انه قطعا ليس رياض قاسم" الزرقاوي" انه
ركن من اركان الثلاثي المسالم
!!!
كاظم الربيعي
لاتتوهم عزيزي القارئ الكريم وتظن " ان بعض
الظن اثم" ويسحبك خيالك بعيدا عن المضمون
عند قراءة العنوان الى ثلاثيات اخرى , انه
كان ينتمي فعلا الى الثلاثي المسالم المقدس
الذي عجزعن فصله جراحو عمليات التوائم
السنامية كان هم هذا الثلاثي المكون من شريف
الربيعي وفوزي كريم ورياض قاسم الى جانب
وجبات الكباب العراقي "و" حليب السباع"
اقتناء الكتب والحديث الذي يصل حد الملل في
جلساتهم المتأخرة من الليل بمقهى متواضع قرب
شارع ابي نؤاس في الباب الشرقي عن البير
كامو وجون بول سارتر وسيمون دي بفوار وعن
الادب و الشعر والثقافة في العالم تكلفك
الجلسة في صفوفهم " درزن من حبوب صداع الرأس.
المقهى التي كانوا يرتادونها تنفرد بتقديم
الشاي الاسود الداكن المطعم بالهيل.
لكن كوارث العراق المتلاحقة التي اضطرت
ملايين العراقيين الى ترك الوطن مكرهين فصلت
هذا التوأم الثلاثي بل ومزقته ووزعته في
الشتات ليبق رياض قاسم في العراق ويطوف شريف
الربيعي عواصم عربية واجنبية تحت ظل اعلام
وصحف المقاومة الفلسطينية.
لاتغرنكم تسمية" المقاومة والكفاح المسلح"
فهو ذلك الرجل المسالم الذي لايجرؤ حتى على
خدش كرامة انسان اوقتل بعوضة ليحط به الترحال
بعد سنوات في مدينة الضباب ويتلاقفه الداء
الخبيث ويدفن في احدى مقابر العاصمة
البريطانية لندن.
وبفقدان الثلاثي المقدس احد اركانه ممثلا
بشريف الربيعي تحول الثلاثي المسالم الى
ثنائي فوزي كريم ورياض قاسم اطال الله في
عمرهما الاول هو الاخر رمت به رياح المهجر الى
عاصمة الضباب " لندن" التي يعيش فيها حتى
كتابة هذه السطور وبقي رياض في العراق يتحمل
كوابيسه القديمة و التي اتى بها " الحفاة"
لنسمع عنه من رواية المشاركة في قتل انسان
ليرم في سجون ناقصي الجاه وفاقدي الكرامة وهو
بهذا العمر ومن يدري ربما نسمع انه تحول الى
رياض قاسم الزرقاوي وفق الروايات التي تسوقها
السلطة بعد ان تحولت صولاتها من مقاتلة
الارهابيين الى مقارعة اصحاب الاقلام الحرة
بعد ان فشلت في تحقيق شيئ يسجله العراقي
لصالحها.
من صوته الجهوري المعروف تدرك انه رياض بين
اوساط الشلة حتى في العمل ولن يخفض صوته حتى
عند سماع ايقاع صوت حذاء رئيس التحرير سعد
قاسم حمودي مارا في الصالة.
كان يسخر حتى من نفسه, عرفته في" دار الجماهير
للصحافة" في العيواضية ينهي عمله متوجها الى
مقهى " الجمع" في الباب الشرقي يقطع تلك
المسافة البعيدة احيانا مشيا على الاقدام مارا
بشارع الرشيد والمتنبي ليلتق الثلاثي في تلك
المقهى التي يرتادها الكثيرون من الكتاب
والصحفيين والشعراء بينهم الشاعر المرحوم
عبدالامير الحصيري ورشدي العامل وغيرهم
الكثير.
لاحديث يدور بين الجلاس غيرحديث الشعر والادب
والاصدارات الجديدة التي ترد الى مكتب النهضة
القريبة والمكتبات التي تجاورها بعدها يدلف
الجميع الى حانة من الحانات لتناول المشروبات"
" المحرمات" كما يسمونها رجال السلطة الحاكمة
في العراق لاسيما " المعممين" منهم من الذين
يتمترسون في المنطقة الخضراء خاصة اولئك
الذين جربوا تلك المحربات باخفائها تحت
عمائمهم .
رياض قاسم يقبع في السجن بتهمة القتل؟؟
انها واحدة من الروايات الخيالية حقا.
اقولها بامانة انها نكتة ربما صدرت عن لسان
رياض هي التي كانت وراء هذه التهمة الملفقه.
تذكرني قصة اعتقال رياض ومحاولة تلبيسس تهمة
القتل له بذلك المواطن الساخر الذي رايته
عندما كنت ابحث عن احد اقاربي في سجون
ومعتقلات الحرس القومي واذا به امام عيني"
انه شاب لاشان له بالسياسة لكن كان في السجن
مع الاخرين .
سالته مالخطب ومن الذي اتى بك"؟
قال لساني.
قلت له وضح لي الامر. قال لم اقل سوى جملة
واحدة اوصلتني الى هذا المكان المرعب.
بعد الحاح همس في اذني قائلا.
لم اقل شيئا .. قلت " سيحكمنا رجل غير
مختون"" ما امطهر" وذلك في اشارة الى ميشيل
عفلق. هذا فقط ماصدر عن لساني.
والان اعتذر واقول " انه مختون مائة بالمائة"
.
ارجوا ان يفرجوا عني.
رياض قاسم كما عرفته بعيدا عن اي شيئ اسمه
ايذاء الاخر مابالكم اذا كان الامر يتعلق
بتهمة" القتل" ان الذين يجيدون هذه الاساليب
" الدنيئة" وتلبيسها للاخرين من الشرفاء
يعرفهم العراقيون .
مصيبة رياض ومصيبتنا بل مصيبة كل الشرفاء
الذين لايسكتون عن قول كلمة الحق ان لسانه في
النقد هو الذي جلب له هذه التهمة الملفقة.
كفى ضحكا على الذقون ياسادة ياحكام لان
العراقيين لم يعد يصدقون تلك المهازل بل و حتى
الصادق من بين صفوفكم ان وجد.
فقد ضاع " ابتر بين البتران".
افرجوا عن هذا الرجل تكريما لكبر سنه
ولعائلته االتي تنتظره.