (لقد حقق توريخوس هدفه باستعادة القناة)، وعدم رغبته في التعاون مع الشركات الأمريكية.

تم استبدال توريخوس بمانويل نورييغا، الذي "أصبح رمزا للفساد والانحطاط".

في نهاية المطاف، في عام 1989، هاجمت الولايات المتحدة بنما ودمّرتها (لمزيد من التفاصيل راجع الحلقة (11) مأساة بنما : تغتال الرئيس الشريف وتعتبر الرئيس المحتال "نوريغا" ديمقراطياً ! كيف تتحكم شركة "بكتل" في السياسة الأمريكية ؟)

وتمت إعادة إعتبار أسرة أرياس والأوليغارشية السابقة لتوريخوس، التي كانت بمثابة دمى للولايات المتحدة من الوقت الذي سُرقت فيه بنما من كولومبيا حتى تولى توريخوس السلطة.

فشلت اللعبة مع صدام حسين فغزوا بلاده وأسقطوه

____________________________

كما شاهد بيركنز عن كثب وطوال عقدي الثمانينات والتسعينات كم حاولت الولايات المتحدة الحصول على العراق في عهد صدام حسين من خلال بيعه السيناريو الذي وضعه القتلة الاقتصاديون كما فعلت المملكة العربية السعودية من قبل. لكن صدام حسين رفض. وعندما غزا الكويت، لم تهدر الولايات المتحدة سوى القليل من الوقت وهاجمت العراق. فشل القتلة الاقتصاديون المحترفون مرة أخرى في جهودهم في التسعينات ، فقامت الولايات التحدة بغزو العراق في عام 2003.

ووفقا لبيركنز، كان الأمريكان يريدون جعل الاتفاق السعودي نموذجا للعراق، ولكن صدام حسين رفض اللعب - وهو ما يفسر لماذا كان المجرم جورج دبليو بوش مصرا على غزو العراق لعزل صدّام من منصبه. كانت الحرب مجرد وسيلة مختلفة لتحقيق نفس النتيجة. تم نقل السيطرة الفعلية على احتياطيات النفط العراقية إلى يد الولايات المتحدة. تلقت شركة بكتل، وهاليبرتون وغيرها من الشركات المقربة من بوش مليارات الدولارات في عقود جديدة.

بدأ بيركنز بكتابة اعترافات قاتل اقتصادي في مناسبات عدة، لكنه توقف بسبب الرشاوى أو التهديدات. ولكن بعد هجمات 11/9، أدرك بيركنز أنه لم يعد قادرا على الانتظار وشعر بانه آن الأوان لفضح هذه الممارسات والنتائج المدمرة التي خلقتها.

مصادر هذه الحلقات

____________

مصادر هذه الحلقات عن صندوق النقد الدولي والبنك الدولي سوف تُذكر في الحلقة الأخيرة.

 

 

تاريخ النشر

15.07.2016

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

15.07.2016

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org