<%@ Language=JavaScript %> د. حسين سرمك حسن موسوعة جرائم الولايات المتحدة :(58) الولايات المتحدة راعية الإرهاب في الشيشان (القسم الأول)

 

 

 

موسوعة جرائم الولايات المتحدة :(63)

 

 الولايات المتحدة راعية الإرهاب في الشيشان

 

 (القسم الأول)

 

 

 

ترجمة وجمع وإعداد : د. حسين سرمك حسن

بغداد المحروسة – 2015/2016

 

"في الشيشان ؛ المنطقة المستقلة المتمردة من الاتحاد الروسي ، تدرّب القائدان الرئيسيان ؛ شامل باساييف والخطّاب في معسكرات تشرف عليها الـ CIA في أفغانستان وباكستان . وحسب يوسف بودانسكي ، مدير مجموعة عمل الكونغرس حول الإرهاب والأسلحة غير التقليدية، فإن الحرب في الشيشان قد خُطط لها خلال قمّة سرّية عُقدت في مقاديشو بالصومال عام 1996 . لم يحضر المؤتمر غير اسامة بن لادن ، وضباط استخبارات باكستانيين".

البروفيسور

"مايكل شودوفسكي"

كتاب "الحرب الأمريكية على الإرهاب"

 من خلال عدد لا يُحصى من منظمات "المجتمع المدني" ، موّلت الولايات المتحدة جماعات الشيشان داخل تلك الجمهورية ذات الحكم الذاتي، في روسيا، والخارج. ولكن جزءاً كبيراً من أموال المساعدات الأمريكية قد "استُنزف" لمساعدة المجموعات الإرهابية في الشيشان وشمال القوقاز، والتي تصر وزارة الخارجية الأمريكية ووكالات المخابرات الأمريكية على الإشارة إليها بـ "المقاتلين الإنفصاليين" ، "القوميين" ، "الثوّار"، و "المعارضين"، بدلاً من الإرهابيين.

الصحفي

"سيمور هيرش"

"إن سياسة قيادة تطوّر المسلمين ومساعدتهم ضد أعدائنا قد عملت بصورة معجزة في أفغانستان ضد الروس. نفس السياسة مايزال من الممكن استخدامها لزعزعة ما تبقى من القوة الروسية ، وخصوصاً مواجهة الـتأثير الصيني في آسيا الوسطى".

غراهام فوللر

مسؤول سابق في الـ CIA ومن مصمّمي الإرهاب الإسلامي العالمي

(نبذة عن جمهورية الشيشان- الحرب في الشيشان- تفكيك المؤسسات المدنية في الاتحاد السوفيتي السابق هدف الإرهاب الأمريكي؛ الولايات المتحدة "العلمانية" تدمّر المؤسسات العلمانية في العالم-  الشيشان على تقاطع طرق أنابيب النفط الستراتيجية- إتحاد بريتش بتروليوم – أموكو النفطي- إرهابيو الشيشان أصدقاء المحافظين الجدد- بالدولارات يحوّلونك من إرهابي إلى غير إرهابي- الـ CIA والـ FBI تغطيان على إرهابيي الشيشان- البعد الداخلي لـ "الصلة الشيشانية" ؛ بناء الدولة البوليسية؛ تسعة آلاف شرطي مقابل طالب عمره 19 سنة !!- خلق أسطورة جديدة : العلاقة الشيشانية"- القاعدة والـ CIA- ستراتيجية إرهابية جديدة : حوادث تسبّب خسائر هائلة- "منظمات المجتمع المدني الإنسانية" ذراع الإرهاب الأمريكي في الشيشان-  صندوق القوقاز الإنساني يموّل إرهابيي القوقاز !- مؤسسة جيمس تاون الديمقراطية تموّل الإرهابيين في الشيشان-  مؤتمر "أمم خفيّة" والتواطؤ الأمريكي مع الإرهاب الشيشاني برغم التحذيرات الروسيّة-  البرقيات الأمريكية السرّية تكشف الدعم الأمريكي للإرهاب في الشيشان)

نبذة عن جمهورية الشيشان

________________

جمهورية الشيشان (عاصمتها غروزني) هي إحدى جمهوريات روسيا الاتحادية، وتقع في شمال شرق منطقة القوقاز.

تبعد جمهورية الشيشان نحو 1,000 ميل جنوبا من العاصمة الاتحادية موسكو، ويحد الشيشان كل من داغستان وجورجيا من الجنوب وداغستان وكراي ستافروبول شمالا، وأوسيتا الشمالية وأنجوشيا غربًا. ويبلغ عدد السكان في الشيشان حوالي 1.3 مليون نسمة والشيشان نحو مليون نسمة ويدين معظمهم بالإسلام.

بعد تفكك الإتحاد السوفييتي في 1991، تم تقسيم جمهورية الشيشان - أنجوش ذاتية الحكم إلى قسمين: جمهورية أنجوشيا وجمهورية الشيشان. تسمت الشيشان بـ "جمهورية إشكيريا الشيشانية" وسعت للإستقلال.

بعد الحرب الشيشانية الأولى ضد روسيا، حصلت الشيشان على إستقلال بسلطة الأمر الواقع، لكن السلطة الروسية عادت خلال الحرب الشيشانية الثانية، ومن وقتها بدأت عمليات إعادة الإعمار، بينما تستمر بعض الاشتباكات المتقطعة في الجبال وفي المناطق الجنوبية من الجمهورية.

 

 

Description: New Picture

خارطة لمنطقة القوقاز ضرورية لفهم اهمية الشيشان

# الحرب في الشيشان

_____________

في الشيشان ؛ المنطقة المستقلة المتمردة من الاتحاد الروسي ، تدرّب القائدان الرئيسيان ؛ شامل باساييف والخطّاب في معسكرات تشرف عليها الـ CIA في أفغانستان وباكستان . وحسب يوسف بودانسكي ، مدير مجموعة عمل الكونغرس حول الإرهاب والأسلحة غير التقليدية، فإن الحرب في الشيشان قد خُطط لها خلال قمّة سرّية عُقدت في مقاديشو بالصومال عام 1996 . لم يحضر المؤتمر غير اسامة بن لادن ، وضباط استخبارات باكستانيين وإيرانيين. وفي هذا الإطار، فإن مشاركة المخابرات الباكستانية ISI في الشيشان يتعدّى تزويد الشيشانيين بالأسلحة والخبراء. الـ ISI وحلفاؤها الإسلاميون المتطرفون هم في الواقع أصحاب القرار.

يمر أنبوب النفط الروسي االرئيسي عبر الشيشان وداغستان. بالرغم من إدانة واشنطن للإرهاب الإسلامي ، فإن المستفيدين غير المباشرين من الحرب في الشيشان هي كارتلات النفط الأمريكية والبريطانية التي تتنافس للسيطرة على مصادر النفط ومسارات الأنابيب الخارجة من حوض بحر قزوين.

الجيشان المتمردان الرئيسيان (بقيادة القائدين شامل باساييف وأمير خطاب) ، يُقدر عدد مقاتليهما بـ 35,000 مقاتل، تساندهم المخابرات الباكستانية التي لعبت أيضاً دوراً رئيسياً في تنظيم وتدريب الجيش المتمرد :

في 1994 ، نظّمت المخابرات الباكستانية ISI لباساييف ومساعديه الموثوقين دورة تثقيفية إسلامية مكثفة وتدريباً مركزاً في حرب العصابات في مقاطعة خوست بأفغانستان في معسكر "الأمير معاوية" الذي أقامته في بداية الثمانينات الـ CIA والـ ISI وأشرف عليه أمير الحرب الأفغاني المشهور "قلب الدين حكمتيار". في تموز 1994، عند تخرّجه من معسكر "الأمير معاوية"، نُقل باساييف إلى معسكر "ماركاز – داوار" في باكستان ليتم تدريبه على تكتيكات حرب العصابات المتقدمة. في باكستان، التقى باساييف بضباط المخابرات والجيش الباكستانيين في المواقع العليا : وزير الدفاع ووزير الداخلية ومدير فرع المخابرات الباكستانية  الـ ISI المسؤول عن دعم الجماعات الإسلامية ، وغيرهم. وقد ثبت فوراً أن هذه الإرتباطات مفيدة جدا له.

بعد تدريبه وتثقيفه المُركّز ، عُيّن باساييف لقيادة العدوان على القوات الفدرالية الروسية في الحرب الشيشانية الأولى عام 1995. ارتبطت منظمته بعلاقات وثيقة مع جماعات الجريمة المنظمة في موسكو وكذلك في ألبانيا ومع جيش تحرير كوسوفو. في 1997 – 1998 ، وحسب الخدمة السرية الفيدرالية الروسية فإن أمراء الحرب الشيشان بدأوا بشراء العقارات في كوسوفو عبر مؤسسات عقارية مسجلة في يوغوسلافيا كغطاء.

اشتركت منظمة باساييف أيضاً في عدد من المضاربات ومن بينها المخدرات، وتخريب أنابيب النفط في روسيا، التجارة بالدولارات المزوّرة، وتهريب المواد النووية. جنباً إلى جنب مع غسيل أموال المخدرات الواسع التي تُستخدم لتجنيد المتطوّعين وشراء الأسلحة.

وخلال تدريبه في أفغانستان ، ارتبط باساييف بمقاتل من أصل سعودي هو "أمير خطاب" الذي قاتل كمتطوّع في أفغانستان. بعد أشهر قليلة من عودته إلى غروزني ، تمت دعوة خطّاب (في بداية 1995) لإنشاء قاعدة عسكرية في الشيشان لتدريب المجاهدين المقاتلين. وحسب البي بي سي ، فإن وصول خطّاب إلى الشيشان قد تمّ ترتيبه من خلال منظمة الإغاثة الإسلامية الممولة من قبل مساجد واشخاص أثرياء يمرّرون التمويل إلى الشيشان .

تفكيك المؤسسات المدنية في الاتحاد السوفيتي السابق هدف الإرهاب الأمريكي

الولايات المتحدة "العلمانية" تدمّر المؤسسات العلمانية في العالم

____________________________________________

إن فرض الشريعة الإسلامية في المجتمعات الإسلامية المدنية الكبيرة في الاتحاد السوفيتي السابق يخدم المصالح الستراتيجية للولايات المتحدة في المنطقة . سابقاً، كان هناك تقليد مدني قوي (علماني) يقوم على رفض الشريعة الإسلامية في جمهوريات آسيا الوسطى والقوقاز، وبضمنها الشيشان وداغستان (التي كانت جزءا من الفدرالية الروسية).

حرب الشيشان 1994 – 1996 التي اثارتها الحركات المتمردة الرئيسية ضد موسكو ، تسبّبت في تدمير مؤسسات الدولة العلمانية . نظام موازٍ للحكومة المحلية ، مُسيطَر عليه من قبل الميليشيات الإسلامية ، طُبق في العديد من مناطق الشيشان. في بعض المدن والقرى الصغيرة، أقيمت محاكم إسلامية شرعية تحت سيطرة الإرهاب السياسي. كانت المساعدات المالية للجيوش المتمردة تصل من العربية السعودية وإمارات الخليج مشروطة بتطبيق الشريعة الإسلامية ، برغم المعارضة القوية من السكان المدنيين. الأمير والقاضي الرئيسي في المحاكم الشرعية هو الشيخ أبو عمر ، الذي جاء إلى الشيشان في عام 1995 ليرتبط بصفوف المجاهدين هناك تحت قيادة إبن الخطّاب... وقام بتعليم تعاليم الإسلام "الحقيقية" والعقيدة "الصحيحة" للمجاهدين الشيشان، الذين يتمسك الكثير منهم بمعتقدات مشوّهة وغير صحيحة عن الإسلام.

في الوقت نفسه ، تهشّمت مؤسسات الاتحاد الروسي في الشيشان تحت وطأة إجراءات التقشّف التي فرضها صندوق النقد الدولي في فترة رئاسة بوريس يلتسين . وعلى النقيض من ذلك، فإن المحاكم الشرعية كانت تُموّل وتُجهّز من قبل العربية السعودية ، وبدأت تحل تدريجيا محل المؤسسات القائمة للاتحاد الروسي وحكومة الشيشان المستقلة.

لم تحاول الحركة الوهابية السلفية أن تكتسح مؤسسات الدولة المدنية في داغستان والشيشان فحسب ، بل كانت تبغي الحلول محل القيادات الإسلامية الصوفية المتسامحة أيضاً. في الحقيقة، فإن المقاومة للمعارضين الإسلاميين في داغستان قد قامت على أساس التحالف بين الحكومات العلمانية المحلية وشيوخ الصوفية :

تشمل تلك الجماعات الوهابية مجموعات قليلة ولكن شديدة التمويل والتسليح. لقد اشاعوا بهجماتهم الرعب في قلوب الجماهير .. ومن خلال خلق وإشاعة الفوضى واللاقانون ، يمكن لتلك الجماعات أن تفرض فهمها القاسي والسيّء للإسلام. مثل هذه الجماعات لا تمثل النظرة الشائعة للإسلام التي يتمسك بها غالبية المسلمين والمختصين بالإسلام، الذين يمثل الإسلام بالنسبة لهم أنموذجا حضارياً وتكاملا أخلاقياً . هؤلاء لا يمثل لهم الإسلام أكثر من حركة فوضى بواجهة اسلامية . غايتهم ليست خلق دولة إسلامية حقيقية ، بل خلق حالة من التشوّش والفوشى يمكنهم النمو والسيطرة في ظلها .

الشيشان على تقاطع طرق أنابيب النفط الستراتيجية

_____________________________

يربط خط أنابيب النفط الروسي بين ميناء أزري في باكو على الطرف الجنوبي لبحر قزوين ، عبر غروزني ، إلى تيخورتسك  Tikhoretsk . هذا المسار، تسيطر عليه الحكومة الروسية ، وينتهي في نوفوروسيسك  Novorossiysk ، وتقع الشيشان على تقاطع الطرق لخط الأنابيب الستراتيجي هذا .

خلال المرحلة السوفيتية، كانت نوفوروسيسك مصباً لأنابيب كل من كازاخستان وأذربيجان، منذ انتهاء الحرب الباردة ، وفتح حقول نفط قزوين أمام الراسمال الأجنبي ضمت واشنطن أوكرانيا وجورجيا إلى ساحة نفوذها. عضويتهما في منظمة غوام GUAM (منظمة تضم جورجيا وأوكرانيا زملدوفيا وأذربيجان وتوالي الغرب والولايات المتحدة) ضرورية لمشروعات الأنابيب الغربية ، التي غايتها تجاوز مصب نوفوروسيسك ، وكذلك إلغاء سيطرة موسكو على أنابيب  النفط التي تعبر أراضيها.

في أعقاب الحرب الباردة مباشرة، شجّعت واشنطن الشيشان على الإنفصال عن الفدرالية الروسية من خلال تقديم الدعم السري للتيارين الانفصاليين الاساسيين، وكلاهما يحصلان على الدعم من القاعدة ومن المخابرات الباكستانية.

في عام 1994، دخلت روسيا الحرب من أجل حماية خط أنابيبها الستراتيجي المهدّد من قبل الانفصاليين الشيشان. وفي آب 1999 تعطّل الخط وقتياً عندما قام جيش الانفصاليين الشيشان بغزو داغستان، دافعاً الكرملين إلى إرسال قوات فدرالية إلى الشيشان.

تشير الدلائل إلى أن الـ CIA تقف وراء الانفصاليين الشيشان مستخدمة المخابرات الباكستانية كوسيط . تتضمن خطة واشنطن الخفية إضعاف سيطرة شركات النفط الروسية والدولة الروسية على خطوط أنابيب النفط في الشيشان وداغستان. وهدف واشنطن النهائي هو فصل الشيشان وداغستان عن الاتحاد الروسي ، وبذلك تضع جزءا كبيرا من المنطقة الممتدة بين بحر قزوين والبحر الأسود تحت "حماية" التحالف العسكري الغربي . تحت غطاء هذا السيناريو ، ستُطرد روسيا من منطقة بحر قزوين، وستصبح كل خطوط النفط بين بحر قزوين والبحر الأسود بيد عمالقة النفط الأنكلو – أمريكيين. وبهذا تكون العمليات السرية التي تقوم بها المخابرات الباكستانية لدعم الانفصاليين الشيشان في خدمة مصالح كارتلات النفط الأنكلو أمريكية .

إتحاد بريتش بتروليوم – أموكو النفطي

_______________________

مدعومة من قبل كارتل بريتش بتروليوم – أموكو ، تم تنصيب حكومة عميلة للولايات المتحدة في أذربيجان (لمزيد من المعلومات عن هذا الكارتل الرهيب راجع الحلقة 53). نصّب الرئيس علييف نفسه من خلال توزيع السلطة على أعضاء عائلته . في أذربيجان ، تُقدر الاستثمارات بـ 8 مليارات دولار لتحقيق أرباح تزيد على 40 مليار دولار لشركات النفط الغربية. بريتش بتروليوم تمتلك 60% من أسهم مؤسسة اذربيجان العالمية . في عام 1997، وبمشروع منفصل، كان نائب الرئيس الأمريكي "آل غور" (حائز على جائزة نوبل ضد التلوّث !!) أساسيا في توقيع صفقة نفطية كبرى مع شركة النفط الحكومية في جمهورية أذربيجان (SOCAR)  تسمح لشركة شيفرون (بزعامة كوندوليزا رايس وليست متحالفة مع تكساكو Texaco) بالسيطرة على أغلب مخزونات النفط في بحر قزوين الجنوبي . تعمل شيفرون أيضاً في شمالي بحر فزوين في كازاخستان . بعبارة أخرى، قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2000 ، قدم كل من المرشحين المتخاصمين جورج بوش الثاني وآل غور ، التزامات لكارتلات النفط المتنافسة في حوض بحر قزوين.

إرهابيو الشيشان والمحافظون الجدد

_____________________

لقد أتاح الكشف عن أن عائلة المتهمين في تفجيرات ماراثون بوسطن هي من الشيشان اعتبار هذا الهجوم من الإرهاب الإسلامي. وقيل القليل جدا عن مساندة المحافظين الجدد في الولايات المتحدة للإرهابيين الشيشان كستراتيجية لإضعاف روسيا كما تؤكد ذلك كولين راولي العنصر السابق في الـ FBI.

تقول : "كنت على وشك أن أختنق بقهوتي وأنا أستمع لرودي جولياني – من المحافظين الجدد – وهو يدّعي على محطة التلفاز الوطنية بأنه مندهش من كون أي شيشاني مسؤولاً عن تفجيرات ماراثون بوسطن لأنه لم ير أبداً أي دليل على أن المتطرفين الشيشان يحملون أي عداوة تجاه الولايات المتحدة؛ غولياني يعتقد أنهم يركزون فقط على روسيا. 

جولياني يعرف تماماً كيف أن الإرهابيين الشيشان اثبتوا أنهم مفيدون للولايات المتحدة في الضغط على روسيا، مثلما فعل المجاهدون الأفغان الذين استُخدموا في الحرب ضد السوفيت في افغانستان بين 1980 و1989. في الحقيقة، العديد من المحافظين الجدد صادقوا على أنهم "اصدقاء" الشيشان وبضمنهم مدير الـ CIA الأسبق جيمس وولسي.

على سبيل المثال، أنظر إلى مقالة الغارديان اللندنية عام 2004. كان عنوانها : "أصدقاء الشيشان الأمريكيون: التزام المحافظين الجدد في واشنطن بالحرب على الإرهاب يتبخر في الشيشان، جعلوا قضيتها قضيتهم"، وجاء فيها : "المجموعة القائدة التي تبنت قضية الشيشان هي اللجنة الأمريكية للسلام في الشيشان. هذه اللجنة أغلب أعضائها من المحافظين الجدد الذين يؤيدون بحماس "الحرب في الشيشان".

"تضم اللجنة ريشارد بيرل مستشار البنتاغون المعروف؛ إليوت أبرامس المتهم بفضيحة إيران كونترا المشهورة؛ كينيث أدلمان سفير الولايات المتحدة الأسبق في لندن الذي ظل يحرّض على غزو العراق وصوّره كرقصة بسيطة؛ ميغي دكتر كاتبة سيرة رامسفيلد ومديرة مركز بحوث الجناح اليميني مؤسسة هيريتاج ، فرانك غافني خبير عسكري من مركز السياسة الأمنية؛ بروس جاكسون ضابط استخبارات عسكرية سابق ونائب مدير شركة لوكهيد مارتن للصناعات العسكرية والآن رئيس لجنة الولايات المتحدة للناتو؛ مايكل لييدن من معهد المشاريع الأمريكية ، معجب سابق بالفاشية الإيطالية والآن معارض بارز لتغيير النظام في إيران؛ وجيمس وولسي مدير الـ CIA الأسبق ومن المساندين الرئيسيين لخطط جورج بوش في إعادة تشكيل العالم الإسلامي حسب توجّهات الولايات المتحدة".

هذه اللجنة وسّعت أعمالها من الشيشان إلى القوقاز وصارت "اللجنة الأمريكية للسلام في القوقاز".

بالدولارات يحوّلونك من إرهابي إلى غير إرهابي

____________________________

وطبعاً ، جولياني أيضاً هو واحد من المحافظين الجدد والسياسيين الفاسدين الذين تسلّموا مئات الألوف من الدولارات من منظمة مجاهدي خلق عندما كانت هذه المجموعة مصنّفة ضمن قائمة وزارة الخارجية للمنظمات الإرهابية الأجنبية. دُفعت هذه الأموال لسياسيين أمريكيين للعمل بصورة غير مشروعة على رفع هذه المنظمة من تلك القائمة.

ثم تأتيك العجائب حين تعود لمطالعة الصحفي البارز في النيوروك تايمز "فيل شينون" واكتشافه الرهيب الذي نشره في الصحيفة قبل سنتين عن قيام الـ FBI والمجتمع "المخابراتي" بأكمله في التغطية والتضليل ليس فقط قبل أحداث 11/9 ، بل لعقد كامل بعد ذلك.

ولكن حتى الآن لم تظهر الحقيقة كاملة حتى بعد نشر شينون لقنبلته الضخمة عام 2011 عن مذكرة سرية تعود إلى نيسان عام 2001 تربط بين القائد الرئيسي للشيشان إبن الخطاب بأسامة بن لادن. مذكرة نيسان 2001 المدفونة كانت قد قّدّمت إلى مدير الـ FBI لويس فريه (هو بالمناسبة مستلم آخر لأموال مجاهدي خلق !) وإلى ثمانية من مسؤولي الـ FBI البارزين في مكافحة الإرهاب.

من المؤكّد أن مذكرات مماثلة قد اشتركت بها جميع دوائر المخابرات الأمريكية في نيسان 2001. ضمن عدة أيام بعد اعتقال الإرهابي "زكريا موسوي" في مينسوتا في 16 آب 2001، أكدت المخابرات الفرنسية أن موسوي كان قد قاتل تحت لواء إبن الخطاب.

الـ CIA والـ FBI تغطيان على إرهابيي الشيشان

__________________________

لكن مسؤولي الـ FBI تقاعسوا في السماح بتفتيش الكميوتر الشخصي العائد له وممتلكاته الأخرى، ومازالوا يرفضون الاعتراف بـ : (1) إن الإنفصاليين الشيشان كانوا أنفسهم "مجموعة إرهابية" مصنفة حسب قائمة وزارة الخارجية (2) إن علاقة زكريا موسوي بابن الخطاب تربطه بالتالي بأسامة بن لادن زعيم القاعدة المصنفة إرهابياً أيضاً.

كل هذا يحصل ومدير الـ CIA "جورج تنت" ومسؤولي مكافحة الإرهاب الآخرين – ولا تنسى أن جورج تنت كان قد أُبلغ بمعلومات حول اعتقال موسوي في 24 آب 2001 – يبلغون الشعب الأمريكي بأنهم يتقلبون على الجمر بسبب احتمال وقوع هجوم إرهابي كبير وأن "نظام الإنذار يومض بالأحمر" !!

ونفهم من هذا أنّ الغلطة الكبرى التي كان من الممكن أن تمنع أو تقلّل من هجمات 11/9 ، كان التقصير في تحديد مقاتلي إبن الخطاب الشيشاني كمجموعة إرهابية وفق قائمة وزارة الخارجية المتعلقة بالجماعات الإرهابية الأجنبية.

مسؤولون كبار في الـ FBI ، تسلّموا بالإسم مذكرة نيسان 2001 ، وكان عنوانها "تقرير عن تهديد إبن لادن/ إبن الخطاب" وتكشف كيف أن الاثنين مترابطان جدا، قد أنكروا أنهم قرأوا المذكرة (التي تكشف لماذا تمت التغطية على المذكرة لأنهم يحاولون التغطية على معلومات مُحرجة أخرى).

هناك بطبيعة الحال نظريات أخرى عن سبب عدم التقاط المسؤولين الأمريكيين لتلك "العلاقة الإرهابية"، وتشمل عمل الولايات المتحدة الثابت على احتضان "الإرهابيين الأصدقاء"، وحتى إبن الخطاب نفسه (وطبعا أولئك الذين من حوله) لمراحل يقومون بها بأعمال ضد الأمم "العدوّة" للولايات المتحدة مثل روسيا والأنظمة الأخرى التي تكرهها. 

تطرح الكاتبة كولين راولي تفسيرها لهذه المعضلة فتقول : "ولكن المسؤولين الأمريكيين سوف يرتبكون حين يتحول العميل السابق إلى عدو ضدهم أنفسهم. هذا ما حصل مع مجاهدي القاعدة الذين ارتبطت بهم واشنطن في ليبيا وسوريا من الذين فضّلتهم الولايات المتحدة في دعمها لغرض إسقاط نظام القذافي وبشّار الأسد على التوالي. هؤلاء المتطرفون مهيّئون لقلب اتجاه أسلحتهم الأمريكية بمجرد هزيمة العدو المشترك.  

جولياني وجماعته يقومون – خلف ستائر المشهد – بكل تلك العمليات السرّية ولكنهم سرعان ما يحوّلون – ببهجة – الكاميرات ليفروا دعايتهم المنافقة لإشعال الحرب المضادة للإرهاب وتمرير خدعة الإرهابي "الطيّب" والإرهابي "الشرير" لغرض الإستعمال العام، عندما يخدم ذلك مصالحهم. وقد يفسّر ذلك دهشة جولياني بعد الكشف عن أن عائلة المتهمين بتفجيرات ماراثون بوسطن أصلها من الشيشان.

ولكن الأكاذيب والتضليل الذي يصب في تشويش وحتى تخدير وجهة النظر إلى "الإرهاب" يصدر عن الكارتل الصناعي العسكري الأمريكي (وشقيقه الأصغر ، مجمع الرقابة الأمنية القومي") وحاجتهم للسيطرة على وسائل الإعلام والدعاية العامة لنشر القصة.

وعليه، فقصّة/خرافة بسيطة توضع مسبقا لإدامة حروب الولايات المتحدة. بين وقت وآخر، هذه التفصيلات تحتاج إلى إعادة تشغيلها وبعض الحقائق يمكن "نسيانها" للحفاظ على خطوط القصة حول الإرهابيين السيئين "الذين يكرهون الولايات المتحدة" بينما ، في الواقع، تحتضن حكومة الولايات المتحدة نفس الإرهابيين كـ "مقاتلين من أجل الحرّية" ضد مختلف "الأعداء". 

القاعدة التي عليك أن لا تنساها أبداً هي : "حرب الرجل الفقير إرهاب ، وإرهاب الرجل الغني حرب" – ولكن في بعض الحالات يمكن عبور الخطوط بين الحربين من أجل غايات السياسات الكبرى . الحرب والإرهاب يعملان سوية بهذه الطريقة . 

#البعد الداخلي لـ "الصلة الشيشانية" ؛ بناء الدولة البوليسية؛ تسعة آلاف شرطي مقابل طالب عمره 19 سنة !!

______________________________________________

تسعة آلاف رجل شرطة مسلحين بمختلف الأسلحة وبينهم قوات سوات SWAT انطلقت في مانهاتن لإلقاء القبض على طالب عمره 19 سنة ، بعد أن قُتل شقيقه تامرلان تسارناييف ، المتهم المزعوم بتفجيرات الماراثون بعد مطاردة بالسيارات وتبادل إطلاق النار مع الشرطة.

قبل إجراء أي تحقيق من قبل الشرطة، اعتبر الطالب ذو التسعة عشر عاماً "مذنباً". تم سحق القاعدة القانونية الاساسية "المتهم بريء إلى أن تثبت إدانته". وحسب كلمات ارئيس أوباما (وهو خريج كلية القانون بجامعة هارفارد !) فإن طالب بوسطن ذا الـ 19 عاماً هو "مذنب" بجرائم فظيعة (بدون دليل وقبل أن يُتهم في محكمة قانونية).  

"أيّاً كانت الأهداف التي دفعت هؤلاء "المتهمين" بمثل هذه الأفعال الشنيعة، فهي لن ، ولا يمكن ، أن تنتصر. مهما فكروا بإمكانهم تحقيقه ، سيفشلون حتماً... لماذا يلجأ إلى مثل هذا العنف شباب ترعرعوا ودرسوا هنا كجزء من مجتمعاتنا وبلدنا ؟"

وبالتزامن مع رسائل الجمرة الخبيثة والريسين ricin في واشنطن والتي ظهرت بغرابة في أعقاب مأساة بوسطن فوراً ، أكّدت واشنطن ووسائل الإعلام روابط الإخوة تسارناييف الدقيقة بمجاهدي الشيشان. وحسب صحيفة وول ستريت جورنال: "إن خلفية العائلة الشيشانية قد تكون جزءا مما دفعهم للقيام بما قاموا به". "لقطة من شبكة التواصل الاجتماعي الروسية Vkontakte الذي يبدو أنه يعود إلى جوهر تسارنايف يتضمن دعاية بمقطع من فيديو لحشد يدعو للذهاب إلى سوريا للقتال مع المقاومين هناك، مقتبساً أحاديث للنبي محمد [موثّقة بإطناب ، ويتصادف أن مقاتلي الجهاد الأجانب في سوريا يُجندون من قبل الولايات المتحدة وحلفائها] .

ما هو مبطّن هنا، هو أنه حتى لو لم يكن المشبوهون مرتبطين بشبكة متطرفين إسلاميين، فإن تراثهم الثقافي الكامن وخلفيتهم "الإسلامية" تدفعهم – بصورة طبيعية تماما – لاقتراف أفعال عنيفة. كيف يؤثر هذا المفهوم – الذي يربط آلياً بين المسلمين والإرهاب – ويتكرّر بصورة مملة في وسائل الإعلام ، على العقول البشرية؟

في الوقت الذي كان محققو الشرطة يدرسون هوية ودوافع المشتبهين ، فإن الأخوين تسارناييف قد تم تصنيفهم – بلا أدلة مقنعة – كـ "مسلمين متطرفين". وعبر الأرض، تم وصم وشيطنة المسلمين. وبدأت موجة جديدة من رهاب الإسلام Islamophobia.

خلق أسطورة جديدة : :العلاقة بالشيشان"

________________________

تفتحت أسطورة جديدة : "العلاقة بالشيشان" تهدد أمريكا. الإسلاموية التي ترعرعت في روسيا تُصدّر الآن إلى الولايات المتحدة. كل عناوين الأخبار في جميع أرجاء الولايات المتحدة تقارن تفجيرات ماراثون بوسطن يوم 15 نيسان بتفجيرات 11 أيلول 2001. 

وحسب مجلس العلاقات الخارجية :

فإن دوائر فرض القانون قد حققت تقدما كبيرا في الرقابة والسيطرة منذ أحداث 11 ايلول 2001، ولكن المخاطر الأمنية قائمة. والكثير من خبراء مكافحة الإرهاب يعيدون التركيز على قدرة الولايات المتحدة على الإبلال من مثل هذه الحوادث..

هل تُستخدم مأساة بوسطن من قبل واشنطن لشنّ حملة جديدة من أساليب الدولة البوليسية ضد مختلف مجموعات "الإرهابيين المحليين" ؟ هل تُستغل هذه الحادثة الكارثية لتنمية رد فعل الناس ضد المسلمين؟ هل تُستغل لبناء القبول لحملة أمريكا الصليبية المقدّسة – التي أعلنت خلال إدارة بوش الثاني – ضد عدد من الأقطار الإسلامية ، والتي يُزعم أنها تؤوي "الإرهابيين المسلمين"؟

وحسب مجلس العلاقات الخارجية القوي (الذي يمتلك تأثيراً كبيراً على البيت الأبيض ووزارة الخارجية) ، فإن "تفجيرات بوسطن تثير من جديد شبح الإرهاب على أرض الولايات المتخدة، وتكشف هشاشة المجتمع الحر المفتوح".

الإرهاب المضاد وقوانين الطوارىء – متضمنة تعليق الحقوق المدنية – وليس فرض القانون المدني - هي الحلول المُقترحة. وحسب كلمات وزير الخارجية جون كيري "أعتقد أن من المناسب القول أننا خلال هذا الأسبوع كلّه كنّا في مواجهة مباشرة صارخة مع الشيطان".

لقد أجمعت وسائل الإعلام والدعاية (وبضمنها هوليوود) على أن أمريكا تحت الهجوم من جديد. ولكن، هذه المرّة، الجناة هم "إرهابيون مسلمون" ليس من أفغانستان أو السعودية ولكن من روسيا: "إذا ثبت الإرتباط بين منفذي هجمات ماراثون بوسطن بالإنفصاليين الشيشان، فمعنى ذلك أنها المرة الأولى التي يشن فيها مقاتلون من جمهورية سوفيتية سابقة هجوماً مميتاً خارج روسيا. المقاومون الشيشان أنكروا وجود اي صلة بتفجير بوسطن" (U.S. News) .

"الإرتباط الشيشاني" أصبح اتفاقاً ضمنياً بين أجهزة الدعاية. الوطن الأمريكي مهدّد من قبل الإرهابيين المسلمين من الفيدرالية الروسية، والذين لهم ارتباطات بالقاعدة. وهناك أهداف مستترة وراء التفجيرات، حيث أعلن البيت الأبيض إلى أنه إذا كان لـ "الأخوين الشيشانيين" صلات بالإسلام المتطرف، فإن الإدارة "يمكن أن توسّع جهودها لجمع المعلومات الاستخبارية في ما وراء البحار، وكذلك توسيع الرقابة والتفتيش في داخل الولايات المتحدة". الحكاية الإرهابية الجديدة تتضمن مجاهدين من روسيا وليس من الشرق الأوسط. هنالك نتائج جيوبوليتيكية. هل سيُستخدم الإرتباط الشيشاني لخلق ذريعة للضغط على موسكو؟ أي نوع من الدعاية الإعلامية سوف يظهر؟

القاعدة والـ CIA

_________

لقد تم تضليل الرأي العام الأمريكي. فقد أغفلت تقارير الصحافة بدقة الجذور التاريخية لحركة الجهاد الشيشاني وعلاقاتها الواسعة مع الـ CIA . فحقيقة الأمر هي أن حركة الجهاد هي من خلق الـ CIA، والتي أدّت ايضاً إلى نشوء الإسلام السياسي. في حين أن دور الـ CIA في دعم الجهاد الإسلامي (وبضمنه أكثر المنظمات تعاطفاً مع القاعدة) موثق بصورة كبيرة، هناك ايضاً دلائل على أن الـ FBI نظّم وجهّز وجنّد إرهابيين داخل الولايات المتحدة.

لقد بدأ مخطط الـ CIA في نهاية السبعينات بتجنيد وتدريب الجهاديين "المقاتلين من اجل الحرية" (المجاهدين) لشن الحرب ضد الحكومة الأفغانية العلمانية الموالية للسوفيت. اجتمع ريغان بقادة المجاهدين الأفغان في البيت الأبيض في 1985. 

"الجهاد الإسلامي" (أو الحرب المقدسة ضد السوفيت) أصبح جزءا من مؤامرة الـ CIA . كانت مسنودة من قبل الولايات المتحدة والسعودية مع دور بارز في التمويل وفّرته تجارة المخدرات في الهلال الذهبي. في آذار 1985، وقّع الرئيس ريغان قرار الأمن القومي رقم 166 الذي تبنى رفع المساعدات العسكرية للمجاهدين وصار للحرب الأفغانية السرية هدفا جديداً هو هزيمة القوات السوفيتية في أفغانستان.. بدأت المساعدات السرية الأمريكية الجديدة برفع كميات الأسلحة إلى 65,000 طن سنويا مع عام 1987.. وتمّ تجنيد وتدريب عشرات الألوف من الشباب المسلمين من بينهم مقاتلون من الجمهوريات الإسلامية (والمناطق المستقلة) في الإتحاد السوفيتي.

لقد استُخدم المشتبه به (19 سنة) ك.. لم يكن حتى ولد في الشيشان. وفي حين لم تكن له ولشقيقه صلة بالحركة الجهادية ، فإن الدعاية الأمريكية اصطنعت "صلة شيشانية" تشير إلى نمط سلوكي موروث مرتبط بالمسلمين.

أمضى الشقيقان 10 سنوات في في الولايات المتحدة خلال السنوات التكوينية من حياتهما، محافظين على السلوك الطبيعي للجيل الأول من المهاجرين. والسؤال هو : ما الذي اثار التحوّل؟ هل هي القومية الشيشانية؟ هل بدأ مع القومية الشيشانية ثم انتقل بطريقة ما إلى قضية جهاد إسلامي شامل؟

ولكن، هناك دلائل من شهادات أفراد العائلة على أن الشقيقين تسارناييف كانا تحت رقابة الـ FBI لسنوات عديدة قبل تفجيرات بوسطن وكانا موضع تهديدات وضغوط متكررة. وحسب تأكيد صحيفة وول ستريت جورنال فإن الـ FBI قد "قابلت" تامرلان تسارناييف عام 2011.

ما هو واضح تماما هو أن حكومة الولايات المتحدة غير ملتزمة بمحاربة االإرهاب.

على العكس من هذا تماماً. المخابرات الأمريكية تقوم بتجنيد واحتضان الإرهابيين منذ أكثر من ثلاثين سنة، في الوقت الذي تتمسك علناً بوجهة النظر الغريبة بأن هؤلاء الإرهابيين الذين هم "وكلاء" الـ CIA يشكلون خطرا على الولايات المتحدة. هذه التهديدات المزعومة من "عدو خارجي" هي جزء من مؤامرة دعائية تقف خلف "الحرب على الإرهاب".

ما هي الحقيقة؟

إن خلق ميليشيات إرهاب إسلامية في مختلف البلدان في العالم هو جزء من مشروع مخابراتي أمريكي شائك.

وفي الوقت الذي اتُهم فيه الأخوان تسارناييف بلا دليل بوجود روابط لديهم بالإرهابيين الشيشان، فإن السؤال المهم هو من يقف خلف الإرهابيين الشيشان؟

وفق منطق مُلتبس، فإن أبطال "الحرب العالمية ضد الإرهاب" هم أنفسهم مصمّمو الإرهاب الإسلامي.

مصمّمو الحرب العالمية على الإرهاب أسّسوا اتفاقاً : ملايين الأمريكان جُعلوا يؤمنون بأن أداة الشرطة المسلحة مطلوبة لحماية الديمقراطية. قلة قليلة منهم تدرك أن الحكومة الأمريكية هي المصدر الرئيسي للإرهاب محليّاً وعالمياً. إعلام الشركات هو ذراع واشنطن الدعائية، التي تُظهر المسلمين كخطر على الأمن القومي. وفي هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ العالم وفي ظل أزماته الاقتصادية والاجتماعية، فإن تفجيرات بوسطن تلعب دورا مركزياً في تبرير الدولة البوليسية.

يتم تصوير الدولة البوليسية في الولايات المتحدة كوسيلة لحماية الحريات المدنية. لكن في ظل "مكافحة الإرهاب" يُمارس القتل اللاشرعي وتعليق الحريات المدنية والتعذيب كوسائل لحماية الدستور الأمريكي. وفي نفس الوقت، يُستخدم الإرهابيون – الذين خلقتهم ودعمتهم الولايات المتحدة – كمساهمين في "العمليات المموّهة" لتبرير القيام بالحملة الصليبية العسكرية ضد البلدان الإسلامية ، والتي تمثل في نفس الوقت البلدان الكبرى في تصدير النفط.

ستراتيجية إرهابية جديدة : حوادث تسبّب خسائر هائلة

_______________________________

قائد المنطقة المركزية الأسبق، الجنرال "تومي فرانكس"، الذي قاد حرب غزو العراق عام 2003، كان قد حدد سيناريو ما وصفه بـ "حادثة تسبّب خسائر جسيمة" على الأرض الأمريكية، (11/9 ثانية) ، ما يتضمنه تصريح الجنرال فرانكس هو الاعتقاد بأن وفيات المدنيين الجسيمة ضرورية لرفع الوعي وتحشيد الدعم الجماهيري للحرب العالمية على الإرهاب.

"حوادث إرهابية، كبيرة، تسبب خسائر جسيمة (سوف تحصل !) في مكان ما من العالم الغربي – قد تكون في الولايات المتحدة الأمريكية – قد تجعل سكاننا يشككون في دستورنا ويبدأون بعسكرة مجتمعنا من أجل تجنّب حوادث أخرى ضخمة ، تسبّب خسائر كبيرة" (مقابلة مع الجنرال تومي فرانكس – كانون الأول 2003).

في حين أن تفجيرات ماراثون بوسطن تختلف كلّياً عن طبيعة "الحادثة الكارثية" التي يلمح إليها الجنرال تومي فرانكس، إلّا إن الإدارة ، بالرغم من ذلك، يبدو أنها ملتزمة بمنطق "عسكرة مجتمعنا" كوسيلة لـ "حماية الديمقراطية".

لقد استخدمت حوادث بوسطن أساساً لإثارة الدعم الجماهيري لبرنامج "داخلي" لمكافحة الإرهاب. والأخير سوف يُطبق مترافقاً مع الاغتيالات اللاشرعية ضد من يُسمون بـ "إرهابيي الداخل" .

سياسة الولايات المتحدة المضادة للإرهاب كانت قائمة منذ عام 2001 على قتل الإرهابيين في ما وراء البحار أو منعهم من التسرّب إلى داخل الولايات المتحدة. ولكن تفجيرات بوسطن أظهرت كم هي قوية تكتيكات الإرهاب بحيث تخترق الحدود بسهولة. مواجهة مجموعات إرهابية صغيرة من الأفراد داخل الولايات المتحدة يمكن أن تكون مهمة شديدة الأذى.

"الحادثة الإرهابية التي تسبّب خسائر جسيمة" اعتبرها الجنرال تومي فرانكس نقطة تحوّل سياسية جذرية.

هل ستكون تفجيرات بوسطن نقطة تحوّل؛ ممر فرعي، سيصب في النهاية في جهود التعليق التدريجي للحكومة الدستورية؟

"منظمات المجتمع المدني الإنسانية" ذراع الإرهاب الأمريكي في الشيشان 

_________________________________________

من خلال عدد لا يُحصى من منظمات "المجتمع المدني" ، موّلت الولايات المتحدة جماعات الشيشان داخل تلك الجمهورية ذات الحكم الذاتي، في روسيا، والخارج. ولكن جزءاً كبيراً من أموال المساعدات الأمريكية قد "استُنزف" لمساعدة المجموعات الإرهابية في الشيشان وشمال القوقاز، والتي تصر وزارة الخارجية الأمريكية ووكالات المخابرات الأمريكية على الإشارة إليها بـ "المقاتلين الإنفصاليين" ، "القوميين" ، "الثوّار"، و "المعارضين"، بدلاً من الإرهابيين.

وكالة الأمن القومي الأمريكية National Security Agency (NSA) رفضت باستمرار الإشارة إلى إرهابيي الشيشان والدولة الإسلامية العاملة في روسيا بوصف "الإرهابيين". تقارير الوكالة التحليلية لالتقاط اتصالات الشرطة الروسية ومكتب الأمن الفدرالي الروسي والاتصالات العسكرية الروسية وبضمنها الراديو ، والهواتف الأرضية والخلوية ، والفاكس والرسائل النصية تشير منذ 2003 إلى إرهابيي الشيشان وشمال القوقاز بوصف "العصابات"، وقبيل تلك السنة، أوضحت أوامر الأمن القومي الأمريكية المشفرة السرية جدا بتسمية الإرهابيين الشيشان بـ "المعارضين".

تخيّل المفاجأة لو أن الولايات المتحدة بدأت بتسمية "القاعدة" كمقاومين ومعارضين إسلاميين. لكن، هذه بالضبط الكيفية التي تشير بها وكالة الأمن القومي الأمريكية والـ CIA إلى الإرهابيين في روسيا الذين شنّوا هجمات مميتة على المطارات والقطارات والمدارس والمسارح في روسيا.

المساعدات الأمريكية "الإنسانية" و"المجتمع المفتوح" للجماعات الإسلامية المتطرفة خلال العقود الثلاثة الماضية ، تتجه نحو دعم الجماعات الإرهابية التي يُحتفى بها كـ "مقاتلين من أجل الحرية" في واشنطن. كانت هذه هي الحالة مع دعم الولايات المتحدة للمجاهدين الأفغان من خلال تلك المجموعات مثل لجنة أفغانستان الحرّة خلال التمرّد الإسلامي ضد الجمهورية الديمقراطية الشعبية الأفغانية في الثمانينات وصندوق دفاع البوسنة في التسعينات. في حالة أفغانستان، أموال الولايات المتحدة والسعودية انتهت بين ايدي المتمردين الذين كوّنوا "القاعدة" لاحقاً. وفي البوسنة استُخدم تمويل الولايات المتحدة من قبل عناصر القاعدة المقاتلة ضد يوغوسلافيا وجمهورية صرب البوسنة ولاحقاً، عناصر القاعدة المساندة لجيش تحرير كوسوفو في حربه ضد صربيا. 

صندوق القوقاز الإنساني يموّل إرهابيي القوقاز !

___________________________

بعد انكشاف أن هيئة اسمها صندوق القوقاز قد استُخدمت من قبل مؤسسة جيمس تاون المرتبطة بالـ CIA في واشنطن لتمويل محاضرات عن شمال القوقاز في تبليسي بين كانون الثاني وحزيران عام 2012 ، اتجهت السلطات الجيورجية نحو إغلاق هذا الصندوق. والسبب الذي قدمته جيورجيا هو أن هذه الهيئة قد استوفت مهماتها المعلنة. أُسّس صندوق القوقاز خلال حرب جيورجيا – أوستيا الجنوبية عام 2008ـ وهي حرب نشبت عندما غزت القوات الجيورجية منطقة أوستيا الجنوبية الموالية للجمهورية الروسية خلال دورة بكين الأولمبية. جورجيا كانت مدعومة عسكريا ومخابراتياً من قبل الولايات المتحدة و"إسرائيل"، وقد تضمنت المساعدات الأمريكية مستشاري قوات خاصة على الأرض في جيورجيا.  نشاطات صندوق القوقاز ومؤسسة جيمس تاون حضرها المتهم بتفجيرات ماراثون بوسطن تامرلان تسارناييف ، مواطن مولود في قيرغيزستان لأبوين من داغستان (الدعاية الأمريكية قالت إنه خلال هذه الأشهر الستة ، أصبح تامرلان متطرفاً بواسطة الإمام الداغستاني المتطرف " Abu Dudzhan"الذي قُتل في مواجهة ضد القوات الأمنية الروسية في 2012. تامرلان زار داغستان أيضاً في عام 2011!) . قبل ذلك عقدت جيمس تاون حلقة دراسية في تبليسي عن "الأمم الخفية" في القوقاز، والتي دعت إلى "الشركسية العظمى" في القوقاز.

مؤسسة جيمس تاون الديمقراطية تموّل الإرهابيين في الشيشان

____________________________________

مؤسسة جيمس تاون هي جزء من شبكة المحافظين الجدد التي جدّدت نفسها بعد الحرب الباردة من منظمة مضادة للسوفيت وللشيوعية إلة منظمة مضادة للروس و"مناصرة للديمقراطية". ولا تشمل الشبكة مؤسسة جيمس تاون وصندوق القوقاز فقط بل جماعات أخرى تموّلها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) ومعهد المجتمع المفتوح Open( Society Institute (OSI الذي يمتلكه الملياردير جورج سوروس .

مؤسسة جيمس تاون هي جبهة عمليات طويلة الأمد للـ CIA ، أسّست، جزئياً، من قبل مدير الـ CIA ويليام كيسي عام 1948. استخدمت المنظمة كمُستخدِم لذوي المستويات العالية من الفارين من المعسكر السوفيتي ، وبضمنهم مساعد الأمين العام للأمم المتحدة السوفيتي أركادي شيفينكوف والمسؤول في المخابرات الرومانية أيون باسيبا . مكتب الأمن الداخلي الروسي ووكالة المخابرات الأجنبية الروسية كانت تشك منذ مدة طويلة في أن مؤسسة جيمس تاون تساعد في تحريك المتمردين في الشيشان وأنغوشيا وجمهوريات القوقاز الأخرى. ومؤتمر تبليسي في 21 آذار حول شمال القوقاز الذي سبق تفجيرات القطار في موسكو بأيام قليلة أضافت إلى شكوك الوكالتين.

تضم هيئة جيمس تاون أفراد من مرحلة الحرب الباردة مثل مارسيا كارلوشي ؛ زوجة فرانك كارلوشي ، مدير الـ CIA الأسبق، وزير الدفاع الأمريكي الأسبق، ورئيس مجموعة كارلايل [فرانك كارلوشي كان واحداً من الضاغطين على الحكومة الأمريكية لمنح "وزير خارجية" جمهورية الشيشان الأسبق "إياس أخمادوف" اللجوء السياسي وهو متهم بالإرهاب من قبل روسيا بعد اعتراض من قبل وزارة العدل]، ناشر الكتب والمجلات المعادية للشيوعية ألفرد ريجنسي؛ وكاثلين ترويا مساعدة وزير الدفاع الأمريكي للشؤون العامة . وكذلك فرانك كيتنغ حاكم ولاية أوكلاهوما عام 1995 عندما حصل تفجير المبنى الفيدرالي فيها.   

المتعاون مع جيمس تاون ليس فقط في عمليات شمال وجنوب القوقاز المعلوماتية، ولكن أيضاً في شؤون مولدوفيا، بيلاروسيا، الأيغور، وأوزبكستان، هو الحاضر أبداً معهد المجتمع المفتوح Open Society Institute (OSI),، وهو واجهة أخرى للـ CIA ومصالح البنوك العالمية. مشروع أوراسيا المركزي تابع لهذا المعهد المشبوه موّل عدداً من المشروعات والمؤتمرات مع جيمس تاون.

عندما أصبح أوباما رئيساً في 2009، تبنى مقترح جون ماكين ودعم الـ CIA للانفصاليين والإرهابيين في شمال القوقاز بغسيل الأموال من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية العالمية USAID ، والوقف القومي للديمقراطية، ومعهد المجتمع المفتوح، وبيت الحرية، ومؤسسة جيمس تاون. في كانون الثاني 2012، عيّن أوباما ناشطاً في معهد المجتمع المفتوح ومن المحافظين الجدد "مايكل مكفاول" سفيرا للولايات المتحدة في موسكو. وفوراً فتح مكفاول أبواب السفارة أمام المعارضين الروس، بضمنهم الإنفصاليين في شمال القوقاز، الذين تشك المخابرات الروسية بأن بعضهم له علاقة بالإرهابيين المسلمين.  

 

مؤتمر "أمم خفيّة" والتواطؤ الأمريكي مع الإرهاب الشيشاني برغم التحذيرات الروسيّة :

______________________________________________

أصبحت جورجيا منطلقا للمساعدات الأمريكية للمعارضين الروس الذين يحاولون إسقاط الرئيس فلاديمير بوتين ومناصريه من السلطة. في آذار 2010، موّلت جورجيا ، مع الـ CIA و OSIوالمخابرات البريطانية MI-6، مؤتمراً عنوانه "أمم خفية، جرائم مستمرة: الشركس وشعب شمال القوقاز الحاضر والمستقبل". قدّم تحالف جورجيا والـ CIA و OSI والمخابرات البريطانية MI-6 التمويل ومساعدات أخرى للإنفصال من قبل الأقليات العرقية في روسيا ، وبضمنها الشركس ، الشيشان، الأنغوش (مسلم) ، البلقار (مسلم، مسيح أرثوذوكس)، القبرديون (سنّة، شمال القوقاز)، الأباظيون (35 ألف نسمة شمال القوقاز)، التاتار، الطاليون أو الطاليشيون (سنة شيعة ، 10 آلاف نسمة)، والكيميكيون (مسلمون أتراك في داغستان).

في 21 آذار 2010، عُقد مؤتمر في تبليسي من قبل مؤسسة جيمس تاون والجامعية الدولية لدراسات القوقاز في جامعة ولاية إيليا بجيورجيا. إذا كانت وثائق مكافحة الإرهاب الجيورجية قد ثبّتت حضور تامرلان مؤتمرات جيمس تاون في تبليسي عام 2011، هل باستطاعة خدمة الأمن الروسية الاتحادية متابعته إلى مؤتمر جيمس تاون "أمم خفية" في آذار 2010؟ على كل حال، بعد سنة قرّرت خدمة الأمن الروسية الإتصال بالـ FBI حول صلات تامرلان بالإرهابيين.

جاء الطلب الروسي من الـ FBI عن طريق مكتب ممثلية الـ FBI في سفارة الولايات المتحدة في موسكو في آذار 2011. استغرق الأمر من الـ FBI حتى حزيران 2011 ليستنتج أن تامرلان لا يشكل تهديداً إرهابياً، ولكن تمت إضافة اسمه إلى نظام خزانة إنفاذ الإتصالات الذي يراقب المعلومات المالية مثل حسابات البنوك في الخارج والتحويلات البرقية. في أيلول 2011، قام المسؤولون الروس بتنبيه الولايات المتحدة مرة ثانية حول شكوكهم في تامرلان. التنبيه الثاني أُرسل إلى الـ CIA . في أيلول 2011، كانت وكالات الأمن الروسية على علم تام بأن مؤتمر الأمم الخفية الذي عُقد قبل سنة مموّل من قبل الـ CIA وبدعم من حكومة الرئيس الجورجي "ميخائيل ساكاشفيلي"، وأن مؤتمرات مماثلة قد عُقدت وخُطط لها، وبضمنها المؤتمر الذي حضره تامرلان في تبليسي في كانون الثاني 2012.

في وقت معين بعد التنبيه الروسي الأول وقبل أو بعد التنبيه الثاني، أدخلت الـ CIA اسم تامرلان في قائمة تدقيق هويات الإرهابيين، وهي قاعدة معلومات فيها أكثر من 75,000 اسم محفوظة في المركز القومي لمكافحة الإرهاب في فرجينيا.

        

# البرقيات الأمريكية السرّية تكشف الدعم الأمريكي للإرهاب في الشيشان

_________________________________________

مساعدات "المجتمع المدني" الأمريكية لجماعات تثير الإرهاب والعنصرية والإنفصالية في القوقاز توجّه إما من خلال الـ (USAID) أو بصورة سرّية عبر منظمات مموّلة من معهد المجتمع المفتوح. الكثير يمكن معرفته حول الدعم الأمريكي للجماعات الإرهابية في شمال القوقاز من المعلومات التي ضمها أكثر من ربع مليون برقية سرّية من برقيات وزارة الخارجية الأمريكية.

في 12 تشرين الثاني 2009، برقية سرية من سفارة الولايات المتحدة في موسكو تتضمن استخدام مركز كارنيجي منظمة غير حكومية في موسكو لإجهاض الأهداف السياسية والاقتصادية الروسية في شمال القوقاز، خصوصا إذا أخذنا بالإعتبار نسبة البطالة التي تصل 50% في أنغوشيا و30% في الشيشان. تشكل أماكن البطالة العالية المراكز المهمة لتجنيد المتطوعين من قبل رجال دين متعصبين للوهابية والسلفية ويمولون من قبل السعودية وقطر وإمارات الشارقة ورأس الخيمة. أشارت برقية للسفارة في 8 حزيران 2009 إلى أن داغستان تمثل "الحلقة الروسية الأضعف" في القوقاز. 

برقية سرية في 16 أيلول 2009 من السفارة الأمريكية في موسكو تشير إلى أن السكرتير المساعد لوزارة الخارجية لشؤون أوروبا وأوراسيا "فيليب غوردن" حثّ على نشر مفهوم أن حكومة "رمضان قاديروف" في الشيشان "ليست مسيطرة وليست مستقرة". منظمة إنعاش القوقاز وهي منظمة غير حكومية أخبرت غوردن في اجتماع في السفارة الأمريكية أن المقاتلين الأجانب يلتحقون بالجهاد في المنطقة، وأن هناك "تخيير قسري" بين "الإرهاب" و"الحكومة المحلية الفاسدة". من الواضح أن إدارة أوباما قد قرّرت ، من خلال المساندة القوية لنائب مستشار الأمن القومي والمدير الحالي للـ CIA جون برينان ، الالتحام الواضح بالسعودية في إشعال المخطط الإرهابي في الشيشان،

(يتبع القسم الثاني)

 

 

تاريخ النشر

30.06.2016

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

30.06.2016

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org