<%@ Language=JavaScript %> د. حسين سرمك حسن لا تثقوا بالولايات المتحدة :(56) كيف أوصلت الولايات المتحدة الإرهاب "الإسلامي" إلى الصين ؟

 

 

لا تثقوا بالولايات المتحدة :(61)

 

 كيف أوصلت الولايات المتحدة الإرهاب "الإسلامي" إلى الصين ؟

 

 

 

د. حسين سرمك حسن

بغداد المحروسة – 2015

 

 

ملاحظة: نعود إلى تسلسل حلقات الموسوعة السابق بعد أن فرضت الظروف قفزة لمعالجة الدور الإرهابي التركي.

"لكن القاعدة ومختلف فروعها هي جماعة واحدة فقط بين مجموعات إرهابية متعددة تحرص على المصالح الكبرى للسيطرة الأمريكية الكونية. الانفجار الأخير في قلب بانكوك عاصمة ثايلاند في جنوب شرق آسيا ، والعنف الدائر في منطقة شينجيانغ الصينية يكشف شبكة أخرى من الإرهاب "الإسلامي" المُمول من الولايات المتحدة تعمل بتناسق مع القاعدة وتمتد في الحقيقة من آسيا كاملة حتى جبهات حرب أمريكا بالنيابة في سوريا". 

"سيمور هيرش"

صحيفة نيويوركر – 2007

"وبوجود روسيا والصين بين أهداف الدولة الإسلامية الآن ، فإن الرأي العام العالمي سيبدأ بالتساؤل:  لماذا تنذر داعش نفسها لمهاجمة كل أعداء الولايات المتحدة ؟ وتهمل كل حلفاء الولايات المتحدة مثل اسرائيل وقطر والسعودية؟ ومن أين تحصل على السلاح والأموال والمعلومات والدعم اللوجستي والإداري وغيرها ؟"

"توني كارتالوشي"

Global Research, September 23, 2015

 

(تمهــــــــيد- نبذة عن إقليم شينجيانغ- الأهمية الاقتصادية والجيوبوليتيكية لإقليم شينجيانغ- الدولة الإسلامية : قوة واشنطن العدوانية العالمية من بين أهدافها تدمير الصين- بعض المنظمات الإيغورية الإسلامية التي يموّلها الوقف القومي للديمقراطية الأمريكي- لماذا تنذر داعش نفسها لمهاجمة كل أعداء الولايات المتحدة ؟ وتهمل كل حلفاء الولايات المتحدة؟- مؤامرة فعليّة وليست "نظرية"- حرب واشنطن الطويلة ضد الصين- الإحاطة بالصين- إضعاف الصين من الداخل : الدعم السرّي للحركات الانفصالية- مؤسسة الإرهاب الإيغورية – التركية : تنظيم "قاعدة" ثانٍ لأمريكا- إرهاب الإيغور الأتراك – "القاعدة" الأخرى للولايات المتحدة- الذئاب الرمادية أصبحت منظمة إرهابية عالمية وصلت الصين- إرهاب الناتو يمتد إلى جنوب شرق آسيا- الـ BBC دائماً في المكان قبل الإنفجار وتعرف المتهمين قبل التحقيق- إرهاب الإيغور – الترك بعد آسيا ؛ تهديد القرم الروسي- إبحث عن بريجنسكي وشركاه من المحافظين الجدد حتى في أقاصي الصين- ملحق: مجرم محكوم يمثّل الولايات المتحدة في مؤتمر بيلدربرغ !- معايير مزدوجة- بترايوس ضروري لمخططات شبكة الرقابة العالمية- ملاحظتان أخيرتان- ملاحظة حول هذه الحلقة- ملاحظة عن هذه الحلقات).

 

# تمهــــــــيد :

________

تواجه الصين اليوم ضغطاً إرهابياً متزايداً على جبهتن : الأولى في إقليم شينجيانغ الغربي حيث يعمل الإرهابيون "الإسلاميون" على نشر الاضطرابات والنشاطات الانفصالية. والثانية في جنوب الصين حيث يعمل انفصاليون من التبت على تأجيج الصراعات العرقية الدامية. وهناك جبهة ثالثة مرشّحة لتصعيد الاضطراب السياسي في جنوب شرق الصين حيث منطقة هونغ كونغ ذات الإدارة الخاصة التي تفجرت فيها الاحتجاجات مؤخرا.

ولكن ما هو أكثر خطورة هو المخطط الجيوبوليتيكي الأعظم الذي يجعل هذه الأخطار التي تبدو "داخلية" – تعود إلى مصدر واحد خارج حدود الصين. فمع ما يُسمّى بـ "الدولة الإسلامية" الآن يتم استلام وتدريب واستخدام 1000 من الإرهابيين من إقليم شينجيانغ الصيني شهرياً ، وبأخذ حقيقة أن الدولة الإسلامية هي نتيجة حرب مقصودة ومُخططة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، تُشن بالنيابة في منطقة الشرق الأوسط بالإعتبار ، ومع حقيقة أخرى هي أن الاضطراب في هونغ كونغ يعود أيضا إلى واشنطن ولندن ، فإن هذا الصراع يمثل فصلا من صراع مستمر بين الشرق والغرب مُرشّح للتصاعد والاحتدام.

 

# نبذة عن إقليم شينجيانغ :

________________ 

منطقة شينجيانغ، أو منطقة سنجان ذاتية الحكم، هي مقاطعة صينية تتمتع بنظام إداري خاص، وعاصمتها هي مدينة "أورومتشي" . التسمية التاريخية للمنطقة شي يو ( المساحة الغربية أو المغرب باللغة الصينية) ، وهي ذات أغلبية مسلمة لمرورها بطريق الحرير. وتدّعى بعض اتجاهات الانفصال في داخل الصين وخارجها بأنها منطقة خاصة للأويغور، ويسمّونها تركستان الشرقية، والاسم ينقسم إلى كلمتين "ترك" و"ستان" ومعناها أرض الترك. وفي خلال الحرب الداخلية الصينية نالت استقلالها عام 1944، ولكن عادت إلى أحضان الدولة الجديدة عام 1949. عندما تأسست جمهورية الصين الشعبية وإعلان قيام الشيوعية، ضمها الصينيون إلى الصين، فصارت مقاطعة صينية. وتطوّرت كثيرا خلال الثلاثين سنة الآخيرة، وهي منطقة غنيّة بالنفط والغاز الطبيعي وخامات اليورانيوم.

يحدّها من الشمال الغربي كل من طاجيكستان، قيرغيزستان وكازاخستان، من الشمال الشرقي جمهورية منغوليا، من الشرق مقاطعتا قانسو وتشينغهاي، جنوباً منطقة التبت، ومن الجنوب الغربي الهند وأفغانستان. ومساحتها 1,660,000 كلم²

عدد سكانها هو 19,050,000 نسمة حسب إحصاء عام 2002 ، تركيبة السكان في منطقة "سنجان" متنوعة. الأويغور، شعب مسلم ذو أصول تركية، هو أهم مجموعة عرقية أكثرية في سنجان ويشكلون 45%. تأتي قومية الـ"هان" الصينية في المرتبة الثانية من حيث التعداد وتشكل 41%. وإضافة إلى قومية كازاك وهوي وقرغيز وغيرها من القوميات الأقليات.

 

# الأهمية الاقتصادية والجيوبوليتيكية لإقليم شينجيانغ :

_______________________________

منطقة إيغور – شينجيانغ في الصين احتلت الأخبار بفعل الهجمة الإرهابية في 29 تشرين الأول 2013 في ميدان تينانمين في بكين، وفي الوقت الذي لم تظهر دلائل على ارتباطات أجنبية في الهجمة الانتحارية في ميدان تينانمين، فإن علينا ملاحظة أن واشنطن تساند الحركة الانفصالية في إقليم إيغور شينجيانغ غربي الصين.

تحاذي هذه المنطقة روسيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجكستان وأفغانستان ومونغوليا وولاية الهند "جامو كشمير" . فيها 9 ملايين ايغوري (مسلمون سنّة) يكونون 45% من مجموع السكان في الإقليم. بين وقت وآخر تشهد شوارع الإقليم احتجاجات تطالب بالاستقلال عن الصين. الولايات المتحدة لها دور تلعبه هنا، وهي تدافع عن الانفصاليين على المستوى العالمي . ثقافة الإيغور أو حقوقهم لا تهم الولايات المتحدة بشيء ، ولكن المنطقة تتمتع بموقع جغرافي ستراتيجي في قلب أوراسيا التي تشكل أهمية خاصة للمصالح الحيوية للولايات المتحدة. 

في هذه المنطقة تضاربت مصالح الامبراطورية الروسية والاتحاد السوفيتي السابقين ضد مصالح بريطانيا. فالمنطقة تتيح الوصول للهند. واليوم، هناك صراع مصالح ضد الولايات المتحدة التي تجد فيها ضرورة ستراتيجية لإبعاد روسيا والصين عن الوصول للمحيط الهندي.

ضمان السيطرة على هذا الإقليم يعني حصول الولايات المتحدة على نقطة انطلاق لاختراق قلب أوراسيا. فمثلاً، الموقع الجغرافي لكازاخستان يجعلها نوعا من الحاجز ضد التطرف الإسلامي القادم من أفغانستان. عبور منطقة كازاخستان يعني دخول المتطرّفين إلى روسيا (كازاخستان تحادد سبع مقاطعات من روسيا الفدرالية). وفي الجوار المسلمون البشكيريون والتاتار.  وللصين مصالح اقتصادية كبرى في آسيا الوسطى. وهي تحتاج للاستقرار في طاجكستان مثلا. وتمثل أوزبكستان نقطة مهمة أخرى. الحركة الإسلامية في أوزبكستان هي جماعة مسلحة تمثل أكبر تهديد هناك ولديها قاعدة بشرية واسعة. زعزعة الاستقرار في أوزبكستان سيشعل النار في آسيا الوسطى كلها. 

تدخّل الولايات المتحدة في أفغانستان أشعل الموقف على حدود روسيا الجنوبية. في حالة حصول الولايات المتحدة على موضع قدم في منطقة إيغور – شينجيانغ ، فإن الأمور ستسوء بصورة ماساوية. هناك العديد من الإيغور يعيشون في آسيا الوسطى (250,000 في كازاخستان، 60,000 في قرغيستان ، و50,000 في أوزبكستان .. وهكذا).

المنطقة غنية بالنفط والغاز ، وكذلك بالمعادن النادرة. هناك 52 عنصراً فلزياً تُستخرج منها. إنها محور تجارة ونقل مهم، ومركز اقتصادي لغرب الصين. السلع الصينية تُنقل من الأقاليم المختلفة عبر شينجيانغ لتصل ميناء كراجي في باكستان ومنه إلى جنوب آسيا. باكستان والصين حليفان ستراتيجيان، وأي اضطراب في شينجيانغ سيعرقل جريان السلع والبضائع من إسلام أباد إلى بكين.
هناك مشروع اتصالات هائل تحت الإنشاء – خط الألياف الضوئية العابر لآسيا وأوروبا ، الذي يربط شنغهاي في الصين بفرانكفورت بألمانيا ماراً خلال المنطقة. أنابيب النفط والغاز من حوض بحر قزوين ستعبرها في طريقها إلى آسيا والباسيفيك. المنطقة تحاذي التبت. وصرخات واشنطن ترتفع بين وقت وآخر حول خرق حقوق الإنسان في التبت كلعبة تلجأ إليها أجهزة الدعاية الأمريكية في حربها الإعلامية ضد الصين.

تقطع الولايات المتحدة أي شوط لمساندة الانفصاليين الإيغور في الخارج، على سبيل المثال مؤتمر الإيغور العالمي ترأسه "ربيعة قدير" واحدة من اثرى الصينيين في العالم.. التقت بكونغرس الولايات المتحدة، واجتمعت  بجورج بوش الثاني الذي وصفها بأنها "أكثر قيمة من كل أسلحة الجيوش أو النفط تحت الارض"  (لاحظ زلّة التعبير وسيلان اللعاب البترولي !! .. يتفق هذا مع البنية "النفطية" النفسية لشخص امتزج النفط بوجوده منذ شبابه المبكر فشكّل وعيه وسلوكه حتى أنه صرّح – كرئيس - في خطابه السنوي عام 2006 : "أمريكا مدمنة على النفط" وهو مدمن على الكحول حالياً وعلى المخدرات سابقاً). ".. يروّج لها كرمز للمقاومة الإيغورية . الفيلم الأمريكي "الشروط العشرة للحب" أهدي إليها، وخُصّص لحياتها، وقامت بتمثيله ، وبرغم احتجاجات الحكومة الصينية فقد ضُمّ إلى برنامج مهرجان ملبورن.

الصورة رقم (1) الرئيس الأمريكي بوش الثاني والبليونيرة الصينية "ربيعة قدير"

مؤتمر الإيغور العالمي يتعاون مع ما يُسمّى "حكومة التبت في المنفى"، وله فروع في العديد من البلدان. حتى في استراليا.

# الدولة الإسلامية : قوة واشنطن العدوانية العالمية من بين أهدافها تدمير الصين :

________________________________________

إذا طُلب من شخص ما أن يسمّي مصدر عملية عسكرية ومخابراتية عالمية تشن على سوريا ، وإيران، وروسيا، والصين، قد يقول إنهما الـ CIA والحكومة الأمريكية، وهو مصيب في ذلك. ولكنه يمكن أن يجيب ايضاً بسهولة ويقول إنها الدولة الإسلامية وسيكون مصيباً أيضاً. وهذا صحيح بشكل خاص بعد أن تكشّف دعم الولايات المتحدة للانفصاليين الإيغور في إقليم شينجيانغ الصيني الغربي في ارتباطهم بالدولة الإسلامية للتدريب بهدف تشكيل جيش متمرّد ضد بكين عند عودتهم إلى الصين.  

رويترز في مقالتها : "مقاتلو الصين يحصلون على التدريب من الدولة الإسلامية" قالت : مقاتلون صينيون من إقليم شينجيانغ الغربي فرّوا من البلاد للحصول على التدريب من قبل الدولة الإسلامية والعودة لشن هجمات في البلاد حسب تقرير حكومي . هذا التقرير هو الأول من الإعلام الحكومي الذي يربط مقاتلين من إقليم شينجيانغ ذي الأقلية الإيغورية المسلمة ، بمقاتلين من جماعة الدولة الإسلامية المسلمة السنّية المتطرفة.

وقد ألقت الحكومة الصينية اللوم في موجة العنف خلال السنة الماضية على مقاتلين إسلاميين من إقليم شينجيانغ الذين تقول الصين إنهم يقاتلون من أجل دولة مستقلة يسمّونها تركستان الشرقية . ولكن ليست الحكومة الصينية وحدها هي التي تقول إن المقاتلين في شينجيانغ يريدون اقتطاع دولة مستقلة في غرب الصين – المقاتلون أنفسهم أعلنوا عن ذلك، وحكومة الولايات المتحدة تقدم الدعم الكامل لمخططهم لتحقيق ذلك. وفي الحقيقة فإن الأول والأسبق في دعم الانفصاليين الإيغور هو الوقف القومي للديمقراطية (و ق د) NATIONAL ENDOWMENT FOR DEMOCRACY التابع لوزارة الخارجية الأمريكية. بالنسبة للصين، فإن المنطقة الغربية التي يشار إليها بـ "شينجيانغ / تركستان الشرقية" لها صفحة مستقلة على الموقع الإلكتروني للوقف الذي يموّل الكثير من الجهات والمنظمات الانفصالية، ومنها :

# بعض المنظمات الإيغورية الإسلامية التي يموّلها الوقف القومي للديمقراطية الأمريكي:

______________________________________

مؤسسة إيغور العالمية لحقوق الإنسان والديمقراطية، 188,000 دولار لتطوير حقوق الإنسان للنساء والأطفال الإيغوريين، ولها موقع باللغتين الإنكليزية والإيغورية، وتتبنى حقوق النساء والأطفال الإيغوريين.

نادي "القلم" العالمي في إيغور 45,000 دولار لنشر حرية التعبير بين الإيغوريين، وله موقع إلكتروني يقدم معلومات عن الكتابات المحظورة وعمل وحالة الشعراء والصحفيين والمؤرخين المضطهدين. وينظم حملات عالمية لصالح الكتاب المسجونين.

الجمعية الأمريكية الإيغورية 280,00 دولار، لرفع الوعي بحقوق الإنسان بين الإيغور من خلال البحوث والوثائق وتقديم معلومات دقيقة حول خرق حقوق الإنسان في شينجيانغ. 

مؤتمر الإيغور العالمي 185,000 دولار لتعزيز قدرة القيادات والجماعات الإيغورية المناصرة للديمقراطية لتنفيذ حملات مؤثرة في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان.

لماذا تنذر داعش نفسها لمهاجمة كل أعداء الولايات المتحدة ؟ وتهمل كل حلفاء الولايات المتحدة؟

________________________________________

الخطوة التالية لواشنطن التي تتخذها في الصين هي أن تعزّز رهبة الإرهابيين في شينجيانغ . وبالإضافة إلى دعم الولايات المتحدة لمحاولات زعزعة الاستقرار في إقليم بالصين، فإن الدولة الإسلامية قد هدّدت بشنّ هجمات ضد عدو آخر لولايات المتحدة هي روسيا، بالإضافة إلى مواجهتها المباشرة لحزب الله في لبنان، والحكومة في سوريا والعراق، مع تبنيها للهجمات ضد الحكومة المصرية التي أطاحت بحلفاء الغرب : الإخوان المسلمون. 

وبوجود روسيا والصين بين أهداف الدولة الإسلامية الآن ، فإن الرأي العام العالمي سيبدأ بالتساؤل:  لماذا تنذر داعش نفسها لمهاجمة كل أعداء الولايات المتحدة ؟ وتهمل كل حلفاء الولايات المتحدة مثل اسرائيل وقطر والسعودية؟ ومن أين تحصل على السلاح والأموال والمعلومات والدعم اللوجستي والإداري وغيرها ؟

مؤامرة فعليّة وليست "نظرية" :

__________________

يثير مظهر ومخطط وأفعال داعش عبر العالم الاستنتاج بأنها ببساطة الاختراع الأخير للولايات المتحدة ووكالات المخابرات الغربية المتحالفة معها ، مثلما كانت القاعدة والإخوان المسلمون قبلها، وهذا الإستنتاج صار عالي النبرة إلى حد أن صحف مؤسسة مثل النيويورك تايمز بدأت بكتابة الأعمدة الصحفية لدحض ما سمّته بـ "نظريات المؤامرة" .

لقد كتبت النيويورك تايمز مقالة عنوانها "شكوك عميقة لدى العراقيين بأن الـ CIA والدولة الإسلامية متحدان"، :

"نفّذت الولايات المتحدة حملة متصاعدة من الضربات الجوية ضد المتطرفين في الدولة الإسلامية لأكثر من شهر. ولكن يبدو أن هذا لم يؤثر إلّا قليلاً في تخفيف نظريات المؤامرة التي تدور في شوارع بغداد وصولاً إلى أعلى المستويات في الحكومة العراقية بأن الـ CIA تقف بصورة سرّية خلف نفس الإرهابيين الذين تهاجمهم الآن".

ترفض النيويورك تايمز هذه المزاعم، بالرغم من حقيقة أن الـ CIA موجودة خلال السنوات الأربع الماضية على الحدود السورية التركية حيث تعبر الأسلحة الثقيلة والأموال للمتطرفين والإرهابيين في داعش. وبالفحص القريب، فإن هذه المزاعم ليست معقولة فحسب، بل هي موثقة أيضاً.

الصحفي الفائز بجائزة البولتزر سيمور هيرش حذّر في عام 2007 من خلق مثل هذه المجموعة الإرهابية في مقالته ذات التسع صفحات في صحيفة النيويوركر وكان عنوانها : "إعادة التوجيه: هل سياسة الإدارة الجديدة مفيدة لأعدائنا في الحرب على الإرهاب؟" بيّن فيها :

"لتحطيم إيران، الشيعية بالدرجة الأولى، قرّرت إدارة بوش، فعلياً، إعادة تشكيل أولوياتها في الشرق الأوسط. في لبنان، تعاونت الإدارة مع حكومة العربية السعودية ، السنّية، في عمليات سرّية لإضعاف حزب الله، ، المنظمة الشيعية التي تدعمها إيران. اضطلعت الولايات المتحدة ايضاً بجزء من العمليات السرّية الهادفة لإضعاف إيران وحليفتها سورية. وكان من نتائج تلك النشاطات تقوية الجماعات المتطرفة السنّية التي تتبنى النظرة الجهادية للإسلام المعادية لأمريكا والمتعاطفة مع القاعدة.

ماضيا وحاضراً، من الواضح أن القاعدة كانت وستبقى أداة مركزية للولايات المتحدة في تحقيق أهدافها الجيوبوليتيكية – خصوصا عندما لا تكون القوى الغربية قادرة على التدخل مباشرة لأي ظرف.

لكن القاعدة ومختلف فروعها هي جماعة واحدة فقط بين مجموعات إرهابية متعددة تحرص على المصالح الكبرى للسيطرة الأمريكية الكونية. الانفجار الأخير في قلب بانكوك عاصمة ثايلاند في جنوب شرق آسيا ، والعنف الدائر في منطقة شينجيانغ الصينية يكشف شبكة أخرى من الإرهاب "الإسلامي" المُمول من الولايات المتحدة تعمل بتناسق مع القاعدة وتمتد في الحقيقة من آسيا كاملة حتى جبهات حرب أمريكا بالنيابة في سوريا". 

# حرب واشنطن الطويلة ضد الصين :

______________________

حرب واشنطن ضد الصين ذات تاريخ طويل جدا، إنها تعود إلى مرحلة الحرب الفيتنامية . كشفت ذلك "أوراق البنتاغون" التي نُشرت عام 1969 ، وأظهرت أن الصراع ضد الصين هو جزء من ستراتيجية أكبر تهدف إلى احتواء الصين والسيطرة عليها. وبينما خسرت الولايات المتحدة في النهاية حرب فيتنام وأي فرصة لاستخدام الفيتناميين كقوة بديلة ضد بكين ، فإن الحرب الطويلة ضد بكين ستستمر في أماكن أخرى.

سياسة الإحتواء هذه سيتم تحديثها وتطويرها في تقرير معهد الدراسات الستراتيجية لعام 2006 : "خيط اللؤلؤ: مواجهة تحدّي قوة الصين الناهضة عبر الساحل الآسيوي" ، حيث حدّد جهود الصين لتأمين إمدادات النفط من الشرق الأوسط إلى سواحلها في بحر الصين الجنوبي، وكذلك الوسائل التي بواسطتها تستطيع الولايات المتحدة الاحتفاظ بالسيادة على المحيطين الهندي والباسيفيكي. والفرضية الأساسية هي أنّه مع عجز السياسة الخارجية الغربية في استمالة الصين للمشاركة في "النظام العالمي" كشريك مسؤول، فإن مواجهات متصاعدة يجب أن تُتخذ لاحتواء هذه الأمة الناهضة.

هذه المواجهات تتضمن تمويل وتسليح ودعم الإرهابيين والأنظمة الحليفة في أفريقيا، والشرق الأوسط، وآسيا الوسطى، وجنوب شرق آسيا، وحتى أقاليم الصين نفسها. وثائق الدعم لتلك الحركات لا يشمل فقط الانفصاليين في شينجيانغ والمحتجين في هونغ كونغ فقط، ولكن المقاتلين والانفصاليين في بلوشستان وباكستان حيث يفتش الغرب عن أي منطقة يمكن أن تسبب اضطراباً للصين مثل ولاية "راخين" والمعروفة باسمها القديم "أراكان"، في دولة ميانمار التي كانت الصين تأمل أن تجعل منها مركزاً لوجستياً.

وليست مصادفة أن تنظيم الدولة الإسلامية يتصدى لتحقيق أهداف الإمبراطورية الأمريكية ومصالحها من شمال افريقيا مرورا بالشرق الأوسط ووصولا إلى الحدود الغربية لعدويها الكبيرين : روسيا والصين. وليست مصادفة أيضاً أن محتجي هونغ كونغ ردّدوا وبصورة ببغاوية حرفية شعارات كُتبت ونُشرت في واشنطن بداية هذا العام (2015). وليست مصادفة أن الوقف القومي لديمقراطية التابع لوزارة الخارجية مشارك في تأجيج كل النقاط الساخنة التي يمكن أن تثير الاضطرابات داخل الصين وخارجها. وهي مؤامرة فعلية موثقة وليست "نظرية" كما اعتبرتها النيويورك تايمز. 

# الإحاطة بالصين :

____________

باستثناء حدودها الشمالية مع روسيا، ومونغوليا وكازاخستان ، فإن الصين مُحاطة بالقواعد العسكرية الأمريكية.

ومنذ غزو واحتلال أفغانستان في عام 2001، للولايات المتحدة وجود عسكري على الحدود الغربية الصينية، في أفغانستان وباكستان. وهدف الولايات المتحدة من بناء قواعد عسكرية دائمة في أفغانستان، هو موقعها الستراتيجي المجاور لروسيا والصين.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الولايات المتحدة والناتو أسّسا منذ عام 1996، علاقات عسكرية مع العديد من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة في منظمة GUUAM (جورجيا، أوكرانيا، أوزبكستان، أذربيجان، ومولدوفيا) . وبعد 11 أيلول، وتحت ذريعة الحرب على الإرهاب طوّرت الولايات المتحدة وجودها العسكري في دول GUUAM . انسحبت أوزبكستان من GUUAM عام 2002 فصارت تُعرف الآن بـ GUAM.

للصين مصالح نفطية في أوراسيا وكذلك في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى (أو أفريقيا السوداء وتشمل 42 دولة) وهي تخرق المصالح النفطية الأنكلو – أمريكية. ما يهم أمريكا هو السيطرة الجيوبوليتيكية على أوراسيا . وفي آذار 1999 تبنّى الكونغرس الأمريكي "قانون ستراتيجية طريق الحرير Silk Road Strategy Act" الذي حدّد المصالح الاقتصادية والستراتيجية الأمريكية في منطقة تمتد من شرق المتوسط إلى آسيا الوسطى. هذه الستراتيجية حدّدت إطاراً لامبراطورية الأعمال الأمريكية في منطقة واسعة جدا جيوبوليتيكياً. 

التطبيق الناجح لهذه الاستراتيجية يتطلب "عسكرة" منطقة أوراسيا كاملة كوسيلة لتأمين السيطرة على مخزونات النفط والغاز الهائلة، وكذلك "حماية" خطوط أنابيب النفط والتجارة. وهذه العسكرة موجهة بصورة أساسية ضد الصين وروسيا وإيران. وعسكرة بحر الصين الجنوبي ومضائق تايوان المائية هي جزء أساسي من هذه الستراتيجية. أضف إلى ذلك، فإن الصين ظلت في مرحلة ما بعد الحرب الباردة هدفاً للضربة النووية الأولى للولايات المتحدة. ففي تقرير مراجعة الوضع النووي لعام 2002 ، وُضعت الصين وروسيا ضمن قائمة "الدول المارقة" كأهداف محتملة لهجوم نووي استباقي من قبل الولايات المتحدة.  الصين وُضعت في هذا التقرير كـ "بلد يمكن أن يُشمل بصدام فوري أو مُحتمل". وقد وضع التقرير المواجهة العسكرية حول تايوان كواحد من السيناريوهات التي تقود واشنطن لاستخدام القوة النووية ضد الصين.

لقد تمّت الإحاطة بالصين : فالولايات المتحدة موجودة عسكرياً في بحر الصين الجنوبي ومضائق تايوان، وفي شبه الجزيرة الكورية وبحر اليابان، وكذلك في قلب آسيا الوسطى، وعلى الحدود الغربية للصين في منطقة شينجيانغ – إيغور ذات الحكم الذاتي. وكجزء من سياسة الإحاطة ايضاً ، فإن اليابان صارت تنسّق سياساتها العسكرية وتناغمها مع سياسات الولايات المتحدة والناتو.

# إضعاف الصين من الداخل : الدعم السرّي للحركات الانفصالية

_____________________________________

اتساقاً مع سياستها الهادفة إلى إضعاف ثم تحطيم الصين، تساند واشنطن الحركات الانفصالية في كل من التبت ومقاطعة شينجيانغ – إيغور اللتين تجاوران باكستان وأفغانستان.

في شينجيانغ – إيغور ، تنسّق المخابرات الباكستانية (ISI) مع الـ CIA، في دعم العديد من المنظمات الإسلامية مثل : حزب المصلح الإسلامي، تحالف وحدة تركستان الشرقية القومي ، منظمة تحرير إيغور، وحزب الجهاد لإيغور آسيا الوسطى. والعديد من هذه المنظمات تمّ تدريبها من قبل القاعدة التي هي صنيعة أمريكية. والهدف المعلن لهذه المنظمات الإسلامية في الصين هو إعلان الخلافة الإسلامية في المنطقة.  

وستضم هذه الخلافة أوزبكستان، طاجكستان، قرغيزستان (تركستان الغربية)، ومنطقة إيغور الصينية (تركستان الشرقية) في وحدة سياسية واحدة. و "مشروع الخلافة" هذا يخرق السيادة الصينية. ومدعوماً من قبل مختلف المؤسسات الوهابية في دول الخليج، فإنه يخدم المصالح الأمريكية في آسيا الوسطى. وفي نفس الوقت، هناك مجموعات ضاغطة تعمل في الولايات المتحدة لتقديم الدعم للقوى الانفصالية في التبت.

وبالدعم السري لانفصال مقاطعة شينجيانغ (باستخدام المخابرات الباكستانية كوسيط)، فإن واشنطن تريد إشعال عملية أوسع من الاضطراب السياسي لتمزيق الصين. وبالإضافة إلى هذه العمليات السرية، فإن الولايات المتحدة قد أقامت قواعد عسكرية كثيرة في أفغانستان ومختلف جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق على الحدود الغربية للصين مباشرة. وعسكرة بحر الصين الجنوبي ومضائق تايوان هو جزء من هذه الستراتيجية أيضاً. 

# مؤسسة الإرهاب الإيغورية – التركية : تنظيم "قاعدة" ثانٍ لأمريكا

_____________________________________

لم يعد ممكنا للولايات المتحدة وحلفائها المحليين في الشرق الأوسط أن تدّعي احتضانها "المعارضين المعتدلين" في الحرب المستعرة في سوريا والعراق وأجزاء من لبنان. هناك الحكومة السورية على جانب، والإرهابيون ممثلون بالقاعدة وممثليها المختلفين مثل جبهة النصرة وما يُسمّى بالدولة الإسلامية على الجانب الآخر.

إذا لم يكن البعض مع الحكومة السورية ، فمن الواضح أنه يساند القاعدة. وهذه الحقيقة من الوضوح حد أن الصحافة الغربية ومراكز البحوث الممولة من الكارتلات التي تنتج لهم ما يتحدثون عنه ، قد بدأو بحملة إعادة تسويق القاعدة بكونها أقل شرّاً من الدولة الاسلامية. في الواقع، لا يوجد خلاف ظاهر بين الولايات المتحدة وحلفائها المحليين الذين يسلّحون ويمولون ويساندون الطرفين. 

وآخر مظهر فاسد لعملية التسويق هذه هو ما طرحه الجنرال "ديفيد بترايوس" (مدير الـ CIA السابق الذي أعفي بعد فضيحة جنسية) (راجع الملحق حول فضيحة بترايوس وابعادها) من دعوة مفتوحة لاستخدام القاعدة في "محاربة" الدولة الإسلامية. في مقالة لصحيفة Daily Beast المعنونة: "بترايوس : استخدام مقاتلي القاعدة لهزيمة الدولة الإسلامية" :

"لعناصر فرع القاعدة في سورية مُدافِع مدهش في أروقة السلطة الأمريكية : الجنرال المتقاعد ومدير الـ CIA السابق ديفيد بترايوس . القائد السابق للقوات الأمريكية في العراق وأفغانستان حث المسؤولين الأمريكيين على النظر في استخدام العناصر المعتدلة من النصرة (القاعدة) لمقاتلة الدولة الاسلامية في سوريا. ومن الواضح أنه لا توجد قوة "معارضة معتدلة" ، وما هو موجود هو متطرفون يعملون تحت رايات مختلفة للقاعدة والدولة".
انكشاف الدعم الأمريكي للقاعدة لم يكن واضحاً مثلما هو اليوم. لقد ثبت أن الولايات المتحدة وحلفاءها السعوديين قد خلقوا القاعدة كقوة بديلة لمواجهة الاتحاد السوفيتي في حرب بالنيابة على أرض أفغانستان في الثمانينات. في عام 2007، قبل اشتعال الحرب الراهنة في سورية بعدة سنوات جاء التحذير من الصحفي الفائز بجائزة البولتزر "سيمور هيرش" على صفحات صحيفة النيويوركر مع بدء تحوّل إدارة بوش نحو الإخوان المسلمين في سوريا والمجموعات المتطرفة الأخرى التي تشمل القاعدة من أجل تحطيم الحكومة السورية في دمشق كما ذكرنا قبل قليل.

# إرهاب الإيغور الأتراك – تنظيم "قاعدة" آخر للولايات المتحدة

_____________________________________

لأنها غير معروفة، وغير مكشوفة نسبيّاً، مقارنة بالمجموعات الإرهابية الأكثر شهرة ، فإن شبكة الإرهاب التركية – الإيغورية هي أكثر خطورة وأعظم فائدة للولايات المتحدة وحلفائها مقارنة بفيالق القاعدة التي صارت تنفضح باستمرار. 

الإرهاب الحديث الممول تركيّاً مثل القاعدة نشأ أيضاً من الحرب الباردة. جزء من شبكات سرّية أوسع تُعرف بـ "غلاديوس “Gladios أنشأها حلف الناتو لمقاومة القوات السوفيتية أو حلف وارشو في أي غزو أو احتلال سوفيتي مزعوم لأوروبا الغربية ، وقد حُوّلت هذه الشبكات – بدلاً من ذلك – ضد السكان في دول الناتو واشتركت في العنف، والإرهاب، والقتل الجماعي، والاغتيالات. مجموعة فوق القوميات عُرفت باسم "الذئاب الرمادية -  “Grey Wolves (وتسمى أيضاً الشباب المثالي وتعارض اي تفاوض مع الأكراد) أنشئت في تركيا لهذا الغرض.

في نهاية السبعينات، شنّت العصابات المسلحة للذئاب الرمادية موجة من الهجمات بالقنابل والأسلحة النارية قتلت المئات من الاشخاص، بينهم شخصيات عامة، وصحفيون، وطلاب، ومحامون، وناشطون عمّاليون، ناشطون يساريون ومواطنون أكراد. خلال تلك الفترة، عملت الذئاب الرمادية بتشجيع وحماية منظمة مقاومة العصيان ، وهي قسم في دائرة العمليات الخاصة في الجيش التركي. ومنطلقة من بناية بعثة المساعدة العسكرية الأمريكية في انقرة ، كانت دائرة العمليات الخاصة تتسلم التمويل والتدريب من مستشاري الولايات المتحدة لتأسيس فرق "الدعم الخلفي" من مدنيين نُظّموا للقيام بأفعال تخريب ومقاومة في حالة الغزو السوفيتي. وأنشئت وحدات مماثلة في ظل الحرب الباردة في كل دولة عضو في الناتو . ولكن بدلاً من إعدادها لمقاومة عدو خارجي، وضعت هذه المنظمات أعينها على الأهداف الداخلية.
في مقالة لصحيفة لوس أنجلس تايمز
LA Times عن مرحلة سطوة الذئاب الرمادية في الإرهاب :

"في ذروة الحرب الباردة، استخدم الجيش الذئاب الرمادية كمعادل عنيف للشيوعيين الأتراك . مع نهاية السبعينات ، انفلتت الذئاب الرمادية من سيطرة الدولة. وقد شن الجناح المسلّح حملة ضد المنافسين اليساريين قُتل فيها 6,000 شخص. محمد علي أغا الذي أطلق النار على البابا يوحنا بولس الثاني في 1981 في محاولة لقتله، كان من المتعاطفين مع المنظمة".

واشارت المقالة إلى أنه بالرغم من تاريخها المخيف، مازالت الذئاب الرمادية وحلفاؤها السياسيون قوة سياسية مؤثرة في تركيا. اليوم، وظيفة الذئاب الرمادية هي كونها جناح مسلّح لحزب الحركة القومية Nationalist Movement Party (MHP), الذي يحظى بثالث أكبر عدد من المقاعد في البرلمان التركي.

لقد حظيت هذه المنظمة بتمويل الناتو لعقود ، كما حظيت بدعم الولايات المتحدة ، وقد تفرّعت هذه المنظمة الإرهابية خارج حدود تركيا.

# الذئاب الرمادية أصبحت منظمة إرهابية عالمية وصلت الصين:

____________________________________

حسب تقرير لـ New American Media عام 2009 عنوانه : "اضطرابات الصين – نفط ، إرهاب، و "ذئاب رمادية"، فقد أسست ذئاب تركيا الرمادية معسكرات تدريب عسكرية وصلت منطقة شينجيانغ غربي الصين ، للمساعدة في الإرهاب العنيف الذي أحدثته عبر سلسلة من الهجمات المميتة في الصين. وقد أوضح التقرير :

"دخلت الذئاب الرمادية ، واحدة من أسوأ المنظمات الارهابية - أسّست في الستينيات، كمنظمة خاصة بالأتراك لها مليون متعاطف وعدد أعضائها يقترب من الـ 200,000- في الشرق الأدنى وآسيا الوسطى وداخل شينجيانغ. خلال عقد العنف في تركيا في الثمانينات ، شن الناشطون المسندون عسكريا موجة من الاغتيالات ، والمجازر للأقليات العرقية كالعلويين، وابتزاز الأعمال. وحسب احصاء رسمي، فإن الحكومة التركية وجدت ان الذئاب مسؤولين عن أكثر من 600 جريمة قتل، في حين قدّر اليساريون عدد الضحايا بالآلاف.
بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، نظم الذئاب معسكرات تدريب عسكرية في آسيا الوسطى لشباب الجماعات الناطقة بالتركية وبضمنهم الإيغور. ويقوم برنامجهم العقائدي على اساس هدف تحقيق "طوران" ، امبراطورية تركية في أورو – آسيا ، تخضع لها الأعراق غير التركية وإشعال العنف لتحقيق غاياتهم. ومن المهم الإشارة إلى ان الذئاب قدّموا تدريبا للكوماندوس ودعما مادياً لحركة استقلال تركستان الشرقية.

لقد تحوّلت شبكات الناتو "الخلفية" إلى شبكات الناتو "في الخارج" ، مظهرة نفس الدرجة من العنف والإرهاب والقمع السياسي في الخارج بعد الحرب الباردة، وهو الذي مارسته داخل دولها خلال الحرب الباردة.

"الكفاح" المزعوم لشعب الإيغور في شينجيانغ، التي يشير إليها الإرهابيون وممولوهم الأجانب بـ "تركستان الشرقية" ، يتضمن مكوّنين رئيسيين : جبهة سياسية خارجية تشمل "مؤتمر الإيغور" العالمي في واشنطن وميونيخ، وجبهة عسكرية تسندها بوضوح الولايات المتحدة والناتو من خلال جماعات وسيطة مثل الذئاب الرمادية التركية.

مثل الذئاب الرمادية ، فإن مؤتمر الإيغور العالمي هو نتاج المصالح الغربية الخاصة، ويموّل مباشرة من وزارة الخارجية الأمريكية عبر الوقف القومي للديمقراطية (و ق د) بربع مليون دولار سنوياً . و (و ق د) ينظم ويوثّق كل نشاطات مؤتمر الإيغور، ومؤتمراته السنوية يحضرها ممثلون من الولايات المتحدة يؤكدون التزامهم بدعم أهداف المؤتمر التي هي كما يوضحها موقعهم الإلكتروني :

"مؤتمر الإيغور العالمي حركة سلمية لا عنفية ضد الاحتلال الصيني لتركستان الشرقية ، يعلن التزامه غير المشروط لمعايير حقوق الإنسان العالمية التي حدّدها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والتزامه بمبادىء التعددية الديمقراطية، ورفض الشمولية، والتمييز الديني، والإرهاب كوسيلة للسياسة" .  

وفي حين يدّعي مؤتمر الإيغور وقوفه كـ "معارضة سلمية" ضد ما سمّاه بـ "الاحتلال الصيني" ، فإنه يبرّر ويدافع ويغطّي العنف في ممارساته. وأبرز الأمثلة على ذلك هو فشله في إدانة الجريمة الوحشية في 2014 بقتل إمام الإيغور البارز  جمعە طاھر (74 عاماً) أمام أكبر وأقدم مساجد الصين. لقد أدانه المؤتمر كأداة للحكومة الصينية، ووصل حداً أدان فيه الحكم بالموت على قتلته – الإيغور الإرهابيين – بالموت لهذه الجريمة البشعة. 

إذا نظرنا إلى هذه الخريطة للصين الحالية :

سيبدو واضحاً أن حملة الإنفصاليين تخدم المخططات الأمريكية بعيدة الأمد في محاصرة الصين الناهضة واحتوائها ؛ هذه المخططات التي تضمها الوثائق الأمريكية منذ عقود، وآخرها ما نشره مجلس العلاقات الخارجية، وكان عنوانها : "مراجعة الستراتيجية الكبرى للولايات المتحدة تجاه الصين"، والتي أوضحت بلا تردد :

"لأن الجهد الأمريكي لـ "ضم" الصين إلى النظام الليبرالي العالمي بات يخلق مخاطر جديدة لسيطرة الولايات المتحدة في آسيا – ويمكن أن يخلق تحديات متعاقبة للقوة الأمريكية عالمياً – فإن واشنطن بحاجة إلى ستراتيجية كبرى جديدة تجاه الصين توازن قوة الصين الناهضة بدلا من تعزيز نفوذها".

تشجيع انفصال منطقة شينجيانغ الغربية الصينية ، إذا نجح، سيقتطع جزءا كبيرا من البلاد. وارتباطاً بالانفصاليين الذين تساندهم الولايات المتحدة في منطقة التبت الصينية، فإن منطقة محايدة هائلة يمكن أن تحصل لتعزل الصين بشكل واضح عن آسيا الوسطى. وفي الوقت الذي يعمل فيه الذئاب الرماديون وحلفاؤهم الإيغوريون بقوة على خلق هذا الحاجز في غرب الصين، فإن قيامهم بالتفجير الأخير في بانكوك ، يعني أن الولايات المتحدة صارت تستخدمهم الآن لتصعيد الجهود لخلق إحاطة مماثلة في جنوب شرق آسيا .   

# إرهاب الناتو يمتد إلى جنوب شرق آسيا :

_______________________

شبكة الإرهاب الإيغوري التركي ، بالإضافة إلى إثارتها العنف في الصين، صارت تصدّر الإرهاب من شينجيانغ عبر جنوب شرق آسيا ، وصولاً إلى تركيا حيث يتم التدريب والتسليح لخوض الحرب نيابة عن الناتو في سوريا. هذه الشبكة تشق طريقها عبر ثايلاند، وكُشفت عندما اعتقلت ثايلاند أكثر من 100 من الإيغوريين سلّمتهم للصين حسب طلب بكين في تموز 2015. 

في نفس يوم مغادرة هؤلاء، نظّم مؤتمر الإيغور وذئاب الناتو الرماديون احتجاجات عنيفة في تركيا ؛ في أنقرة، وضد قنصلية ثايلاند في استنبول تمت فيها مهاجمة القنصلية وتحطيمها. وبعد شهر، انفجرت قنبلة مدمّرة في قلب بانكوك ، وقتلت 20 شخصاً أكثرهم من السياح الصينيين وجرحت أكثر من 100 .

الـ BBC دائماً في المكان قبل الإنفجار وتعرف المتهمين قبل التحقيق : ________________________________________

بالإضافة إلى كون الـ BBC كانت في المكان قبل الإنفجار ، فإن الشبكة البريطانية استنتجت حتى قبل رفع الجثث من المكان أن الإيغور هم وراء الانفجار، وذلك من أجل إبعاد اللوم عن حليف آخر للولايات المتحدة هو "تاكسين شيناواترا" الذي يحاول منذ سنين استعادة السلطة في ثايلاند.    

وفي الحقيقة، فإن تاكسين شيناواترا والإرهابيين الإيغور يعملان سوية ضمن نفس المخطط الغربي الهادف إلى احتواء الصين ومحاصرتها عبر بناء "جدار" من الدول الحليفة حول بكين ، وإثارة فوضى تجد بكين من المستحيل عليها أن تزدهر وسطها.

وما هو أهم في ما يتعلق بهاتين الجبهتين الحليفتين للغرب، هو حقيقة أن العديد من التفجيرات السابقة التي ارتبطت بشبكات إرهاب تاكسين شيناواترا – شبكات واسعة – تقابل الوسائل التي يستخدمها إرهابيو الإيغور – الأتراك وتجعل شبكات الناتو الخارجية التي اشارت New American Media عام 2009 إلى أنها قد تهيّأت في الصين، تؤشر مسارات التهريب التي يتبعها الإيغور عبر جنوب شرق آسيا كذلك.

يبدو أن الإنفجار في بانكوك قد حصل لعدد من الأسباب. ليس فقط لأن ثايلاند أهملت طلبات الولايات المتحدة بتسليم الإيغور المتهمين لتركيا، وكذلك إسقاطها حليف دائم للولايات المتحدة هو تاكسين شيناواترا – ولكن لأنها أيضاً أقامت علاقات وثيقة مع بكين بينها توقيع مشروعات بناء بنية تحتية ضخمة ، وتعاون عسكري متين، وحتى امتلاك ثلاث غواصات صينية الصنع – كلها استنكرتها واشنطن بامتعاض شديد.

# إرهاب الإيغور – الترك بعد آسيا ؛ تهديد القرم الروسي :

__________________________________

وفي حين تستخدم الولايات المتحدة الإرهاب الإيغوري - التركي لانتزاع الخضوع من جنوب شرق آسيا وزعزعة الإستقرار في الصين، فإن هذه "القاعدة" الأخرى للولايات المتحدة سوف تنشط في أماكن أخرى بعد آسيا أهمها القرم الروسي.
لقد أعاد القرم ارتباطه بروسيا بعد أن أسقط الإنقلاب النازي الجديد العنيف الحكومة في أوكرانيا، مسبباً فورة من العنف المضاد لروسيا في المنطقة. وسعياً لتجنّب مصير العديد من المدن في أوكرانيا، فقد صوّت شعب القرم في استفتاء لإعادة الارتباط بروسيا. من ذلك الوقت، تمتع القرم بالسلام والرفاه بجوار حدود أوكرانيا الغارقة في الحرب الأهلية والكوارث الاقتصادية، في ظل نظام تابع للولايات المتحدة والناتو الذين أوصلاه للسلطة.

وحقيقة أن الحدود بين قرم روسيا وأوكرانيا تمثل أيضاً الحدود بين السلام والفوضى، يكشف الفوضى التي تعكس المخططات الإجرامية التي يتبناها الناتو والولايات المتحدة في أوكرانيا. قرم مستقر وآمن يشكل تذكيرا مستمراً لكل بلدان أوروبا الشرقية بأنه أينما حل الناتو حلّت معه الفوضى. وإذا نجحت الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو في زعزعة استقرار القرم، فإن الغرب سينجح في جعل روسيا تتعامل مع حالة ليست أقل سوءاً من التعامل مع الناتو.

دعم الولايات المتحدة والناتو للإرهاب التركي سيكون المفتاح لتحقيق تقارب القرم مع تركيا بوجود أقلية تركية تاتارية كبيرة تعمل كوسيط محتمل للغرب لتحقيق ذلك. وقد نشطت الدعاية الغربية في هذا الاتجاه بدرجة كبيرة مركّزة على "التاتار المحرومين من حقوقهم" ومن "حق تقرير المصير"، وعاملة مع الجماعات المعارضة على تأجيج المصادمات.

وكما هو الحال في شينجيانغ، فإن الراغبين في المشاركة في هذه المواجهات هم أقلية ضئيلة، لكن قوة الدعاية الغربية تنفخها وتضخمها في عقول المتلقين الحسّاسين.  

راديو أوروبا الحرّة في مقالة ذات عنوان مخادع : "بوتين يحذّر تاتار القرم من البحث عن وضع خاص" ، تكشف أن روسيا مدركة تماماً للمؤامرة :

"أشار بوتين إلى أن البلدان الأجنبية تموّل ناشطي حقوق الإنسان لزعزعة الموقف من خلال اللعب على المشكلات التي تواجه تاتار القرم ، ثالث مجموعة عرقية بعد الروس والأوكرانيين في شبه الجزيرة ، وقال إن موسكو لن تسمح بذلك.

"أنتم وأنا ، نعرف تماماً عمّن نتحدث. هناك عدد من الأشخاص يعتبرون أنفسهم مدافعين محترفين عن حقوق الإنسان يريدون استلام أموال أجنبية والحصول على دعاية لتحقيق طموحاتهم ومن بينها الطموحات السياسية".

وأصلاً في كييف، شرعت تلك الجبهات التاتارية المعارضة بالتنظيم والعمل لإشعال لهيب الصراعات في القرم. وهذه تشمل ART – قناة إعلامية تاتارية غامضة التمويل ، مقرها الآن في كييف . كما بدأ "و ق د" الأمريكي بتقديم التمويل لـ "حقوق الإنسان في أوكرانيا" للعمل على مواجهة التأثيرات النفسية والدعائية القادمة من روسيا.  

# إبحث عن بريجنسكي وشركاه من المحافظين الجدد حتى في أقاصي الصين:

________________________________________

غراهام فوللر ، مسؤول محطة الـ CIA في كابول واستاذ في علم السياسة في مؤسسة راند ، وضع الأساس الفلسفي المطلوب للمخطط الأمريكي من خلال بحثه "مشكلة شيانجيانغ" لصالح مدرسة بول نيتز للدراسات الدولية المتقدمة، وهي مدرسة شكلت الأساس لزبنغيو بريجنسكي ومجموعة من المحافظين الجدد من بينهم بول ولفويتز وإليوت كوهين.

لقد عملت تركيا كوكيل وداعم لعدد من مشروعات الإرهاب، منها دعم الدولة الإسلامية. وهي مشاركة في مشروع الـ CIA لتمزيق الصين من خلال مساندة حركة إنفصال الإيغور. وكالعادة فإن هذه العملية سيلفها غموض العمليات المخابراتية والتفافاتها بحيث يصعب عليك معرفة الأيدي المحرّكة. 

وحسب صحيفة نبض تركيا فإن واحدة من الأدوات الأساسية التي تستخدمها واشنطن في هذا المجال لزج تركيا في مشكلة شينجيانغ هم الأمريكيون الأتراك، خصوصا "فتح الله غول" الذي يقود نشاطاته من الولايات المتحدة، والذي كشفت محاكمته الغيابية وجود مخطط واسع لإثارة الاضطرابات في آسيا الوسطى. تركي آخر في هذا المجال هو "إنفر يوسف طوراني" المُنصّب كرئيس وزراء ووزير خارجية حكومة تركستان الشرقية في المنفى. هو مواطن أمريكي منذ عام 1998، ولديه ارتباطات قوية بفتح الله غول .. وتقوم نشاطاتهما من أجل حكومة في المنفى على أساس تقرير عنوانه "مشروع شينجيانغ" كتبه غراهام فوللر في عام 1998 لصالح مؤسسة راند ثم تمّت مراجعته في عام 2003 تحت عنوان "مشكلة شينجيانغ" . يؤكد هذا التقرير على أهمية منطقة شينجيانغ ذات الحكم الذاتي في الإحاطة بالصين وتفكيكها. 

# ملحق :

 مجرم محكوم يمثّل الولايات المتحدة في مؤتمر بيلدربرغ ! :

__________________________________

في نيسان 2015، حُكم على "ديفيد بترايوس"، مدير الـ CIA الاسبق والجنرال المتقاعد قائد حملة احتلال وتدمير العراق، بوضعه تحت المراقبة لمدة سنتين وبغرامة قدرها 100,000 دولار، وذلك لارتكابه "جُنحة" ؟؟؟ (أقل من الجناية .. تصوّر !!) بتسليمه معلومات أمنيّة مصنّفة سرّية جداً إلى عشيقته وكاتبة سيرته "باولا برودويل Paula Broadwell" . وقد مرّر هذه المعلومات والوثائق من خلال عدد من دفاتر المذكرات سوداء اللون.

الصورة رقم (2) الجنرال بترايوس وعشيقته باولا

وعلى الرغم من اعترافه وإدانته والحكم عليه، فقد ظل هذا الجنرال موضع ثقة البيت الابيض في ستراتيجيته في العراق (إبحث عن الدولارت !). وكان ممثل الولايات المتحدة في جلسة سرّية لمجموعة بيلدربرغ Bilderberg (سنتناولها في حلقة مستقلة) في النمسا في حزيران من هذا العام. وبخلاف إدوارد سنودن وبرادلي ماننغ، فغقد وُجد لبترايوس العذر لجريمته لأنه "مُطّلع" ذو قيمة ولاعب أساسي في المخطط الكوني للنخبة الأمريكية الحاكمة العلنية والسرية. 

المجرم القذر "توني بلير" رئيس وزراء بريطانيا الأسبق كان من بين الجوقة التي رفعت نداءات إلى القاضي تطالبه بالتساهل مع بترايوس !! (لاحظ الشبكة المجرمة وارتباطاتها !) . وتشمل الجوقة هذه السناتور جوي ليبرمان والسيناتور ليندسي غراهام والأدميرال مايكل مولن رئيس أركان الجيش الأمريكي الأسبق. 

معايير مزدوجة :

__________

هذا الإهتمام والتقدير لم يمتد ليشمل إدوارد سنودن أو برادلي ماننغ. سنودن فرّ من الولايات المتحدة وقدم طلبا للجوء السياسي لـ 21 بلدا بعد تسريبه الوثائق السرية لوكالة الأمن القومي عن التنصت الشمولي على الناس. نائب الرئيس الأمريكي "جو بايدن" ضغط على حكومات تلك الدول كي ترفض طلبات سنودن فرفضت كلها ذلك. أخيرا مُنح اللجوء في روسيا.

برادلي ماننغ اتُهم في تموز 2013 بخرق قانون التجسس وجرائم أخرى بعد كشفه لموقع ويكيليكس أكثر من 700,000 وثيقة سرية وغير سرية ، ولكنها حسّاسة عسكريا ودبلوماسياً. حُكم على ماننغ بالسجن 35 سنة وطُرد من الجيش.

جوليان أسانج مدير موقع ويكيليكس الإلكتروني ، بعد نشر وثائق ماننغ ، حوصر في سفارة الإكوادور بلندن منذ عام 2012. قدّم طلباً للجوء في الإكوادور في أمريكا الجنوبية، ولكن الحكومة البريطانية "الديمقراطية" قالت بأنها سوف تعتقله وترحّله عندما يحاول مغادرة السفارة.

وحقيقة أن ديفيد بترايوس سوف يمثل الولايات المتحدة في اجتماع بيلدربرغ بالرغم من ثبوت الجريمة عليه تمثل شكلا من اشكال المعايرر المزدوجة. الممسكون بخيوط السلطة يتمتعون بامتيازات خاصة على الآخرين الذين بينهم قائمة طويلة من مثيري الأسرار وكاشفي الوثائق الذين يُعاقبون بأشد العقوبات. 

بترايوس ضروري لمخططات شبكة الرقابة العالمية :

_____________________________

في 2013 ، حضر بترايوس مؤتمر جماعة بيلدربرغ لدفع مخطط "المعلومات الضخمة" للنخبة المتآمرة.

وتغطي مناقشة "المعلومات الضخمة" أيضاً كيف يمكن استخدام شبكات التواصل الاجتماعي لإشعال ثورات مُدمّرة وإثارة حركات اجتماعية مشبوهة أكثر كما حصل في مصر، التي كانت شبكة غوغل Google من أهم أسباب الاضطرابات فيها.

بترايوس حيّى سابقاً "إنترنت الاشياء" كنعمة انقلابية في "وسائل التجسس" والعمليات السرّية . بعبارة أخرى، صار من السهل جدا وضع الرقابة على البشر أينما كانوا لأنهم جميعاً مربوطين بـ "الشبكة"، التي تلغي تماماً اعتبارات "الخصوصية".

من مفارقات الحياة الأمريكية المقصودة طبعاً، أن بترايوس يساعد في تعزيز وتأمين نظام الرقابة الذي خرقه هو نفسه في العلاقة الغرامية التي انكشفت في العام الماضي.

ملاحظتان أخيرتان :

___________

(1). تمّ إسقاط التهم عن العشيقة باولا ، "ورجعت لرجلها" ، بعد أن وكّلت قضيتها إلى السكرتيرة الصحفية السابقة لبيل كلنتون "دي دي مايور" من مؤسسة علاقات عامة مالكوها الثلاثة كلهم كانوا في البيت الأبيض مع بيل كلنتون.

(2). سيرة بترايوس التي كتبتها العشيقة "باولا برودويل" وصدرت عام 2012 ، وصفها احد الصحفيين بأنها "سيرة قدّيسين"، متناسياً أن هذا القديس هو واحد من الكلاب الأمريكية المسعورة التي دمّرت بلداً وشعباً كاملاً وأخرجته من الحياة وهو : العراق. 

 

# ملاحظة حول هذه الحلقة :

________________

هذه الحلقة مُترجمة ومُعدّة من المصادر الأساسية التالية :

#Turmoil in Hong Kong, Terrorism in Xinjiang: America’s Covert War on China - By Tony Cartalucci - Global Research, October 21, 2014

#Who is Behind China’s Al Qaeda Terrorist Insurgency in Xinjiang-Uyghur? Threat of Destabilization - By South Front - Global Research, October 23, 2015

#US Sponsored Islamist Insurgency in Xinjiang? China Jails CIA’s Uighur Imams - By Kurt Nimmo - Global Research, November 12, 2014

#Turkish-Uyghur Terror Inc. – America’s Other Al Qaeda - By Tony Cartalucci - Global Research, September 23, 2015 - New Eastern Outlook 23 September 2015

#Washington Promotes Islamism and Political Destabilization in Xinjiang Uygur, China’s Oil and Gas Rich Region - By Vladislav Gulevich - Global Research, October 30, 2013

#Convicted Criminal David Petraeus to Represent US at Bilderberg Kurt Nimmo, Global Research – 12.06.2015

#Petraeus scandal - Paula Broadwell and General David Petraeus, July 13, 2011 – Wikipedia

#Paula Dean Broadwell - wikipedia

#All In: The Education of General David Petraeus  - wikipedia

 

أمّأ حلقات هذا القسم عن اختراع الولايات المتحدة للإرهاب العالمي من موسوعة جرائم الولايات المتحدة، فهي مُترجمة ومُعدّة عن مصادر رئيسية هي :

#Michel_Chossudovsky : Americas war on terrorism – global research – second edition – 2005 .

#The "Silk Road" - What Really Happened

whatreallyhappened.com/WRHARTICLES/SilkRoad.html?q=SilkRoad

#"The Nobel War Prize" - by Michel Chossudovsky - globalresearch.ca ,  25  October/ octobre 2002.

# AFGHANS: U.S. CREATED AND FUNDS TALIBAN Kurt Nimmo - Infowars.com - May 26, 2010

#9/11 ANALYSIS: Where was Osama bin Laden on September 11, 2001. - By Prof Michel Chossudovsky - Global Research, September 10, 2015

 # Who Is Osama Bin Laden? - by Michel Chossudovsky - Professor of Economics, University of Ottawa-  Centre for Research on Globalisation (CRG), Montréal- 12 September 2001

# Bush family’s dirty little secret:

President’s oil companies funded by Bin Laden family and wealthy Saudis who financed Osama bin Laden - By Rick Wiles - American Freedom News - September 2001

 

 #Bush - bin Laden family business connections - Michel Chossudovsky - http://www.spectrezine.org/war/Chossudovsky3.htm

  # Why would Osama bin Laden want to kill Dubya, his former business partner?
By James Hatfield

 # Bechtel tied to bin Ladens - Osama bin Laden family members invested $10M in an equity fund run by former Bechtel unit.- May 5, 2003: 2:17 PM EDT 

# Bush took FBI agents off Laden family trail - Rashmee Z Ahmed,TNN | Nov 7, 2001, 09.05 PM IST

# Summary of Saudi Arabia flight findings by 9/11 Commission - By The Associated Press Published: Tuesday, April 13, 2004 at 2:35 p.m.

 #EXCLUSIVE: CIA COMMANDER: WE LET BIN LADEN SLIP A - BY MICHAEL HIRSH 8/14/05 AT 8:00 PM

وعن مصادر ثانوية أخرى مثل الويكيبيديا ومواقع كثيرة أخرى .

 

# ملاحظة عن هذه الحلقات :

----------------------------

هذه الحلقات تحمل بعض الآراء والتحليلات الشخصية ، لكن أغلب ما فيها من معلومات تاريخية واقتصادية وسياسية مُعدّ ومُقتبس ومُلخّص عن عشرات المصادر من مواقع إنترنت ومقالات ودراسات وموسوعات وصحف وكتب خصوصاً الكتب التالية : ثلاثة عشر كتاباً للمفكّر نعوم تشومسكي هي : (الربح فوق الشعب، الغزو مستمر 501، طموحات امبريالية، الهيمنة أو البقاء، ماذا يريد العم سام؟، النظام الدولي الجديد والقديم، السيطرة على الإعلام، الدول المارقة، الدول الفاشلة، ردع الديمقراطية، أشياء لن تسمع عنها ابداً،11/9 ، القوة والإرهاب – جذورهما في عمق الثقافة الأمريكية) ، كتاب أمريكا المُستبدة لمايكل موردانت ، كتابا جان بركنس : التاريخ السري للامبراطورية الأمريكية ويوميات سفّاح اقتصادي ، أمريكا والعالم د. رأفت الشيخ، تاريخ الولايات المتحدة د. محمود النيرب، كتب : الولايات المتحدة طليعة الإنحطاط ، وحفّارو القبور ، والأصوليات المعاصرة لروجيه غارودي، نهب الفقراء جون ميدلي، حكّام العالم الجُدُد لجون بيلجر، كتب : أمريكا والإبادات الجماعية ، أمريكا والإبادات الجنسية ، أمريكا والإبادات الثقافية ، وتلمود العم سام لمنير العكش ، كتابا : التعتيم ، و الاعتراض على الحكام لآمي جودمان وديفيد جودمان ، كتابا : الإنسان والفلسفة المادية ، والفردوس الأرضي د. عبد الوهاب المسيري، كتاب: من الذي دفع للزمّار ؟ الحرب الباردة الثقافية لفرانسيس ستونور سوندرز ، وكتاب (الدولة المارقة : دليل إلى الدولة العظمى الوحيدة في العالم) تأليف ويليام بلوم، وكتاب البروفيسور مايكل شودوفسكي :

Michel_Chossudovsky : Americas war on terrorism – global research – second edition – 2005 .

 .. ومقالات ودراسات كثيرة من شبكة فولتير .. وغيرها الكثير.

 

 

 

تاريخ النشر

30.06.2016

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

30.06.2016

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org