<%@ Language=JavaScript %> باقر إبراهيم دورالتعصب والعقلانية في خلافات الشيوعيين العراقيين!

 

 

 

 

 

دورالتعصب والعقلانية في خلافات الشيوعيين العراقيين!

 

 

باقر إبراهيم

 

26 / 2 / 2016

 

 

 

الصراعات والأنشقاقات في الحزب، كانت متعددة وأسبابها مختلفة، ودارت حول بعض منها حكايات عن الوشايات إلى السلطة، أو للطرف الآخر، للأستعانة بهم في ذلك الصراع.

ما أتناوله هنا، من دفتر ذكرياتي، مايخص الصراع والأنشقاق في الحزب الشيوعي بين ما سمي جناحي اللجنة المركزية والقيادة المركزية في أيلول / 1967.

وإذا صرفنا النظر عن الأقلام المغرضة، فإن كلامي الآن موجه لبعض المناضلين، وبينهم ناس طيبون، لكنهم، عند حديثهم عن" اليمين واليسار" في الحزب، يغلب عندهم الحماس للرأي وقلة المعلومة الموثقة.

وللحديث عن أثر عوامل التعصب والعقلانية ودور الوشاية آنذاك، فقد رأيت أن أدون فيما يلي: ماورد في مذكراتي ص 147 " أود أن أستعين ببعض احداث التاريخ القريب.

التقيت عام 1969، بصديقي في النضال وفي السجون، سامي أحمد، عضو القيادة المركزية للحزب الشيوعي العراقي آنذاك، وبمبادرة من صديقنا خضير عباس ( ابو سهيل ) وربما يعرف الكثيرون أني كنت واحداً من خمسة طلبت القيادة المركزية رؤوسهم وأن أخف حكم كان، الأزاحة من المسؤولية في الحزب.

قلت لسامي عندما ألتقينا على إنفراد في درابين شارع الكفاح ببغداد...هاقد أصبحنا حزبين منفصلين، وبيننا ماصنعه الحداد من كيد وإتهامات ونشر متبادل...فهلا يوجد طريق آخر لأعادة الوحدة !؟.

قال وهل ترى ذلك ؟ قلت: نعم ويمكن أن نبدأ بالحوار ووقف النشر المضاد المتبادل، ويمكن أن نبدأ بإعادة الوحدة للمنظمات اللاحزبية: رابطة المرأة وإتحاد الشبيبة وإتحاد الطلبة وغيرها.

سألني: أهذا رأيك أو رأي قيادة الحزب؟ قلت رأيي الشخصي ولكني أعرف أتجاه القيادة وأستطيع أن أجلب لك موافقتهم . قال: وقد تعاطف بوضوح مع الفكرة أنا سألتقي قريباً مع الرفيق عزيز الحاج وأحدثه بالمقترح.

وحالما التقيت الرفيق عزيز محمد، وحدثته عن الأقتراح المذكور أعلاه، قال دون تردد: أخبرهم بأن ذلك هو رأي الحزب.

وألتقيت ثانية بسامي أحمد...فأتاني بنتائج مخيبة. وقال: نحن الآن لسنا بصدد التوحيد. بل تقرر تنظيم مقاومة مسلحة في الريف...هذا القرار أخبرك به بتأثير الثقة بيننا. وأن الأجراءات العملية جارية لتنفيذ الوجهة الجديدة.

أسفت لهذه الحصيلة، وقلت ياصديقي العزيز، بلغ الرفيق عزيز الحاج وقيادتكم بأملي أن لايسيروا في هذه الوجهة الخطيرة، إن كان ثمة أمل في ذلك، ومما قلته له: إننا أقوى منكم بشئ إضافي مهم، وهو إننا مدعومون أممياً، كما يعبر عنه. إذا مع حزبنا الحركة الشيوعية العالمية وضمنها الأتحاد السوفيتي ودول المنظومة الأشتراكية. وهذه من الأمور التي تأخذها قيادة حزب البعث بنظر الأعتبار.

لكننا لو لجأنا إلى اسلوبكم الذي تنوون سلوكه الآن، لما توانت قيادة حزب البعث وسلطته في تصفيتنا ( في ساعة ظلمة وليس في أيام ). وحينذاك لن يكون بمقدور أية جهة أن تتضامن مع موقفنا.

إنقطعت لقاءاتنا. وبعد أسابيع سمعت آسفاً بالذي حصل وهو معروف. كما سمعت في فترة متأخرة عن وجود تيار داخل القيادة المركزية كان يؤيد الحوار حول وحدة الحزب والحوار مع السلطة أيضاً.

حين أتناول بالأشارة، المواقف السابقة للقيادة المركزية واخطاءها، فمن الأنصاف أن نرى أن كثرة من رموزها السابقة والحالية اتخذت موقفاً وطنياً سليماً، خلال المنعطف الخطير الذي مرّ به العراق عند حرب الخليج الأخيرة في كانون الثاني/ 1991، وضد الحصار.

***             ***             ***

ولكي لايظل الأستشهاد محصوراً بذاكرتي، أردت أن أستشهد أيضاً، بمن كانوا خصومنا بالأمس وعلى رأسهم الأخ عزيز الحاج، ورغم ماكان بيننا بالأمس ورغم ما عاد يفرقنا اليوم، وهو الأصعب من الأمس، فإن حقائق التاريخ تظل مفيدة للأستذكار.

كتب الأخ عزيز الحاج، في العدد ( 2234 ) من جريدة ( القدس العربي ) الصادرة في 15 / تموز – يوليو – 1996 مقالة بعنوان ( نظرة إلى تجربة الستينات: الشيوعيون العراقيون ومشكلة وحدتهم ) جاء في المقالة مايلي:

" أما المقالة الثانية فقد نشرها الأستاذ باقر إبراهيم، وهو شخصية شيوعية مرموقة، أكن لها أحتراماً وتقديراً خاصين برغم إننا قد نكون ( في القيادة المركزية ) قد قسونا معه كثيراً. والرائع إنه من بين من يتعالون على العقد الصغيرة، ويناقشون الأمور، بكل هدوء، ودقة. فقد روى المناضل باقر إبراهيم إنه إلتقى في بداية 1969 بزميلنا السابق في القيادة المركزية ( سامي احمد ) وعرض عليه بإسم اللجنة المركزية مشروعاً لأعادة الوحدة الشيوعية تبدأ بالحوار، ووقف النشر المضاد المتبادل، ويمكن البدء بأعادة الوحدة للمنظمات اللاحزبية، كرابطة المرأة وإتحاد الشبيبة، وإتحاد الطلبة، وغيرها. ويقول الأستاذ باقر إنه التقى فيما بعد بالصديق سامي فاخبره الأخير بأن القيادة المركزية لم تكن في تلك الأيام بصدد الوحدة بل بصدد تنشيط الكفاح المسلح.

وللحقيقة أن تكون ذاكرتي معطوبة تماماً حين أقول إنني أسمع هذه الحكاية لأول مرة، وإن من المحتمل أن يكون سامي قد تردد عن عرض الموضوع على إجتماعات القيادة المركزية التي كانت بالفعل تجتمع ليل نهار لاعادة تنظيم الحزب وتسخير كل شئ لتنظيم الكفاحات المسلحة في الريف والأهوار، فضلا عن المشاركة الانشط في الحركة الكردية المسلحة شمال العراق...

وبأستعادة أحداث تلك الفترة وأجوائها السياسية والسيكولوجية، وبأستذكار المعطيات الملموسة، عن ذلك، فان بأمكاني قول مايلي:

إنني أصدق كل كلمة كتبها الأستاذ باقر إبراهيم في هذا الشان، ولكنني أسمح لنفسي بالقول بأن مشروع الوحدة الذي قد فكر فيه لم يكن الخط الذي كانت تسير عليه اللجنة المركزية، وإذا كان السكرتير العام قد أبدى أمامه تأييدا لفظيا فيما بعد وكعادته التوفيقية، فان كل خط تنظيمهم ومما رساته  كانت بأتجاه تشديد الهوة وتسعير الصراع. وإنه مما سيحسب للأخ باقر تفكيره ذاك ومبادرته التي كانت تنم عن حرص معروف عنه على وحدة وتجمع الشوعيين، ولكن مبادرته تلك تظل، في رأيي مبادرة شخصية منه.

أما من جهة القيادة المركزية فان المبادرة حتى لو طرحت عليها في تلك الايام لرفضت وهذه هي الأسباب...الخ"

ويورد عزيز الحاج شروحات أخرى، يمكن للباحث العودة إليها في نص المقال المنوه عنه أعلاه.

نحن ندرك بأن خلافات وصراعات المجتمعات البشرية والأمم والأحزاب أساسها إجتماعي وطبقي، باحث عن الأفضل، ولكن تظل للسياسات والمواقف العقلانية دورها الرائد والكبير في حل تلك الصراعات وإيصالها إلى نتائجها المرجوة بوقت أقصر وبتضحيات وخسائر أقل وضمانات أكبر.

***

الذكر الطيب للمرحوم سامي أحمد والتحية لزوجته عفيفة ثابت ( أم دريد ) ولابد بهذا المناسبة، من أستذكار المواقف الرائعة لأخيها الراحل ثابت، الذي كانت له وقفات مشهودة معنا، في ايام الملاحقات والشدائد، وكان آخرها حينما ودّع زوجتي (أم خولة) وأولادها، حتى سفرهم خارج العراق عام 1979.

 

 

 

 

 

 

تاريخ النشر

01.03.2016

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

01.03.2016

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org