<%@ Language=JavaScript %> كتابات حرّة

 الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | أرشيف الأخبار | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

مقالات مختارة

 صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org 

 

من الدعوة لقتل صدام حسين حتى مبايعة عزة الدوري

 

هارون محمد و إحتقار الذاكرة العراقية

 

منير التميمي

 

ربما يتصور المصابون بـ ( الزهايمر )  أو  ما يعرف بخرف فقدان الذاكرة الشيخوخي ,أن العراقيين  أصيبوا بالعدوى و أن الذاكرة الجمعية للشعب العراقي قد أصابها العطب

والزهايمر مرض لا ينتقل حتى بالملامسة المباشرة للمريض و معايشته, فما بالكم و المريض بعيد جغرافيا و زمنيا و أخلاقيا عن العراق : الأرض – الشعب !

من أعراض هذا المرض :  العدوانية , انهيار البناء المنطقي للـ لغة , التقلبات المزاجية ,  فقدان الذاكرة .. و آخر و أخطر الأعراض : فقدان الأحساس بالألم

و النقطة الأخيرة تحديدا : فقدان الأحساس بالألم , تجعل مخاطبة المصاب بالزهايمر مجرد إضاعة للجهد و الوقت إذا كان القصد من الخطاب هو لومه و تقريعه أو أحراجه و معارته

لكننا في هذه الأسطر لا نريد أن نأنب أو نبكت أحدا  بقدر إصرارنا على صفع كل من يجرؤ على إمتهان الذاكرة الجمعية للشعب العراقي ..

شهدنا على مدى اعوام المحنة المتصرمة عشرات الـ ( بهلوانات ) المتقافزين على كل الحبال و المتنقلين بين الخنادق ( الفنادق ) , بعضهم غير فندقه الى فندق آخر و البعض الاخر غير غرفته و انتقل الى أخرى في نفس الفندق .. هذا البعض الأخير , يصر على إستغباء الجميع , فقط لأنه وجد أغبياء ( متغابين ربما ؟ ) , يشترون بضاعته المعادة بعد إعادة تغليفها فقط ,ممنيا النفس بحقيقة أن فضائح و جرائم اليوم , قد ألهت الكثيرين عن مخازي الأمس ! و متوهما أنه يستطيع القفز فوق ثقافة – التوثيق – التي تحصنت بها الذاكرة الرافدينية منذ فجر الحضارة العراقية !

بعد أن تماهى كثيرون و منهم السيد هارون محمد مع المشروع الاميركي , وتحالف مع الطائفيين و الأنتهازيين و الأنفصاليين , وبعد أن تم إحتلال العراق و حانت ساعة تقاسم (الغنائم ) أو فتاتها و المناصب و منافعها و كما هو متوقع , أخرج أو ( طرد ! ) كثيرون من المولد بلا حمص ! وكان منهم هارون محمد الذي لم يتذكر وطنيته وعروبته و ( سنيــّــته ! ) و ماضيه السياسي كقومي عربي و هو يكتب مقابل أجر في جريدة المؤتمر الجلبي الممولة من ميزانية ما يسمى : قانون تحرير العراق ,الذي أقرته إدارة كلينتون !!

و لم يكن في وارد التفريق بين السعي و الترويج للقضاء على نظام قمعي دكتاتوري و بين الدعوة لأحتلال العراق و تدمير بقايا الدولة العراقية , التي كانت موجودة رغم التخريب الصدامي الممنهج

كان حلم هارون محمد بمنصب في إدارة الأحتلال ( ضمن الحصة الســنــّيـة ) قد تبخر , بعد أن أستبعدته كل احزاب العمالة الأنجلو – أمريكية التي تقاسمت الحصص وفق الترسيم البريمري  ... عندها فقط , تذكر الأفندي أن ( قوات التحالف الدولي ) كما كان يسميها إثناء الحرب ,هي قوات إحتلال ! و – اكتشف ! - أن ( رفاقه في المعارضة الوطنية ) كما كان يقدمهم في لقائاته و كتاباته , طائفيون صفويون ! و إنفصاليون صهاينة ! و عملاء مرتزقة !

و تحول ( المأفون , المهزوم , الجرذ الخ الخ : صدام حسين ) كما كان ينعته هارون محمد نفسه إلى ( شهيد و بطل قومي و أبو شهداء أبرار ) !! و تحول أعدام صدام حسين و ( رفاقه الشهداء الأماجد ) حسب هارون محمد إلى ( جريمة شيعية صفوية و حقد طائفي و شماتة  أعاجم رخيصة ) بعد أن كان هارون محمد ( العربي السني ! )  يعتبر قتل صدام حسين و سحله و الشماتة فيه ( حلال و واجب وطني و إنساني ) في عملية إشبه ما تكون بالفتيا !! 

وطبعا تحولت ( العمليات الانتحارية المزعومة ضد قوات التحالف )  كما كان يصفها , الى عمليات مقاومة استشهادية بطولية !

و أخيرا و ( ليس آخرا – على ما نعتقد ), أصبح عزة الدوري , بمنطق هارون محمد : رمزا أسطوريا و( قائدا ميدانيا من الطراز الاول )  و ( إنسان يحميه الرب لآدميته الحقـّة ) , الخ من نعوت التبجيل و التقديس التي لا تشبه توصيفاته القديمة لـعزة الدوري و رفاقه  , بل  حتى أولاد عزة و أولاد رفاقه , الذين وصفهم هارون  أثناء الغزو بــ ( الشطار في السرقات و الأختلاسات و فرض الاتاوات على المساكين ) !!!

المضحك إن هذا الأنقلاب الشيزوفريني , ليس أنتقالا من صف المحتل الأميركي الى خندق المواجهة الوطنية ضد الأحتلال  كما يحاول هارون محمد تقديمه لرفاقه الجدد في حزب البعث الصحوجي الأنترنيتي , أنما هو أنتقال من ( مولد ) مؤتمرات لندن و واشنطون التي مهدت لأحتلال العراق , الذي طرد منه هارون بلا حمص !!  إلى ( عرس واوية ) الأنتخابات التي يتصارع فيها جو بايدن و قاسم سليماني  لتثبيت المخلصين لهذا الأميركي أو لذاك الفارسي على كراسي المنطقة الخضراء, , الأنتخابات التي دخلها بعث الدوري عبر صحوات البو ريشة و عيفان السعدون و فواز الجربة !

 

            

لم ينتبه السيد هارون محمد – نموذجا لمجموعة من المستخفين بالذاكرة الوطنية العراقية - , لحقيقة أن المناعة الحضارية للعراقيين ضد الزهايمر هي مناعة متوارثة و مؤسسة  منذ كان الفلاح الرافديني القديم يوثـّـق و ( يؤرشف ) حتى مجرد استعارة محراث من جاره ! و أن ثقافة التوثيق الموغلة في القدم  هذه , ساهمت في نقل تفاصيل دقيقة عن حياة و سيرة و مواقف أناس عاشوا  و ماتوا قبل آلاف السنين , لكن أخبارهم وصلت إلينا منقوشة على الرقم الطينية , الممهورة بالأختام الأسطوانية الشهيرة !

و أغفل هارون حقيقة ساطعة أخرى و هي ميزة من مميزات العرب , تنافس ميزة الكرم الشهيرة , و أعني هنا ميزة الذاكرة القوية التي طبعت الشخصية العربية , لدرجة أن هناك من البدو البسطاء من يحفظ قصيدة طويلة بمجرد سماعها مرة واحدة و من يروي حادثة سمعها في صباه بكل تفاصيلها و كأنها حدثت بالامس و أن هناك من يحفظ القران الكريم من الجلد الى الجلد عن ظهر قلب , بكل التوقفات المطلوبة و السكتات الواجبة !!

ولا مجال للمقارنة هنا بين قصيدة عصماء و كتاب سماوي و بين كتابات السيد هارون محمد المطبوعة  و لقائاته المتلفزة ,قبيل و أثناء الغزو الأميركي للعراق !! و لا مجال للمقارنة بين التوثيق الرافديني لأسلافنا السومريين و البابليين أو الذاكرة الخارقة لأجدادنا العرب الصحراويين و بين توثيقنا المعاصر المعتمد على أجهزة السكانر و الكومبيوتر و ذاكرتنا المحدودة بالمنشور و المذاع المسجـّل , لكنها الأمثال التي تضرب و لا تقاس  

و عندما يحاول هذا الشخص استغباء العراقيين مستغلا إنشغالهم بالكوارث المترادفة التي تنزل بهم يوميا , ليحاول إعادة تسويق نفسه مرة أخرى بخطاب إنتهازي جديد , يركب موجة المقاومة و الوطنية و يمتطي أسلوب التطرف في تقديس وتمجيد أشخاص و أحزاب  بعد التطرف في تعرية و فضح نفس الاشخاص و الاحزاب

 وعندما يتعامل بأنتهازية تسوغ له القفز من صفحات جريدة ( المؤتمر ) الجلبي الى صفحات المواقع البعثية , و يتحول من متطرف في الدعوة الى قتل و سحل صدام و أركان حزبه و نظامه و التقرب إلى الله بخنق أولادهم و بناتهم  !! و التمثيل بجثثهم و الشماتة بنهايتهم  - تطرف زايد فيه حتى على الموتورين في الأحزاب الطائفية و الأنفصالية - !! , الى متطرف في شتـم  و تسقيط من ينتقد – مجرد إنتقاد –  بقايا البعث و نظامه الـ ( مقاول ) للاحتلال الأمريكي  في اجتماعات البحر الميت و عمان و صنعاء و بيروت و أنقرة !!

 لا يسعنا هنا غير ترديد ما صدحت به يوما حنجرة الرائعة ميادة الحناوي :

و أنت مكتوبلك , يا بختك .. نعمة النسيان !!

لكن أغلب العراقيين محرومون على ما يبدو من هذه النعمة !!  وعلى فرض حسن النية و أعتبار هارون محمد مجرد حالة مرضية -  فسلجية , سببت له تلفا في خلايا الدماغ  و بات ضحية الزهايمر .. وهذا أهون من أن يعتبره المتابعون حالة مرضية – نفسية و ينظرون إليه كمنافق رخيص

و إذا صدقت روايات المحامي الفاشل  خليل الدليمي عن رسالة الشكر التي وجهها صدام حسين من سجنه إلى ثلاثة , أحدهم هو هارون محمد !!

فيــا لبؤس صدام حسين الذي يوجه شكراً بمن كان يدعوا لقتله سحلا و تمزيقا !!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ختاما , نرفق أدناه صورة للعدد رقم 344 من جريدة المؤتمر التابعة لأحمد الجلبي و الممولة أمريكيا , هذا العدد الأسبوعي الذي يمتد بين الجمعة 4 نيسان ( أثناء تقدم طلائع الغزو الامريكي نحو بغداد )  الى يوم 10 نيسان 2003 ( بعد إحتلال العاصمة الحبيبة بغداد بيوم واحد ) , وفيها مقال يحمل إسم و صورة هارون محمد , معنون بـ

( الدفاع عن صدام حرام و قتله حلال وواجب وطني و أنساني )

و في سطور المقال ما يدحض إدعاء هارون محمد في مقاله  الأخير الموجود على الرابط أدناه  و الذي يدعي فيه هارون أنه وقف مع شعبه ضد الأحتلال و الأحزاب العميلة !!

  http://irq4all.com/ShowNews.php?id=21837

 

منير التميمي

25.07.2010

 

 

    الدفاع عن صدام حرام.. وقتله حلال و واجب وطني و إنساني

هارون محمد

صفحة مقالات

جريدة المؤتمر

العدد 344

 التاريخ 4 – 10 نيسان 2003

   

تبدو الاسطوانة المشروخة و المبحوحة الصوت التي يتغنى بها صدام حسين و ترددها من وراءه جوقة الهتافين ابتداء من طه جزراوي  وطارق عزيز و الصحاف و الحديثي و انتهاء بأصغر مرتزق و مأجور , يدعو العراقيين الى التضحية بأنفسهم و ملاقاة الموت دفاعا عن عصابة القتل و اللصوص و أرباب السوابق المختبئين في السيارات المصفحة و الملاجئ المحصنة , أمرا يبعث على الغثيان و يطفح بالاشمئزاز ...........

 

......لعل سائلا يسأل لماذا لا نسمع عن عدي صدام و هو يقود سيارته الحمراء فيراري و يتقدم قطعان فدائييه و يفجر نفسه وسط الامريكان و الانكليز في ساحة سعد في البصرة

لماذا لا يقوم قصي صدام بعملية إستشهادية ضد قوات التحالف في سدة الهندية

لماذا لا تحمل حلا صدام رشاش زوجها العقيد جمال مصطفى التكريتي الغارق وسط الغانيات الغجريات و ( تطلع ) تواجه القوات الامريكية و تقاتلها و تموت حتى يخرج الصحاف و يعلن في مؤتمراته الصحفية التي تحولت الى مسرحيات طئيبة و مملة أن أبنة صدام الاثيرة الى نفسه بأعتبارها اخر العنقود من زوجته الاولى قد استشهدت في الناصرية أو سوق الشيوخ بدلا من  المزعومة ميسون حميد  عبد الله التي ابتدعتها مخيلة المضروب على رأسه دائما ؟

لماذا لا يخرج علي حسن المجيد ( كيمياوي ) بطل حلبجة و فارس الانفال وصاحب شوارب الغيرة التي لا تهتز كما يصف نفسه و يقذف بنفسه وسط البريطانيين في ابي الخصيب  أو الزبير و هو الذي نصبه ابن عمه صدام قائدا للمنطقة الجنوبية

ولماذا لا يسافر شقيقه ( حرامي الحلة ) هاشم المجيد الى إحدى جبهات القتال فدائيا و محاربا بدلا من التوجه الى عمان وهو يحمل معه ستين مليون دولار , وضعها في حقائب نقلتها سيارتا ( لاندكروز )

الأمر ذاته ينطبق على أولئك الأتباع و الخدم الذين لا يحسنون غير شتم الناس بالكلام البذئ و المفردات السوقية

 

لماذا لا يرسلون أولادهم الشطار في السرقات و الأختلاسات و فرض الاتاوات على المساكين , الى القتال في مناطق كربلاء و النجف و الديوانية و السماوة بدلا عن الاختفاء في القصور و دور الأستراحة و المنتجعات في الراشدية و الفحامة و الدورة و الثرثار ؟

أين هي الان نادية طه جزراوي و شقيقها ياسين و أين هو الان أحمد عزة الدوري ؟

و أين هو الان زياد طارق عزيز  و شقيقته مريم و أين هما حسنين علي حسن المجيد و أبن عمه مروان هاشم المجيد و أين هو زياد محمد سعيد الصحاف و أسامة سعدون حمادي و قتيبة حامد يوسف حمادي و عمر عبد حمود و محمد برزان التكريتي و أحمد وطبان ابراهيم الحسن و ياسر سبعاوي ؟

لماذا اختفوا و تواروا عن الانظار في الوقت الذي يطالب أباؤهم من العراقيين التقدم لطلب الشهادة من أجل أن يبقة ( القائد الضرورة ) سالما وصاحب أجمل صورة

ليموتوا هم أولا و بعد ذلك لكل حادث حديث .......

..... هذا المأفون , حمايته خطيئة و قتله حلال و سحله في شوارع بغداد ثواب عند الله , أما أولاده و أتباعه و مرتزقته فأن خنقهم حسنة مضاعفة و أجر عظيم

وعندما يأتي ذلك اليوم الموعود وهو بات قريبا نكاد نتلمس ملامحه فأن الأكاذيب تصبح جزءً من الماضي الأسود .....

و يتحول صدام و عدي و قصي و جزراوي و طارق عزيز و مزبان و علي كيمياوي و الصحاف و عزة الدوري و اسماء اخرى على هذه الشاكلة الى مجرد ذكرى مؤلمة ...

.... إن دعوات الموت التي يطلقها صدام و حاشيته على العراقيين هي ارتجافات جبناء , القصد منها قتل المزيد من أبناء هذا الشعب الصابر ....

... فوالله لو بقي عراقي واحد , واحد فقط , فأنه سيقتحم عليهم الملاجئ التي هم فيها و المخابئ التي يختفون في زواياها و يحيلهم الى أشلاء ممزقة  ..لا يلمها قبر ؟؟؟

.... يحق لكل عراقي أن يشمت بهم و يفرح لمنظرهم فالشماتة بصدام حلال زلال و الفرح بموته القادم واجب أنساني

أما وعاظ السلاطين و أصحاب الفتاوى الكاذبة , الذين يدافعون عن صدام فأمرهم سهل لأنهم ذباب موائد و طلاب ( خرجية ) ليس إلا .

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | أرشيف الأخبار | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

 
 

 

لا

للأحتلال