<%@ Language=JavaScript %> د. حسين سرمك حسن موسوعة جرائم الولايات المتحدة :(58) الولايات المتحدة راعية الإرهاب في الشيشان (القسم الثاني)

 

 

 

موسوعة جرائم الولايات المتحدة :(64)

 

 الولايات المتحدة راعية الإرهاب في الشيشان

 

(القسم الثاني)

 

 

 

ترجمة وجمع وإعداد : د. حسين سرمك حسن

بغداد المحروسة – 2015/2016

 

(إرهابي شيشاني ومطلوب من الإنتربول محمي من العواصم الغربية- عمّ المتهمّين بتفجيرات بوسطن متزوج من ابنة مسؤول بارز في الـ CIA ، والكل يتشاركون في الفساد المالي-  أخطبوط الإرهاب والفساد المالي واحد ومركزه بريجنسكي- عودة إلى العم رسلان : انفضاح علاقة الـ CIA بالإرهاب في الشيشان-  صلة غراهام فوللر بالـ  CIA- السؤال المركزي هو من هو غراهام فوللر؟- فضيحة أخرى : تامرلان إبن أخ رسلان والمتهم بتفجيرات بوسطن متزوّج من أمريكية لها علاقة بالـ CIA- يداً بيد – الـ CIA ومنظمة الجمجمة والعظام- مجرّد مصادفة ؟- الصحفيّة الشجاعة "سيبيل إدموندز" ومؤامرة أسلمة آسيا الوسطى: فوللر، رسلان، فتح الله غولن، والإرهاب التركي والشيشان-  غراهام فوللر يمنح اللجوء للإرهابي التركي فتح الله غولن في الولايات المتحدة- لماذا تريد الـ CIA والوكالات الأمريكية السيطرة على آسيا الوسطى؟-  ملحق (1) : لعبة حق تقرير المصير : الولايات المتحدة تستعمل "حق تقرير المصير" غطاء للإرهاب وحماية المافيا الشيشانية -  لا يهم واشنطن نوع القيادات .. المهم هو الدولارات-  إرهابيو الشيشان شاركوا في تمزيق يوغوسلافيا حسب المخطط الأمريكي-  السياسة الغربية تبارك "المجاهدين" الشيشان حتى لو ذبحوا 186 طفلاً !- الولايات المتحدة وبريطانيا تمنحان اللجوء السياسي لأشرس الإرهابيين الشيشان-  استنتاج- ملاحظة عن هذه الحلقة- ملاحظة عن هذه الحلقات)

إرهابي شيشاني ومطلوب من الإنتربول محمي من العواصم الغربية

______________________________________

برقية سرّية أخرى تقدم تفصيلات عميقة عن الدعم الأمريكي والبريطاني والنرويجي للقائد الشيشاني المنفي "أحمد زاكاييف" الصديق المقرّب لرجل المال الروسي – الإسرائيلي "بوريس بيريزوفسكي". برقية سرية أخرى في 29 تموز 2009، من السفارة الأمريكية في أوسلو تقتبس قول رئيس دائرة روسيا في وزارة الخارجية النرويجية "أود سكاغيستاد" ، كما قال للسفارة الأمريكية هناك بأن زاكاييف كان "ممثلاً شرعياً ليس للمجتمع الشيشاني في المنفى فحسب ، بل للشيشانيين في روسيا، بالرغ من من أنه أضاف قائلاً "إن زاكاييف موجود على قوائم الإنتربول المحتلفة" لاتهامه بالأعمال الإرهابية، وأوضح أن وكالة المخابرات النرويجية أهملت طلب الإنتربول بالقبض عليه ، وسمحت له بزيارة النرويج من قصره في منفاه بلندن.

برقية أوسلو أوضحت أيضاً أن رئيس هيئة سلام الشيشان النرويجي "إيفار أموندسن" قد التزم الصمت حول نشاطات زاكاييف، وأنه كان صديقاً حميماً للمنشق الروسي ضابط المخابرات الروسية "ألكسندر ليتفينينكو". حصل زاكاييف أيضاً على دعم من حكومات الدنمارك وفنلندا وجمهورية الشيك حيث تضم مجتمع شيشاني نشيط في المنفى. مركز كافكاز Kavkaz Center في هلسنكي بفنلندا خصص موقعاً مناصرا لإمارة القوقاز يقدم خدمات علاقات عامة مهمة لقائد خلية الإمارة الإرهابية "دوكو أوماروف" في جنوب روسيا.

عمّ المتهمّين بتفجيرات بوسطن متزوج من ابنة مسؤول بارز في الـ CIA ، والكل يتشاركون في الفساد المالي

_________________________________________

"رسلان زايندي تسارناييف" عمّ تامرلان وجوهر الشقيقين المتهمين بالتفجيرات ، والساكن في ميريلاند، أسّس منظمة "كونغرس الشيشان العالمية Congress of Chechen International Organizations.”، في 17 آب 1995 في ماريلاند وكولومبيا. وهو خريج كلية القانون في جامعة ديوك في ولاية كارولينا، وعمل في المنظمة الأمريكية للتنمية العالمية  USAID في كازاخستان والبلدان الأخرى لتهيئتها للمؤسسات الرأسمالية التي تحوم حول المنطقة.

والغريب هو أن عنوان منظمة كونغرس الشيشان العالمي الذي أعطاه رسلان وهو 11114 Whisperwood Lane, in Rockville Maryland مُثبت في سجل مؤسسة ماريلاند، وظهر أنه نفس عنوان "غراهام فولر". وغراهام فولر هو موظف في الـ CIA يتحدث الروسية، وعمل كرئيس لمحطة الوكالة في كابول ونائباً لرئيس مجلس المخابرات القومي خلال الثمانينات عندما حصلت فضيحة إيران كونترا التي تورط فيها فولر بدرجة كبيرة. كان فولر عنصرا فاعلاً في النشاطات التي تقوم بها مؤسسة جيمس تاون، وبضمنها مؤتمر رئيسي في 29 تشرين الأول 2008 عنوانه "تركيا والقوقاز بعد جيورجيا" .

إبنة فولر "سامانثا أنكارا فولر" – اسمها الوسطي يشير إلى عمل أبيها السابق في أنقرة - ذات جنسية انكليزية أمريكية مزدوجة تعمل مديرة لشركة إنسورس إنرجي Insource Energy, Ltd. البريطانية ، مملوكة من قبل كاربون ترست Carbon Trust ، شركة غير ربحية "مهمتها تسريع الحركة نحو اقتصاد قليل الكربون". وحسب قسم التظيم المالي في بنك إنكلترا، فإن إسم سامانثا أنكارا فولر السابق هو "السيدة سامانثا أنكارا تسارناييف" . كانت زوجة "رسلان تسارناييف" أي زوجة عم سابقة للشقيقين المتهمين بتفجيرات ماراثون بوسطن. تزوّجته في بداية التسعينات، بينما كانت في الكلية في شمال كارولينا تدرس تمويل الشركات الذي درسته ايضاً في جامعة ستوكهولم ثم في هونغ كونغ، وهو في كلية القانون في دوك. في وقت زواجها من رسلان تسارناييف كان فولر مستشار استثمار في بنك درسدن وبنك مورغان بانكلترا وشركة مورغان للأوراق المالية، وبنك مورغان تشاس ، حسب سجل الخدمات المالية في بريطانيا.

الصورة رقم (1) الخلطة العجيبة بين الإرهاب الشيشاني والـ CIA

Description: fuller_family-c526d

أخطبوط الإرهاب والفساد المالي واحد ومركزه بريجنسكي

_________________________________

رسلان تسارناييف كان نائب رئيس مؤسسة بيغ سكاي إنرجي Big Sky Energy Corporation ، مقرها في كندا، ومقر المؤسسة الرئيسي في أركنساس بالولايات المتحدة.   

سجلات محكمة شمال كارولينا تكشف أن رسلان تزوج في شمال كارولينا عام 1995، وهي السنة التي أسّس فيها رسلان منظمة كونغرس الشيشان العالمية في واشنطن وماريلاند، وطلق عام 1999. ومن المهم معرفة أن المؤسسة التي سُجّلت فيها منظمة مؤتمر الشيشان العالمية في واشنطن كانت برينتايس – هال Prentice-Hall. هذه المؤسسة Prentice-Hall تملكها بيرسون Pearson ، مؤسسة نشر وتعليم مقرها في لندن، وتملك الفايننشيال تايمز Financial Times و50% من مجموعة الإيكونومست. في 1986، اشترت مجموعة الإيكومونست مؤسسة الأعمال العالمية في نيويورك، وهي شركة واجهة للـ CIA عمل فيها الرئيس باراك أوباما كمستخدم من 1983 إلى 1984، وأعدّ عنها ملفاً لوحدة المعلومات في الإيكونومست.

العم الآخر للشقيقين المتهمين، ألفي تسارناييف، في ماريلاند، ليس بعيداً عن بيت شقيقه رسلان، متعاطف مع منظمة شيشانية أخرى في المنفى، مؤسسة التحالف الجمهوري الشيشاني في الولايات المتحدة. المنظمة مُسجلة كمنظمة خيرية مهتمة بالتطور الاقتصادي العالمي. وقد سجلها الموظف المسؤول في سجلات الموارد الداخلية في الولايات المتحدة باسم "ليوما أوسمانوف".

في كتاب "السلطة والغاية: سياسة الولايات المتحدة تجاه روسيا بعد الحرب الباردة" لجيمس غولدغير ومايكل مكفول، الأخير ناشط من المحافظين الجدد هو سفير الولايات المتحدة في روسيا يتدخل بصورة مباشرة في الشؤون الروسية لإسقاط الرئيس فلاديمير بوتين من السلطة ويحرّك المتطرفين السياسيين والدينيين والانفصاليين في الاتحاد الروسي. وحسب هذا الكتاب، فإن مستشار الأمن القومي السابق زبنغيو بريجنسكي هو ممول "ليوما أوسمانوف" في الولايات المتحدة : بريجنسكي ساعد في تأسيس وتمويل ممثلية الشيشان في الولايات المتحدة برئاسة أوسمانوف.

جماعة أخرى مقرها في الولايات المتحدة تناصر حركة الشيشان بغض النظر عن وجود الاتجاهات الإرهابية، هي اللجنة الأمريكية للسلام في القوقاز، تُعرف سابقاً باسم اللجنة الأمريكية للسلام في الشيشان، تأسّست في عام 1999 من قبل بيت الحرية، وبيت الحرّية هي جماعة من الجناح اليميني في الحرب الباردة يموّلها الوقف القومي للديمقراطية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية  USAID. دافعت اللجنة عن اللجوء السياسي في الولايات المتحدة لوزير خارجية الشيشان الأسبق إياس أخمادوف، المتهم بالروابط الإرهابية. عملت هذه اللجنة وبيت الحرية مع مؤسسة جيمس تاون، التي تأسّست في 1984 من قبل مدير الـ CIA ويليام كيسي، مع منشقين من مستوى عال من الاتحاد السوفيتي، رومانيا، بولندا وتشيكوسلوفاكيا.

في 17 تشرين الأول 2008، برقية سرّية من السفارة الأمريكية في موسكو تحدّد الأولويات لـ  USAID والمنظمات غير الجكومية في عملياتهما في شمال القوقاز. توضح البرقية أن برنامج شمال القوقاز كان نشيطاً في أوستيا الجنوبية وجمهورية قبردينو – بلقاريا ويعمل بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية المحلية. كما توضح جهاراً أن مهمة USAID في شمال القوقاز هي "تحقيق مصالح الولايات المتحدة الحيوية". حدّدت USAID "المناطق الساخنة" وتشمل: الشيشان، إنغوشيا، ومنطقة إلبروز في قبردينو – بالقاريا. ويركز برنامج USAID لشمال القوقاز على أربع مناطق أساسية : الشيشان، إنغوشيا، أوستيا الشمالية وداغستان، مع خمس جمهوريات أخرى.

شبكة USAID من المنظمات غير الحكومية مُحدّدة في هذه البرقية أيضاً. وهذه المنظمات غير الحكومية هي : لجنة الإنقاذ العالمية، رؤيا عالمية، كيستون، صندوق الأطفال في أوستيا الشمالية، مركز التمويل الروسي، اليونيسيف، مركز موارد المنطقة الجنوبية، مركز السياسة المالية، مركز المشروعات الخاصة العالمي، معهد الاقتصاديات الحضرية، إيمان - أمل – وحب، لجنة الصليب الأحمر الدولية، وغيرها الكثير . والكثير من هذه المنظمات لديها ارتباط وثيق بالـ CIA ، خصوصاً لجنة الإنقاذ العالمية ورؤيا عالمية.

إن المصالح المرتبطة بماراثون بوسطن والإرهاب في روسيا تحركها سلسلة من المنظمات غير الحكومية، إلى شركات الواجهة للـ CIA ووكالات التغطية اللارسمية، ووكالات المخابرات الأجنبية، وشركات النفط الغربية. 

عودة إلى العم رسلان : انفضاح علاقة الـ CIA بالإرهاب في الشيشان

_______________________________________

من الأمور الغريبة والملغزة التي لم يتم تفسيرها (على الأقل ليس بصورة رسمية) عن الشخصين اللذين يُزعم أنهما نفذّا تفجيرات ماراثون بوسطن، هو وجود شخصية بارزة من الـ CIA في العائلة المباشرة للشقيقين المتهمين.

"رسلان تسارناييف" ، عمّ الشقيقين والمتحدث المفوّه، كان متزوجاً من "سامانثا أنكارا فوللر" حتى عام 2004. والد سامانثا هو "غراهام فوللر" ، الشخص البارز في الـ CIA الذي كان مهندس حركة المجاهدين الإسلاميين الأصوليين الأفغان ضد السوفيت. وهو أيضاً طرف أساسي في خلق شبكة الجهاد العالمية، عاملاً لصاح مصالح الـ CIA .

رسلان تسارناييف، الذي غيّر اسمه إلى رسلان تسارني، يعيش في منزل فاخر في ضاحية بثيسدا ماريلاند بواشنطن العاصمة . عمل في الماضي في شركات ترتبط بشركة ديك تشيني هالبيرتون، وكذلك كـ "مستشار" في كازاخستان مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID التابعة للخارجية الأمريكية والتي تعمل كواجهة للـ CIA . الأخوان جوهر تسارناييف وتامرلان تسارناييف ، متهمان بتفجيرات ماراثون بوسطن على الرغم من أنهما لم يثبت عليهما أي شيء في محاكمة قانونية، لديهما عمّ ، هو نفس العم الذي وافق على دفن بقايا أحد الشقيقين الذي قُتل. هذا العم كان متزوجاً من إبنة غراهام فوللر ، واحد من أكثر المخططين أهمية في  الـ CIA والذي يُعزى إليه استخدام الإرهاب الجهادي الإسلامي ضد الاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة وبعدها، على امتداد آسيا الوسطى، وبضمنها الشيشان وكازاخستان. مصادفة ، أليس كذلك؟ 

صلة فوللر بالـ  CIA

___________

اكتشاف الارتباط بين المسؤول البارز جدا في الـ CIA ، غراهام فوللر، بعمّ الأخوين المتهمين بتفجيرات بوسطن كان أكثر من شيء محرج لفوللر. لقد اتخذ فوللر خطوة لعميل محترف للـ CIA بإصدار إنكار عام. ففي مقابلة حصرية مع موقع إلكتروني معروف أنه تابع للـ  CIA هو  “Back Channel—Al-Monitor استنكر فوللر وبسرعة ربط وسائل الإعلام ارتباطه [أي فوللر] بالـ  CIA بعمّ المفجِّرَين: "ارتباطات مُحتملة بين رسلان والوكالة من خلالي هي أمر غريب" . ثم ذهب فوللر إلى الإعتراف بأن ابنته سامانثا كانت متزوجة من رسلان تسارناييف (تسارني) لـ 3 – 4 سنوات. الزوجان عاشا في بيته بماريلاند لمدة سنة تقريباً.

وتمادى فوللر في الكذب والتلفيق إلى حدّ الزعم بأن رسلان كان "مُصاباً بـ "حنين الوطن" للشيشان، وأن لغته الانكليزية كانت مهزوزة""، لكن بعد تفجيرات بوسطن ، قام رسلان بالتحدّث - بطلاقة وإنكليزية عالية متماسكة – في مؤتمر صحفي من بيته الأنيق في ماريلاند شاجباً ما قام به إبنا أخيه.

السؤال المركزي هو من هو غراهام فوللر؟

_______________________

والجواب هو واحد من أهم الأشخاص المؤثرين في الـ CIA خلال الثمانينات عندما أقنع مدير الـ CIA بيل كيسي وإدارة ريغان بتجنيد السلفيين المسلمين الأصوليين أو الجهاديين من السعودية وباكستان وبلدان أخرى ، وتدريبهم على تكتيكات حرب العصابات وإرسالهم إلى أفغانستان المحتلة من قبل السوفيت. لقد تمت تسميتهم بالمجاهدين.  وكان واحد من أشد هؤلاء المجاهدين شهرة هو شاب سعودي من أسرة ثرية جداً اسمه "أسامة بن لادن".

كان فوللر الشخص الأساسي في الـ CIA في إقناع إدارة ريغان بإرباك التوازن الذي كان قائماً بين طرفي حرب الثماني سنوات العراقية الإيرانية باستخدام "إسرائيل" كممر للأسلحة إلى إيران في ما أصبح يُعرف بعد ذلك بفضيحة إيران كونترا. وكذلك، في عام 1999، حوالي الوقت الذي عاشت فيه إبنته سامانثا وزوجها رسلان تسارني (أو تسارناييف) في بيته قرب واشنطن، دعا فوللر الذي كان نائب مدير المجلس القومي للمخابرت في الـ  CIA ، ثم اصبح مسؤولاً بارزاً في مؤسسة المحافظين الجدد راند RAND corporation المرتبطة بالبنتاغون وبالـ CIA ، إلى استخدام القوى الإسلامية لخدمة مصالح الولايات المتحدة في آسيا الوسطى. لقد قال :

"إن سياسة قيادة تطوّر المسلمين ومساعدتهم ضد أعدائنا قد عملت بصورة معجزة في أفغانستان ضد الروس. نفس السياسة مايزال من الممكن استخدامها لزعزعة ما تبقى من القوة الروسية ، وخصوصاً مواجهة الـتأثير الصيني في آسيا الوسطى".

وهذا بالضبط ما حصل في الشيشان بعدة مئات من الجهاديين المدربين من قبل الـ CIA وعناصر القاعدة الذين أرسلوا إلى الشيشان وداغستان وأجزاء أخرى من الاتحاد السوفيتي السابق، بالضبط من حيث أتى العم رسلان وابني أخيه تسارناييف إلى الولايات المتحدة. مصادفة، أليس كذلك؟

هل هي مجرد "مصادفة" أن عمّ الشابين المتهمين بتفجيرات بوسطن كان مرتبطاً بعلاقة زواج مع مسؤول الـ CIA البارز الذي دعا إلى استخدام الشبكات التي عُرفت لاحقاً بالقاعدة في آسيا الوسطى وبضمنها الشيشان حيث تمتد جذور الأخوين تسارناييف ؟  وكلّما تفحّص الباحثون المستقلون الدلائل المحيطة بتفجيرات بوسطن الإرهابية ، كلما تأكد أن وجهة نظر الحكومة الأمريكية حول الحادثة متهافتة وفاسدة. خذ صور تفجيرات ماراثون بوسطن الذي فبركته الإدارة الأمريكية : صورة مقربة لصبغ بلون أحمر مصمم ليبدو مثل الدم من رجل من المفترض أن ساقيه بترهما الإنفجار وتمزّق اللحم والعظم، صور لمتعاقدين أمنيين خاصّين يحملون حقائب ظهر كبييرة في منطقة الإنفجار تماماً بعد الأنجار ويتصلون بالشرطة ، تقارير من شهود العيان لشرطة تستخدم مكبرات الصوت لتخبر عدّائي الماراثون بأن هناك "تمرين إرهابي" يجري كاختبار في ذلك اليوم. كل تلك الأشياء الغريبة، مترافقة مع صلات العم رسلان بالـ CIA ، تقدم مجموعة من "المصادفات" غير المعقولة. أضف إلى ذلك أن الأخوين المتهمين بالتفجيرات لم تثبت إدانتهما أبداً، كما أنّ أمّهما مصرّة بصورة مطلقة على أن ولديها قد استخدموا كضحية لاتهامهما من قبل الحكومة الأمريكية (قريباً حلقة مستقلة وبالصور حول مسرحية تفجيرات ماراثون بوسطن المفبركة).

فضيحة أخرى :

تامرلان إبن أخ رسلان والمتهم بتفجيرات بوسطن متزوّج من أمريكية لها علاقة بالـ CIA

_______________________________________________

مثل عمّه رسلان ، لـ "تامرلان تسارناييف" زوجة أمريكية لها ارتباطات عالية بالمخابرات الأمريكية  هي : كاثرين راسل Katherine Russell 

الصورة رقم (2) الأمريكية كاثرين راسل زوجة تامرلان تسارناييف الشيشاني المتهم بتفجيرات بوسطن

 Description: كاثرين راسل زوجة تامرلان تسارناييف

طلبت كاثرين راسل مراراً الإنتماء إلى فيالق السلام الأمريكية، وقد تكون ارتبطت بالوكالة التي تقوم فيالق السلام بتغطيتها وهي الـ CIA.

من هي كاثرين راسل؟

وكالة المخابرات الأمريكية معروفة جيداً بأنها وكالة "عائلية" تتضمن "إرث" يُتوارث خصوصا في المواقع المهمة والحساسة. وكاثرين راسل يجب أن يُنظر إليها ضمن هذا الإطار. ولا أحد يعرف لماذا تمّ اهمالها بصورة تامة، ولم يحتك بها أي صحفي أو جهة إعلامية لمدة طويلة بعد التفجيرات التي اتهم بها زوجها. هل لأنها الزوجة المستهترة ، أم أنها القوّة المحركة التي ساقته إلى الجهاد – أو لأنها العين المكلفة بمراقبته ؟

إلى جانب الدلائل الموثقة التي تشير إلى أن الـ FBI كان على تواصل مع تامرلان تسارناييف لمدة 5 سنوات ، وأنه كان في منظمة غير حكومية تمثل واجهة للـ CIA ، وأن عمّه رسلان تسارناييف لديه روابطه القوية بمشروعات نفطية ستراتيجية من الناحية الجيوبوليتيكية في كازاخستان وآسيا الوسطى ، وكذلك جماعات الجريمة المنظمة في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، وكذلك بحصان طروادة الأمريكي الشهير المرتبط بالـ CIA وهي الجمعية الأمريكية للتنمية الدولية USAID.

ومن الغريب، أنه فقط في أيلول 2012، طلب الكرملين من الولايات المتحدة إغلاق مكتب USAID في موسكو، مع زعم الرئيس بوتين أن المنظمات غير الحكومية تُستخدم لخلق جماعات معارضة من مختلف الأشكال في روسيا، وأنها تُستخدم من قبل واشنطن لإزاحته عن السلطة.     

وارتباطاً بالموضوع الحاسم لنفط كازاخستان وأنبوب نفط حوض بحر قزوين وخط باكو – تبليسي – شيشان وكلها فيها رسلان تسارني الذي هو اللاعب الأساسي في تنظيم المجموعة القائدة التي تتذرّع بقضية الشيشان وهي اللجنة الأمريكية للسلام في الشيشان  American Committee for Peace in Chechnya (ACPC). . وأعضاء هذه اللجنة هم من المحافظين الجدد البارزين الذين يحتلون مواقع خطيرة في حملة "الحرب على الإرهاب".

نحن نعرف الآن أن هذه اللجنة قد أعيد تسجيل علامتها لتصبح اللجنة الأمريكية للسلام في القوقاز، وهي المنظمة التي عقدت حلقة دراسية حضرها تامرلان تسارناييف في صيف 2012 – نُظمت من قبل مؤسسة جيمس تاون – وهي واجهة أخرى للـ CIA وهي جزء من شبكة ضخمة يسيطر عليها "بيت الحرية" Freedom House (لجورج سوروس) وهذا البيت يرتبط بالـ CIA أيضا.

ومن الملاحظات المهمة جدا هي ان غراهام فوللر كان مثبتاً ضمن أوغاد الحكومة الأمريكية السرّية في معرض صور الصحفيّة التركية – الأمريكية "سيبيل إدموند" التي نشرتها على موقعها الإلكتروني ، وحسب تحقيقات الـ FBI  التي اطلعت عليها "سيبيل" عندما كانت تعمل كمترجمة في الـ FBI  .

يداً بيد – الـ CIA ومنظمة الجمجمة والعظام

_________________________

إن أخوية الـ CIA هي جماعة متماسكة يعتمد تماسكها على روابط عائلية موثوقة تنتقل في عروق الوكالة. نخبة جامعة "يال YALE" التي انتظمت في منظمة الجمجمة والعظام Skull and Bones تقدّم إطاراً شرعياً لدائرة سرّية من المطلعين المخابراتيين في الولايات المتحدة، التي يضم خريجوها اعضاء مجلس شيوخ ، ورؤساء ، ورؤساء سابقين للـ CIA، منهم الرئيس جورج بوش الأول والرئيس المدمن جورج بوش الثاني ، ووزير الخارجية الحالي جون كيري، ومالك مجلات تايم وفوتيون ولايف وسبورت إليوستراتد Time, Life, Fortune, and Sports Illustrated magazines، ومؤسس بنك مورغان ستانلي، وصاحب شركة فيدأكس FedEx وصاحب Blackstone Group.

الآن نستطيع أن نضيف اسم زوجة تامرلان تسارناييف الأنكلو – ساكسونية الغريبة المتحولة إلى الإسلام "كاثرين راسل" إلى الخلطة كشخص ذي مصلحة ، وعندها نستطيع طرح السؤال التالي : هل تم "تطويع" تامرلان وعمّه رسلان بطريقة ما .. من خلال زوجتيهما ذاتي الإرتباطات غير العادية ؟ وفي كل الأحوال ، فهي مصادفة أخرى لا تُصدّق تحيط بوجوه تفجيرات بوسطن. عائلة راسل أيضاً أسّست منظمة الجمجمة والعظام. فكائرين لديها صلة نسب بالـ  CIA في عائلتها . فالإسم راسل لعب دوراً مركزياً في الجمعيات الأمريكية السرّية، والكثيرون يعتقدون أنهم يترأسون واحدا من أكثر المنظمات تأثيراً في التاريخ الأمريكي.

فجمعية الجمجمة والعظام الخاصة بالصفوة في جامعة يال أسّسها ويليام هنتنغتون راسل (1809 – 1885) مع رفيق دراسته في ذلك الوقت "ألفونسو تافت". وجمعية الصفوة السرّية التي تحوز الملكية الفعلية لهذه الجمعية وصدّرت الجمعية إلى أعالي البحار كان اسمها "جمعية اعتماد راسل". وقد جاء ويليام هنتنغتون راسل كطالب ومريد للفيلسوف الألماني "جورج فردريك هيغل". كان راسل معجبا بوجه خاص بمفهوم "الأطروحة والطباق / الأطروحة المضادة" التي شكلت دعامة "الديالكتيك" الهيغلي الشهير، حيث الدولة مطلقة ، والافراد يُمنحون حرّياتهم استناداً إلى طاعتهم للدولة ، وحيث الصراع تسيطر عليه نخبة مثقفة من أجل إنتاج نتائج مُقرّرة سلفاً لتعزيز قبضة النخبة على السلطة. جاء الديالكتيك الهيغلي مؤخراً ليشكل الأنموذج خلف مفهوم ما سُمّي بـ "هجمة العلم الزائف أو المخادع false flag attack" المُتضمنة في  سيناريو "مشكلة – استجابة – حلّ" – حيث يمكنك خلق مشكلة من أجل إثارة استجابة الجمهور من دون معرفة الجمهور نفسه، ثم يُطرح حل كان جاهزاً ومُعدّاً سلفاً وينتظر متحفّزاً.

كان ويليام هنتنغتون راسل أيضاً إبن عمّ لرجل اسمه "صاموئيل راسل" الذي – من خلال شركته راسل كو التجارية ، سيطر على قسم كبير من تجارة الأفيون العالمية في ذلك الوقت، وسيطر تقريباً على كل الأفيون الداخل إلى الولايات المتحدة من أعالي البحار. هذه التجارة شكلت الأساس لثروات العديد من العوائل الأمريكية ومنها عائلة فوربس Forbes family الشهيرة. 

مجرّد مصادفة ؟

_________

هذه واحدة من كمّ المصادفات الهائل الذي يحيط بالمشتبه به الأول من قبل الـ FBI تامرلان تسارناييف الذي اتُهم بتفجيرات ماراثون بوسطن يوم 15 نيسان 2013.

وهناك ما لا يُصدّق أكثر، وهو أنّه لا توجد أي صورة تجمع – سويّة - الزوجين تامرلان وزوجته كاثرين المتحوّلة إلى الإسلام. وكأن زواجهما كان مناسبة تمثيلية لأمر ما. هذا ما كان ينبغي التحقيق فيه لمعرفة سرّ هذا الإرتباط الغريب.  والأغرب أننا لم نجد أي إشارة إلى حالتها الاجتماعية على صفحتها في الفيسبوك.

لقد تمّ توجيه الأوامر إلى أجهزة الإعلام بعدم توجيه أي سؤال يتعلق بالوقائع السابقة – التي على الأقل تربط عائلة تسارناييف بالـ CIA والصراع الجيوبولوتيكي الحاسم على الطاقة والسلطة في أوراسيا. ولا أحد يتوقع أن تقوم هذه الاجهزة الإعلامية بتوجيه اي سؤال من هذا النوع عدا التي يريد الـ FBI طرحها. لن تفتش أجهزة الإعلام هذه تحت سطح الحوادث.

إذا كانت القصة الرسمية قد بدت مجرد رواية خيالية فذلك لأنها فعلاً كذلك. 

الصحفيّة الشجاعة "سيبيل إدموندز" ومؤامرة أسلمة آسيا الوسطى:

           فوللر، رسلان، فتح الله غولن، والإرهاب التركي والشيشان

___________________________________________

نظرة أعمق لدور فوللر تكشّف - كشخص أساسي في تصميم الإرهاب الإسلاموي - في ما قالته "مثيرة المشاكل" للـ FBI، "سيبيل إدموند" عن مؤامرة "الحكومة الأمريكية السرّية". عملت سيبيل كمترجمة للـ FBI من اللغات التركية والأذربيجانية والفارسية خلال وبعد أحداث 11 أيلول 2001، عندما كشفت رسائل إلكترونية ودلائل أخرى لشبكة إجرامية تربط بين ممثلي أحداث 11/9 وشبكة المخدرات في تركيا والإرهابيين في القاعدة مع مسؤولي البنتاغون والحكومة الأمريكية البارزين.

الصورة رقم (3) الصحفية الشجاعة سيبيل إدموندز  

Description: sibel

كما اتضح لاحقاً، فمن بين الأشخاص الذين كشفت جهود سيبيل في الترجمة في الـ FBI هم المحافظ الجديد المعروف ريشارد بيرل، مصمم حرب العراق الذي ترأس لجنة بوش الاستشارية للسياسة الخارجية  في 2001؛ دوغلاس فيث من المحافظين الجدد مساعد وزير دفاع بوش – شيني ؛ أنور يوسف طوراني، شخصية بارزة في عمليات الإنفصاليين الأيغور ضد بكين تحت اسم مركز التحرير القومي لتركستان الشرقية في واشنطن . وتركستان الشرقية هو تسميتهم لإقليم شينجيانغ الصيني حيث حصلت اضطرابات الأيغور قبل عدة سنوات. طوراني يطلق على نفسه – بتواضع – رئيس في المنفى لتركستان الشرقية بالرغم من أنه لا يوجد أي دليل على أن أحداً قد انتخبه.

في ترجمتها السرّية، اكتشفت سيبيل أن الشبكة الإجرامية قد تغلغلت في أعلى مستويات الحكومة الأمريكية وبضمنها البنتاغون والـ FBI ، وعملت في بيع لاشرعي للأسلحة، وبضمنها الأسلحة النووية، والمخدرات وغيرها. كانت النشاطات الإجرامية تُحمى بمزاعم أمن الدولة، ومحاولاتها المتكررة للفت انتباه الـ FBI إلى أن هناك مؤامرة داخلية تُحاك ضد الولايات المتحدة من الداخل ذهبت أدراج الرياح. وتقريرها المُحكم عن جلب الإنتباه إلى الشبكة الإجرامية داخل واشنطن هو موضوع سيرتها الذاتية Classified Woman – The Sibel Edmonds Story.

المدّعي العام جون أشكروفت اتبع كل الطرق مع المحكمة العليا لإسكاتها تحت طائلة سياسة أسرار الدولة التي نادرا ما تُستخدم. سيبيل التي عانت تحت أمر إسكات غير مسبوق في إدارة بوش، حُظر عليها كشف أي تواطؤ في المستويات العليا من الشخصيات الأمريكية والتركية التي قدمتها بشكل وافٍ للـ FBI قبل أن تُطرد في عام 2002 "لإثارتها المشاكل" . وقد التفت جزئيا على قرار الحكومة بإسكاتها بنشر صور بلا تعليق في موقعها الإلكتروني . غراهام فوللر كان واحداً من الـ 21 عضو في الحكومة الأمريكية السرّية التي نشرتها سيبيل.

وقد كشفت الدلائل أن الإرهابيين الشيشان هم نتاج مشروع يحمل بصمات خبير الـ CIA في الإسلام السياسي ، غراهام فوللر. في 1998، انتقل فوللر من موقع مسؤول بارز في الـ CIA إلى مؤسسة بحوث المحافظين الجدد؛ مؤسسة راند RAND Corporation ، حيث عمل على موضوعات الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وجنوب وجنوب شرق آسيا ، ومشكلات الدين والعرقية.

فوللر يمنح اللجوء للإرهابي التركي فتح الله غولن في الولايات المتحدة

________________________________________

خلال عمله في راند لعب فوللر دورا أساسياً في الحصول على لجوء لرجل الدين التركي فتح الله غولن، والذي أجبر على الهروب في 1999 من تركيا بحثاً عن ملجأ آمن حصل عليه في الولايات المتحدة بجهود اثنين من مسؤولي الـ CIA السابقين واحد منهما هو غراهام فوللر.

الصورة رقم (4) المسؤول السابق في الـ CIA غراهام فوللر مصمم الإرهاب الإسلامي الذي قام بتزكية الإرهابي التركي فتح الله غولن

Description: fuller-gu

وصفت مجلة السياسة الخارجية foreign policy (وهي مجلة النخبة السياسية الأمريكية) دور فوللر والـ CIA في توفير ملاذ في الولايات المتحدة لغولن المتهم التركي الهارب بالقول :"أصبح فتح الله غولن من حملة الكارت الأخضر برغم معارضة الـ FBI وقسم الأمن الداخلي. مسؤولون سابقون في الـ CIA مثل غراهام فوللر ومورتون أبروموفيتش كانا بعض المراجع البارزة في تزكية تقديم غولن لطلبه.

من قصره المرفّه في سايلورزبورغ شرق بنسلفانيا، أنشأ غولن سلسلة من المساجد والمدارس ليس فقط في بلده الأصلي تركيا حيث يقف وراء قوّة حزب العدالة والتنمية ورجب طيب أردوغان الذي هو نفسه نتاج مدرسة غولن قبل خلافهما ، ولكن في العالم الإسلامي في آسيا الوسطى بعد انفصال جمهورياتها عن الاتحاد السوفيتي في فوضى عام 1991.

الصورة رقم (5) خارطة توضح مدارس وكليات فتح الله غولن الخيرية في الولايات المتحدة الأمريكية ؛ 36 مؤسسة في مقاطعة تكساس وحدها.

Description: schools

لقد بدأت عملية أسلمة آسيا الوسطى عن طريق غولن في نهاية 1997 ، وبداية 1998. وهذا سينقلنا – من جديد - إلى الحديث عن غراهام فوللر.

مذكرة من مدير المخابرات التركية الأسبق، عثمان نوري غونديس، ذكرت أن حركة فتح الله غولن الإسلامية المنتشرة عالمياً والتي مقرها بنسلفانيا تقدم الغطاء للـ CIA منذ منتصف التسعينات، وأنه في التسعينات، قامت الحركة بتوفير الحماية لـ 130 عميل من عملاء الـ CIA في مدارس كازاخستان وأوزبكستان وحدها. نشاطات غولن في الشيشان وداغستان الروسيتين اللتين هما مكان للتطرف الإسلامي منذ عام 1991، حظرها الرئيس الروسي بوتين مؤخراً. أكثر من 20 تابعاً لغولن تم ترحيلهم من روسيا بين 2002 – 2004. في 1999 أغلقت أذربيجان كل مدارس غولن ثم بعد مدة قصيرة اعتقلت ثمانية صحفيين تخرّجوا من مدارس غولن ، ووجدوا مذنبين بتشكيل جماعة دينية غير شرعية ومشاركتهم في منظمة متطرفة. وفي تركمانستان، وضعت الحكومة مدارس غولن تحت رقابة شديدة وطلبت من المشرفين عليها رفع مادة الدين من مناهجها.

لقد تغلغل أنصار غولن في كل جهاز الشرطة في تركيا، وفي وكالات المخابرات ومؤسسات الدولة الأمنية الأخرى ، وبدأوا باعتقال وتطهير وإسكات كل العسكريين الوطنيين ، ورموز اتحادات التجارة والمؤسسات العلمانية المدنية لفرض الشريعة الإسلامية على الدولة في تركيا، مستئصلة 90 سنة أو أكثر من مؤسسات رسخها كمال أتاتورك. أكثر من 100 صحفي تم اعتقالهم لأنهم انتقدوا ممارسات حزب غولن. 

صورة غولن أمام الرأي العام هو أنه إمام بسيط متواضع منذور للحب والأخوّة, ولكن سجله في الواقع هو كل شيء عدا ذلك. قال غولن في إحدى المرّأت: "يجب أن تتغلغلوا في شرايين النظام بدون أن يلاحظ أي أحد ذلك إلى أن تصلوا كل مراكز السلطة، وإلى أن تنضج الظروف". بعض الشبكات في واشنطن وبضمنهم أشخاص حول غولن ليس لديهم مشكلة في هذا الإطار.

لماذا تريد الـ CIA والوكالات الأمريكية السيطرة على آسيا الوسطى؟

______________________________________

كما صرح مستشار أوباما حالياً ومستشار الأمن الأسبق في عهد كارتر "زبنغيو بريجنسكي" في كتابه "رقعة الشطرنج العظمى " "بالنسبة لأمريكا فإن الجائزة الجيوبوليتيكية الكبرى لها هي أوراسيا... سيادة أمريكا العالمية تعتمد مباشرة على كم من الوقت ومقدار تأثير سيطرتها على القارة الأوراسية .. ةيتبع ذلك أن من مصلحة أمريكا الأساسية هو ضمانة عدم وجود أي قوة تستطيع السيطرة على هذا المجال الجيوبولوتيكي وأن المجتمع العالمي لا يعيق وصولها المالي والاقتصادي".

بعد المرحلة الشيوعية، استخدمت الولايات المتحدة تركيا وشبكات أصوليي حزب العدالة والتنمية التابع لغولن لتخريب آسيا الوسطى الغنية بالنفط. آثار أقدام غراهام فوللر مطبوعة على ساحة كل تلك العمليات وكذلك آثار فتح الله غولن. في 2008 نشر فوللر كتابا بعنوان : "جمهورية تركيا الجديدة : تركيا كدولة مركزية في العالم الإسلامي" . وحسب سيبيل إدموند فإن العملية تظمنت استخدام تركيا بمساعدة لاعبين من باكستان وأفغانستان والسعودية ، وبدورهم يستخدمون إبن لادن وطالبان كجيش إرهابيين إسلامي قبل 11 أيلول. 

لاحظت سيبيل أن العمليات الأمريكية في آسيا الوسطى "بدأت منذ أكثر من عقد كعمليات سرّية لاشرعية في آسيا الوسطى من قبل مجموعة صغيرة في الولايات المتحدة بهدف تعزيز الكارتل الصناعي العسكري والصناعة النفطية، مستخدمة حلفاء من تركيا والسعودية وباكستان ، لتنفيذ هذه العمليات باسم الإسلام. ما الذي فعله العم تسارناييف ، عمّ المتهمين بتفجيرات بوسطن عندما كان متزوجاً من إبنة غراهام فوللر؟

عمل رسلان في شركات مرتبطة بهاللبرتون، ليعقد اتفاقيات نفط في القوقاز كـ "مستشار" للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق. لكن روسيا طردت (USAID) من أراضيها في نهاية عام 2012، معلنة أن هذه الوكالة مع الـ CIA تحاولان زعزعة الاستقرار السياسي في روسيا.

ملحق (1) :

لعبة حق تقرير المصير : الولايات المتحدة تستعمل "حق تقرير المصير" غطاء للإرهاب وحماية المافيا الشيشانية

___________________________________________

الفعل الشيطاني المتمثل بقتل 330 من الأطفال والآباء في مدرسة مدينة "بيسلان" الروسيّة للجمباز من قبل الإرهابيين الشيشان لم تكن "مأساة" كما وصفتها الـ BBC بل هي فعل إجرامي مسعور.

ولفهم طبيعة الصراع بين الدولة الروسية والإرهابيين الشيشان من المهم التركيز على القوى السياسية الاجتماعية وموضوعات الخلاف. بالنسبة للدعاية الأوروبية والامريكية فإن المسألة هي مسألة حق "تقرير المصير" بالنسبة للشيشان. ولكن لمن يشير هذا الحق ؟ فبعد تفكك الاتحاد السوفيتي السابق ، بدأت عصابات الجريمة المنظمة في دول البلقان والقوقاز بالتحالف مع أعضاء من مؤسسات الدولة السوفيتية السابقة بالاستيلاء على الموارد العامة للسيطرة على الاقتصاد والمصالح العامة. أصبح رجال العصابات مليونيريين وبليونيريين مستعدين لاغتيال من ينافسهم وتدمير أي جهة مسؤولة تحاول مساءلتهم عن أنشطتهم المشبوهة. وحسب "بول كلينيكوف" رئيس تحرير الطبعة الروسية من مجلة فوربس، والذي اغتيل لاحقاً على أيدي المافيا الشيشانية ، فإن أشرس العصابات العاملة في موسكو كانت المافيا الشاشانية. فبالتحالف مع البليونيريين الروس ومن خلالهم مع أجهزة الأمن الروسية استطاعوا مراكمة ثروات هائلة مرّروها إلى البنوك الأوروبية ومن خلالها إلى الإرهابيين الشيشان. أي شيشاني يحتج أو يشكك في المافيا الشيشانية يتم القضاء عليه. وبالنسبة للمافيا الشيشانية فإن الشيشان هي الملاذ الآمن الذي يمكن أن يهربوا إليه في اي وقت. المافيا الشيشانية هي الأداة الرئيسية في توفير السلاح والكوادر العسكرية لـ "حركة الاستقلال" الشيشانية. ما كان قائماً هو خلق مافيا يسيطر عليها رجال العصابات، وأمراء الحرب، والإصوليون الإسلاميون. 

كتب بول كليبنيكوف عن الحرب الشيشانية الأولى (1994 – 1996) :

"حرب الشيشان هي في الحقيقة حلبة لحرب رجال العصابات. فجماعات الجريمة المنظمة الشيشانية في موسكو والمدن الروسية الأخرى قد احتفظت بفروع في وطنها الأصلي. الشيشان هي نقطة العبور الرئيسية لتجارة المخدرات الروسية، والعصابات التي مقرها في موسكو ترسل القسم الأكبر من أرباحها إلى موطنها الأصلي. ونفس المسؤولين وضباط الأمن الروس الذين يرعون جماعات الجريمة المنظمة الشيشانية في موسكو هم أيضاً يرعون الحكومة الشيشانية من خلال السماح لها بامتلاك ملايين الأطنان من النفط الروسي بلا كلفة او بكلفة قليلة".

لقد اشار كليبنيكوف إلى أن أمراء الحرب الشيشان وعصاباتهم يحصلون على أسلحتهم من قادة الجيش الروسي وقوات الأمن الفاسدين. وللإجابة على سؤال من هي القوى السياسية التي لها حق تقرير المصير في حالة الشيشان، يكون الجواب هو أنها العصابات، أمراء الحرب، والإرهابيون المتطرفون، مثل شامل باساييف، سلمان رادوييف، وأصوليين مثل موفلادي سعيد أوغودوف. وبين 1995 و1997 كان الأوليغارشي الروسي الشهير بوريس بيريزوفسكي يحتفظ بعلاقات متينة مع أمراء الحرب الشيشان . اليوم، كلاهما يشترك بعداوة وكره مطلق للرئيس بوتين وجهوده للسيطرة على الجريمة ونهب أموال الدولة.

لا يهم واشنطن نوع القيادات .. المهم هو الدولارات

______________________________

أمراء الحرب الشيشان يريدون الحصول على "شرعية" صورية لإقطاعيتهم من خلال إثارة الصراع في روسيا وتأمين الدعم الأمريكي الأوروبي. منذ نهاية الثمانينات، ولكن تحديداً منذ 1991 أعطت الـ CIA أولوية كبرى لتحطيم الاتحاد السوفيتي من خلال تمويل وتسليح الحركات الانفصالية المحلية. حصلت الموجة الأولى من التفكّك في كازاخستان، وأوزبكستان، وجيورجيا. واشنطن ولندن لا تهتمان أبداً بأن يكون القادة الجدد أصوليين إسلاميين، أوتوقراطيين ستالينيين سابقين، أو رجال عصابات المافيا. الشيء المهم هو تحطيم الاتحاد السوفيتي، وإلغاء التأثير الروسي في القوقاز وجنوب آسيا. بعد "إستقلال" تلك الجمهوريات السوفيتية السابقة ، سعت الولايات المتحدة إلى خلق أنظمة عميلة توقّع عقود النفط وتبني القواعد العسكرية. "حق تقرير المصير" كان شعاراً مرحلياً نحو الإندماج في منطقة النفوذ الأمريكي الجديدة. روسيا تحت حكم الحاكم العميل للولايات المتحدة "بوريس يلتسين" أذعنت لكل متطلبات الولايات المتحدة التي "نصح" بها رجال العصابات، وأثرياء المافيا، وأبشع الفاسدين في التاريخ الحديث.

الإمبراطورية الأمريكية، بعد نجاحها في الموجة الأولى من امتلاك العملاء ، تحركت نحو إثارة موجة ثانية تشمل الأقاليم الروسية ذات الحكم الذاتي، حتى أقربها للمراكز الستراتيجية في الدولة الروسية. تم اختيار الشيشان لأسباب تاريخية. خلال الانتفاضة الاسلامية والغزو ضد الحكومة العلمانية في جمهورية أفغانستان في 1989، تحالفت الولايات المتحدة مع السعودية وباكستان ودول إسلامية أخرى (وبضمنها إيران) لتجنيد وتمويل وتسليح عشرات الألوف من المسلمين الأصوليين من جميع أنحاء الشرق الأوسط ، وشمال أفريقيا، وجنوب القوقاز، وجنوب آسيا. العديد من "المتطوعين" من الشيشان قاتلوا في أفغانستان ضد الحكومة الأفغانية ومناصريها. حققت واشنطن نصراً كبيراً لكن باهض الثمن في أفغانستان: أضعفت الاتحاد السوفيتي المتداعي، لكنها خلقت عشرات الألوف من المقاتلين الإسلاميين الأصوليين المدربين والمسلحين بصورة جيدة. وفي الوقت الذي صار قطاع منهم معاديا لأمريكا في السعودية، فإن قطاعات أخرى نذرت نفسها لتنفيذ المخطط الأمريكي لتفكيك يوغوسلافيا وروسيا.

إرهابيو الشيشان شاركو في تمزيق يوغوسلافيا حسب المخطط الأمريكي

_________________________________________

الآلاف من المقاتلين الأفغان من الجيوش الأصولية ذهبوا للقتال في البوسنة ضد يوغوسلافيا لصالح الانفصاليين المنطوين تحت المظلة الأمريكية.

العديد من الكتّاب اليساريين أغفلوا وجود هؤلاء "المتطوعين" الذين كانوا في الخطوط الأمامية في التطهير العرقي للصرب والذين يقومون بالتفجيرات الإرهابية في الأسواق الكبرى في سراييفو لتركيز الفكرة الغربية حول "الإبادة البشرية" الصربية. بعد نجاح تفكيك يوغوسلافيا وتقسيمها إلى دويلات صغيرة بين عملاء واشنطن وأوروبا ، تحركت الولايات المتحدة لإضافة مناطق جديدة إلى الإمبراطورية. ساندت واشنطن وأوروبا جيش تحرير كوسوفو الإنفصالي بالتدريب والسلاح والتمويل أولاً ثم بإعلان الحرب على بقايا يوغوسلافيا. شارك الشيشان في جيش تحرير كوسوفو المنظمة الإرهابية المعروفة كمنظمة "إجرامية" حسب وصف الإنتربول قبل أن تصبح عميلة لواشنطن. كان هذا الجيش يموّل من سيطرته على مسارات تجارة المخدرات من جنوب آسيا والشرق الأوسط ومن تجارة الجنس. لاحقاً غرقت بالدولارات واليوروات من مواخير كوسوفو "المحرّرة". وأكثر من ذلك، سرقت الأراضي والأعمال والممتلكات الشخصية من السكان الصرب المطرودين، كما سرقت مليارات الدولارات من المساعدات الغربية. 

تحت حماية الناتو، قام بتطهير أكثر من 200,000 مواطن غير ألباني ليصبح دولة أمر واقع بيد الغرب. قامت هاللبيرتون الأمريكية (شركة ديك تشيني) ببناء قواعد عسكرية ضخمة في جنوب أوروبا ، كوسوفو، البوسنة، وأفغانستان، كلّها كانت قواعد لواشنطن لدعم الحركات الإنفصالية التي تبحث عن "حق تقرير المصير" . كلها تم تحويلها الآن إلى دول عميلة.

طوّر الانفصاليون الشيشان علاقات عمل وإرهاب وثيقة مع واشنطن وأوروبا الغربية في كل تلك الصراعات وأصبحوا المستفيدين من دعم واشنطن الدبلوماسي والسياسي والعسكري (عبر السعودية طبعاً). ومثل الكوسوفيين، فإن القادة الشيشانيين جاءوا من شبكة ممولة من المافيا تستخدم الخطاب القومي لفرض قانون العصابات.

خلال التسعينات وحتى الوقت الحاضر ساند الغرب الإرهابيين الشيشان حتى مع حصولهم على الدعم الكبير من عصابات موسكو والأصوليين الإسلاميين. تبنى قادتهم سياسة "احكم أو دمّر" رافضين أي حل غير الانفصال عن روسيا ليصبحوا عملاء لواشنطن. وبالنسبة لواشنطن، فإن انتصار الارهابيين الشيشان سيصبح نقطة الإنطلاق لتقطيع روسيا في القوقاز.

لقد مزج الشيشانيون بين التكتيكات العنيفة التي تعلّموها في السيطرة على نشاطات العصابات في روسيا والممارسات الإرهابية للحرب الأفغانية التي تستهدف النساء المعلمات في المدارس الريفية والعاملات الصحيّات بقطع الرؤوس وشق الحناجر وسلخ جلود الأسرى الشيوعيين وهم أحياء. وأسلوبهم الحالي في وضع القنابل في المسارح، طائرات النقل، المجمعات السكنية والقتل الفظيع وقتل وتشويه المئات من أطفال المدارس وآبائهم ومعلماتهم هو أسلوب دموي رهيب، سبقتهم إليه الولايات المتحدة. إن الشيشان يزاوجون أسوأ جرائم قتل الابرياء بدم بارد للمافيا والإسلاميين الأصوليين لتأسيس سلطة أمراء الحرب الثيوقراطيين.    

السياسة الغربية تبارك "المجاهدين" الذين يذبحون 186 طفلاً !

____________________________________

كرد فعل على هجمات الإرهابيين الشيشان ، استمرت كل أجهزة الدعاية الغربية بالإشارة إليهم كـ "وطنيين" ، "مجاهدين" ، "معارضين" ، وكممثلين شرعيين للشعب الشيشاني ، حتى بعد أن قتلوا أطفال المدارس. بعد الهجمات مباشرة، كل الصحافة الغربية ، المطبوعة والالكترونية، من البي بي سي إلى الغارديان، إلى اللوموند، فالنيويورك تايمز وغيرها ، استمرت في انتقاد الحكومة الروسية لأنها لا تتفاوض مع الإرهابيين حتى والإرهابيون يقتلون الأطفال، وحتى بعد وضعهم متفجرات تقتل وتشوّه الصغار. لا شيء يفوق التزام الدعاية الغربية بالامبراطورية الأمريكية ودعم تفكيك روسيا من مساندتها للإرهابيين وسط القتل الجماعي . 

والصحافة الروسية ليست استثناء. فالكثير من الصحف المملوكة ملكية خاصة والمعلقين يتطلعون إلى عودة عهد يلتسين حيث الفساد والثراء غير المشروع ، ويبحثون عن طريقة لتدمير نظام بوتين. الكثير من البليوريين الروس – خصوصا بوريس بيريزوفسكي - لديهم علاقات وثيقة بالقادة الشيشان. الأوليغارشيون وعصاباتهم في الإعلام الروسي يردّدون الذرائع الغربية في لوم قوى الأمن الروسية بدلاً من الإرهابيين الشيشان، في حين أن شهود العيان من الناجين من التفجيرات قدّموا شهادات قاطعة حول التفجيرات والقتل قبل عملية الإنقاذ الروسية وبهذا تغطّي العمليات الإرهابية.

الولايات المتحدة وبريطانيا تمنحان اللجوء السياسي لأشرس الإرهابيين الشيشان

______________________________________________ 

في بريطانيا قدّمت الحكومة ملاذاً آمنا لإرهابي شيشاني كبير مطلوب من قبل السلطات الروسية. في الولايات المتحدة، واحد من قادة الإنفصاليين الشيشان هو "إياس أخادوف"، مُنح اللجوء ، بجهود "اللجنة الأمريكية للسلام في الشيشان" التي يرأسها (تصوّر !) المجرم زبنغيو بريجنسكي مستشار الأمن القومي لكارتر،  وألكسندر هيغ وزير خارجية ريغان المناصران لغزو الإصوليين لأفغانستان وتحطيمهم الدولة العلمانية هناك في الثمانينات. همّ بريجنسكي طوال حياته هو تمزيق روسيا وتحويلها إلى كيانات إقطاعية يسيطر عليها الغرب من خلال الحكام المحليين ، وأمراء الحرب ورجال العصابات مثل الذين يساندهم في الشيشان. بريجنسكي وعصابته من المحافظين الجدد في الوقف القومي للديمقراطية ؛ الوجه المدني للـ CIA ، كافأوا هذا الناطق باسم الإرهابيين بمنحة للبحوث ، والمعونات الشهرية والتأمين الإعلامي ومصاريف السفر.   

حكومة واشنطن ولندن و "جبهتهما السياسية" توفر الملاذ للإرهابيين الشيشان كجزء من ستراتيجيتهم في شن حرب استنزاف ضد روسيا مستخدمين الشعب الشيشاني كحيوانات تجارب. إن نتيجة استقلال الشيشان ستكون دولة عميلة مثل كوسوفو تُبنى فيها قواعد عسكرية أمريكية ، ويسيطر عليها رجال العصابات وأمراء الحرب، وتتخصص في تهريب المخدرات وتجارة الجنس، وتنشغل بإشعال الحروب الإنفصالية على امتداد الحدود الجنوبية لروسيا (خصوصا في جمهورية داغستان المتعددة الأعراق والقريبة من حوض بحر قزوين الغني بالنفط والغاز). إن الخطر على روسيا لا يتمثل في جمهورية شيشان مستقلة بل في دويلة يقودها رجال العصابات الإرهابيون وتسيطر عليهم القوى الأمنية الأمريكية والبريطانية ، وتتطلع إلى تمزيق مضاف لروسيا وتدمير جهود بوتين في إصلاح الدولة الروسية.

إن من نتائج هذه الأحداث هو تأكد القيادة الروسية من أن الأمريكان والبريطانيين ليسوا حلفاء في مقاومة الإرهاب بل متواطئون في دعمه وفي تمزيق روسيا وتدمير سلطتها المدنية.

استنتاج

_____

لفهم دعوات واشنطن لمبدأ "حق تقرير اللمصير" للأمم يتطلب الأمر نظرة نقدية للمفهوم. فواشنطن تطبق هذا المبدأ في حالات مثل كوسوفو والشيشان حيث تسيطر على القوى العميلة ، بالرغم من استخدام هذه القوى للأساليب الإرهابية. وبالنسبة للأنكلو أمريكان فإن "تقرير المصير" يُستخدم كشعار لتفكيك الدول المناهضة لها ، وتحويلها إلى دويلات تبني فيها القواعد العسكرية، وتنصب فيها العملاء السياسيين.

إن السؤال الجوهري الذي يجب أن يطرح قبل طرح حق "تقرير المصير" هو ما هي طبيعة القوى السياسية والاجتماعية التي تساند حق تقرير المصير؟ هل هي جزء من مشروع قومي أو أنها مجرد دمى في صراع القوى الإمبريالية؟ الشيشان تمثل الحالة الأخيرة، في حين يمثل العراق وفلسطين حالات الصراع القومي ضد الاحتلال الاستعماري. والمساندون من اليسار لعصابات كوسوفو والشيشان تحت غطاء "حق تقرير المصير" بدون تحليل مسبق عميق للإطار والسياسات يكشف ضحالتهم أو الأسوأ خضوعهم للدعاية الإمبريالية.  

إن المشكلة المطروحة في عالمنا هي التوسع الاستعماري الأنكلو أمريكي مباشرة من خلال الحروب الاستعمارية أو بصورة غير مباشرة من خلال احتضان الإرهابيين "الإنفصاليين".

في الولايات المتحدة المساندون الأساسيون للإنفصاليين الشيشان هم نفس المحافظين الجدد الصهاينة الذين تسبّبوا في غزو العراق ويدعمون بلا شرط السياسة العنصرية في فلسطين. 

إن المعايير المزدوجة التي تتبعها الولايات المتحدة وأوروبا عندما تقيّم الإرهاب تجد تطبيقها الصارخ في التعامل مع القادة الانفصاليين الشيشان. إياس أخمادوف مُنح اللجوء في واشنطن بالرغم من أن التحقيقات الأمنية الروسية أظهرت ارتباطاته بالقادة الإرهابيين الشيشان؛ أصلان ماسخادوف وشامل باساييف. بريطانيا منحت اللجوء لأحمد زاكاييف الناطق باسم ماسخادوف و "وزير الثقافة" في "حكومة المعارضة" كما تشير إليها الشبكة الإرهابية ومموليها. أثبتت الأنظمة الغربية أنه عندما يتعلق الأمر بدعم حلفاء الغرب من الإرهابيين الشيشان لا توجد جريمة حتى لو كانت القتل الجماعي لأكثر من 186 طفلا !.

إن سياسة المعايير المزدوجة للأنظمة الغربية تجاه الإرهاب تتطلب الإجابة على : نحو من يوجه الإرهاب ؟. إنها لخرافة الحديث – كما تفعل واشنطن – عن حرب عالمية على الإرهاب. ففي الماضي والحاضر، تدعم واشنطن الإرهابيين في كوسوفو وأفغانستان والشيشان كما دعمتهم في الثمانينات في نيكاراغوا وموزمبيق وأنغولا. بالنسبة لواشنطن يخضع موضوع الإرهاب لأسئلة أساسية: هل يُضعف الدول المناهضة لمشروعها الامبراطوري؟ هل يقود إلى بناء قواعد عسكرية مستقبلاً؟ هل يمكن أن تصبح المجموعات الإرهابية أنظمة عميلة؟

ويبقى سؤال مهم هو : لماذا يردّد العديد من المثقفين "التقدميين" و"اليساريين" مثل الببغاء طريقة الولايات المتحدة في طرح "حق تقرير المصير" في الشيشان؟ هل هو جهل بالقوى الاجتماعية في الشيشان؟ هل هم ببساطة يخرجون الأفعال الإرهابية من إطارها ويفرضون أسس تجريدية من العادات الثقافية القذرة؟ أو أنهم يخضعون لضغوط زملائهم اليمينيين ليساندوا حق تقرير المصير في كل مكان؟ ومهما يكن الأمر يبدو أن هؤلاء المنافقين المناصرين للإمبريالية لا علاج لهم : فبعد المذبحة التي قتل فيها الإرهابيون الأطفال الأبرياء وجّهوا اللوم للحكومة الروسية لأنها لم تخضع لمطالب الإرهابيين !! هل أدانوا المجرم بوش لأنه لم يتفاوض مع أسامة بن لادن ويخضع لمطالبه بعد هجمات 11 أيلول ؟ طبعاً : لا . بالعكس، لقد ساندو حرب بوش على الإرهاب حتى عندما تضمّنت غزو بلد آخر واحتلاله وتحطيمه.

مصادر حلقة الإرهاب الأمريكي في الشيشان :

_________________________

هذه الحلقة مُترجمة ومُعدّة عن المصادر الرئيسية التالية :

#Chechen Terrorists and the Neocons - By Coleen Rowley - Global Research, April 22, 2013

#BOSTON TRUTH: The “Chechen Connection”, Al Qaeda and the Boston Marathon Bombings - By Prof Michel Chossudovsky - Global Research, April 22, 2013

#The Ties That Bind Washington to Chechen Terrorists -By Wayne Madsen - Global Research, April 26, 2013

#Washington’s “Civil Society”: CIA Financing of Chechen and Caucasus Regional Terrorists - By Wayne Madsen - Global Research, May 06, 2013

#The Politics of Terrorism in North Ossetia- By Prof. James Petras - Global Research, September 08, 2004 ، 17 June 2005

#BOSTON AND THE CIA ‘SNAFU’: THE GREY EMINENCE BEHIND TURKEY’S ERDOGAN AND AKP - F. William Engdahl voltairenet.org - May 25, 2013

#Tsarnaev Wife Skull and Bones, CIA Family Connections - 21st Century Wire - MAY 4, 2013 

#The Boston Bombings and the CIA Connection. Graham Fuller and Uncle Ruslan Tsarnaev - By F. William Engdahl - Global Research, May 17, 2013

أمّا حلقات هذا القسم عن اختراع الولايات المتحدة للإرهاب العالمي من موسوعة جرائم الولايات المتحدة فهي مُترجمة ومُعدّة عن مصادر رئيسية هي :

#The "Silk Road" - What Really Happened

whatreallyhappened.com/WRHARTICLES/SilkRoad.html?q=SilkRoad

#"The Nobel War Prize" - by Michel Chossudovsky - globalresearch.ca ,  25  October/ octobre 2002.

# AFGHANS: U.S. CREATED AND FUNDS TALIBAN Kurt Nimmo - Infowars.com - May 26, 2010

#9/11 ANALYSIS: Where was Osama bin Laden on September 11, 2001. - By Prof Michel Chossudovsky - Global Research, September 10, 2015

 # Who Is Osama Bin Laden? - by Michel Chossudovsky - Professor of Economics, University of Ottawa-  Centre for Research on Globalisation (CRG), Montréal- 12 September 2001

# Bush family’s dirty little secret:

President’s oil companies funded by Bin Laden family and wealthy Saudis who financed Osama bin Laden - By Rick Wiles - American Freedom News - September 2001

 

 #Bush - bin Laden family business connections - Michel Chossudovsky - http://www.spectrezine.org/war/Chossudovsky3.htm

  # Why would Osama bin Laden want to kill Dubya, his former business partner? - By James Hatfield

 # Bechtel tied to bin Ladens - Osama bin Laden family members invested $10M in an equity fund run by former Bechtel unit.- May 5, 2003: 2:17 PM EDT 

# Bush took FBI agents off Laden family trail - Rashmee Z Ahmed,TNN | Nov 7, 2001, 09.05 PM IST

# Summary of Saudi Arabia flight findings by 9/11 Commission - By The Associated Press Published: Tuesday, April 13, 2004 at 2:35 p.m.

 #EXCLUSIVE: CIA COMMANDER: WE LET BIN LADEN SLIP A - BY MICHAEL HIRSH 8/14/05 AT 8:00 PM

#September 2001 Interview with Osama bin Laden. Categorically Denies his Involvement in 9/11 - By Global Research - Global Research, September 09, 2014 - Daily Ummat in Urdu (Translation into English by BBC Worldwide Monitoring September 29, 2001 28 September 2001

وعن مصادر ثانوية أخرى مثل الويكيبيديا ومواقع كثيرة أخرى .

 

# ملاحظة عن هذه الحلقات :

________________ 

هذه الحلقات تحمل بعض الآراء والتحليلات الشخصية ، لكن أغلب ما فيها من معلومات تاريخية واقتصادية وسياسية مُعدّ ومُقتبس ومُلخّص عن عشرات المصادر من مواقع إنترنت ومقالات ودراسات وموسوعات وصحف وكتب خصوصاً الكتب التالية : ثلاثة عشر كتاباً للمفكّر نعوم تشومسكي هي : (الربح فوق الشعب، الغزو مستمر 501، طموحات امبريالية، الهيمنة أو البقاء، ماذا يريد العم سام؟، النظام الدولي الجديد والقديم، السيطرة على الإعلام، الدول المارقة، الدول الفاشلة، ردع الديمقراطية، أشياء لن تسمع عنها ابداً،11/9 ، القوة والإرهاب – جذورهما في عمق الثقافة الأمريكية) ، كتاب أمريكا المُستبدة لمايكل موردانت ، كتابا جان بركنس : التاريخ السري للامبراطورية الأمريكية ويوميات سفّاح اقتصادي ، أمريكا والعالم د. رأفت الشيخ، تاريخ الولايات المتحدة د. محمود النيرب، كتب : الولايات المتحدة طليعة الإنحطاط ، وحفّارو القبور ، والأصوليات المعاصرة لروجيه غارودي، نهب الفقراء جون ميدلي، حكّام العالم الجُدُد لجون بيلجر، كتب : أمريكا والإبادات الجماعية ، أمريكا والإبادات الجنسية ، أمريكا والإبادات الثقافية ، وتلمود العم سام لمنير العكش ، كتابا : التعتيم ، و الاعتراض على الحكام لآمي جودمان وديفيد جودمان ، كتابا : الإنسان والفلسفة المادية ، والفردوس الأرضي د. عبد الوهاب المسيري، كتاب: من الذي دفع للزمّار ؟ الحرب الباردة الثقافية لفرانسيس ستونور سوندرز ، وكتاب (الدولة المارقة : دليل إلى الدولة العظمى الوحيدة في العالم) تأليف ويليام بلوم .. ومقالات ودراسات كثيرة من شبكة فولتير .. وغيرها الكثير.

 

 

 

 

 

 

 

 

تاريخ النشر

30.06.2016

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

30.06.2016

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org