<%@ Language=JavaScript %> د. حسين سرمك حسن لا تثقوا بالولايات المتحدة :(63) مؤامرة خلط نفط داعش بنفط كردستان العراق بإشراف الحكومة التركية  نعم، تركيا تشتري النفط من تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي .. فمتى يستقيل الرئيس التركي

 

 

 

لا تثقوا بالولايات المتحدة الأمريكية  (57)

 

 

 مؤامرة خلط نفط داعش بنفط كردستان العراق بإشراف الحكومة التركية

 

 نعم، تركيا تشتري النفط من تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي .. فمتى يستقيل الرئيس التركي ؟

 

 

 

ترجمة وجمع وإعداد :د. حسين سرمك حسن

بغداد المحروسة – 2015/2016

 

الولايات المتحدة ترفض طلب روسيا التعاون لتدمير داعش

_________________________________

وفقا للتلفزيون الروسي، يوم 25 ديسمبر، فقد أحصت المخابرات الروسية "ما يصل إلى 12000 من شاحنات الصهاريج المملوءة بالنفط "على الحدود التركية العراقية"، و "ما تزال الوجهة النهائية لها هي تركيا". وبالإضافة إلى ذلك، فإن بعض تلك الشاحنات ما تزال متجهة إلى تركيا من سوريا، ولكن عددها "انخفض" بعد حملة القصف الروسية التي بدأت يوم 30 سبتمبر، ومنذ أن بدأ قصف شاحنات النفط في 18 نوفمبر، تم تدمير "ما يصل إلى 2000 من تلك الشاحنات، التي كانت في سوريا تتجه إلى تركيا.

وفقا لتقرير إخباري، فإن روسيا طلبت المساعدة من قوات التحالف الامريكية لقصف "ما يصل إلى 12000 شاحنة التي تحمل النفط من العراق إلى تركيا لصالح تنظيم الدولة الإسلامية، لأن هذا المورد يمكن أن يجعل الدولة الإسلامية مكتفية ذاتيا. الدولة الإسلامية، التي كانت منذ فترة طويلة مدعومة من حلفاء أميركا وملوك النفط العرب - وجميعهم من السنة الأصوليين - تهدف إلى أن تكون الآن مكتفية ذاتياً من مبيعات هذا النفط المسروق الذي يسوّق في السوق السوداء عبر تركيا. لهذا السبب تريد روسيا القضاء على هذه السوق.

لماذا لم تقصف أمريكا هذه الناقلات حتى 18 تشرين الأول 2015 ؟

ولكن حتى الآن، تقول واشنطن انها ليست مستعدة لمثل هذه الخطوة"، كما يقول التقرير.

الولايات المتحدة تحمي أرواح سوّاق داعش !!

__________________________

في حين أن روسيا كانت قد بدأت في 18 نوفمبر بقصف تلك الشاحنات وهي في طريقها إلى تركيا، والقضاء على حوالي 500 شاحنة منها في ذلك الوقت، كان تحالف الولايات المتحدة لم يقصف أيّاً من هذه الشاحنات حتى وقت لاحق من ذلك اليوم، 18 نوفمبر، من أجل التظاهر بأنها قادرة على منافسة روسيا في ما فعلته منذ أن بدأت يوم 30 سبتمبر عام 2015، عملية القصف في سوريا. قبل أن تقصف الولايات المتحدة الـ 116 شاحنة ، قامت بتحذير السائقين بـ 45 دقيقة قبل القصف !!

"وهذه هي أول ضرباتنا الموجهة ضد الشاحنات الناقلة للنفط. ولتقليل المخاطر على المدنيين، ألقينا منشوراً على المنطقة قبل الضربة. وقمنا باستعراض للقوة  - كان لدينا طائرات طنّانة على علو منخفض فوق الشاحنات".

"ولدي نسخة من المنشور، وقد حصلت على بعض أشرطة الفيديو. لذلك، لماذا لا تقومون بسحب هذا المنشور وقراءته ؟. اسمحوا لي أن ألقي نظرة على المنشور حتى أتمكن من التحدث عن ذلك.

كما ترون، انه منشور بسيط إلى حد ما، فإنه يقول:

"اخرج من الشاحنا الخاصة بك الآن، واهرب منها."

إنها رسالة بسيطة جدا.

وبعد ذلك، أيضا، "تحذير: الضربات الجوية ستأتي. وسيتم تدمير شاحنات النفط. ابتعد عن شاحنات النفط على الفور. لا تخاطر بحياتك ".

وهكذا، وهذه هي المنشورات التي اسقطناها، قبل حوالي 45 دقيقة من بدء الغارات الجوية في الواقع. مرة أخرى، فقد جمعنا بين إلقاء هذه المنشورات مع طيران على علو منخفض جدا من بعض طائراتنا المهاجمة، والذي يرسل رسالة قوية للغاية".

الصورة رقم (21): منشور أمريكي يحفظ أرواح الإرهابيين

لذلك: الولايات المتحدة لم تتجنّب سابقا تدمير المصدر الرئيسي الحالي لدخل لدولة الإسلامية (إلى جانب ملايين الدولارات من التبرعات التي يقوم بها أفراد العائلات المالكة في المملكة العربية السعودية، قطر، الإمارات العربية المتحدة، والكويت - وجميعهم محميون من قبل الولايات المتحدة) (المنافقة الكذّابة وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون حثّت كلاً منها في 30 ديسمبر 2009 : من فضلكم أوقفوا تمويل الإرهابيين التابعين لكم)، فقط، ولكن عندما بدأت الولايات المتحدة الآن قصف تلك الشاحنات المملوء بالنفط المسروق، فإنها – أي الولايات المتحدة – تقوم في وقت مبكر بتحذير السائقين! وهو أمر غريب جدا.

أرادت وزارة الدفاع الأمريكية (DOD) حماية هؤلاء السائقين المهرّبين الإرهابيين - وليس قتلهم. وقد فعلت ذلك "للحد من المخاطر على المدنيين." هلو عيني ! بعد تاريخ الولايات المتحدة القذر في ذبح الملايين من المدنيين في الحروب، وتعذيب الملايين، بمن فيهم شعب كامل برىء في العراق وأماكن أخرى، الآن تقوم بحماية السائقين التابعين للدولة الإسلامية؟ هل هناك نفاق مثل هذا؟ إذا كانت الولايات المتحدة دولة ديمقراطية، فإن صحافتها ستقوم بالتركيز على هذه القضية لمدة أسبوع. الولايات المتحدة تحمي القاعدة المالية لداعش، ولهذا آثار محيّرة للعقل. على أي جانب نقف 'نحن' – ومن هم الذين هم "نحن"، والذين "هم"؟. إن الخطر الآن يتمثل في المساهمين في المستويات العليا في شركات مثل لوكهيد مارتن. قال "وارن بافيت" في عام 2006 "هناك صراع للطبقات، نعم لكم كل الحق، لكنها طبقتي، وهي الطبقة الغنية، هي التي تشن الحرب، وسوف تنتصر". هذا هو الصدق الصادم المروّع.

الإعلام الأمريكي يساهم في حماية داعش

_______________________

لم تشر أي من وسائل الإعلام الأمريكية الرئيسية لذلك، وكل الصحفيين الذين حضروا تلك المؤتمرات الصحفية، وسمعوا اعترافا صريحا من الحكومة الأميركية هناك، أن حكومة الولايات المتحدة تحمي الدولة الإسلامية على طول الخط، ولم تقصف أيّاً من شاحنات نفط الدولة الإسلامية إلى أن فعلت روسيا ذلك؟ تلك الشاحنات توفر 2 مليار دولار سنويا لإرهابيي داعش ؟ لا أحد منهم ذكر ذلك أو اعترض عليه. أيا منها نقل هذه المعلومات المذهلة إلى جمهوره، لم يعلق على أن الولايات المتحدة تقوم بحماية تدفق الأموال إلى الإرهابيين في سوريا، وحتى حماية سائقي الشاحنات، و «الصحافة» أيضا كانت تحميهم.

وكان آخر الكشوفات الرئيسية في هذا المؤتمر الصحفي نفسه هو أن "لا توجد لدينا الآن أي خطط لإجراء عمليات منسقة مع الروس في سوريا". وهذا ما تم إعادة التأكيد عليه في 25 ديسمبر من الجانب الروسي، بأن عدم ضرب داعش لا يزال سياسة الولايات المتحدة. وبعبارة أخرى: الرئيس الأمريكي مازال معادياً تجاه روسيا، أنه حتى بعد أشهر من طلب روسيا من واشنطن يوم 30 سبتمبر التعاون في قتل كل الإرهابيين في سوريا، فإن أوباما لا يزال يرفض العمل مع روسيا، أو حتى مجرد "تنسيق العمليات مع الروس لقتل الإرهابيين". (وفي النقاش الديمقراطي في 19 ديسمبر 2015، أصرت هيلاري كلينتون على أن القضاء على الإرهابيين في سوريا يجب أن لا يكون أولوية أعلى مما كان، ولا يحدث قبل أن تتم إزالة بشار الأسد بشكل دائم من القيادة السورية. موقفها هذا هو دليل على أنها ضد روسيا كما هو موقف أوباما).

كان الجهاديون يتدفقون إلى سوريا للاطاحة بالزعيم غير الطائفي في هذا البلد، بشار الأسد، ويحل محله زعيم إسلامي، يحكم بالشريعة أي قانون السنة، وتدعمهم حكومة الولايات المتحدة، والعائلات المالكة في المملكة العربية السعودية، قطر، الإمارات العربية المتحدة ، والكويت، الموافقة على الجماعات االإرهابية من حيث كونها أفضل من الأسد غير الطائفي (الذي هو شخصيا شيعي، ولكن يرفض الطائفية بلا ريب، ويقود حكومة علمانية). الجهاديون يعملون لصالح التحالف الأمريكي.

موقف روسيا بشأن هذه المسألة هو أنه لا توجد قوة أجنبية تمتلك الحق في تحديد من سيكون رئيس سوريا؛ فقط الشعب السوري يحق له القيام بذلك، في انتخابات حرّة. وتصر روسيا أن ذلك يتحدد في انتخابات تحت إشراف دولي. ومع ذلك، فإن استطلاعات الرأي التي قامت بها مؤسسات الاقتراع الغربية تشير إلى أن بشار الأسد سيفوز بأغلبية ساحقة في أي انتخابات من هذا القبيل؛ لذلك، رفض الرئيس الأمريكي باراك أوباما الديمقراطية لسوريا. وحتى الآن، فإن الولايات المتحدة تتهم بوتين بأنه ديكتاتوري، وتدعي لنفسها بأنها دولة "ديمقراطية". ويطالب الرئيس الأمريكي أن الرئيس القانوني لسوريا، الأسد، يجب إزالته من السلطة واستبعاده من أي إمكانية أن يصبح مرة أخرى رئيساً لذلك البلد. هذا هو الإصدار الأمريكي "للديمقراطية" في سوريا.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية ، ستيف وارن، وهو يتحدث بازدراء عن روسيا: "إنه في حرب روسيا ضد الجهاديين في سوريا، فإن الروس يستخدمون القنابل الغبية. وأن تاريخ الروس متهور وغير مسؤول ". ويأتي هذا التصريح من قبل المتحدث العسكري باسم الحكومة نفسها التي بأكثر الطريق "تهوّراً ولا مسؤولية" قامت بغزو العراق وتدميره في عام 2003. ومع ذلك، وهنا كان بيان هذا المتحدث أيضا، في حد ذاته ، وببساطة، كاذباً. فقد كان القصف الروسي موجّهاً وذكيّاً ودرجة الخطأ في الصواريخ الروسية هو ثلاثة أمتار فقط.

 وارن كان هناك للتأكيد على سؤال لأحد الصحفيين الذي كان أكد: "بالعودة إلى الرقة، كما نعلم جميعا، فإن الروس لا تستخدم ذخائر عالية الدقة. هل ازداد عدد الضحايا المدنيين في الرقة نتيجة لذلك ؟" .وهكذا، تلاحظ لعبة الكذب والتلفيق لمنع كسر معنويات الإرهابيين بفعل الحملة الروسية.

في 30 سبتمبر، عندما بدأت روسيا غاراتها الجوية، قالت الولايات المتحدة بأنها "غارات محكوم عليها بالفشل". وهذا، أيضا، كذب محكوم عليه بالفشل كما أثبت ذلك الواقع. ولماذا هذا الحكم المسبق ؟ لأن الولايات المتحدة لا تريد إلحاق أي ضرر بالإرهابيين.

وبدلا من أن تقوم الصحافة الأميركية بانتقاد حكومة الولايات المتحدة لأنها كذبت (وهذه الحكومة تفعل ذلك بشكل روتيني)، فإننا نجدها تمعن في الكذب والتستّر على أكاذيب الحكومة.

وبالإضافة إلى ذلك، كانت هناك بعض التقارير التافهة في موقع الجمهوري اليميني المتطرف، مثل واحد، في 19 نوفمبر، كتب جي . أر. دن مقالة يتظاهر فيها بأن أوباما يشعر بقلق مفرط من إراقة الدماء ويقول : "كما ترون، والشيء المهم لأوباما هو ليس أن لا يضر الدولة الإسلامية. بل أن لا يؤذي المدنيين". نسى هذا الجمهوري القاعدة "الجمهورية" القياسية للتعذيب: ينبغي أن يُستخدم التعذيب ضد "الأشرار" من أجل أن نحمي أمن "الأخيار"، وأن الضحايا المدنيين في الدول"العدوّة" أمر مقبول في الهجمات العسكرية الأمريكية.

مدير الـ CIA الولايات المتحدة لا تضرب داعش حرصاً على البيئة

_____________________________________

في 24 نوفمبر، قال مايكل موريل Michael Morell، مدير وكالة المخابرات المركزية في إدارة أوباما خلال 2011-2013، في برنامج عرض تشارلي روز على قناة PBS :

"نحن لم نذهب بعد إلى تدمير آبار النفط، لم نصل في الواقع إلى آبار النفط التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية، لأننا لم نكن نريد أن نسبّب الأضرار البيئية، كما أننا لا نريد أن ندمّر البنى التحتية ".

وبطبيعة الحال، نسى مقدّم البرنامج – وكذلك المتحدّث – أن يسأل عن الأضرار البيئية التي صارت روتينية في حروب الولايات المتحدة وغزواتها ضد العالم؛ كما هو الحال في استخدام اليورانيوم المنضب الذي لوّث كل بيئة العراق اليوم، ولا العامل البرتقالي الذي دمّر ويدمّر كل بيئة فيتنام حتى اليوم ، ولا .. ولا .. ولا .. فأي صحافة وإعلام منافق هذا في الولايات المتحدة ؟؟

الصورة رقم (22): الناطق الرسمي باسم الدولة الإسلامية يشكر الحكومة التركية على هجومها على أكراد كوباني

Description: الناطق الرسمي باسم دإ يشكر تركيا لمهاجمتها الاكراد

مؤامرة خلط نفط داعش بنفط كردستان العراق بإشراف الحكومة التركية 

________________________________________

في يونيو من عام 2014، وصلت SCF Altai (ناقلة نفط) إلى ميناء عسقلان. وبعد ساعات، جرى تفريغ أول شحنة من النفط من خط الأنابيب الكردي في "إسرائيل". قال آشتي حورامي وزير النفط في كردستان العراق : إن "تأمين أول عملية بيع للنفط من خط أنابيب مستقل هو أمر حاسم لحكومة إقليم كردستان لأنها تسعى لاستقلال مالي أكبر من العراق الذي مزقته الحرب"، وأشار لرويترز في ذلك الوقت، مشيرا الى ان "مسار الصادرات الجديد إلى ميناء جيهان التركي، مصمم لتجاوز نظام خطوط الأنابيب الاتحادية في بغداد، أدى إلى خلق نزاع مرير بشأن حقوق بيع النفط بين الحكومة المركزية والأكراد".

وقبل ذلك بأسبوع، تلقت  SCF Altaiالنفط الكردي في عملية نقل من سفينة إلى سفينة من شركة The United Emblem قبالة سواحل مالطا. هذه الشركة تحمل النفط الخام في ميناء جيهان حيث يربط خط أنابيب الميناء التركي بكردستان.

تحرك الأكراد لبيع النفط الخام بصورة مستقلة عن بغداد ينبع من خلاف طويل الأمد بشأن الميزانية. ودون الخوض كثيرا في التفاصيل، يحق لأربيل الحصول على 17٪ من عائدات النفط العراقي، وفي المقابل، يُفترض أن حكومة إقليم كردستان تقوم بتسليم 550,000 برميل من النفط يوميا الى سومو (شركة النفط المملوكة للدولة في العراق). ولكن، مباشرة بعد توقيع الاتفاق في أواخر العام الماضي، ادّعت بغداد أن الأكراد لم ينفّذوا التزاماتهم في الصفقة.  وهكذا، وجهت جزء من الميزانية المخصصة لأربيل خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي.

كان هذا مجرد استمرار لخلاف طال أمده بين أربيل وبغداد على مقدار الإيرادات الخام من الدولة التي ينبغي أن تتدفق إلى حكومة إقليم كردستان. من جانبها، هدّدت حكومة العراق المركزية بمقاضاة أي شخص يشتري النفط الكردي. على سبيل المثال، عندما قامت سفينة The United Kalavrvta - التي تركت جيهان يونيو الماضي – ووصلت بعد شهر إلى تكساس، قال مسؤول في شركة تسويق النفط (سومو) لرويترز ان الفريق القانوني في وزارة الخارجية العراقية "يراقب عن كثب تحركات السفينة وهو على استعداد لاستهداف أي مشتر محتمل بغض النظر عن جنسيته".

الآن، حصلت لديك – عزيزي القارىء – فكرة: أربيل تريد قطعة أكبر من الكعكة، بغداد لا تريد أن تعطيها لهم، ولذلك منذ بعض الوقت، قررت حكومة إقليم كردستان، ببساطة، تجاوز الحكومة العراقية، والقيام بتصدير النفط بنفسها. والخلاف مستمر.

لكن، لماذا ننقل إليك هذه القصة ؟
ينبغي أولاً التذكير بالحقائق التي تفجّرت خلال الأسابيع القليلة الماضية، ووثّقت تجارة النفط في السوق السوداء المربحة للدولة الاسلامية. في وقت سابق، شرح الرئيس "فلاديمير بوتين" نطاق العملية في اجتماعات مع زملائه أعضاء
G20. وقال "لقد أظهرت الصور التي التقطت من الفضاء ومن الطائرات بوضوح حجم التجارة غير المشروعة في النفط والمنتجات النفطية". وقال للصحفيين على هامش قمة G20 في أنطاليا. في اليوم نفسه، دمّرت الولايات المتحدة 116 شاحنة نفط تابعة للدولة الإسلامية، وهو جهد نُشر على نطاق واسع في وسائل الإعلام الغربية. وخلال أسبوعين، ومنذ أن بدأت موسكو حملتها الجوية، تبخر ما مجموعه 1,300 من شاحنات نقل النفط التابعة لداعش.

لا أحد يعرف لماذا احتاجت الولايات المتحدة 14 شهراً لتبدأ بضرب قوافل شاحنات النفط. التبرير الرسمي هو أن وزارة الدفاع الأمريكية كانت قلقة حول "الأضرار الجانبية" أي الخسائر التي قد تصيب المدنيين، لكننا نشك في أن هذا هو السبب. الآن قررنا أن نلقي نظرة فاحصة على الكيفية التي يتم بها نقل النفط الخام المسروق، وأين ينتهي في نهاية المطاف.

لقد سلطت الضوء على هذا الموضوع الشائك دراسة أكاديمية وضعها "جورج كيوركسوغل"، والدكتور "أليك كاوتروبيس"، وألقت نظرة على معدلات النفط الذي تصدره داعش عبر ميناء جيهان.. وهنا ما وجده الباحثان:

بكلماتهما، "يبدو أنه كلما صارت الدولة الإسلامية تقاتل في محيط منطقة مجاورة لمصادر نفطية، تشهد الصادرات من ميناء جيهان ارتفاعاً فورياً. هذا ناجم عن دفعة اضافية نظرا لتهريب النفط الخام الذي بهدف إلى الحصول الفوري على أموال إضافية، بسبب الحاجة الماسة لتوريد الذخيرة والمعدات العسكرية".

الآن يمكنك أن تبدأ في رؤية العلاقة. ميناء جيهان هو المنفذ الذي منه يتم نقل النفط الكردي (من الناحية الفنية "غير قانوني" لعدم سماح بغداد بذلك)، وكما ذكر الباحثان كيوركسوغل وكاوتروبيس، فإن "كميات النفط الخام التي يتم تصديرها من المحطة النهائية في ميناء جيهان تتجاوز حاجز المليون برميل يوميا. وبالنظر إلى أن داعش لم يكن قادرا على التجارة يوميا بأكثر من 45,000 برميل من النفط يومياً، فإنه يصبح واضحا أن الكشف عن كميات مماثلة من النفط الخام المهرب لا يمكن أن يتم من خلال وسائل حساب الأسهم العادية". وبعبارة أخرى، "إذا كان يجري شحن نفط داعش من جيهان، فإنه سيكون أساسا غير مرئي !!".

هنا تحصل الأمور المثيرة للاهتمام. فقبل أسابيع قليلة، أصدرت رويترز تقريراً حصرياً - وبالتفصيل – يكشف كيف أن أربيل تخفي شحنات النفط الخام عن بغداد. وهنا بعض التفاصيل:

كان معظم الزبائن الذين يريدون شراء النفط الكردي يخافون لمسه بسبب تهديد بغداد بمقاضاة أي مشتري مهما كان، وبضمنها شركات النفط الكبرى - بما في ذلك اكسون موبيل وبريتش بتروليوم اللتان لهما مشاريع مشتركة مع بغداد بمليارات الدولارات.

قام بعض المشترين بأخذ ناقلات النفط إلى ميناء عسقلان في "إسرائيل"، حيث يتم تحميلها بالنفط في مرافق التخزين، لتتم أعادة بيعه للمشترين في أوروبا. تم بيع النفط الكردي أيضا في الخارج قرب سواحل مالطا عن طريق نقل النفط من سفينة إلى سفينة لغرض التمويه على المشترين النهائيين، وبالتالي حمايتهم من تهديدات الحكومة العراقية ممثلة بشركة سومو الحكومية.

 إنها لعبة عالية المخاطر. فهناك سفينة يجب أن ترسو قبالة شواطىء مالطا منتظرة  أخرى تصل لتأخذ شحنة النفط إلى وجهتها النهائية. في بعض الأحيان تُرسل سفينتان – واحدة تبحر فارغة والأخرى محملة بحمولة كاملة ، وذلك لتعقيد الامر حين تعقب البضائع.

"الجميع أصبحوا فجأة خبراء بتعقب البضائع. كان علينا أن نرفع مباراتنا جدا... ولكن شيئا واحداً ثبت أنه هو الصحيح .. عندما يكون النفط في الخارج.. عندما يتدفق" هكذا قال حورامي.

حسناً، لقد تم استخدام نظام يقوم على أساس نقل النفط من سفينة إلى سفينة أخرى قبالة سواحل مالطا للحصول على النفط الكردي ونقله إلى أماكن مثل الكيان الصهيوني. "المصافي "الإسرائيلية" وشركات النفط "الإسرائيلية" استوردت أكثر من 19 مليون برميل من النفط "الكردي" بين بداية مايو و 11 أغسطس، وفقا لبيانات الشحن ومصادر التداول ومتابعة الناقلات الفضائية"، حسبما ذكرت الفايننشيال تايمز الأسبوع الماضي. واضافت إن "هذا هو ما يعادل نحو 77 في المائة من متوسط ​​الطلب "الإسرائيلي"، الذي يُقدر بما يقرب من 240,000 برميل يوميا. أكثر من ثلث الصادرات النفطية العراقية من شمال العراق، التي يتم شحنها من ميناء جيهان التركي على البحر المتوسط، يذهب إلى "إسرائيل" خلال تلك الفترة."

في هذه المرحلة، علينا أن نبدأ بالحصول على فكرة عمّا يحدث هنا. النفط الكردي هو بالفعل غير قانوني من الناحية الفنية، وتركيا سعيدة لتسهيل رحلة هذا النفط إلى المشترين الأجانب عبر ميناء جيهان التركي. ما هي أفضل طريقة لنفط داعش للحصول على الأسواق أكثر من دفعه من خلال المنفذ الذي يتعامل بالفعل مع النفط الخام المشتبه به؟ العربى الجديد (وسيلة إعلامية مقرها لندن تملكها وكالة فضاءات القطرية) يدّعي أنه حصل على ثروة من المعلومات حول الطريق الى ميناء جيهان من عقيد لم يذكر اسمه في جهاز الاستخبارات العراقي. وهنا تقريره:

تم التحقق من المعلومات من قبل مسؤولي أمن أكراد، من العاملين في معبر إبراهيم الخليل بين تركيا وكردستان العراق، ومسؤول في واحدة من ثلاث شركات نفطية تتعامل مع نفط داعش المهرّب والمسروق.

العقيد العراقي، الذي يعمل جنبا إلى جنب مع محققين من الولايات المتحدة لإيجاد وسيلة لوقف تدفقات تمويل الإرهاب، قال للعربى الجديد، حول المراحل التي يتم فيها تهريب النفط بدءاً من نقاط الاستخراج في حقول النفط العراقية إلى وجهاته النهائية - لاسيما بما في ذلك ميناء أشدود، في الكيان الصهيوني.

"بعد أن يتم استخراج النفط وتحميله، تغادر ناقلات النفط محافظة نينوى وتتجه شمالا الى مدينة زاخو، 88 كم شمال الموصل" قال العقيد. زاخو هي مدينة كردية في كردستان العراق، على الحدود مع تركيا.

"بعد وصول شاحنات النفط إلى زاخو - عادة تصل 70- 100 شاحنة منها في وقت واحد - تقابلهم مافيات تهريب النفط، وهي مزيج من الأكراد السوريين والأكراد العراقيين، بالإضافة إلى بعض الأتراك والإيرانيين"، تابع العقيد.

وأضاف إن "الشخص المسؤول عن شحن النفط يبيع النفط لأعلى مزايد أي من يدفع أعلى سعر". وأضاف العقيد: "وصلت المنافسة بين العصابات المنظمة درجة رهيبة، وأصبح اغتيال قادة المافيا أمراً شائعا".

يدفع أعلى مزايد بين 10 و 25 في المئة من قيمة النفط نقدا - بالدولار - ويتم دفع الباقي في وقت لاحق، وفقا للعقيد.

وقال ضابط المخابرات العراقي إن السائقين يقومون بتسليم سياراتهم لسائقين آخرين يحملون تصاريح وأوراق لعبور الحدود إلى تركيا مع الشحنة. ويُمنح السائقون الأصليون شاحنات فارغة لغرض العودة الى المناطق التي تسيطر عليها داعش .

بمجرد أن تكون في تركيا، تتجه الشاحنات إلى مدينة سيلوبي، حيث يتم تسليم النفط الى شخص هو الوسيط ويحمل أسماء مستعارة: الدكتور فريد، الحاج فريد، والعم فريد.

العم فريد هو رجل في الخمسينيات من عمره ويحمل الجنسيتين اليونانية و"الإسرائيلية". ويرافقه عادة رجلان قويّان في سيارة جيب شيروكي سوداء.

وبمجرد أن يكون داخل تركيا، لن يمكن تمييز هذا النفط من غيره من النفط المباع من قبل حكومة إقليم كردستان، ويُباع على حد سواء كنفط "مصدره غير معروف" أو نفط "غير شرعي" أو "غير مرخص".

الشركات التي تشتري نفط حكومة إقليم كردستان أيضا تقوم بشراء نفط داعش المهرّب، وفقا للعقيد.

الآن من الواضح وبدرجة كبيرة من التفصيل، وبغض النظر عما إذا كنت تعتقد في "العم فريد" وسيارته الجيب الشيروكي، فإن النقطة الرئيسية هي أن طرق التهريب تنتهي في تركيا، وبمجرد أن يعبر النفط الحدود، فإنه سيصبح النفط الخام الكردي لأنه بعد كل شيء، "غير شرعي"، "غير مرخص" كما قلنا أعلاه.

بعد ذلك، يقول العربى الجديد، هناك حفنة من شركات النفط تقوم بشحن النفط من الموانئ التركية: مرسين، ودورتيول، وجيهان إلى الكيان الصهيوني.

والآن.. وقد صرنا نعرف أن النفط الخام الكردي يذهب مباشرة من ميناء جيهان إلى أشدود في "إسرائيل"، يجدر بنا التساؤل عما إذا كان النفط الخام الذي تسرقه داعش يذهب بعد "غسله" (إذا جاز التعبير) من خلال نفس الطريق الذي يُستخدم لتهريب النفط الخام الكردي "غير الشرعي" أيضا إلى "إسرائيل". نحن نسأل لأنه كما اتضح، إن بلال أردوغان يملك شركة شحن مالطية هي "مجموعة  BMZ، وهي شركة مملوكة من قبل نجل الرئيس رجب طيب أردوغان؛ بلال ، جنبا إلى جنب مع أفراد الأسرة الآخرين، وتم شراء ناقلتين في الشهرين الماضيين بتكلفة إجمالية قدرها 36 مليون دولار، حسبما ذكرت صحيفة زمان اليوم في سبتمبر. "والناقلتان، اللتان سوف تسجلان لشركة نقل وشحن البترول Oil Transportation & Shipping company في أكتوبر - إحدى الشركات التابعة لمجموعة BMZ تعمل في مالطا - كانت سابقا مستأجرة لشركة Palmali DENIZCILIK لمدة 10 أعوام."

قد تبدو بعض هذه الوقائع ظرفية وغامضة، ولكن يبدو أن من الممكن تماما القول إن أردوغان يتاجر بدراية وتخطيط مسبق بالنفط الخام مع داعش (الدولة الإسلامية) الإرهابية، نظرا لما نعرفه عن تعاملات أنقرة مع النفط الكردي غير قانوني. إن أردوغان والدائرة المحيطة به مستفيدة مالياً وبشكل كبير من تهريب نفط داعش ونفط كردستان العراق.

وفقا لتولغا تانيس، مراسل صحيفة حريت اليومية الواسعة الانتشار في واشنطن والذي يحقّق في الاتهامات، فإن شركة Powertrans، وهي الشركة التي كانت قد حصلت على رخصة حصرية لنقل وتجارة النفط الكردي من قبل مجلس وزراء أردوغان في عام 2011 ، يديرها صهره "بيرات البيرق". ولن يستغرق الأمر وقتا طويلا لاردوغان حتى يقاضي الصحفي "تولغا تانيس" بتهمة التشهير أو يقتله كما هو معروف عن سلوك أردوغان  الديمقراطي مع الصحفيين.في العام الماضي فقط تمّ فصل 774 صحفياً واعتقال 156 صحفيا في ظل ديمقراطية أردوغان.

وأكد العديد من المسؤولين الأكراد العراقيين الذين رفضوا الكشف عن هويتهم بالاسم أن "أحمد جاليك"، وهو رجل أعمال له صلات وثيقة باردوغان، تم منحه العطاء الخاص بنقل النفط الكردي برّاً بواسطة الشاحنات إلى تركيا.

وبعبارة أخرى، إن أردوغان يتاجر بالفعل بالنفط الخام غير المشروع من أكراد حكومة إقليم كردستان (الذين تربطهم علاقات ودية بأنقرة، على الرغم من أنهم أكراد) عبر صهره وبكميات كبيرة جدا. كما أنه يقوم بالمتاجرة بنفط داعش من خلال إبنه بلال عبر نفس الشبكات. أو ربما من خلال ابنه الآخر "بوراك أو براق" الذي قالت صحيفة زمان اليوم أنه "يمتلك أسطولا من السفن ظهر في تقرير صادر عن صحيفة Sözcü اليومية في عام 2014 ، عندما كانت ناقلة النفط العائدة له سفران 1 (Safran 1) راسية في ميناء أشدود "الإسرائيلي". وهذه مجموعة صور تداولتها وسائل الاتصال الاجتماعي  تظهر بلال أردوغان مع قادة من داعش (ولأننا نحاول في كل الأوقات أن تكون غير منحازين، ينبغي لنا أن نلاحظ أيضا أن الرجال المبينين أدناه يمكن أن يكونوا مجرد ثلاثة رجال ملتحين ولا صلة لهم بالتلويح بالعلم الأسود لقطاع الطرق الصحراويين):

ادّعت وسائل الاعلام الروسية أن هؤلاء الرجال هم "قادة في داعش شاركوا في مجازر في حمص في سوريا و "روجافا" وهو الاسم الكردي لكردستان سوريا أو كردستان الغربية".

شخص واحد يعتقد بالتأكيد باتجار أردوغان بالنفط الذي تسرقه داعش هو وزير الإعلام السوري "عمران الزعبي" الذي قال ما يلي:

"يتم تسليم جميع النفط الذي تسرقه داعش إلى الشركة التي تنتمي لابن رجب طيب أردوغان وهو بلال. هذا هو السبب الذي جعل تركيا قلقة عندما بدأت روسيا الضربات الجوية ضد البنية التحتية لداعش ودمرت أكثر من 500 شاحنة محملة بالنفط . هذا هو ما أثّر في أعصاب أردوغان وأعصاب شركته. انهم المستوردون ليس للنفط فحسب، بل القمح والآثار التاريخية والمصنوعات اليدوية كذلك. "

إن تركيا - بالإضافة إلى توفير السلاح والمال للجيش السوري الحر وجبهة النصرة ، فإنها مسؤولة عن توفير أكثر من 400 مليون دولار سنويا لشركات نفط الدولة الاسلامية. ويمكنك النظر في هذه المعلومة من قناة العربى الجديد:

"وفقا لمسؤول أوروبي في شركة نفط دولية من الذين التقت بهم قناة العربي الجديد في إحدى العواصم الخليجية، فإن  "إسرائيل" تقوم بتكرير النفط فقط "مرة واحدة أو مرتين" لأنها لا تملك المصافي المتطورة، وتصدّر النفط إلى بلدان البحر الأبيض المتوسط ​​- حيث سيكتسب النفط "وضعا شبه شرعي" – بـ 30 إلى 35 دولاراً للبرميل.

 "يباع النفط في غضون يوم أو يومين لعدد من شركات القطاع الخاص، بينما تذهب غالبيته إلى مصفاة إيطالية مملوكة من قبل واحد من أكبر المساهمين في نادي إيطالي لكرة القدم حيث أن النفط المكرر يُستخدم محليا".

"إسرائيل" بطريقة أو أخرى، سوف تصبح المسوّق الرئيسي لنفط داعش . وبدونها، فإن معظم النفط المُنتج يظل يتنقل بين العراق وسوريا وتركيا، وحتى الشركات الثلاث لن تحصل على النفط اذا لم يكن لديها مشترٍ في "إسرائيل".

وأخيرا، سوف نلاحظ أن هذا هو محاولة للإجابة على ما أسميناه "السؤال الأهم حول الدولة الإسلامية الذي لم يسأله أحد؟ وهو "من هم الوسطاء؟". "نحن نعرف من يكونون: نفس الأسماء التي كانت بارزة جدا في السوق في شهر سبتمبر عندما قامت شركة جلينكور Glencores بتجربتها المميتة الأولى، وبالتأكيد لن تكون الأخيرة، بشراء نفط كردستان العراق اللاشرعي: Glencores، وVitols وTrafiguras، the Nobels ، وMercurias ". تأمل هذا، وتأمل في ما تقول رويترز عن تجارة النفط غير المشروعة مع حكومة إقليم كردستان العراق: "وقالت مصادر السوق تعاملت العديد من البيوت التجارية بما في ذلك ترافيجورا وفيتول مع النفط الكردي، ورفض كل ترافيجورا وفيتول التعليق على دورهما في مبيعات النفط."

وبالمثل، لاحظت الفايننشيال تايمز أن "كل من فيتول وترافيجورا دفعت لحكومة إقليم كردستان العراق "مسبقاً" عن صفقات النفط، في إطار ما يسمى صفقات" الدفع المسبق "، مما يساعد أربيل على سد الثغرات في ميزانيتها".

في الواقع، عندما تفتش كردستان عن مستشار للمساعدة في جهودها الرامية إلى الالتفاف على بغداد، فإن حكومة إقليم كردستان تختار "مرتضى لاخاني "Murtaza Lakhani " الذي كان يعمل لشركة جلينكور في العراق في الألفينات، للمساعدة في العثور على سفن تنقل النفط."

وقد وصفه أشتي حورامي بقوله "انه يعرف تماما الذين يريدون والذين لا يريدون التعامل معنا. لقد فتح الأبواب لنا، وحدّد شركات النقل البحري المستعدة للعمل معنا" قال اشتي حورامي .

طبعا. عندما نأخذ كل الأشياء التي قلناها أعلاه عن خلط النفط الخام لحكومة إقليم كردستان العراق غير القانوني بشحنات نفط الدولة الإسلامية غير المشروع، فإنه يصبح من المفروغ منه القول إن هذه الشركات نفسها هي التي تساعد في ترتيبات نقل النفط العراقي الذي تسرقه الدولة الإسلامية.

# نعم، تركيا تشتري النفط من تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي .. فمتى يستقيل الرئيس التركي ؟

_________________________________________

رداً على اتهام روسيا لتركيا بشراء النفط من الدولة الإسلامية ، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه سوف يستقيل إذا ثبت أن ذلك صحيحا.

وقد ثبت الآن أن تركيا تقوم بشراء النفط من تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي.

ذكرت ذلك منذ أشهر صحيفة الجارديان البريطانية :

داهمت قوات خاصة أمريكية مجمّعاً لأحد قادة تنظيم الدولة الإسلامية في شرق سوريا، بعد أن لم يخبروا أياً من الجيران.

الهدف من هذا الهجوم، وهو الأول من نوعه منذ عودة الطائرات الأمريكية إلى سماء العراق في أغسطس الماضي، كان مسؤول داعش عن تهريب النفط، ويدعى "أبو سياف"

من هو "أبو سيّاف" ؟

أبو سيّاف هو التونسي طارق بن الطاهر الحرزي ، الذي وضعت وزارة الخارجية الأمريكية 8 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه. و"أبو سيّاف" هو اسم لم يُسمع به خارج القيادات العليا لداعش، لكنه معروف بشكل جيد في تركيا.

وتصنف التقارير الأمنية أبو سياف كأحد أخطر قادة داعش ومن الأوائل الذين التحقوا بالتنظيم، إلا أنه التحق في بادئ الأمر بتنظيم القاعدة في العراق عام 2004 قبل أن يتم إلقاء القبض عليه والزج به في سجن أبو غريب .

غير أن اقتحام السجن من طرف مسلحي داعش عام 2012 مكّن أبو سياف من الهرب والالتحاق بالتنظيم مباشرة ليُعرف بلقب "أمير الانتحاريين".

دور أبو سياف لم يقتصر على تدريب الانتحاريين، إذ امتد ليشمل قيادته لعمليات تهريب النفط من الآبار التي يسيطر عليها التنظيم في سورية والعراق.

وأشارت تقارير أمنية إلى أن شقيق أبو سياف كان له دور بارز في تنفيذ الهجوم الإرهابي على مقر القنصلية الأميركية في بنغازي الذي أدى إلى مقتل السفير الأميركي كريستوفر ستيفنز.

من منتصف عام 2013، كان هذا الإرهابي التونسي مسؤولاً عن تهريب النفط من الحقول السورية الشرقية، وبيعه في السوق السوداء. وسرعان ما أصبحت هذه الأموال المكوّن الرئيسي لإيرادات داعش، وكان المشتري الأساسي لهذا النفط المسروق هو تركيا.

ونتيجة لذلك، عقدت تجارة النفط تحالفاً بين الإرهابيين والحكومة التركية وفي مقدمتها الرئيس رجب ورئيس الوزراء داود.

وفي أعقاب الغارة التي قُتل فيها أبو سياف، تأكدت الشكوك في هذا التحالف غير المعلن. وقال أحد كبار المسؤولين الغربيين من المطلعين على المعلومات الاستخبارية التي تم جمعها في مجمع الإرهابي القتيل، إن التعامل المباشر بين المسؤولين الأتراك وكبار أعضاء داعش صار الآن حقيقة "لا يمكن إنكارها".

وأشارت ABC الإخبارية الأسترالية:

في يونيو 2014، عضو في المعارضة البرلمانية التركية، علي أديب أوغلو ، ادعى أنه تم تهريب ما قيمته 800 مليون دولار من النفط إلى تركيا من سوريا والعراق، وفقا لموقع المراقب.

واستشهد بحقول النفط في الرميلة في شمال سوريا وأخرى قرب الموصل في العراق، قائلا ان داعش قد وضع أنابيب لنقل النفط الى تركيا، وتحويل ذلك إلى نقد."

وبيّن أن "تعاون تركيا مع الآلاف من الرجال يحملون مثل هذه العقلية هو أمر خطير للغاية".

وتحدث عن "وجود أنابيب مماثلة أيضا في [المناطق الحدودية التركية] مثل كيليس، وأورفا وغازي عنتاب ... تنقل النفط إلى مصافي التكرير بتكلفة تقرب من الصفر".

و"تستخدم وسائل بدائية في استخراج وتصفية النفط في المناطق القريبة من الحدود التركية ومن ثم بيعه عبر تركيا".

صادق الحسيني رئيس اللجنة الأمنية في محافظة ديالى قال إنه تم إلقاء القبض على العديد من الشاحنات التركية التي تحاول نقل النفط من محافظة صلاح الدين المحتلة إلى تركيا من قبل داعش.

# وشهد شاهد من أهلها

______________

في تشرين الأول 2015 ، قال وكيل وزيرة الخارجية الأمريكي لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية ديفيد كوهين، إن الدولة الإسلامية تكسب مليون دولار يوميا من مبيعات النفط. وقال : "وفقا لمعلوماتنا، اعتبارا من الشهر الماضي، كان تنظيم الدولة الإسلامية يبيع النفط بأسعار مخفضة إلى حد كبير لمجموعة متنوعة من الوسطاء، بما في ذلك بعض المسؤولين من تركيا، من ثم يتم نقل البترول لإعادة بيعه. ويبدو أيضا أن بعض كميات النفط تم بيعها إلى الأكراد في العراق، ومن ثم قام الأكراد بيعها إلى تركيا".

ووفقا لرئيس الوزراء الروسي "ديمتري ميدفيديف"، فإن الوسطاء في تركيا ليسوا رجال الأعمال فقط، وإنما هم المسؤولون في أنقرة. تركيا تقوم بحماية الدولة الإسلامية بسبب "مصلحة مالية مباشرة لبعض المسؤولين الأتراك تتعلق بالمعروض من منتجات النفط المكرّر من المشروعات التي تسيطر عليها داعش" .

وقال المحلل السياسي الروسي "ايغور يوشكوف" من الصندوق القومي لأمن الطاقة إن الحملة الروسية لمكافحة الارهاب في سوريا تجعل مثل هذه الأعمال أكثر صعوبة.

"في أيامنا هذه طوابير الشاحنات الطويلة بدأت تتفرق، وصارت حمولتها أصغر بسبب الحملة الروسية. وقال : قبل ذلك كان المشترون يزورون حقول النفط ويعقدون الإتفاقيات والصفقات، الآن صار صعباً عليهم ذلك". وأضاف أن استخراج النفط سينخفض لأن داعش تفتقر إلى المتخصّصين المؤهلين.

وهذه شهادة أخرى .. فمتى يستقيل الرئيس التركي ؟

______________________________

في 24 تشرين الثاني ذكرت صحيفة LifeNews. إن النفط السوري الرخيص الذي يسرقه إرهابيو الدولة الإسلامية ويهرّب إلى تركيا قد يكون السبب الحقيقي للهجوم على الطائرة المقاتلة الروسية سو 24.

ووفقا للصحيفة، فإن نجل الرئيس التركي بلال أردوغان مرتبط بإرهابيي الدولة الإسلامية، وهو يسيطر على تدفقات النفط السورية إلى تركيا. ولأن الطائرات الروسية نفذت ضربات هائلة على حقول نفط الإرهابيين، أصبحت السلطات التركية أمام القشة الأخيرة.

العديد من الخبراء يتحدثون باستمرار عن أن المستويات العليا من السلطات التركية يتعاونون مع الإرهابيين في هذا المجال. وقد نشرت وسائل الإعلام صورا لـ "بلال" الإبن وريث الزعيم التركي وهو يقف إلى جانب قادة من الدولة الإسلامية".

هكذا يجتمع النفط والغاز بـ "الدين"

___________________ 

فُضحت محاولة رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في تسليح تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي قبل أشهر من إسقاط تركيا الطائرة الروسية. كان رئيس الوزراء التركي يشحن الأسلحة للتنظيم الإرهابي.

لقد أُمسِك برئيس الوزراء التركي متلبساً بشحن الأسلحة لتنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي في يناير/ كانون الأول، وهو ما قد يفسر لماذا أسقطت تركيا الطائرة الروسية التي كانت تستهدف الإرهابيين المسلحين .

وقد أمر رئيس الوزراء داود أوغلو بالقيام بتعتيم إعلامي بعد اكتشاف القيادة العامة لدرك الجيش حوالي 50 صاروخا، و 35 صندوقا من الذخيرة، بما في ذلك قذائف الهاون، وذخيرة للدوشكا المضادة للطائرات مخبأة داخل شاحنة متجهة الى سوريا بعملية تديرها وكالة الاستخبارات التركية.

"إن الشاحنات كانت تحمل أسلحة ومعدات لمنظمة القاعدة الارهابية"، ذكر تقرير صادر عن قيادة الدرك عامة، والجدير بالذكر أن تنظيم الدولة الإسلامية مرتبط بتنظيم القاعدة.

قائد الدرك في المنطقة والنائب العام "عزيز تاكي" أمرا بالتحقيق على الحدود التركية / السورية بعد تلقي بلاغ يفيد بأن الشاحنات كانت تحمل أسلحة ومتفجرات لتنظيم القاعدة في سوريا.

"في الوقت الذي كانت فيه الشاحنات تُقاد إلى قيادة درك سيهان لإجراء تحقيق أوسع نطاقاً، قام عناصر من وكالة المخابرات التركية الذين كانوا يرافقون الشاحنات بسيارات أودي صغيرة بقطع الطريق وأوقفوا الشاحنات"، كتب الصحفي التركي المعروف "فهيم تاشتكين" وقال : "عندما استولى عناصر المخابرات على مفاتيح تشغيل الشاحنات حصلت مشادة كلامية."

"أمر عناصر المخابرات سائقي الشاحنات بالتظاهر بأن شاحناتهم قد تعطلت، وبدأوا بممارسة العنف الجسدي ضد أفراد الدرك."

"حضر محافظ أضنة، حسين عوني كوس، الى مكان الحادث وأعلن إن الشاحنات تسير حسب أوامر رئيس الوزراء، وتعهد بعدم السماح لأي جهة بالتدخل مهما كان الثمن"، وقال الصحفي تاشتكين : "مع خطاب ضمان بعث به المدير المحلي للمخابرات التركية شارك في توقيعه الحاكم، تم تسليم الشاحنات إلى المخابرات التركية".

وردا على هذا التحقيق، قام أحمد داود أوغلو بإقالة "عزيز تاكي" من منصبه، وأمر باعتقال 13 جنديا، ووجه إليهم تهمة التجسس.

"وعلى الرغم من أن الفضيحة قد مزّقت البلاد، فإن الحكومة قد اختارت تكتيكها المفضل المتمثل في التستر على الفضيحة" كما ذكر الصحفي التركي فهيم تاتشكين . "فقد أمرت محكمة في أضنة بحظر نشر أي تقارير أو تعليقات عن فضيحة إيقاف الشاحنات في المنافذ الإعلامية  المكتوبة، أو المرئية أو على الإنترنت".

وكانت الحكومة التركية تقوم أيضاً بتدريب إرهابيي الدولة الإسلامية للقتال في سوريا.

"... وبعد التدريب في تركيا، يذهب الآلاف من مقاتلي الدولة الإسلامية إلى العراق عن طريق سوريا للانضمام إلى الجهود الرامية إلى إقامة الخلافة الإسلامي التي تطبق الشريعة الإسلامية"، حسبما ذكر الصحفي هارون كلاين من موقع  WND - A Free Press for a Free People

كما أن مقاتلي داعش يتجولون بحرية في اسطنبول، بتركيا، دون أي خوف من السلطات المحلية، وهذا يؤكّد الدعم الذي يتمتع به تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي من قبل حكومة داود.

الصراع الكامن منذ قرون بين المسلمين السنة والشيعة كغطاء، وتريليونات الدولارات المتوقعة من عائدات النفط والغاز في سورية كحافز باطن، هما من العوامل الرئيسية الدافعة لحكومة داود أوغلو التي يهيمن عليها السنة لدعم تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي في حربه بالوكالة للإطاحة بحكومة الرئيس السوري بشار الأسد.

في عام 2011، أعلنت سوريا عن اكتشاف حقل غاز واعد في حمص، ولذلك ليس من المستغرب، أن يصبح هذا المكان ساحة قتال بين قوات الأسد وقوات الدولة الإسلامية الإرهابية، لمنع سوريا من الاستفادة بشكل كامل في هذا المجال.

كما تنافس سوريا تركيا باعتبارها واحدة من أكثر المواقع الاستراتيجية لخطوط أنابيب الغاز الطبيعي الذي سيتدفق إلى أوروبا من آسيا.

"سوريا هي موقع البناء المقترح لخط أنابيب ضخم جدا للغاز تحت الأرض ، والذي إذا أنجز، فإنه قد يقلص بشكل كبير من قوة الطاقة الاستراتيجية لحليف الولايات المتحدة؛ قطر، وأيضا سوف تحرم تركيا من عائدات خط الأنابيب الهائلة"، حسبما ذكر الموقع أيضا.

"وهذا الخط الذي يطلق عليه اسم "خط الأنابيب الإسلامي"، قد يعزّز في نهاية المطاف مصالح روسيا وإيران ضد مصالح الطاقة الغربية".

ولكن مثل حال حقل الغاز في حمص، تم تأجيل بناء خط الانابيب الذي يبلغ طوله نحو 3500 ميل بسبب الحرب السورية التي أشعلها تنظيم القاعدة الإرهابي.

الصورة رقم (23): رسم معبّر عن التآمر التركي الخليجي لدعم داعش لتدمير سوريا

Description: تركيا الخليج داعش

وهذا يساعد بالتأكيد تركيا، التي تنظر إلى "خط الأنابيب الإسلامي" المقترح من خلال سوريا كتهديد لهدفها في أن تصبح نقطة العبور الرئيسية للنفط والغاز المتدفق من الشرق إلى الغرب.

وحلف الناتو أيضاً لا يريد لروسيا الاستفادة من خط الأنابيب عبر سوريا.

وإذا تمكنت حكومة "داود" بنجاح من استخدام تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي لإسقاط بشار الأسد وتنصيب حكومة عميلة في سوريا، فإن تركيا ستفلح في كسب تريليونات الدولارات وفي الوقت نفسه تساعد أيضا الناتو على عزل روسيا.

 

 

 

 

تاريخ النشر

30.06.2016

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

30.06.2016

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org