موفق جواد الطائي
معمار وأكاديمي
مؤخرا أقيمت ضجة
بعد اخراج بابل من التراث العالمي
لأسباب اعتبرتها اليونسكو موجبة.
لا تخلو هذه
العملية من تقليل متعمد لأهمية
العراق التراثية والتاريخية رغم
وجود بعض السلبيات في كيفية
التعامل مع الممتلكات الثقافية
المنقولة و غير المنقولة في
العراق وهذا متوقع جدامن بلد خرج
للتو من حصار و دخل حرب و يعاني
من فساد اداري و جهل مطبق قاتل من
قبل بعض المسؤلين نال المباني
الثقافية بقدر ما ناله اي فرد
عراقي .
لست هنا بصدد
الأنتقاد و لكننا نود ان نضيئ
شمعه لأجل أرجاع بابل الى قائمة
التراث العالمي من خلال استعراضنا
لتاريخ و معايير الاختيارللمواقع
الثقافية و تقديم خارطة طريق
تساعدنا على اقناع اليونسكو و من
يمثل العراق فيها من أخواننا
اللبنانين بضرورة ادراجنا في
قائمة التراث الثفافي التاريخي
التراثي الانساني العالمي ولكي
تتحول اليونسكو من فرعون الى
عون لنا و نحقق كل ما نصت عليه
أتفاقية حماية التراث العالمي
والثقافي والطبيعي وكذلك القائمة
الأساسية للمواقع التاريخية
العالمية.
لم نكن نحتاج
الجيوش العالمية ولا الحكومات و
لا الامم المتحدة عندما كانت بابل
مركز اهتمام العالم في الخمسينيات
لقد كان هناك شخصا واحدا فقط
يحميها و يؤمن ادارتها و يمنع اي
شخص من أن يسرق اي شئ منها كان
ذلك الشخص هو اسطورة العراق
الخالد ابن عبدكه الذي أمن بتراث
العراق الخالد وأصبح جزء منه و
دافع عنه ببطولة لا تقل عن بطولته
في ثورة العشرين الاسطورية. لقد
تفرغ ابن عبدكه في اخر ايام عمره
من الاربعينيات الى بداية
الخمسينيات من القرن الماضي
لحماية اثار بابل فكان الحارس
والمدبر والراعي لبابل و
محيطها و لم يكن يجرأ اي انسان
العبث بابل وأظهرها بابهى حلتها
كما هو مثبت لدى الباحثين و
السياح حيث كان يهيبه الجميع
لهيئتة المميزة ومشيتة البطولية
التي كان يعززها أرتدائة شروالآ
مميزآ ومسدس تركي قديم (بشتاوة)
لاشك أنة كان معه منذ أيام ثورة
العشرين ولو حاول أستعمالة لكان
قد انطلق علية قبل أن ينطلق على
غيره ولكنه كان هذا من معدات
العمل الضرورية. نعم لقد كان فعلآ
أسد بابل الهصور الذي بسبب سمعتة
لم يكن هناك أي شر يطول بابل.
جاء بعده جملة من
مدراء مواقع و عاملين تفانوا من
اجل بابل فرحم الله علي مهدي
واطال الله لنا من عمر عواد ووفق
الله الدكتور منير يوسف كل هؤلاء
و مئات غيرهم كانت تقودهم النية
الصادقة و الادراك العلمي الذي
أمن لبابل احسن صورة وكان دائما
بسبب أدارتهم وعلمهم و كذلك جهد
منتسبي الأثار الذين لازال قسم
منهم موجود جعلوا بابل قبلة أنظار
العالم في علم الأثار .
بعد ذلك بدأنا (
بتطوير ) بابل و العياذ بالله و
بدأ التدمير و قصة الاساءة الى
أثار بابل يعرفها الجميع ولكن
الذي لا يعرفه الجميع هوأن
المسيئين لبابل وسراق أثارها هم
فرسان الأنترنيت الباكين بدموع
التماسيح عليها و خصوصا مدرائها
اثناء انتهاكهم المتعمد لبابل عن
قصد مره واحيانا عن جهل بابسط
قواعد الحفاظ و الصيانه رغم
التحذيرات من المتخصصين العراقين
و كما يحدث الان .نعم ان هناك
الكثير قد حدث ويحدث عن قصد و لكن
الاكثر كان عن غير قصد وقد تكون
بنية صادقة يتم الأنفراد بالرأي
دون الرجوع الى المتخصصين
العراقين المعروفين في مختلف مجال
الصيانةوذلك بالأعتقاد أن تخصص
واحد يكفي فالمهندس يستبعد
الأثاري أو الأثاري يستبعد مهندس
الصيانة دون عمل الأثنين بمنهجية
عالمية توحد العاملين وهذا(
الحرص) قد يكون عن حسن نية ولكن
طرق السوء غالبا ما تكون محفوفة
بالنيات الطيبة و السيئة .
لقد طبقت احدث و
اكثر الطرق علميآ في العالم في
مجال التوثيق والحفاظ والصيانة في
العراق وعلى يد خيرة المثقفين
العراقين ولم تنشق الأرض وتبتلعهم
وبحوثهم بعد وهم موجودين اطال
اللة من اعمارهم .
لقد كان لدى
مديرية الاثار اول فحص صوتي
للاثار في المنطقة العربية قبل
عشرون عاما كما ان اعمال الصيانه
الجبارة التي تمت بالعراق و
باشراف دائرة التراث ومؤسسات
هندسية عراقية أخرى لم تكن قد
تمت ممارستها في المنطقة العربية
و من قبل اعلى الخبر العالمية
اضافه الى الدورات المتقدمة التي
كانت تقام في العراق ان الفرق عما
يحدث الأن ان هذه الفعاليات كانت
تقام على اديم العراق و بمشاركة
جميع مؤسسات البناء مع الدعم
العلمي من مراكز البحوث العراقية
و الجامعات و المختبرات الوطنية
(لبناء قدراتهم) و لم تكن
مختبراتهم ( البوفيات المفتوحة )
في فنادق عمان و لبنان .لذلك
تمكنوا من انجاز الكثير من
الصيانه رغم التحفظات عليها .لذلك
يوجد لدينا كنز من التجارب و
الخبراء يتوجب جمعهم بقائمة خبراء
واحدة من أجل الاستفادة منهم
ودراسة الصيانات السابقة لأجل
التغذية المرتدة من المعلومات
الضرورية وخصوصآ عند الشروع في أي
مشروع صيانة جديد حيث يتوجب معرفة
خبر الماضي وليس البدء من الصفر
(كما يحدث مع الأسف).
لابد لنا ان نشير
ان البلدان التي تمر بتجارب
الحروب غالبا ما تكون احسن من
غيرها في مجال الاطباء الجراحين و
مهندسين اعادة البناء لكثرة القتل
والدمارمما تستدعي الحاجة للترميم
والصيانة وحتمآ الصيانة هي نوع من
اعادة بناء تصلح الخبرة فيها
للمباني التاريخية بقدر المباني
الحديثة ذلك بالطبع بعد التقيد
بالوثائق العالمية الخاصة بالحفاظ
والصيانة .
ان العمل
الاستشاري الرصين و الاعتماد على
الكوادر العراقية العلمية المجربة
في التنقيب و الادارة
المخلصة على
المستويين المحلي و العالمي هو
مفتاح النجاح و طبيعي هذا لا يلغي
الدعم العلمي العالمي التي يجب ان
توفره (بالمجان) اليونسكو للدول
المتضررة و كما نص عليها الاتفاق
العالمي للمواقع التراثية .
يتمحور جل النقاش
حول بابل على مباني محددة وهذا لم
يعد موجود في علم الحفاظ والصيانة
منذ وثيقة أثينا في الخمسينيات
وبعدها وثيقة فنيسيا في الستينيات
وفي عام 1965 كانت هناك اول خطوة
عملية لتوضيح مفهوم التراث بشكل
قانوني ومتكامل يجعل من المبنى
والمحيط جزء واحدآ كان هذا قد حدث
في مؤتمر للحفاظ على التراث
العالمي للأمم المتحدة عقد في
البيت الأبيض ان هذا المؤتمر لم
يعد نصوص فحسب وانم اعد منهاج
تنفيذي لمؤسسات أئتمان تعني
بالحفاظ وحماية المواقع الطبيعية
والثقافية وفي عام 1968 وضع
الأتحاد العالمي للحفاظ على
الطبيعة والموارد الطبيعية
مقترحات مماثلة لمقترحات مؤتمر
البيت الأبيض قدمت عام 1972 في
مؤتمرالأمم المتحدة المعني
بالبيئة البشرية في ستوكهولم وفي
نهاية المطاف تم الأتفاق على
توحيد نصوص كلا المؤتمرين بنص
واحد وقعت عليه جميع الدول يعني
بحماية التراث الثقافي والتراث
الطبيعي على حد سواء واعتمد كوثيق
رسمية من وثائق الأمم المتحدة في
المؤتمر العام لليونسكو في 16
تشرين الثاني عام 1972 وفي عام
1992 صدر أول ما يسمى (صك قانوني
دولي) ينص بالأعتراف بالمناطق
التاريخية والطبيعية الثقافية
والذى سمي فيه المشهد الثقافي .
واكد ذلك في مؤتمر اليونسكو في
تشرين الثاني عام 1992 وأوجب
المؤتمر الحكومات على حماية
ممتلكاتها الثقافية المنقولة
والغير منقولة وكان أيضآ هناك
توجيهات محددة بشأن كيفية أدراج
الموقع في قائمة التراث العالمي
ونص على أن المناظر الطبيعية
الثقافية هي مثال الجمع بين
الطبيعة والأنسان لذلك فهي أمثلة
توضيحية لتطور المجتمع البشري
وكيفية معالجته وتكيفه للضغوط
المادية الموضوعية والذاتية عبر
الزمن . وقد حدد لنا وبشكل واضح
لالبس فيه معنى المشهد الثقافي
والذي يؤكد ليس على المبنى فحسب
بل ماتتيحة بيئتة الطبيعية والقوى
الأجتماعية والأقتصادية والثقافية
على التوالي خارجية موضوعية كانت
أم داخلية ذاتية.
ان عملية اختيار
الموقع لأجل أدراجة في قائمة
المواقع الثقافية العالمية تعتمد
بالاساس على حكومة الدولة التي
تضم ذلك الموقع فاول ما علينا
سؤاله الان هل نحن موقعين على هذه
الوثيقة العالمية ام لا. ان لم
نكن فعلينا ان نوقع عليها في
الحال وأرسال من هو مؤهل علميآ
لمناقشة بنود الأتفاقية. ثم تاتي
الخطوة الثانية حيث يجب ان تكون
لدى تلك الحكومة قائمة اولية
tentative list )
) بالمواقع الاثرية واني لأاعتقد
ان وجود هذة القائمة مطلب وطني
ملح لذلك في حالة وجودها علينا
تحديثها وأ علانها و بشكل رسمي في
الصحف الرسمية قائمة واحدة لجميع
المواقع وفي حالة عدم وجودها
فعلينا و بشكل سريع جداً اعدادها
وهذا لا يتطلب ابداً الجهد
الكبير و يمكن ادخال منتسبي
الاثار بدورات سريعة جداً لا
تتعدى الثلاثة ايام يمكنهم بعدها
اعداد توثيق قانوني محكم لهذه
المواقع . علما باننا سبق وان
قمنا بدورتين تعهدها المركز
الأقليمي لصيانة الممتلكات
الثقافية في الوطن العربي و با
شراف المركز العلمي في روما و
يمكن تحديثها وأعادة تقديمها و
المباشرة بعدها بانجاز القائمة
الاولية . و اخيرا يقدم ملف
الترشيح (nomination
file)
الى مركز التراث العالمي (world
heritage center
) لاجل تقديم
النصيحه و العون (مجاناً ) تعدل
وفق توصيات المركز و تقدم بعدها
للتقييم من قبل (
ICOMOS
) المجلس العالمي للنصب و المواقع
التراثية والذي من المفروض منة
ان يكون لنا عون و ليس فرعون
ويتذكر تاريخنا و تاريخ
مساهماتنا لديه منذ عام 1973
وكيف كنا مركز لجميع فعالياته
التي كان يمتدحها و يسال مساهمتنا
معه لاجل تطوير العمل في الدول
العربية . اما الجهة الثانية التي
يجب ان توافق هو اتحاد الصيانة
العالمي (
WCU
) و الذي لم اجد اسمه يذكر في
الحملة الاعلامية الظالمة علينا
ولعله استبعد نهائيا ، ان هذا
الاتحاد هو الاكثر علميا و دقة في
مجال الصيانه بما يحويه من كادر
علمي مهني رصين له الحق القانوني
للممارسة و الصيانة . ولا يحوي
شهادات أولاد الذوات من الهواة (
سوق مريدي) اللبنانية واني لاطالب
بمعرفة من هم هؤلاء الذين
يقيموننا وهل لهم اصلاً الحق
القانوني في ذلك و هل مارسوا حقآ
الحفاظ او حتى قد زاروا الموقع
(كما تبين لدي ان الموقع لم يراه
اي من هذه المراكز المتخصصة
بالتراث ولو ليوم واحد) ,ان كل
التقيم كان رجمآ بالغيب و علينا
توضيح ذلك لممثلي العراق
اللبنانيين و العراقيين وذلك
لأجل تامين منحة البنك الدولي
وحسن التصرف بها.
لابد لتقيمنا أن
يعتمد تعاريف أتفاقية الحفاظ
العالمي على التراث الثقافي
والطبيعي.
المادة 1
لأغراض هذه
الاتفاقية ، يعني "التراث الثقافي"
:
- المعالم
الأثرية : أعمال
الهندسة المعمارية ، وأعمال النحت
البارز واللوحة ، العناصر أو
الهياكل ذات
الطابع الأثري والنقوش ، من مساكن
الكهوف ، ومجموعات من السمات ،
التي
لها قيمة عالمية
استثنائية من وجهة نظر التاريخ ،
الفن أو العلم ؛
- مجموعات من
المباني : مجموعات
مبان منفصلة أو متصلة التي لها ،
بسبب عمارتها أو تناسقها ، ومدى
تجانسها في المناظر الطبيعية ، هي
ذات قيمة عالمية استثنائية من
وجهة نظر التاريخ ،أو
الفن أو العلم ؛
- المواقع : أعمال
الأنسان أو الأعمال المشتركة بين
الطبيعة والانسان ،
بما في ذلك
المناطق والمواقع الأثرية التي
لها قيمة عالمية استثنائية من
والتاريخية
أو الجمالية أو
الأثنولوجية أو الأنثروبولوجية
وجهة نظر.
المادة 2
يعني "التراث
الطبيعي"
:
لأغراض هذه
الاتفاقية
- المعالم
الطبيعية المكونة من
تشكيلات فيزيائية
وبيولوجية أو مجموعات من هذه
التشكيلات ، التي لها قيمة عالمية
استثنائية من
الجمالية أو العلمية التي لها
قيمة عالمية إستثنائية من وجهة
النظر الجمالية والفنية.
- و
التكوينات
الجيولوجية أو
الفيزيوغرافية والمناطق المحددة
بدقة والتي تشكل مواطن الأنواع
المهددة بالانقراض من
الحيوانات
والنباتات ذات قيمة عالمية
استثنائية من وجهة نظر العلم أو
المحافظة على الثروات
.
- المواقع
الطبيعية أو المناطق الطبيعية
المحددة بدقة من قيمة عالمية
استثنائية
من وجهة النظر
التاريخية أو الجمالية أو
الأثنولوجية أو الأنثروبولوجية.
أما المعاير التي
تحدد اعتبار الموقع جزء من التراث
العالمي فهي .
1.أن يمثل الموقع
عملآمتميزآ يعرض لعبقرية الأنسان
الخلاقة.
2. أن يؤمن تبادلآ
هامآ للقيم الأنسانية والثقافية
لفتره زمنية محددة في رقعة معينة
من العالم وفي المجالات التالية .
العمارة,
التكنولوجيا, الفنون , تخطيط
المدن ,تصميم الحدائق ,
3 . أن يحتوي
الموقع على مثالآ فريدآ أو على
الاقل متميزآ يعتبرشهادة اسثنائية
لتقليد ثقافي لحضارة قائمة او
مندثرة .
4 .ان يحتوي
الموقع على مثالا بارزآ من مبنى
أو عمارة اوتكنولجية او منظر
طبيعي يعرض لمرحلة مهمة من
التاريخ الأنساني .
5 .ان يكون مثالاً
رائعا لمستوطنة تاريخية ، او
استخدام جيد للارض او المياه و
الذي يمثل حضارة او حضارات او
تفاعل الانسان مع البيئة و خصوصاً
عندما تكون في وضع هش و عرضة
لتغير لا رجعة فيه .
6 . ان تكون ذات
علاقة مباشرة ملموسة مرتبطة
باحداث , و تقاليد و افكار
ومعتقدات ذات طابع فني و ادبي ذو
اهمية عالميه فائقة و قد تم
التاكيد من قبل اللجنة على ضرورة
ان يرتبط هذا المعيار بالتزامن مع
معايير اخرى مشابهة .
هذه المعاييرهي
معايير ثقافية اما المعايير
الطبيعية فهي
1.
يجب يحتوي الموقع
على ظاهرة طبيعية فائقة او جمال
طبيعي ذو اهميه استثنائية .
2.
ان يكون الموقع من
الامثلة البارزة من المراحل
الرئيسية من تاريخ الارض بما في
ذلك سجل الحياة اليومية وويعتبر
الموقع مهم لعلوم تشكيل الارض و
ديمغرافيتها او شكلها الفيزياوي .
3.
ان يكون الموقع من
الامثله التي تؤشر الى عملية
بايولوجية مستمرةتسعي لتطوير و
تنمية مسطحات ارضية مميزة او
المياه العذبة و الساحلية و
البحرية او أيكولجية أو لمجتمعات
محلية أومحميات الحيوانات
الفريدة .
4.
ان يحوي الموقع
على أميز المؤل الطبيعية مهيئة
للحفاظ على التنوع البايولجي
وبضمها تلك التي تحوي عى الانوع
المهدده بالانقراض ذات قيمه
عالمية استثنائية من وجهة نظر
علمية أو من اجل الحفاظ .
ولنا هنا ان نناقش
هذه المعاييرالثقافية لنعرف اين
تكمن مواقع قوة موقع بابل الاثري
رغم كون ان جميع المعايير و
خصوصاً الثقافيه منها تنطبيق عليه
ولكننا لناخذهم كما يودون ونثبت
حقنا في أعتبار بابل موقع تاريخي
عالمي .
لابد لهم ان
يطالبوا بوثائق معده بعناية و
سياق دقيق و تقيم من قبل خبراء
مجازين قد يكونوا محليين او يتم
الاستعانه المؤقته بخبراء عالميين
معروفين لدينا و ليس هواة التاريخ
وهذانصآ ما هو موجود في والوثيقة
الصادرة عن اللامم المتحدة .
لذلك يتوجب
علينا اعداد سيناريوهات عدة لأجل
الموافقه و لنبدأ من نصوص
المعايير الموجودة .
رغم مطابقة جميع
المعايير لكن اكثر المعيار يمكن
تطابقها مع مسعانا هو المعيار
الثقافي الثاني وخصوصاً الجزء
الذي يعنى بتخطيط المدن و المناظر
الطبيعية . فمنظر بحر النخيل
التاريخي لا يزال موجوداً و يمكن
تعزيزه بزرع نخيل حيثما يوجد
تشويه للموقع و خصوصاً حول القصر
الرئاسي على التل و بعض وحدات
الخدمات . و بذلك نزيل اكبر تشويه
في الموقع . اما تخطيط المدن فان
من السهولة اقتفاء سور المدينه
المكتشف منذ عام 1906 و شوارعها
الرئسية و مماشيها و تحديد
مناطقها . و قد قدمت دراسة رصد
جوي مؤخراً تظهر المسارات
المندرسة و معطيات التربة بشكل
دقيق يمكن بذلك اعادة هذه
المسارات و السور يمكن ان يشكلا
معآ كياناً مدنياً و حضارياً يسعى
اليه الدارسون و الذي غالباً ما
نظروا الى تخطيط مدينة بابل بشكل
آسطوري والذي حدد في يومآ ما
مورفولجيات كل المدن الاغريقية
بل و لحد الان حسب زعم احد
المؤرخين في كتابة بابل في كل
مكان و التي يقارنها بباريس ولوس
انجلس و نيويورك . .
ان الحجم الهائل
للقصر الشمالي الذي يعتقد الباحث
الدكتور منير يوسف هو الجنائن
المعلقة يشكل القطب الاول و محور
ارتكاز الشوارع الرئيسيه اهمها
شارع الموكب .اما القطب الثاني
فهو المعبد ان هذه المساحه
الشاسعه بين هذين المبنين الذين
يشكلان قطبي النموهائله والتي لم
تكتشف لحد الأن ولم تعتمد بسبب
اعتماد (بؤرة) موقع واحدة و ليس
قطبي نمو لذلك في حالة قبول نظرية
القطبين وليس التطور الشعاعي و
توصيل بابل من الجنوب حيث المعبد
بالشمال حيث القصر الشمالي ستكون
لدينا مدينه تاريخية متكاملة
نموذج لتخطيط المدن و منظرا
طبيعيا ثقافيا يبين تفاعل الانسان
مع طبيعته لاجل خلق حضارة . ان
تهيئة المكان لاجل التنقيب المقبل
كافي لقبولنا كموقع تاريخي لان ما
هو تاريخي غير مكتشف يشكل 90% من
الموقع و الذي سيكتشف سيغطي على
كل اخطاء الماضي الذي لاتشكل سوى
10% من الموقع .
ان معيار المناظر
الثقافية المتضمن نقاط مهمة من
التاريخ الانساني هو ما نص عليه
المعيار الرابع اضافة الى المعيار
الثاني وكلا المعيارين مجودين
وبقوة في الموقع.
يعد الجهد
الانساني لاجل اعداد الموقع عملآ
سهلآ جداً لانه لا يتجاوز اعمال
موقع ترابية يمكن تنفيذها من قبل
أي دائرة بلدية بالتعاون مع
الدائرة المحلية للمركز الوطني
للمختبرات الأنشائية وفق مخططات
معدة و دقيقة واصيله اساسآ موجودة
لدينا و موثقة من قبل اعلى
الخبراء العالميين كما توجد لدينا
تجربة عالميةبحثية في مجال عمل
التعليات الترابية بالطرق
التاريخية قمت بها بالتعاون مع
مركز بحوث البناء البريطاني في
منطقة الأهواروهي طريقة مجربة
وعلمية ويمكن الأستفادة منها .
لوكان قد توفر
المجال للمقيمين مشاهدة الموقع
حقآ لما كان قد فاتهم مشاهدة
المستوطنات البشرية التقليدية
التي لازالت تمارس الحياة والبناء
كما كان في عهد البابلين وهذا نصآ
متطلبات المعيار الخامس والذي
يحددفي طلبة الأستخدام المميز
للأرض و الذي يبين لتفاعل مهم
بين الأنسان وبيئتة (وكذلك تنص
علية وثيقة فنسيا) وهذا ما يحدث
في محيط الموقع فالجمجمة موقع
ديني متميزويحوي رفاة عمران ابن
علي بن اب طالب عليهما السلام
وعنانة المشتقة تسميتها
منالتسمية البابلية أننات و وهذة
القرية لازالت تمارس صنعتها
البابلية القديمة وهي عمل منتجات
الألبان وكما هو في أللوحات
البابلية القديمة التي تبين كيفية
صناعة الحليب ومنتجاتة. وقد
تعدت شهرتها المنطقة الى العراق
وحتى الدول العربية (كيمر الحلة)
التي تمتاز بة عنانة ان هذة
الفعالية التاريخية في عرف
الصيانة هو لايقل اهمية عن المبنى
التاريخي . وفي محيط بابل تنتشر
ايضآ الحرف التاريخية والتراثية
مثل حياكة البواري والحصران
وقواطع القصب وصناعة الدبس
والبناء بالطابوق البابلي (
الفرشي ) والذي سبق وأن استوردت
الهيئة العامة للاثار والتراث
معمل نهب اثناء الاحداث ولكنه
لازال موجود البناء و قواعده
وكذلك مشاتل النخيل المتميزة الذي
يمكن ان تعزز مفهوم بحر النخيل
الذي تتحدث عنه الاساطير البابلية
. ان كل هذه المستوطنات تعتبر
حاجز (
buffer zone
) نموذجي التي طالما طالب به
المقيمين من الأمم المتحدة و هو
اساسآموجود و كل ما نحتاج
هوتبويبه و اعداد قواعد
تنمويةحضرية لة.
أما أثار نهر
النيل الموجودةفي الموقع فهي مسار
نهر الأله اليل الذي يرمز لأول
توحيد للأله مما يدل بان العراق
القديم قد عرف التوحيد قبل غيره
من الأمم والنيل ما هي ألاتحريف
لاليل .ان مسار هذا النهر موجود
كذلك اجزاء من نهر بابل القديم
والحديث وقد استخدم لاحقاً في
العصور العباسية وكان مدعاة لنشأة
الحلة المزيدية و الحالية أضافة
لذلك فان مسار جزء من نهر الحلة
الحالي هو مسار نهربابل القديم
وقد اكتشف ووثق في عام 1906 مدعاة
لنشأة الحلة المزيدية و الحالية .
يمكن اعداد مجلدات حول الاثار
الموجودة و المحيطة ولكن ما يهمنا
هنا هو أثبات و بما لا يقبل الشك
تاريخ التكوينات ت
ان جميع ما ذكر
يوضح ثبات المعيار السادس ان هذه
المنشأة و المستوطنات هي ظواهر
ملموسةتشهد لترابط الاحداث مع
التراث الحي و الافكار و الايمان
و الأعمال الفنية ووسائط النقل
المتميزة(الكفة والعسيبية) .
لذلك فاننا و بدون
شك نملك كل ما نصت عليه المعايير
السته الثقافية. طبيعي هذا بعد
شيء من التفكير الدقيق و الترشيد
و النية الصادقة .
توجد هناك في
منطقة بابل ظاهرة فريدةوهي انناقد
نجد من الصعب علينا ان نميز بين
التاريخ
(associative
cultural landscape)و
الطبيعه والأنسان وهذا ما يسمى
لدى الامم المتحدة
ان دخول هذا النوع
من المواقع في قائمة التراث
العالمية مبرر بفعل قوة القيمة
الدينية و الثقافية المادية
فالمعاير الطبيعية هذه هي كما
يقال ( أضعف الايمان ) .وبابل
تنطبق عليها وبشكل لايقبل الشك
المعيارين الأول والثاني من
المعاير الثقافية الطبيعية
لا أود ان اسرد
الكثير ازاء المعايير الطبيعية
ولكن مجرد زيارة واحدة للموقع
تكفي لمعرفة القيمة الايكولوجية
كما ان بابل (كويرش) تمتاز بجو
محلي يختلف ذلك عن مدينة الحلة
بمعدل 5-10 درجات و يمكن ان
تتاكدوا من ذلك من الحلاوين ممن
كان يذهب لها لتمتع و الشرب
سابقاً .وسبب ذلك الرياح
الشمالية الغربية السائدة التي
تمرعلى المسطحات المائية ( احواض
سمك ) فتترطب و بعدها تمر
بالبساتين فتتنقى وبسبب
النهرتترطب ثانيتآ و تنتهي ببابل
مما يجعلها موقعا ايكولوجيا متميز
تنموياً سياحياً وذلك بعد ان
يتم التقيد بمتطلبات المواقع
السياحية الاثارية .
لابد ان نشير
الى ان مهمايكن فبابل اعلى قيمة
من الموقع التي تم ايجازتها
سابقاً مثل حقول الرز في الفلبين
ووادي القادسية في لبنان الذي
بررت اليونسكو قبوله لمجرد ذكره
في الانجيل فكيف اذن ببابل التي
وردت في التاريخ و الكتب السماوية
جميعها لابد ان اخوتنا اللبنانين
قد دفعوا الموضوع بهمة عالية ,
لذلك نأمل من اخوتنا اللبنانين
ممثلي العراق ان يدفعوا بنفس
الهمة بابل و لهم منا كل الشكر .
لا اود ان اعدد
المواقع المقبولة لانها لا ترقى
بأي شكل لبابل سوأ كانت المناظر
في نيجيريا او سواحل البلطيك و
غيرها التي قد نتفاجأ كيف تم
قبولها ومؤخرآ أعتبرت رقصة
التانكو من التراث العالمي ويبدو
أن حظنا كان من الممكن ان يكون
أوفرلوكنا قدقدمنا الهجع بدل بابل
لأن هذة الرقصة هي اصل رقصة
التششا التي اشتقت اسمها من الهجع
والتانكو هي احداصناف الششا وكما
قال عادل امام( يالةنشتغل رقاصين
والأجر على اليونسكو) .
ان قضية قبول او
رفض الموقع هي قضية وطنية بالاساس
و لا يمكن ابدأ الاعتماد على
الاخرين ممن قد لا يهمهم شأن
العراق لو دفعت لهم ملكوت السماء
و الارض فلن يتحركوا ازاءها كما
اني على يقين تام بأن هناك حملة
ظالمة منظمة تشن ضد تراث العراق و
اهله لا تقل ابدا عن الحملة
الارهابية التي نمر بها لذلك يجب
ان نضع خبرائنا العراقيين في موقع
المحامي و الاستشاري و خصوصاً
اننا نملك خيرة الاثارين و
المؤرخين و المعمارين والأستشارين
و المهندسين و المؤسسات العلمية و
التقنية التي قامت و تقوم باعمال
الصيانه .
ان النيات الطيبة
موجودة لدى الجميع و الكل يعمل
لكي يقدم الاحسن و حريصاً ان يقدم
العمل من وجهة نظره ان هذه النيه
الطيبة لاتكفي علينا ان نكون كما
هو عهدنا الحالي حواريين نفهم
احدنا الاخر و لا نتجاوز او نلغي
الاختصاصات و نعمل بمنهجية صيانة
الاثار و التي سبق ان نشرتها في
الصحف الرسمية , اضافة الى ذلك
يجب ان نتحلى بالنقد الذاتي
لتجاوز اخطائنا في استخدام
المباني و الصيانه وهي كثيرة جداً
وثقت بالسابق لدى المركز الاقليمي
لصيانة الممتلكات الثقافيه في
الوطن العربي ولهذا السبب تم
ألغاء المركز.
هناك خطوات رصينه
فاعلة اكيدة ثبتتها الامم المتحدة
في وثيقتين اساسيتين وهما اتفاقية
لحماية التراث العالمي والثقافي و
الطبيعي والتي يجب ان يعرفها جميع
المشاركين في الصيانة و الحفاظ و
يتفقون على تنفيذها قبل المبادرة
باي عمل اخر واعتبارها وثيقة عهد
العاملين و لايكفي في الحفاظ ان
يكون المشاركين ذو شهادات او
خبرات او مناصب ادارية ما لم
يلتزمون بهذه الوثيقة العالمية
اما الوثيقة
الثانية فهي الخطوط العامه
العملية لتنفيذ اتفاقية حماية
التراث العالمي الثقافي و الطبيعي
وهي خطوط تفصيلية مهمة لايسع
المجال لذكرها ولكنها توضح كيفية
اعداد الوثائق و المتطلبات لاجل
قبول المواقع وقرارات اللجنه
المقيمة التي تعتمد على :
1. وثائق دقيقة و
معده بعناية و احكام .
2. اجراءات و
سياقات دقيقة و شاملة و ثابته .
3. تقيم من قبل
خبراء مؤهلين وقد يسدعي الامر
لأستضافة خبراء محكمين قبل
التقديم .
أما مضمون الوثائق
فهو
.1 تعريف الملكيةِ
2. وصف الملكيةِ
3. تبرير
الموافقة على محتويات الموقع
4. حالة الحمايةِ
والعواملِ التي تُؤثّرُ على
الملكيةِ للموقع
5. الحماية
والإدارة
6. المراقبة
7. التوثيق
8. معلومات عنِ
السلطاتِ المسؤولةِعن الموقع
9. المخول
بالتوقيع نيابةً عَنْ الجهات
المسؤلة عن الموقع
انني و بكل ثقة
مؤمن ان لدينا القابلية لتنفيذ كل
ما ذكر اعلاه و علينا ان نستفيد
من الفرص المتوفرة لدينا الأن و
عدم فسح المجال لهدر الاموال
المرصودة من قبل البنك الدولي
وتحت ذريعة عدم المعرفه وعدم وجود
الكادرالمؤهل. ان هذا الادعاء سوف
يضعف من القيمة العلمية و
العملية العراقية وتؤدي الى تسرب
الموارد المرصودة الى الخارج كما
هو شأن جميع الموارد التي سبق وان
رصدت تحت عنوان مساعدة العراق او(
بناء القدرات) .
واخيرآ أن لم تتم
أجازتنا كموقع تراثي وتاريخي
فعلينا بالقيام بحملة عالمية لذلك
والأمم المتحدة تتذكر جيدآ دورنا
في أسناد حملة الحفاظ على أبو
سنبل ,و أ خيرآمدينة فاس ولكن هذة
المرة ستكون مختلفة أنها لبابل
(طبال والعرس لأبنة) .