<%@ Language=JavaScript %> د. حسين سرمك حسن لا تثقوا بالولايات المتحدة : (55) كيف نقلت الولايات المتحدة الأمريكية إرهاب القاعدة إلى قلب أوروبا (البوسنة وكوسوفو ومقدونيا) ؟

 

 

لا تثقوا بالولايات المتحدة الامريكية

 (52)

 

كيف نقلت الولايات المتحدة الأمريكية إرهاب القاعدة إلى قلب أوروبا

 (البوسنة وكوسوفو ومقدونيا) ؟

 

 تحالف الولايات المتحدة مع قادة الجريمة المنظمة وتجارة المخدرات

 

 

ترجمة وجمع وإعداد : د. حسين سرمك حسن

بغداد المحروسة – 2015

 

(تمهــــــيد- كيف نقلت الولايات المتحدة الإرهاب إلى البوسنة وكوسوفو ؟- نبذة عن البوسنة- نبذة عن كوسوفو- "البوسنة جيت" : تكرار نموذج "إيران كونترا"- من فمك أدينك- تواطؤ إدارة كلنتون- من البوسنة إلى كوسوفو- شهادات الكونغرس على علاقات أسامة بن لادن بجيش تحرير كوسوفو- مادلين أولبرايت تتعلق بجيش تحرير كوسوفو- الكونغرس الأمريكي يقرّ إرهاب الدولة ضمنياً- دولة المافيا في كوسوفو : من مادلين إلى هيلاري : قصة الحب بين وزارة الخارجية الأمريكية وجيش تحرير كوسوفو- سعي دائب لتدمير أوروبا- قاعدة عسكرية أمريكية في كوسوفو للإرهاب وتأمين تجارة المخدرات- كوسوفو ممر لنقل الهيروين- رجل عصابات ومخدرات وجريمة منظمة هو حليفهم المناسب- ومتاجر بالأعضاء البشرية- ومطلوب للإنتربول- وجيش درّبته القاعدة في أفغانستان- الولايات المتحدة تنقل الإرهاب إلى مقدونيا- نبذة عن مقدونيا- الحرب في مقدونيا- شبكة الجهاد الإسلامي والناتو يتعاونان في مقدونيا- نبذة عن المبعوث الأمريكي جيمس باردو- ملحق : لماذا كوسوفو .. وليس فلسطين ؟- الرئيس أوباما كذّاب وملفّق مثل غيره من الرؤساء الأمريكيين- أدلة تكشف كذب وتحيّز وتلفيق الولايات المتحدة ورئيسها- ملاحظة عن هذه الحلقة- ملاحظة عن هذه الحلقات)

# تمهــــــيد :

_______

يجب أن نضع في أذهاننا حقيقة قد تكون خافية على البعض، وهي أن السياسة المكيافيلية للولايات المتحدة الأمريكية لا تهدف إلى زعزعة وتدمير الشرق الأوسط فحسب، بل تهدف أيضاً إلى زعزعة وتدمير اوروبا نفسها من خلال نقل الإرهاب إلى قلبها من جانب، ومن خلال موجات المهاجرين الهائلة الذين لا يستطيعون الوصول إلى الولايات المتحدة لأسباب معروفة من جانب آخر. وها هم يصلون أوروبا بسهولة هرباً من الجحيم الذي أشعلته الولايات المتحدة بعد غزوها للعراق في آذار 2003 ، ثم تدمير ليبيا ، وإشعالها ؛ هي وحلفاؤها ، للحرب المدمّرة في سوريا منذ عام 2011. لقد كانت دول الاتحاد الأوروبي قد علّقت أصلاً موافقة الشنغن Schengen Agreement فيما يتعلق بحرية التحرك في الاتحاد الأوروبي ، وقرارات سياسية أخرى تفكك الاتحاد الأوروبي تتخذها دول منفردة في الأشهر اللاحقة (وقد اتُخذت فعلاً) إذا لم يتم إيقاف طوفان المهاجرين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. إن الغل والحقد الذي تتسم به سيكولوجية الصفوة الأمريكية تجعلها تسعى لتدمير أوروبا أيضاً . ولهذا قامت – ضمن خطة شاملة – بنقل الإرهاب الأصولي "الإسلامي" من أفغانستان إلى قلب أوروبا. وبدأت بزرع الإرهاب - أوّلاً – في البوسنة وكوسوفو ومقدونيا كما سنرى.   

كيف نقلت الولايات المتحدة الإرهاب إلى البوسنة وكوسوفو ؟

__________________________________

# نبذة عن البوسنة :

____________

جمهورية البوسنة والهرسك هي دولة تقع في البلقان بجنوب شرق أوروبا، إحدى جمهوريات يوغوسلافيا السابقة. تقع في جنوب أوروبا. يحدها من الشمال والغرب والجنوب كرواتيا، من الشرق صربيا، ومن الجنوب الغربي جمهورية الجبل الأسود، وهي تكاد تكون دولة مقفلة لا ساحل لها على البحر فيما عدا شريط ساحلي طوله 26 كيلومترا على البحر الأدرياتيكي تقع في منتصفه مدينة نيوم الساحلية. تعتبر البوسنة موطنا لثلاث "عرقيات أساسية": البوشناق وهم أكبر المجموعات العرقية الثلاث، يليها الصرب ثم الكروات. بغض النظر عن العرقية فإن مواطني تلك الجمهورية يُسمّون باسم البوسنيين. والفارق ما بين البوسنيين والهرسكيين هو فارق جغرافي وليس فارقا عرقيا. كانت في السابق منضوية في اتحاد يضم ست مقاطعات مكونة جمهورية يوغسلافيا الاشتراكية الاتحادية، وخلال الحرب اليوغوسلافية في التسعينات من القرن الماضي نالت البوسنة والهرسك استقلالها. ويوصف كيانها بأنه جمهورية اتحادية ديموقراطية يبلغ عدد سكانها أكثر من أربعة ملايين ونصف المليون نسمة، وتصل نسبة المسلمين لنحو 45% من اجمالي تعداد السكان، يليهم الأرثوذوكس 31% ، ثم الكاثوليك 15% ، بينما الديانات الأخرى تشكل نحو9%.

ويشار إلى أن اتفاقية دايتون للسلام والتي أبرمت ـ تحت ضغط دولي ـ بين العرقيات الثلاث الرئيسية (الصرب والكروات والمسلمين)، بمدينة دايتون، في ولاية أوهايو الأمريكية، في 21 نوفمبر 1995، أوقفت الحرب البوسنية التي استمرت قرابة أربع سنوات، ما بين عامي 1992-1995م، وأوقعت أكثر من 230 ألف قتيل غالبيتهم من مسلمي البوسنة.

وأقرت الاتفاقية على أن البوسنة دولة مستقلة ذات سيادة تضم كيانين لكل منهما رئيس وبرلمان وحكومة؛ أحدهما يديره الصرب (وتعدادهم 37% من إجمالي السكان)؛ والمسمى بـ "جمهورية صربسكا" (أي: صرب البوسنة) ويضم 49% من مساحتها..

بينما الثاني "فيدرالية البوسنة والهرسك" وتشتمل على 51% من باقي مساحة البوسنة، وتضم كل من البوسنيين المسلمين (البوشناق) (48%)؛ بجانب الكروات (14%) من تعداد السكان.

# نبذة عن كوسوفو :

_____________

الاسم كوسوفو أتى من الكلمة الصربية "كوس" (kos) التي تعني "الطائر الأسود". تقع كوسوفو في جنوب شرق أوروبا (منطقة البلقان). تحدها جمهورية مقدونيا من الجنوب الشرقي وصربيا من الشمال الشرقي والجبل الأسود من الشمال الغربي وألبانيا من الجنوب. عاصمتها بريشتينا. يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة تقريباً. تبلغ مساحتها 10,577 كم2 .وقد كانت كوسوفو منطقة ذاتية الحكم ضمن صربيا، ثم قام الألبان بتمرد مُسلح عام 1997-1999، مما أجبر منظمة حلف الشمال الأطلسي (الناتو) على شن حملة قصف جوّي مدمّرة على صربيا والجبل الأسود، والتي أستمرت 78 يومًا لوقف الحرب في كوسوفو. في عام 1999، وبناءً على قرار أصدره مجلس الأمن الدولي قامت الأمم المتحدة بإرسال بعثة لإدارة محافظة كوسوفو. بتاريخ 17 فبراير 2008، أعلن البرلمان في كوسوفو استقلال "جمهورية كوسوفو". وبناءً على إتفاق بروكسل تقوم صربيا بتطبيع علاقاتها مع كوسوفو، لكنها لا تعترف باستقلالها بشكل رسمي.

"البوسنة جيت" : تكرار نموذج "إيران كونترا" :

_____________________________

هل تتذكّر أوليفر نورث وكونترا نيكاراغوا في ظل إدارة ريغان، عندما كانت الأسلحة التي تموّل من تجارة المخدرات تُمرّر إلى "المقاتلين من أجل الحرّية" في حرب واشنطن السرية ضد حكومة الساندنستا ؟ لقد استُخدم نفس الطراز في البلقان في التسعينات لتسليح وتجهيز المجاهدين الذين يقاتلون في صفوف جيش البوسنة الإسلامي ضد قوات يوغوسلافيا الإتحادية.

واستُخدمت المخابرات الباكستانية ISI من قبل  الـ CIA كـ "وسيط" لتمرير الأسلحة ومقاتلي المجاهدين إلى جيش البوسنة الإسلامي في الحرب الأهلية في يوغوسلافيا. وحسب تقرير لمؤسسة الإعلام العالمية في لندن :

"حسب مصادر موثوقة فإن الولايات المتحدة الآن [1994] تشارك بنشاط في تسليح وتدريب القوى الإسلامية للبوسنة والهرسك في مخالفة مباشرة لقواعد عمل الأمم المتحدة. فوكالات الولايات المتحدة تقدّم أسلحة صنعت في الصين وكوريا الشمالية وإيران. وتقوم إيران بمعرفة وموافقة الولايات المتحدة بتزويد القوى البوسنية بكميات كبيرة من الصواريخ والذخيرة. كما أن 400 من الحرس الثوري وصلوا البوسنة مع كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر".

خلال أيلول وتشرين الأول من عام 1994 كان هناك مدّ من المجاهدين "الأفغان".. يهبطون بصورة سرّية في كرواتيا ومنها ينتقلون بأوراق مزوّرة قبل أن يستقروا مع القوات الإسلامية البوسنية في كوبرس وزنيكا وبانجا لوكا . حققت هذه القوات مؤخراً [نهاية 1994] نجاحات عسكرية متميزة. وتحصل هذه القوات حسب مصادر من سراييفو، على المساعدة من الكتيبة البنغلاديشية التابعة لقوات حماية الأمم المتحدة.

وقد رافق هبوط المجاهدين في بلوشي وصول قوات خاصة أمريكية مجهّزة بوسائل اتصال متطورة جدا. وقالت المصادر إن مهمة القوات الأمريكية هو تأسيس شبكة قيادة واتصالات وسيطرة ومعلومات لتنسيق ودعم القوات البوسنية الإسلامية المعتدية بالتنسيق مع المجاهدين والقوات الكرواتية البوسنية في كوبرس وزنيشا وبانجا لوكا. بعض الهجمات كانت تُشن من ملاذات آمنة تابعة للأمم المتحدة في زنيشا وبانجا لوكا.

ولم تقتصر نشاطات الولايات المتحدة على أنشطة مخالفة لحظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة في المنطقة، بل تعدته إلى ثلاثة وفود عالية المستوى خلال السنتين السابقتين (قبيل عام 1994) في جهود فاشلة في جلب الحكومة اليوغوسلافية إلى إطار سياسة الولايات المتحدة . يوغوسلافيا هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي لم تمتثل للضغوط الأمريكية .

من فمك أدينك :

_________

ومن سخرية القدر أن مكتشفي العمليات السرّية الأمريكية في البوسنة قد تم توثيق تقاريرهم من قبل الحزب الأمريكي الجمهوري. تقرير طويل للكونغرس من قبل لجنة الحزب الجمهوري طُبع في 1997 يتهم إدارة كلنتون بأنها "ساعدت في تحويل البوسنة إلى قاعدة إسلامية مسلحة" مؤدية إلى تجنيد آلاف المجاهدين من العالم الإسلامي :

"من المؤكد أن الأكثر تهديداً لمهمة قوة استقرار البوسنة والهرسك والأكثر خطورة على الأشخاص الأمريكيين الذين يخدمون في البوسنة هو عدم رغبة إدارة كلنتون في أن تكون واضحة مع الكونغرس ومع الشعب الأمريكي حول تواطؤها في تقديم الأسلحة من إيران إلى الحكومة المسلمة في سراييفو. تلك السياسة، التي أكّدها بيل كلنتون في نيسان 1994، بتأثير من المرشح لإدارة الـ CIA "أنثوني لاك" وسفير الولايات المتحدة إلى كرواتيا "بيتر غالبريث" ؛ هي – حسب مراجعة صحيفة لوس أنجلوس تايمز للوثائق السرّية – "لعبت دوراً كبيراً في الزيادة الكبيرة لتأثير إيران في البوسنة".

مع عناصر الحرس الثوري الإيراني دخل الآلاف من المجاهدين من أنحاء العالم الإسلامي. وقد أسهمت بلدان إسلامية أخرى في هذا الجهد مثل (بروناي، ماليزيا، باكستان، العربية السعودية، السودان، وتركيا) وعدد من المنظمات الإسلامية المتطرفة. مثلاً ، دور منظمة "إنسانية" مقرها السودان تُدعى "وكالة إغاثة العالم الثالث" موثق بصورة جيدة ، فقد كانت هذه المنظمة ممرا رئيسيا لأسلحة نحو البوسنة . وهي معروفة بارتباطاتها بشخصيات مهمة في شبكة الإرهاب الإسلامي مثل الشيخ عمر عبد الرحمن (المتهم بأنه العقل المدبر لتفجير مركز التجارة العالمي 1993) واسامة بن لادن. كما أن الصواريخ الإيرانية كانت تنقل تحت رقابة المسؤولين الأمريكيين.

تواطؤ إدارة كلنتون :

_____________

وقد أكد تقرير الكونغرس أيضاً تواطؤ إدارة كلنتون المريب مع منظمات إسلامية أصولية كثيرة وبضمنها "قاعدة" أسامة بن لادن.

كان الجمهوريون يريدون إضعاف إدارة كلنتون. ولكن في وقت تكون فيه أعين كل الشعب مركزة على فضيحة مونيكا لوينسكي فقد اختاروا أن لا يثيروا فضيحة البوسنة – Bosniagate" التي قد تحرف الاهتمام العام عن فضيحة مونيكا لوينسكي.

كان الجمهوريون يريدون اتهام بيل كلنتون بأنه كذب على الشعب الأمريكي في ما يخص علاقته الجنسية مع مونيكا لوينسكي (راجع الحلقات الثلاث المتعلقة ببيل وهيلاري كلنتون) . ولكن في ما يخص سياساته الخارجية الأكثر أهمية المرتبطة بتهريب المخدرات والعمليات السرية في البلقان، فقد اتفق الجمهوريون والديمقراطيون – بتأثير من البنتاغون طبعاً – على أن لا يثيروا ضجة حولها.

من البوسنة إلى كوسوفو :

_______________

إن "النموذج البوسني" الذي وصفه تقرير الكونغرس 1997، قد تكرّر في كوسوفو بتواطؤ من الناتو ووزارة الخارجية الأمريكية. فالمجاهدون من الشرق الأوسط وآسيا الوسطى قد تم تجنيدهم ليقاتلوا في صفوف جيش تحرير كوسوفو (ج ت ك) في 1998 و1999، وكانوا مدعومين بجهود الناتو.

وحسب مصادر عسكرية بريطانية ، فإن مهمة تدريب وتسليح (ج ت ك) قد بدأت في عام 1998 ، وتولتها وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية والمخابرات السرية البريطانية MI6 ، مع عناصر من كتيبة الخدمات الجوية البريطانية الخاصة 22 ، وكذلك ثلاث شركات أمنية خاصة أمريكية وبريطانية. وقد وصل عناصر من الكتيبة 22 إلى كوسوفو قبل بدء حملة القصف من الناتو في آذار 1999.

وفي الوقت الذي كانت فيه الكتيبة 22 تستقر في قواعد في شمال ألبانيا لتدريب (ج ت ك)، فإن مدرّبين عسكريين من تركيا وأفغانستان، مموّلين من "الجهاد الإسلامي" كانوا يتعاونون على تدريب (ج ت ك) على المقاومة وتكتيكات التضليل.

زار أسامة بن لادن بنفسه ألبانيا. كان واحدا من مجموعة من الجماعات الأصولية التي أرسلت وحدات للقتال في كوسوفو.. ويُعتقد أن ابن لادن قد رتّب لعملية في ألبانيا في 1994 .. قالت المصادر الألبانية أن "صالح بريشا"، رئيس ألبانيا، كانت لديه علاقات مع بعض المجموعات التي ثبت لاحقاً أنها جماعات متطرفة.

شهادات الكونغرس على علاقات أسامة بن لادن بجيش تحرير كوسوفو :

_________________________________________

حسب شهادات قُدّمت للكونغرس، فإن ما كان مخفياً بدرجة كبيرة عن الراي العام، هو حقيقة أن (ج ت ك) كان يضمن جانباً من تمويله من بيع المخدرات. ألبانيا وكوسوفو تقعان في قلب "ممر البلقان" الذي يربط "الهلال الذهبي" لأفغانستان وباكستان بأسواق المخدرات في أوروبا. هذا الممر يحقق ما يقارب 400 مليار دولار سنويا ويمرّر 80% من الهيروين الواصل إلى أوروبا.

وحسب شهادة شرطة الإنتربول أمام الكونغرس، فإن وزارة الخارجية الأمريكية قد صنفت (ج ت ك) كمنظمة إرهابية، موضحة بأنه يموّل عملياته من تجارة الهيروين العالمية، ومساعدات من بلدان إسلامية، وأفراد من أبرزهم اسامة بن لادن. وهناك صلة أخرى تتمثل في كون شقيق محمّد الظواهري، قائد في منظمة الجهاد الإسلامي المصري، هو [أيمن الظواهري] أيضاً قائد عسكري من قادة أسامة بن لادن، كان يقود وحدة نخبة من (ج ت ك) خلال الصراع في كوسوفو.

مادلين أولبرايت تتعلق بجيش تحرير كوسوفو :

___________________________

تلك الصلات بين (ج ت ك) والإرهاب العالمي والجريمة المنظمة موثقة لدى الكونغرس، ولكنها أهملت كلّياً من قبل إدارة كلنتون. وفي الأشهر التي سبقت قصف يوغوسلافيا، كانت "مادلين أولبرايت" وزيرة الخارجية الأمريكية منشغلة في بناء "شرعية سياسية" لـ (ج ت ك) وقائده "هاشم ثاتشي" . فهذه الميليشيا الإرهابية كانت تُرقّى – من يوم لآخر – إلى مرتبة القوة "الديمقراطية" الخالصة في كوسوفو. وبدورها، فرضت مادلين أولبرايت الوضع على الدبلوماسية الدولية : (ج ت ك) فُرض ليلعب دوراً مركزياً في "مفاوضات السلام" الفاشلة في ريمبوليه بفرنسا لحل الأزمة اليوغوسلافية في بداية 1999 . وفي الوقت نفسه، طوّر (ج ت ك) علاقاته وعزّزها بشبكة الإسلام المسلحة و"قاعدة" أسامة بن لادن.

صورة رقم (1) :

لحظة هيام : وزيرة خارجية الولايات المتحدة السابقة مادلين أولبرايت وقائد جيش تحرير كوسوفو السابق هاشم ثاتشي - 1999

Description: C:\Users\hussein\Desktop\وم ارهاب بوسنة صين شيشان\كوسوفو\albrighthaci.jpg

الكونغرس الأمريكي يقرّ إرهاب الدولة ضمنياً :

__________________________

في حين تؤكد وثائق الكونغرس على أن (ج ت ك) كان يعمل مع القاعدة بشكل وثيق ، فإن هذا لم يمنع كلنتون ثم إدارة بوش من تسليح هذا الجيش وتجهيزه. وأكدت وثائق الكونغرس أن أعضاء فيه، وفي مجلس النواب، يعرفون بالعلاقة بين الإدارة والإرهاب العالمي. ويمكن اقتباس قول للسناتور الجمهوري "جون كاسيش" عضو لجنة الخدمات العسكرية في الكونغرس : "كنّا قد ربطنا أنفسنا [في 1998 – 1999] بـ (ج ت ك) ، الذي كان نقطة ارتكاز لإسامة بن لادن".

أعضاء من الكونغرس كانوا على دراية تامة بالعلاقات بين الإدارة الأمريكية والقاعدة. كانوا يعرفون بالضبط من هو أسامة بن لادن – قفاز بيد إدارة كلنتون ثم إدارة بوش . وبالتالي فهم يعرفون بأن "الحرب ضد الإرهاب الاعالمي" التي شُنّت في أعقاب 11 أيلول تتضمن خطة خفيّة. وعلى الرغم من هذه المعرفة، فقد اعطى الجمهوريون والديمقراطيون دعمهم الكامل للرئيس في "شن الحرب على اسامة".

في 1999، أعلن السيناتور "جوي ليبرمان" بشكل صريح بأن :
"القتال مع (ج ت ك) هو قتال من أجل حقوق الإنسان والقيم الأمريكية". عندما أطلق هذا التصريح ، كان يعرف أن (ج ت ك) كان مدعوما من قبل اسامة بن لادن. في الساعات التي تلت قصف أفغانستان بصواريخ كروز يوم 7 تشرين الأول 2001 ، نفس هذا الجوي ليبرمان دعا إلى ضربات جوية لمعاقبة العراق :
"نحن في حرب ضد الإرهاب نحن لا نستطيع التوقف عند أسامة إبن لادن وطالبان" . ولكن السيناتور جوي ليبرمان - باطلاعه كعضو في لجنة الخدمات العسكرية في مجلس الشيوخ على كل وثائق الكونغرس التي تثبت علاقة (ج ت ك) بإبن لادن، فإنه - بإطلاقه هذا التصريح – يكون مدركاً تماماً بأن بقية وكالات الحكومة الأمريكية ، وكذلك الناتو ، يساندون القاعدة.

# دولة المافيا في كوسوفو : من مادلين إلى هيلاري : قصة الحب بين وزارة الخارجية الأمريكية وجيش تحرير كوسوفو:

__________________________________________

في واحدة من أغرب إعلانات السياسة الخارجية الأمريكية، قالت وزيرة الخارجية "هيلاري كلنتون" إن واشنطن سوف "تساعد" كوسوفو على الإرتباط بالناتو، وكذلك بالاتحاد الأوروبي.

الصورة رقم (2) :

وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلنتون مع هاشم ثاتشي قائد جيش تحرير كوسوفو ورئيس وزراء كوسوفو

جاء ذلك بعد اجتماع عقدته مع رئيس وزراء كوسوفو هاشم ثاتشي مؤخرا في واشنطن حيث أعلنت تقديرها للتقدم الذي حققته كوسوفو وتطورها الاقتصادي:

"أنا أؤمن بقوة باستقلال كوسوفو ووحدة أراضيها وطموحها في أن تصبح شريكا كاملا في المجتمع الدولي وعضوا في الإتحاد الأوروبي وفي حلف الناتو".

"سوف تستمر الولايات المتحدة في مساندة كوسوفو والعمل مع الاتحاد الأوروبي على حلّ المشكلات بين كوسوفو وصربيا".

"تأتي زيارة ثاتشي وسط توتر متزايد بين بريستينا وبلغراد" . قالت كلنتون إنها "تشجّعت" بتطوّر كوسوفو في الوحدة الأوروبية ونموها الإقتصادي".

"أخبرني رئيس الوزراء بأن كوسوفو قد نمت بنسبة 5% هذا العام . هذه إشارة قوية عن نوع التقدم الذي حققته كوسوفو، ونحن نتوجه نحو التكامل التام – خصوصا لدى الشعب الشاب في كوسوفو – مع أوروبا والمجتمع الدولي" .

من المؤكد أن تصريحها قد سبّب الكثير من الدهشة والألم لدى الحكومات والمسؤولين العسكريين في العواصم الأوروبية المختلفة .

كوسوفو الحالية كانت جزءا من صربيا حتى بداية حملة القصف التي شنها الناتو عام 1999، والتي دمّرت ما تبقى من صربيا ميلوسفيتش، وفتحت الطريق أمام الولايات المتحدة - مدعومة من أمم أوروبا وفي مقدمتها ألمانيا - لتفتيت يوغوسلافيا السابقة إلى سبع شبه دول – أو دويلات – صغيرة كانت كوسوفو واحدة منها، وكذلك مقدونيا. سلوفينيا وكرواتيا كانت قد انفصلت بصورة مبكرة بدعم هائل من وزير خارجية ألمانيا (راجع الحلقة الخاصة بتدمير الولايات المتحدة ليوغوسلافيا).

إن مراجعة سريعة للظروف التي قادت إلى انفصال كوسوفو عن يوغوسلافيا ستساعدنا على تحديد كم هو خطر منح العضوية في الناتو أو الاتحاد الأوروبي على مستقبل أوروبا.   لقد حصل هاشم ثاتشي رئيس الوزراء الحالي على منصبه من خلال وزارة الخارجية الأمريكية، وليس من خلال انتخابات ديمقراطية في كوسوفو. فكوسوفو لم يُعترف بها من قبل روسيا أو صربيا و أكثر من 100 دولة أخرى. وبالرغم من ذلك فقد اعترفت بها إدارة بوش وبرلين فورا بعد إعلانها استقلالها عام 2008.

# سعي دائب لتدمير أوروبا :

________________

عضوية كوسوفو في الاتحاد الأوروبي تعني قبول دولة فاشلة أخرى، وهو شيء قد لا يزعج هيلاري كلنتون، ولكن الاتحاد الأوروبي يستطيع البقاء بدونه. أفضل التقديرات للبطالة في كوسوفو هي 60%. وهو ليس موجوداً حتى في دول العالم الثالث. كان اقتصادها دائما سيئاً في يوغوسلافيا، والآن هو الأسوأ. ومع ذلك فالعامل الأخطر على مستقبل الاتحاد الأوروبي وأمنه وسلامته يتعلق بطبيعة الدولة في كوسوفو التي خلقتها واشنطن منذ نهاية التسعينات.

كوسوفو هي قطعة صغيرة من الأرض في أشد المواقع استراتيجية في كل اوروبا من وجهة النظر الجيويوليتيكية المرتبطة بأهداف الولايات المتحدة العسكرية في السيطرة على الوضع السياسي وعلى تدفق النفط من الشرق الأوسط إلى روسيا وأوروبا الغربية. واعتراف الولايات المتحدة بكوسوفو التي أعلنت نفسها جمهورية مستقلة من جانبها فقط ، هو استمرار لسياسة الولايات المتحدة تجاه البلقان منذ الحملة العسكرية التدميرية غير الشرعية للناتو على صربيا، والتي لم يوافق عليها مجلس الأمن الدولي أبداً، والتي قامت على ذريعة أن جيش ميلوسفيتش سيشن حملة إبادة بشرية ضد ألبان كوسوفو (لاحظ أنّه نفس السيناريو الذي تكرّر في ليبيا – راجع الحلقة الخاصة بتدمير ليبيا).

بعد أشهر قليلة من القصف الذي قادته الولايات المتحدة، وهو من أعنف حالات القصف بعد الحرب الثانية، أعلن مسؤول أمريكي أن هدف البنتاغون هو السيطرة على كوسوفو لإقامة قاعدة عسكرية تسيطر على كل جنوب شرق أوروبا ومنه على أرض النفط في الشرق الأوسط. 

منذ حزيران 1999، عندما احتلت قوة كوسوفو التابعة للناتو كوسوفو، التي هي جزء من يوغوسلافيا خاضع لقرار مجلس الأمن 1244 الذي وافقت عليه الصين وروسيا ، والذي حدّد الغاية من قوة كوسوفو بإنهاء القتال العرقي بين الأقلية الصربية والأكثرية الألبانية الإسلامية في كوسوفو. وتحت هذا القرار 1244 يجب أن تبقى كوسوفو ضمن صربيا ريثما يتم وضع حل سلمي لوضعها. لكن قرار الأمم المتحدة هذا أُهمل بصورة فظيعة من قبل الولايات المتحدة وألمانيا وباقي دول الاتحاد الأوروبي في عام 2008.

ولكن اعتراف ألمانيا والولايات المتحدة السريع باستقلال كوسوفو جاء في شباط 2008 بعد عدة أيام من انتخاب رئيس صربي مناصر لواشنطن هو "بوريس تاديش"، وبذلك ضمنت واشنطن رد فعل صربي مُذعن لمساندتها لكوسوفو.

قاعدة عسكرية أمريكية في كوسوفو للإرهاب وتأمين تجارة المخدرات :

_______________________________________

 مباشرة بعد قصف صربيا عام 1999 سيطر البنتاغون على أرض مساحتها 1000 أكر (وحدة قياس مساحة الأرض وتساوي 4840 ياردة مربعة) من أرض كوسوفو قرب حدود مقدونيا ، ومنح عقداً لشركة هاللبرتون التابعة لديك تشيني لبناء أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في العالم هي  Camp Bondsteel تضم أكثر من 7000 عسكري. 

كان البنتاغون قد ضمن سبع قواعد عسكرية أخرى في رومانيا وبلغاريا على البحر الأسود في شمال البلقان، والتي استخدمت كقواعد لعملياتها في أفغانستان والعراق. ومع القاعدة الجديدة في كوسوفو تمت "عسكرة" منطقة البلقان. خطة الولايات المتحدة الأمريكية في كوسوفو عسكرية أولا ، وترتبط بتجارة المخدرات ثانياً . تركيزها الأساسي ضد روسيا وضمان تدفق النفط من حوض بحر قزوين إلى أوروبا الغربية (راجع الحلقات الخاصة بأنبوب النفط المار بأفغانستان). وبإعلان استقلالها ضمنت واشنطن وجود دولة ضعيفة تقع تحت سيطرتها التامة. فطالما بقيت ضمن صربيا لن تكون سيطرة الناتو مضمونة سياسياً لأن صربيا لم تخضع لواشنطن آنذاك. الآن وقعت كوسوفو في قبضة الناتو وقوة كوسوفو التابعة له ذات الـ 16,000 جندي لعدد قليل من السكان لا يتجاوز المليونين. ووجود القاعدة العسكرية الجديدة يتيح لأمريكا العمل العسكري بحرية نحو الجنوب ونحو الشرق. والآن حين تُجلب كوسوفو إلى الناتو والاتحاد الأوروبي ستعزز هذه القاعدة العسكرية .

الصورة رقم (3) :

عنلق رجل لرجل : نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن وهاشم ثاتشي قائد جيش تحرير كوسوفو ورئيس وزراء كوسوفو الأسبق

Description: C:\Users\hussein\Desktop\وم ارهاب بوسنة صين شيشان\كوسوفو\15122010-2 (1).jpg

كوسوفو ممر لنقل الهيروين :

_________________

سيطرة الولايات المتحدة العسكرية على كوسوفو يؤمّن لها التحكم بمسارات النفط والغاز القادمة إلى الاتحاد الأوروبي من حوض بحر قزوين والشرق الأوسط، كما يجعلها تتحكم بمسارات التجارة التي تربط الاتحاد الأوروبي بالبحر الأسود.

وهي أيضاً تحمي تجارة الهيروين التي تبلغ عشرات المليارات، والتي تصاعدت بأرقام قياسية منذ الاحتلال الأمريكي لافغانستان، حسب تقارير الأمم المتحدة. كوسوفو وألبانيا هما أهم ممرات الهيروين نحو أوروبا. وحسب التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية عن تجارة المخدرات العالمية، فإن هناك العديد من طرق انتقال الهيروين عبر البلقان. ولكن كوسوفو هي المفتاح في نقله من تركيا وأفغانستان إلى أوروبا الغربية. هذه المخدرات تتنقل تحت رقابة وأنظار حكومة هاشم  ثاتشي المرتبط بالولايات المتحدة.

ومنذ تعاملها مع قبائل الميو في لاوس خلال الحرب الفيتنامية، أصبحت الـ CIA تحمي تهريب المخدرات في المناطق الحاكمة لتمويل عملياتها السرية. وقد بلغت تجارة المخدرات اليوم حدّاً صارت فيه البنوك الرئيسية الأمريكية مثل السيتيغروب  Citigroup تجني أرباحها من غسيل أموال المخدرات.

ومسارعة واشنطن الفورية للاعتراف باستقلال كوسوفو ، راجع إلى معرفتها الجيدة بأن الحزبين الرئيسيين فيها مرتبطان بجماعات الجريمة المنظمة في كوسوفو وألبانيا.

في عام 1997، وصف مبعوث كلنتون الخاص إلى البلقان "روبرت جلبارد"؛ وصف (ج ت ك) بأنه "منظمة إرهابية بلا أدنى شك" . ولكنه أكثر من ذلك. إنه جمعية مافيا سرّية من المستحيل اختراقها، تسيطر على عالم الاقتصاد الاسود في كوسوفو .

في 22 شباط 2005، أشارتقرير ألماني إلى أنه من خلال اللاعبين الأساسيين مثل هاشم ثاتشي يتحقق ارتباط وثيق بين السياسة والاقتصاد والجريمة العالمية المنظمة في كوسوفو. منظمات الجريمة تفاقم الاضطراب السياسي ، ولا مصلحة لها في بناء دولة مستقرة منظمة يمكن أن تلجم نشاطاتها الإجرامية.

بدأ (ج ت ك) نشاطاته عام 1996، بقصف معسكرات اللاجئين الصرب من مواقع في البوسنة وكرواتيا. و (ج ت ك) دعا باستمرار إلى تحرير مونتنغرو ومقدونيا وأجزاء من شمال اليونان ، وبالتالي فهاشم ثاتشي من عوامل عدم استقرار المنطقة.

رجل عصابات ومخدرات وجريمة منظمة هو حليفهم المناسب :

___________________________________

عندما كان هاشم ثاتشي رجل عصابات في الثلاثين من عمره كان محمياً من قبل وزيرة خارجية كلنتون مادلين أولبرايت في التسعينات.

وحظي (ج ت ك) بمساندة الـ CIA خلال التسعينات . وفي منتصف التسعينات شكل هاشم جماعة درينيشا، وهي جماعة إجرامية مرتبطة بالمافيات في ألبانيا ومقدونيا وإيطاليا. وقد تسرب تقرير ألماني سري في كانون الثاني 2007 يشرح النشاط الإجرامي لـ (ج ت ك) ثم لـ (ح ك د) الذي أعقبه تحت قيادة ثاتشي.

في كانون الأول 2010، قال تقرير للمجلس الأوروبي إنه يتهم القوى الغربية لأنها تهمل النشاطات الإجرامية التي يقودها هاشم ثاتشي وجماعة درينشا التي يقودها ذات البنية المافيوية. وبيّن التقرير أن ثاتشي يمارس نفوذاً عنيفاً على تجارة الهيروين. وقد قُدم التقرير في مؤتمر حضره ممثلون من جميع الدول الأوروبية وكان الرد هو الصمت التام. فواشنطن كانت تقف وراء ثاتشي، ولهذا لا يستطيع أحد أن يتكلم. 

# ومتاجر بالأعضاء البشرية :

__________________

نفس تقرير المجلس الأوروبي هذا، اتهم ثاتشي بالمتاجرة بالأعضاء البشرية. وقد اتهم عناصر من دائرة ثاتشي المقربة بالقيام بخطف أشخاص عبر الحدود في ألبانيا بعد الحرب، حيث تم قتل عدد من الصربيين لاستئصال كلاهم وبيعها في السوق السوداء. وفي إحدى الحالات كشف عن استئصال كلى ضحايا فقراء في عيادة طبية اسمها "مديكوس  Medicus" في بريشتينا مرتبطة بـ (ج ت ك) .

والسؤال هو : لماذا تسعى واشنطن والناتو والاتحاد الأوروبي وخصوصا الحكومة الألمانية إلى إضفاء الشرعية على كوسوفو المحكومة بالإجرام ؟

والجواب هو : أن كوسوفو التي تقودها داخليا شبكة الجريمة المنظمة من السهل على الناتو أن يسيطر عليها لأنها تعني حكومة ضعيفة يمكن التحكم بها. وبالترابط مع سيطرة الناتو على أفغانستان التي يأتي منها الهيروين الذي تتاجر به كوسوفو يضرب البنتاغون النطاق حول روسيا التي لن يُسمح لها بالسلام أبداً.

إن اعتماد ثاتشي على رضا واشنطن والناتو يضمن أن حكومة ثاتشي ستقوم بكل ما يُطلب منها. وهذا يضمن أيضاً سيطرة الولايات المتحدة على كل منطقة جنوب شرق أوروبا المهمة ستراتيجياً. إنها خطوة كبرى لتعزيز سيطرة الناتو على أوراسيا.

# ومطلوب للإنتربول :

_____________

هشم ثاتشي قائد (ج ت ك)، قبل أن يصبح رئيسا للوزراء، كان على قائمة المطلوبين للإنتربول والـ FBI . (ج ت ك) كان معروفا بارتباطه بجماعات الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات.

مسنودة من قبل الأمم المتحدة، كان مشروع وزارة الخارجية الأمريكية في ظل مادلين أولبرايت يهدف إلى زجّ منظمة إرهابية مرتبطة بمنظمات الجريمة في ألبانيا وإيطاليا في إطار السياسات المدنية. (ج ت ك) تم اختياره من قبل "المجتمع الدولي !!"  ليشكل حكومة قوامها مجرمون معروفون. حزب كوسوفو الديمقراطي (ح ك د) الذي يقوده هاشم ثاتشي قائد (ج ت ك) الأسبق يُعرف أيضاً باسم "الأفعى" لشراسته في التعامل مع خصومه في تهريب المخدرات، هو نتاج لـ (ج ت ك). وحسب تقرير لصحيفة الواشنطن بوست في أيار 1999 :

"بعض عناصر ج ت ك [الذي يقوده رئيس وزراء كوسوفو الحالي هاشم ثاتشي] والذي يموّل حربه من خلال بيع الهيروين، تم تدريبهم في معسكرات الإرهابيين التي يشرف عليها المطلوب عالمياً أسامة بن لادن – المطلوب في تفجيرات سفارتين للولايات المتحدة في أفريقيا عام 1998 قُتل فيها 224 شخصاً بينهم 12 أمريكياً.

# وجيش درّبته القاعدة في أفغانستان :

______________________

عناصر (ج ت ك) مدعومين من قبل إدارة كلنتون في حملة القصف التي شنها الناتو لتدمير يوغوسلافيا (راجع الحلقة الخاصة بتدمير الولايات المتحدة ليوغوسلافيا)، قد دُرّبوا في معسكرات سرّية في أفغانستان ، البوسنة – الهرسك وأماكن أخرى حسب تقارير استخبارية موثقة.

كما كشفت التقارير أن (ج ت ك) قد جنّد عناصر إرهابية إسلامية من "المجاهدين" كجنود في صراعه الدائر ضد صربيا ، وأن الكثير منهم قد تم تهريبهم إلى كوسوفو للمشاركة في الصراع.

وأكدت هذه التقارير على أن ما وصف بأنه صلة بين إبن لادن و (ج ت ك) تتضمن منطقة مشتركة في "تروبوجبه" بألمانيا كمركز للإرهابيين الأصوليين. وقد أكدت التقارير أن قاعدة إبن لادن تدرب وتموّل ج ت ك" (واشنطن تايمز – 4 أيار 1999) .

وقد وصف تقرير لصحيفة كريستيان ساينس مونيتور – 14 آب 2000 – شبكة الجريمة التي يسيطر عليها ثاتشي :

"تشك شرطة الأمم المتحدة في أن أغلب العنف والتقتيل يأتي من عناصر (ج ت ك) الأسبق، خصوصاً أولئك التابعين لهاشم ثاتشي قائد الجيش الأسبق وزعيم (ح ك د) ؛ أحد منظمات الجيش السياسية. في حادثة حصلت مؤخرا تم الهجوم بالأسلحة الأوتوماتيكية على مكتب أحد ناشطي (ج ت ك) في قرية ثاتشي الأصلية، وهي الحادثة الثانية من نوعها منذ تشرين االثاني.  قد يخسر حزب ثاتشي الكثير في الانتخابات ، لذلك قام – منذ انسحاب القوات الصربية – باحتلال دوائر المدينة المهمة والمؤسسات العامة في كوسوفو لإقامة حكومته المحلية مبعداً باقي الأحزاب السياسية. 

وترى الأمم المتحدة أن هناك نشاطات إجرامية تقوم بها جماعات الجريمة المنظمة في المنطقة مثل الإبتزاز ، والتهريب ، والدعارة، اعتماداً على علاقاتها بأشخاص متنفذين فس السلطة.

لقد قام (ج ت ك) بمجازر عديدة خلال الحرب اليوغوسلافية ، ولكن جرائمه قد تم "تقزيمها" بسبب الحملة الأمريكية لتضخيم الأفعال العنيفة التي يقوم بها الجيش والمليشيات الصربية .

في حين تربط التقارير السابقة (ج ت ك) بالجريمة المنظمة، فإنها لا تؤثر في "علاقة الحب" بين هيلاري كلنتون وقائد الجيش الأسبق هاشم ثاتشي . والأهم هو أن التقارير الأخيرة صارت تؤكد على أن دولة كوسوفو هي "دولة مافيا صرفة"، وأنّ محمي مادلين أولبرايت وهيلاري كلنتون هو مجرم معروف جدا.

صورة رقم (4) :

هيلاري كلنتون وهاشم ثاتشي

Description: C:\Users\hussein\Desktop\clinton_thaci_1.jpg

في 12 كانون الأول 2010 ، بعد الانتخابات التمثيلية في كوسوفو التي حصل فيها حزب هاشم ثاتشي الديمقراطي على 32% من الأصوات ، نشرت صحيفة الغارديان اللندنية فقرات من تقرير المجلس الأوروبي تشير إلى أن ثاتشي و (ج ت ك) هم منظمة شبيهة بالمافيا تتاجر بالمخردات والسلاح والأعضاء البشرية. جاء التقرير نتيجة بحث استمر لمدة سنتين في الادعاءات التي طرحتها "كارلا دل بونت" مدّعية  المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة .

# الولايات المتحدة تنقل الإرهاب إلى مقدونيا :

__________________________

# نبذة عن مقدونيا :

____________

جمهورية مقدونيا هي دولة تقع في وسط شبه جزيرة البلقان في جنوب شرق أوروبا. نتجت عن تمزيق الولايات المتحدة والناتو لجمهورية يوغوسلافيا، وأعلنت استقلالها في عام 1991. أصبحت عضوا في الأمم المتحدة في عام 1993، ولكن نتيجة للنزاع مع اليونان على اسمها، اعترف بها تحت إسم مؤقت هو جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة. هي بلد غير ساحلي، تحدّها كوسوفو وصربيا من الشمال، وبلغاريا من الشرق، واليونان من الجنوب، وألبانيا من الغرب. أصبحت مقدونيا دولة عضو في الأمم المتحدة في 8 نيسان 1993، بعد ثمانية عشر شهرا من استقلالها عن يوغوسلافيا. يبلغ عدد سكانها 2,058,539 نسمة، وتبلغ مساحتها 25,713 كم2.

الحرب في مقدونيا :

____________

في بداية القصف الجوي على يوغوسلافيا عام 1999 ، امتدت نشاطات (ج ت ك) الإرهابية إلى جنوب صربيا ومقدونيا. في الوقت نفسه، كان (ج ت ك) – وقد اصبح اسمه قوات حماية كوسوفو (ق ح ك) - قد ارتفع إلى مرتبة دولة في الأمم المتحدة، ضامناً مصادر تمويل "شرعية" من خلال الأمم المتحدة، وكذلك عبر قنوات مزدوجة تشمل المساعدات العسكرية أيضاً.

بعد شهرين من التنصيب الرسمي لـ (ق ح ك) تحت إشراف الأمم المتحدة في أيلول 1999 ، استخدم قادتها موارد الأمم المتحدة وتجهيزاتها في الهجمات على مقدونيا كنتيجة طبيعية لنشاطاتهم الإرهابية في كوسوفو. لقد أنشأت هذه القوات "منطقة عمليات" خاصة في جنوب صربيا ومقدونيا. وحسب البي بي سي فقد تم ذلك بمساعدة القوى الغربية.

شبكة الجهاد الإسلامي والناتو يتعاونان في مقدونيا :

______________________________

بين المقاتلين الذين يقاتلون في مقدونيا في عام 2001، مجموعة سمّت نفسها جيش التحرير الوطني (ج ت و) في مقدونيا، كان هناك أفراد من الشرق الأوسط ومن جمهوريات آسيا الوسطى في الاتحاد السوفيتي السابق. وبين قوات (ج ت ك) في مقدونيا مستشارون عسكريون أمريكيون من شركة أمنية خاصة متعاقدة مع البنتاغون، وكذلك مرتزقة من بريطانيا وهولندا وألمانيا منهم من كان قد قاتل مع (ج ت ك) وجيش البوسنة الإسلامي.

من الأمور الموثقة في صحافة مقدونيا وفي تصريحات المسؤولين المقدونيين، هو أن الحكومة الأمريكية وشبكة الجهاد الإسلامي كانا يعملان سويةّ لمساعدة وتمويل (ج ت و) في مقدونيا، الذي كان يقوم بالهجمات الإرهابية في مقدونيا. (ج ت و) هو حليف لـ (ج ت ك). وبدوره، (ج ت ك) كان متطابقا مع (ق ح ك) الممولة من الأمم المتحدة، حيث يتمتعان بنفس القيادات والعناصر العسكرية. قادة (ق ح ك) على لائحة رواتب الأمم المتحدة ويقاتلون في (ج ت و) في مقدونيا سوية مع المجاهدين.

ومن المفارقات المريرة، هي أنه بينما يموّل (ج ت ك) و (ج ت و) من قبل القاعدة ، فإنهما يُموّلان أيضاً من قبل الناتو وبعثة الأمم المتحدة في كوسوفو. وفي الحقيقة فإن شبكة الجهاد الإسلامي – مستخدمة المخابرات الباكستانية ISI والـ CIA كوسطاء – مازالت تكوّن جزءاً مهما من عمليات واشنطن السرية في مقدونيا وجنوب صربيا.

إرهابيو (ج ت ك) – (ج ت و في مقدونيا) يُموّلون من المساعدة العسكرية الأمريكية ومن موارد حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ، وكذلك من قبل منظمات إسلامية مختلفة، منها القاعدة. وتُستخدم أموال المخدرات أيضاً لتمويل الإرهابيين، بتواطؤ من الحكومة الأمريكية. وتجنيد المقاتلين للقتال في صفوف (ج ت و) في مقدونيا تم من قبل مختلف الجماعات الإسلامية.

تعاون المستشارون العسكريون الأمريكان مع المجاهدين ضمن مختلف الميليشيات؛ قاتل المرتزقة الغربيون من بلدان الناتو جنبا إلى جنب مع المجاهدين المجندين من الشرق الأوسط وآسيا الوسطى, ثم تأتي وسائل الدعاية الأمريكية وتسمّي هذا "ضربة مرتدة" يصبح فيها الصنيعة المخابراتية ضد ولي أمره.

لكن هذا لم يحصل خلال الحرب الباردة. لقد حصل في مقدونيا عام 2001. وهو مثبت من قبل تقارير صحفية كثيرة، وشهود عيان وصور فوتوغرافية وكذلك تصريحات رسمية لرئيس وزراء مقدونيا الذي اتهم الحلف العسكري الغربي بمساندة الإرهابيين. أضف إلى ذلك، فإن وكالة أنباء مقدونيا قد ذكرت التواطؤ بين مبعوث واشنطن "جيمس باردو" وإرهابيي (ج ت و) في مقدونيا. بعبارة أخرى، فإن "الصنائع المخابراتية" مازالت تخدم مصالح من قاموا بصنعها ولم تنقلب عليهم.

# نبذة عن المبعوث الأمريكي جيمس باردو :

_________________________

بدأ جيمس باردو مسيرته في البلقان في عام 1993 كمسؤول مخابرات القيادة المشتركة المسؤولة عن إيصال المساعدات الأمريكية لجيش البوسنة الإسلامي. عيّن العقيد باردو مسؤولا عن المساعدات التي تُسقط جوّاً للقوات البوسنية. تلك المساعدات كانت تُسمّى في البداية "مساعدات مدنية". لاحقاً تكشّف – وحسب تقرير لجنة الحزب الديمقراطي في الكونغرس – أن الولايات المتحدة خرقت حظر الأمم المتحدة على السلاح. لعب جيمس باردو دوراً هاماً كجزء من فريق من مسؤولي المخابرات عملوا مع مجلس الأمن القومي "أنثوني لاك".

اشترك باردو لاحقاً في مفاوضات دايتون (في 1995) لصالح وزارة الدفاع الأمريكية . وفي 1999، قبيل قصف يوغوسلافيا، عيّن ممثلا في الاستقرار العسكري وحماية كوسوفو من قبل الرئيس كلنتون. واحدة من مهماته كانت توصيل المساعدات إلى (ج ت ك) الذي كان في ذلك الوقت يتسلم المساعدات من اسامة بن لادن. إذن، كان باردو في هذا المجال أساسياً في تكرار "النموذج البوسني" في كوسوفو وبالتالي في مقدونيا.

# ملحق :

لماذا كوسوفو .. وليس فلسطين ؟

____________________

الرئيس أوباما كذّاب وملفّق مثل غيره من الرؤساء الأمريكيين :

____________________________________

في خطابه في الأمم المتحدة في 21 أيلول 2011 ، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه سوف يعارض اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطين، لأن استقلالها لم يأت نتيجة مفاوضات مستقرة مع "إسرائيل". وقد قال : "السلام يعتمد على توافق بين البشر الذين سيعيشون سوية طويلا بعد ذلك... هذا هو الدرس في السودان حيث أدت المفاوضات إلى دولة مستقلة. وهذا ما ينبغي أن يكون عليه الطريق نحو دولة فلسطيني.. مفاوضات بين الشركاء".

لكن أوباما نسي ذكر مثل بارز على الاستقلال من جانب واحد، دولة كوسوفو، التي اعترفت بها الولايات المتحدة عام 2008 بالرغم من أن استقلالها كدولة لم يأت عبر مفاوضات مع صربيا. فإذا كانت دولة مستقلة لفلسطين لا تجوز إلا بموافقة "اسرائيل"، فلماذا اعترفت واشنطن باستقلال كوسوفو في 2008 رغم اعتراضات ورفض صربيا؟ لماذا الاعتراف بكوسوفو وعدم الاعتراف بفلسطين ؟  

أدلة تكشف كذب وتحيّز وتلفيق الولايات المتحدة ورئيسها :

__________________________________

(1). مِثْل الرئيس الفلسطيني "ياسر عرفات" الذي أعلن أولاً السلطة الفلسطينية في 1988، أعلن القائد الكوسوفي الألباني "ابراهيم روجوفا" أولاً استقلال كوسوفو عام 1990. لم تعترف أي دولة بكوسوفو في ذلك الوقت، في حين اعترفت 127 دولة عضو في الأمم المتحدة بدولة فلسطين منذ ذلك الحين.

(2). اشتعلت الحرب الأهلية بين القوات الصربية وجيش تحرير كوسوفو (ج ت ك) في 1998، وقتل أكثر من 2000 شخص. قاد الرئيس الشاذ "بيل كلنتون" حملة الناتو الجوية لقصف صربيا. وعندما تسلم (ج ت ك) السلطة من الناتو قام بالتطهير العرقي لآلاف الصرب والغجر والترك وغيرهم على أساس أن هذه الأقليات اصطفت مع الصرب في حربهم ضد الألبان. هذه الأقليات عاشت في كوسوفو بسلام لقرون، وليس مثل المستوطنين "الاسرائيليين" الذين يُجلبون من الخارج ويُزرعون في أرض فلسطين.

(3). عندما قامت صربيا بتوطين بعض اللاجئين الصرب بسبب الحرب المشتعلة في مناطق أخرى في يوغوسلافيا، وطنتهم في كوسوفو في التسعينات، أدانت واشنطن هذا البرنامج واعتبرته خطوة لتغيير الوضع الديموغرافي للمنطقة.
(4). في حين أن الخرافة الشائعة في الولايات المتحدة هي أن السافل كلنتون قد قام بقصف يوغوسلافيا السابقة لإيقاف عملية التطهير العرقي، فإن الناس في البلقان تدرك أن القوات الأمريكية كانت تتدخل ضد التطهير الذي تقوم به القوات الصربية، لكنها كانت تدعم التطهير الذي تقوم به القوات الكرواتية والألبانية. وبعد انتهاء الصراع، ثبّت الناتو نتائج هذا التطهير والطرد الإجباري على الأرض، واعتبر صمت المقبرة "سلاماً أبدياً". 

(5). قام برلمان كوسوفو بإعادة إعلان استقلالها في 2008، في حركة قاطعها ممثلو صرب كوسوفو. ومع ذلك، اعترفت 83 دولة عضو في الأمم المتحدة (بضمنها الولايات المتحدة) بكوسوفو ، وهو عدد اقل بـ 44 دولة من عدد الدول الأعضاء التي اعترفت بفلسطين. طلبت صربيا من محكمة العدل الدولية الحكم حول هذا الإنفصال، وفي 2010 أصدرت المحكمة رأياً استشارياً هو أن إعلان الاستقلال من جانب واحد مقبول وغير محظور تحت مظلة القانون الدولي.
(6). لصربيا أساس قانوني في الإعتراض على انفصال كوسوفو أقوى من "اسرائيل"، ليس فقط لأن كوسوفو طردت معظم الصرب فقط. كوسوفو مُعترف بها كجزء من يوغوسلافيا قبل التسعينات، ليس كإقليم هو جزء من يوغوسلافيا فحسب، بل كجزء من جمهورية صربيا حسب القانون الدولي. في حين أن الضفة الغربية وغزة لم يُعترف بها كجزء من "اسرائيل" على الإطلاق. أضف إلى ذلك، أن مقاتلي (ج ت ك) عند وصولهم للسلطة قاموا بتهديد أمن الدول المجاورة لكوسوفو من خلال العمل على "التحرير" العسكري للألبان في غرب مقدونيا ووادي بريسيفو الصربي .

الفارق هو أن كوسوفو تحت الاحتلال من قبل قوة عسكرية أجنبية (الولايات المتحدة والناتو) تساند حق تقرير المصير للأغلبية الألبانية. الضفة الغربية والقدس الشرقية تحت احتلال قوة عسكرية أجنبية ("إسرائيلية") تمنع حق تقرير المصير عن الأغلبية الفلسطينية، وتريد توطين سكانها بدلا منهم. ولا أحد ينصر الفلسطينيين في العالم. 

(7). صربيا و"اسرائيل" توجهان نفس الرسائل للمجتمع الغربي، والتي تزعم أن احتلالهما العسكري مُبرّر لمنع تكرار الإبادة البشرية التي تعرّضا لها في الحرب العالمية الثانية. (الفلسطينيون لا توجد لهم أي علاقة بالإبادة البشرية، بالرغم من أن كرواتيا وألبانيا كانا من حلفاء دول المحور). صربيا و"اسرائيل" تقدّمان نفسيهما كمصدّات تحمي الحضارة الغربية من المتطرفين المسلمين، بالرغم من أن الحركات القومية الكوسوفية والفلسطينية قد بدأت بهويات علمانية وضمّت أقليات مسيحية في صفوفها. صربيا و"اسرائيل" أيضاً استخدمتا ذرائع دينية قديمة (مثل المعابد والمواقع الأثرية) لتبرير تواجدهما العسكري في أراض ٍ لا تمتلكان فيها أغلبية سكانية.

الفارق هنا هو أن اللوبي "الإسرائيلي" في واشنطن أقوى بكثير من اللوبي الصربي. التطهير العرقي الجماعي الذي قام به ميلوسوفيتش للألبان الكوسوفيين (وكذلك الكروات والبوسنيين) كان أكثر حداثة وصُوّر تلفزيونيا، بخلاف طرد القوات "الإسرائيلية" التي أزالت الفلسطينيين من أراضي أجدادهم في نكبة 1948.

(8). جيش التحرير الكوسوفي عُرف طويلاً بمتاجرته بالهيروين من أجل تمويل "قضيته" وبالعملات من أجل الثراء الشخصي. قادته السابقون وبضمنهم رئيس الوزراء "هاشم ثاتشي" (الذي قاد الجيش الكرواتي عام 1995 في التطهير العرقي للصرب) متهمون بالمتاجرة بالأعضاء البشرية. كوسوفو أيضاً مشهورة كمركز للتجارة الجنسية في البلقان، خصوصا عندما عسكرت القوات الغربية في المنطقة. ومهما تكون حقيقة هذه الجرائم والاتهامات ، فإن أيّاً منها لم يمنع الولايات المتحدة من تأييد استقلال كوسوفو.

الفارق هنا هو أن حركة الشعب الفلسطيني غير متهمة بأيٍّ من هذه الفضائح الإجرامية العالمية. لم يُتّهم أي قائد فلسطيني بواحدة فقط من هذه الجرائم على الإطلاق، ولو حصل ذلك لقام اللوبي "الإسرائيلي" بالتشهير بها في كل مكان كذريعة ضد الدولة الفلسطينية، وسيردّد البيت الأبيض والصحافة الغربية صدى هذه المزاعم. 
فلسطين و"اسرائيل" تقفان على جانبين متقابلين من استقلال كوسوفو. مستشار الرئيس الفلسطيني استشهد بمثال كوسوفو في الإستقلال من جانب واحد عندما قال : "كوسوفو ليست أفضل منّا. نحن نستحق الإستقلال قبلهم ، ونطلب الدعم من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي". في الوقت نفسه، رفض "أفيجدور ليبرمان" وزير الخارجية الإسرائيلي الاعتراف بكوسوفو ، زاعماً أن استقلالها هو "موقف حسّاس يجب أن يكون جزءا من تفاهم حقيقي وحل سلمي" يتم عن طريق المفاوضات. إذن، فالفلسطينيون و"الإسرائيليون" متفقون في النظر إلى مثال كوسوفو. الطرف النشاز في هذه المعادلة هي الولايات المتحدة التي تعترف بدولة جديدة بيد، وتمنع الاعتراف بدولة جديدة أخرى باليد الثانية. 

 

# ملاحظة عن هذه الحلقة :

________________

هذه الحلقة مُترجمة ومُعدّة عن ثلاثة مصادر أساسية هي :

#KOSOVO’S “MAFIA STATE”: From Madeleine to Hillary: The US Secretary of State’s “Love Affair” with the KLA - By Prof Michel Chossudovsky - Global Research, April 06, 2012

#Kosovo’s “Mafia State” and Camp Bondsteel: Towards a Permanent US Military Presence in Southeast Europe - Washington’s Bizarre Kosovo Strategy could destroy NATO - By F. William Engdahl - Global Research, April 12, 2012

#Michel_Chossudovsky : Americas war on terrorism – global research – second edition – 2005 .

#Why Kosovo But Not Palestine? - by ZOLTAN GROSSMAN - Counterpunch - SEPTEMBER 23, 2011

#أمّا حلقات هذا القسم عن اختراع الولايات المتحدة للإرهاب العالمي من موسوعة جرائم الولايات المتحدة فهي مُترجمة ومُعدّة عن مصادر رئيسية – بالإضافة إلى كتاب البروفيسور مايكل شودوفسكي "حرب أمريكا على الإرهاب" ، هي :

# #"The Nobel War Prize" - by Michel Chossudovsky - globalresearch.ca ,  25  October/ octobre 2002.

# AFGHANS: U.S. CREATED AND FUNDS TALIBAN Kurt Nimmo - Infowars.com - May 26, 2010

#9/11 ANALYSIS: Where was Osama bin Laden on September 11, 2001. - By Prof Michel Chossudovsky - Global Research, September 10, 2015

 # Who Is Osama Bin Laden? - by Michel Chossudovsky - Professor of Economics, University of Ottawa-  Centre for Research on Globalisation (CRG), Montréal- 12 September 2001

# Bush family’s dirty little secret:

President’s oil companies funded by Bin Laden family and wealthy Saudis who financed Osama bin Laden - By Rick Wiles - American Freedom News - September 2001

 #Bush - bin Laden family business connections - Michel Chossudovsky - http://www.spectrezine.org/war/Chossudovsky3.htm

  # Why would Osama bin Laden want to kill Dubya, his former business partner?
By James Hatfield

 # Bechtel tied to bin Ladens - Osama bin Laden family members invested $10M in an equity fund run by former Bechtel unit.- May 5, 2003: 2:17 PM EDT 

# Bush took FBI agents off Laden family trail - Rashmee Z Ahmed,TNN | Nov 7, 2001, 09.05 PM IST

# Summary of Saudi Arabia flight findings by 9/11 Commission - By The Associated Press Published: Tuesday, April 13, 2004 at 2:35 p.m.

 #EXCLUSIVE: CIA COMMANDER: WE LET BIN LADEN SLIP A - BY MICHAEL HIRSH 8/14/05 AT 8:00 PM

#September 2001 Interview with Osama bin Laden. Categorically Denies his Involvement in 9/11 - By Global Research - Global Research, September 09, 2014 - Daily Ummat in Urdu (Translation into English by BBC Worldwide Monitoring September 29, 2001 28 September 2001

وعن مصادر ثانوية أخرى مثل الويكيبيديا ومواقع كثيرة أخرى .

# ملاحظة عن هذه الحلقات :

__________________

هذه الحلقات تحمل بعض الآراء والتحليلات الشخصية ، لكن أغلب ما فيها من معلومات تاريخية واقتصادية وسياسية مُعدّ ومُقتبس ومُلخّص عن عشرات المصادر من مواقع إنترنت ومقالات ودراسات وموسوعات وصحف وكتب خصوصاً الكتب التالية : ثلاثة عشر كتاباً للمفكّر نعوم تشومسكي هي : (الربح فوق الشعب، الغزو مستمر 501، طموحات امبريالية، الهيمنة أو البقاء، ماذا يريد العم سام؟، النظام الدولي الجديد والقديم، السيطرة على الإعلام، الدول المارقة، الدول الفاشلة، ردع الديمقراطية، أشياء لن تسمع عنها ابداً،11/9 ، القوة والإرهاب – جذورهما في عمق الثقافة الأمريكية) ، كتاب أمريكا المُستبدة لمايكل موردانت ، كتابا جان بركنس : التاريخ السري للامبراطورية الأمريكية ويوميات سفّاح اقتصادي ، أمريكا والعالم د. رأفت الشيخ، تاريخ الولايات المتحدة د. محمود النيرب، كتب : الولايات المتحدة طليعة الإنحطاط ، وحفّارو القبور ، والأصوليات المعاصرة لروجيه غارودي، نهب الفقراء جون ميدلي، حكّام العالم الجُدُد لجون بيلجر، كتب : أمريكا والإبادات الجماعية ، أمريكا والإبادات الجنسية ، أمريكا والإبادات الثقافية ، وتلمود العم سام لمنير العكش ، كتابا : التعتيم ، و الاعتراض على الحكام لآمي جودمان وديفيد جودمان ، كتابا : الإنسان والفلسفة المادية ، والفردوس الأرضي د. عبد الوهاب المسيري، كتاب: من الذي دفع للزمّار ؟ الحرب الباردة الثقافية لفرانسيس ستونور سوندرز ، وكتاب (الدولة المارقة : دليل إلى الدولة العظمى الوحيدة في العالم) تأليف ويليام بلوم .. ومقالات ودراسات كثيرة من شبكة فولتير .. وغيرها الكثير.

 

 

 

 

تاريخ النشر

30.06.2016

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

30.06.2016

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org