Untitled Document

الصفحة الرئيسية

 صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org 

 

 

لا

للأحتلال

الصفحة الرئيسية

 صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org 

 

 

لا

للأحتلال

الصفحة الرئيسية

 صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org 

 

 

لا

للأحتلال

الصفحة الرئيسية

 صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org 

 

 

لا

للأحتلال

 الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | أرشيف الأخبار | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

كاكه سرو وعبلة: قصة حب كردية

سلام عبود

منذ زمن بعيد تخلى كتاب القصّة عن أحلامهم الرومانسيّة في البحث عن مشهد عاطفيّ حارّ ومثير، مشهد يقوم على لعبة التناقض العاطفيّ الاجتماعيّ، ويصل الى ذروته المأسويّة باغتيال الحبّ والأمل.

عنترة، فارس العرب الأسمر، حفر اسمه في صخور التاريخ، بسبب هذا الحبّ، وبسبب هذا التمايز القاتل.

روميو المسكين وحبيبته جوليت أوصلهما شكسبير الى نهاية مفجعة أدخلتهما التاريخ، ولم يعد بمقدور أحد اخراجهما منه، بسبب هذا التمايز اللعين أيضا.

بيد أنّ عصر العولمة والحاسوب والديموقراطيّة أغلق علينا منابع الرومانسيّة، وجفف مصادر إنتاجها. غرائزنا وأخيلتنا لم تزل مشدودة الى ما كان؛ لكنّ ما هو كائن، وما سيكون، يمنعنا من أن نذهب برومانسيتنا المكبوتة الى حدّ البحث عن النوق العصفوريّة في مجاهل الصحراء، أو تجرّع السمّ، كحل وحيد ممكن للقاء عاشقين.

الأوروبيّون أحسّوا بذلك المأزق الفنيّ قبلنا. فحينما أرادت هوليوود أن "ترومنس" صناعة أفلام الفتيان، لم تجد بـُدّاً من الذهاب الى روميو وجوليت فتطلقهما في شوارع أميركا.

ولكنْ، هل يمكن لكردستان العراق، التي تتصارع فيها شركات البحث عن النفط وشركات البحث عن القوة والمال والفساد السياسي والصدامات الإقليمة والدولية، أن تكون قادرة على انجاب رومانسيّة عاطفيّة ذات بعد اجتماعي؟ نعم، لماذا لا. هذا الجواب وصلت اليه بقناعة تامة حينما أعلن الشاب الصحافيّ الكرديّ سردشت عثمان عن مشروع حبّه الفاشل لابنة الأب القائد مسعود البارزاني.

المشكلة الكبرى التي واجهها كاكه سرو، وهو يبحث عن عبلاه الكرديّة في قصور مسعود، تكمن في أنّه لا يعرف هل يملك مسعود ابنة مؤهلة حقا للعشق أم لا؟ والأكثر أهميّة من وجود الفتاة العاشقة المعشوقة، وقبل أن يتقدم الى خطبتها ثمّ يرفضه أبوها مسعود لأسباب طبقيّة، كان يتوجب عليه أن يحبّها، ولكي يحبّها عليه أن يلتقيها، ولكي يلتقيها عليه أن يغامر باقتحام القصر، أو أن يجرّها سرّا الى خارج أسوار المحميّة الطبقيّة للعمّ مسعود.

لقد أحسست منذ البداية أنّ رومانسيّة كاكه سرو مع عبلة مسعود متعثرة، ولا حظّ لها في دخول تاريخ الرومانسيّات، أو أيّ تاريخ آخر. إنّها قصة حبّ فاشلة، من طرف واحد، هو الطرف الخيالي، المريض بالحبّ.

على سردشت قبل أن يعلن حبّه أن يحبّ عبلاه أولا، أن يحبّها حقا، قولا وفعلا، وأن تحبّه عبلة ثانيا قولا وفعلا، وأن يعترض الأب مسعود ثالثا قولا وفعلا. وكلّ ذلك لم يحدث قولا وفعلا في مقامة سرو الأربيليّة.

ولكنْ، على الرغم من الخلل الفنيّ الكبير في بناء قصة الحبّ الفاشلة هذه، أصرّ سردشت على الاستمرار في انتاج نصّه الخياليّ. ولأنّ الفيلم يُصوّرعلى سفوح بيرمام وحصاروست، وليس على رمال الربع الخالي، أو في حدائق أوروبّا، قرّر سردشت أن يكتب وصيّة موته سلفا، ظنـّا منه أنّه بهذا الاعجاز العشقيّ الفريد سيتفوق على عنترة العربي وروميو الأوروبيّ، وأنّه بذلك سيضمن إثارة غضب القائد مسعود عليه، ويرغمه ارغاما على منعه من التمتع بابنته وقصوره وسلطته، فيضطر سردشت حينذاك الى الانتحار بصحبة عبلة، أو حتـّى بمفرده، وبهذا ينجز كتابة القصّة: لله في عشاقه شؤون!

اليوم انتهى كاكه سرو من كتابة نصّه العشقيّ الحزين، أما الأب مسعود فقد أسدل ستارة مسرح الحبّ الأبوي، وأمر باغلاق صالات العرض.

كم أتمنى في هذه اللحظة معرفة وجهة نظر الآنسة عبلة، أو جوليت، البارزاني. لماذا لم تأت الى موعد الاغتيال؟ لماذا وافقت على أن يحلّ بدلا منها ثلة من القتلة الأوباش؟ كم أتمنى أن أسمع رأيها في مملكة أبيها الرومانسيّة، وفي رومانسيّة عشيقها، الذي تفوّق على جنون عنترة، وعلى خبل روميو، بأن ضحى بحياته في سبيل أمرأة لا وجود لها، امرأة تشبه العدم الكبيرالذي يعيش فيه الأب القائد مسعود، امرأة سيسجل التاريخ اسمها المجهول في سجل الغادرين المشهورين.

حينما ننظر الى صورة سردشت الموضوعة تحت خبر اغتياله، نحسّ، ونحن نرى الأمل والجرأة والإيثار في عينيه، أننا نرى الحيّ الوحيدَ في لوحة الموت الكبيرة التي تطوق حياتنا القاسية، اللوحة التي لم تتخلّ عن رومانسيتها المهلكة بعد، رومانسيّة القتلة، الجهلة، الجبناء.

# ## #

اغتيال سردشت لن يُعطـّل على الآنسة بارزاني مشاريع المستقبل، ولربما يحدث العكس. جريمة اغتيال سردشت سترفع عدد خطّابها، وتعلي من مهرها، وتزيد من فخر أبيها، فتجعله يصرّ، بهذه المناسبة السعيدة، على سقي مدعويه جميعا لبن العراق المفضّل: لبن أربيل، ولكنْ بلون ومذاق جديدين هذه المرّة، باللون الأحمر، المطـّعـّم برائحة البارود!

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | أرشيف الأخبار | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany