%@ Language=JavaScript %>
الموصل ليست للبيع
عبدالجبارنوري
– السويد
--- فلا نامت عيون الجبناء ووطنهم مستباح وأرضهم مسلوبة ، ونساءهم مهانات ، وكأني أسمع حشرجات صدى أنين وطني الأسير وهو ينادي : هل من ناصرٍ ينصرني ؟ ---- لبيك يا هويتي ، ونبض وجودي ، وملعب صباي، وصومعة طقوس صلاتي ، وأيقونة عشقي الصوفي ، يا وطني الحبيب ، وأحسن سامي البارودي في حنين الوطن { وكيف أنسى دياراً تركتُ بها --- أهلاً كراماً لهم ودي وأشتياقي . فيا بريد الصبا بلغ ذوي رحمي ---- بأني مقيمٌ على عهدي وميثاقي } .
أنّها نينوى شمال عراقنا الحبيب ، مركزها الموصل الغير حدباء بل هي طودٌ وجبلٌ شامخ يتحدى عاديات الزمن بكبرياءٍ وشموخ ، بعنفوان جذورها التأريخية بأشارة ستة آلاف سنة فهي تاج وطننا المرصع بأثمن لؤلؤة مختومة ببصمات " آشور بانيبال " أنّها أم الربيعين بتجدد عنفوان فصليها ، أنّها مدينة الخير والعطاء الرافديني --- أنّها الماء والخضراء والوجه الحسن ، أنّها مدينة أبي تمام ، وأسحق الموصلي وأبن الآثير ومدينة الفريد سمعان وكامل قزانجي ومحمد حديد وجواد سليم ، أنها مدينة الشعب الموصلي المؤصل بالوطنية وحب العراق ، {بشهادة أستفتاء معاهدة " سيفر " 1921 الذي كتب عقد قرانها الأجداد المصالوة بعقدٍ كاثوليكي لا رجعة فيه وأعلنوا أنتماءها إلى المملكة العراقية في ظروفٍ سياسية معقدة حيث الصراع الفرنسي والبريطاني والتركي }.
وفي غفلة من الزمن الأغبر خان الأحفاد رسالة الأجداد المقدسة في وصيتهم المكتوبة بدمائهم الزكية ، بوقوعهم في شراك المخابرات الأمريكية الخبيثة بتخدير أدمغتهم وغسيل عقولهم بمشروع بايدن السيء الصيت بالقفز على معاهدة سايكس- بيكو ورسم خارطة الموصل الجديدة الممتدة من سهل نينوى حتى مدينة الرقة السورية بمباركة النجيفيين ، وفي الصحوة المتأخرة لآحلام العصافير الأردوغانية في أحياء الطقوس النرجسية " لحريم السلطان " أضافة إلى الأغراءات المليارية السعودية والقطرية ،وشرب كأس الوهابية الخرافية حد الثمالة ، ووقع الجيل الموصلي الجديد تحت تأثير هذا المخدر ، وسلك طريق ( الصد ما رد ) الذي هو الشحن الطائفي والأثني والمناطقي فأعلنوا بيع مدينة الأسلاف في مزاد العهر السياسي ، وأنبرى ألف أبو رغال ليسلم مفاتيح المدينة إلى داعش بعد طرد الجيش العراقي بل رميه بالقناني الفارغة من على السطوح ، فأحتل البرابرة الجدد المدينة الذين هم خارج التغطية الحضارية بأستخدامهم السيوف والمعاول في تدميرها حضارياً ووجوداً ، ونصب دكات النخاسة للنساء ، والحكم بدكاكين المحاكم الشرعية التي عفا عليها الزمن بأكثر من ألف ونيف من السنين .
الموصل ليست للبيع ، بل أنّها عصيّة على العدو بهمة الجيش العراقي الباسل والحشد الشعبي ورجال البيشمركة الأبطال وغيارى العشائر الذين أستوعبوا الصدمة وهم اليوم بيدهم المبادرة وأنتصاراتهم تتلاحق .
الموصل للعراق فقط وليست لجواسيس الأجنبي وعبيد المال السحت الحرام الخليجي
في—28- شباط - 2016
تاريخ النشر
02.03.2016
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي
الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا |
02.03.2016 |
---|
|
لا للتقسيم لا للأقاليم |
لا للأحتلال لا لأقتصاد السوق لا لتقسيم العراق |
صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين
|
|
---|---|---|---|---|
![]()
|
||||
للمراسلة webmaster@saotaliassar.org |