<%@ Language=JavaScript %> د. جاسم العبودي فؤاد معصوم والإستخفاف برأي الشعب العراقي

 الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | أرشيف الأخبار | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

الدكتور جاسم العبودي

 صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org 

 

فؤاد معصوم والإستخفاف برأي الشعب العراقي والدستور

 

 د. جاسم العبودي

 

أعلم أنك أحد الأربعة (مع جلال طالباني وعادل مراد وعبد الرزاق ميرزا) مؤسسي التحالف الوطني الكردستاني.. وعلى ما أتذكر في 25 آيار 1975، في مقهى طليطلة في دمشق.. بعد انشقاق على الحزب الديمقراطي الكردستاني.. كنتم تتلقون - على لسان جلال طالباني- دعماً ماديا وعسكرياً من سوريا - جيران عملاء بالوراثة !- لكم معسكر قرب دمشق والآخر في قامشلي.. ودعماً مادياً من "عميد الحكام العرب !"، "أمغار الطوارق !"، "إمام المسلمين !"، وشاهنشاه "ملك ملوك أفريقيا !"، ومحرر أفريقيا من الزنوج !.. القذافي.. ودعماً سياسياً من الإتحاد السوفيتي.. قبل أن ينتقل إلى عالم الديناصورات المقبور..

وشغلت عدة مناصب سياسية منها رئاسة أول حكومة في دويلة (تحت تنورة إقليم) كردستان العراق عام 1992.. كما شغلت منصب نائب رئيس لجنة صياغة الدستور سيء السمعة.. وتشغل حاليا رئاسة كتلة التحالف الكردستاني في البرلمان العراقي منذ عام 2006..

وربما تتذكر العام الماضي (2009) عندما طلبت من طالباني التدخل لحل قضيه ابنتك وزيرة الإتصالات السابقة جوان، على أثر صدور إلقاء القبض عليها.. وبما أن طالباني رئيس دويلة كردستان.. وليس العراق الموحد، رفض تنفيذ أمر القبض.. وكالعادة اتهم مركز التنسيق المشترك بالشوفينية.. كما أن جواد البولاني؛ وزير داخلية العراق كان مشغولا في الدعاية لإئتلافه، فنسي مخاطبة الإنتربول للقبض عليها، لأنه لا صلاحية له على دويلة كردستان !.. وللإنجازات العظيمة للوزيرة بعد سنة وأسبوعين في الوزارة بالتمام والكمال (2005-6)، وارتباطها ببارجة الإنفصال الكهروكردستانية، أصبحت جوان بنت 35 سنة وزيرة متقاعدة.. تسرح وتمرح !.

في 16/3/2010 تسرَّح أعضاء مجلس النواب.. "إلى جهنم وبئس المصير غالبيتهم!".. وبعد 100 يوم من المخاض العسير.. في يوم الإثنين 14/6/2010 أفتتح مجلس النواب العراقي دورته الإنتخابية الثانية (2010-2014) بجلسته الأولى برئاسة أكبر الأعضاء سنّاً فؤاد معصوم.. ومن هنا تبدأ الحكاية:

1- أتوجّه إليك - يا فؤاد - بدون مديح ولا رتوش ولا ألقاب.. لأوجز لك صوت شعب أضخم من السماوات والأرض.. زلزال على الطواغيت.. سيف مارد على مغتصبي حقه.. لتفكر بإنصاف وعدل بوحدة وطنك العراق.. وتنصفه من نفسك ومن دويلة كردستان.. وتجاهد بكل ما أوتيت تثبيت ذلك على أرض الواقع.. لما لمست فيك من حصافة عقل.. وعليه أكنُّ لك احتراماً.

2- "بْداعَةْ جْوان عليك.. لا تْوَدِّيلي خالد شواني".. لأن أسلوبه متشنج.. وطينته معجونة من غلظة وعنجهية.. وخلق فظ.. وتحاليله تعبّر عن الكره المقيت للعرب.. وقاموسه لا يعرف سوى الشوفينية.. ومن صالحكم جرّ أذانه واستبداله.. والبون شاسع بينه وبين محمود عثمان مثلا.. كما أنه سيوصي (الأشايس) "الموساد الكردية" "أنْ يْديرون بالهم عليّ"، فلا تشترط عليّ "إقامة فقط" و"كفالة موظف في حكومة دويلة كردستان" - مثلما يشترطون من بقية العراقيين - لزيارة صديقي كاكة صابر أمين في أربيل، وإنما يأخذونني في رحلة ممتعة في سرداب مظلم لرؤية اغتيال المرحوم سردشت عثمان !..

3- الدويلة الجديدة قائمة.. وزراء ورئيس وزراء ورئيس حكومة ورئيس برلمان ورئيس إقليم بالوراثة.. بالمناسبة مخالف للدستور (بدون شهادة جامعية).. وكما تقول صحيفة "معاريف" - وهي أدرى - "الكرد على شعرة من الإنفصال.. إلى أن يضمّوا كركوك".. عند ذاك يعلنون مملكتهم.

4- زعماء هذه الدويلة لما أيقنوا أن لا تركيا ولا إيران.. ولا حتى سورية الضعيفة بعيونهم.. تسمح لهم بتحقيق حلمهم الوردي.. وقد أكدتَ - يا فؤاد - ذلك في مقابلة مع قناة البغدادية بتاريخ 17/6/2010  بقولك: "لأن هذه الدولة ستكون في قتال دائم مع محيطها".. لذلك منذ عام 2003 عدلتم إلى إقامة دويلة مستقلة داخل العراق على مراحل.. لا تسمح لبغداد التحكم بها.. بل هي التي تتحكم بالعراق.. وتحوّل بغداد إلى بنك مركزي لها فقط.. وتكون الخمس المعطل لدولة موحدة..

5- لقد أكمل الإنفصاليون الأكراد أغلبية مقومات هذه الدويلة.. رئيس جمهورية العراق كردي.. ولا مانع.. ولكنه دائماً يدافع ويمثل دويلة كردستان.. رئيس أركان الجيش العراقي كردي.. رئيس المخابرات كردي.. رئيس لجنة حماية أموال العراق كردي (روز نوري شاويس).. وزراء ورئيس وزراء ورئيس حكومة ورئيس برلمان ورئيس إقليم بالوراثة في دويلة كردستان على حساب مصالح الأكراد العراقيين.. وزير خارجية العراق كردي.. كرَّد الوزارة.. وفتح لكم شبه سفارات في كثير من بقاع العالم.. والآن تطالبون بوزارة النفط لتحققون مآربكم في نفط شمال العراق.. ولم يبق سوى إذاعة البيان رقم واحد: "بسم فخامة الرئيس الكاكة مسعود برزان أعلنا الإنفصال..!!!".

6- لم يبق لكم من الوظائف الحساسة إلا رئاسة البرلمان العراقي.. وهو ما تسعون له جاهدين.. ومن هنا تبدأ مصيبة أخرى.

7- وهكذا كان.. بعد اتفاق سري مع (إئتلاف العراقية) بزعامة علاوي.. يترأس فؤاد معصوم أولى جلسات مجلس النواب الجديد التي شهدت أداء غالبية النواب لليمين الدستوري.. ثم يرفعها بعد أقل من نصف ساعة من افتتاحها.. على أن تبقى الجلسة مفتوحة دون تحديد.. وهي خطوة محبطة لآمال الشعب ومخالفة دستورية.. ولاتستند الى أي سند قانوني كما صرح كثيرون.. وقد وصف، من بين كثيرين، (28/6/2010 ) محسن السعدون؛ عضو التحالف الكردستاني "الوضع السياسي الحالي بأنه غير دستوري لعدم وجود شيء اسمه جلسة مفتوحة في الدستور"..

ولا ينص دستور العراق كما الحال في لبنان، على توزيع المناصب الرئيسية في الدولة على أسس طائفية، لكن الآراء قد استقرت منذ 2005 على أن يحصل الأكراد والسنة على رئاسة الدولة والبرلمان. وكان البرلمان السابق سنة 2005 أبقى جلسته الاولى مفتوحة مدة 41 يوما.

8- بعد 100 يوم من النطاح بين المالكي وتحت إبطه 89 نائباً، وعلاوي ووراءه 91 نائباً على منصب رئيس الوزراء.. وقبلها سبع سنوات عجاف.. لا يلتفت أحد منهم لعملاق الخطر المعشعش في الدويلة الجديدة.. ولو إلتفت واحد إليها.. "سَودَهْ عليه".. يخاف على كرسيّه.. أو من "زوج بيشمركة" يغتالونه.. وتضيع "الصاية والصرماية".. كما يُفعل مع أهل الموصل أو عنكاوة أو كركوك..

9- عدم ترؤس الجلسة من قبل عضو القائمة العراقية حسن العلوي كان "مراوغة سياسية من إئتلاف العراقية، و"صفقة بين العراقية والتحالف الكردستاني" كما أكد كثيرون.. كعربون دسم.. أو"دهن زراديم" كمقدمة لتسليم كركوك لكم.. عند الحصول على منصب رئاسة الوزراء !.. وإن صرّح حيدر الملا (17/6/2010)؛ وهو أحد الأربعة الناطقين الرسميين لإئتلاف العراقية، "أجندة العراقية لا تتضمن التنازل عن كركوك".. هو للإستهلاك المحلي لا غير..

10- يبدو أن الشفافية مفقودة في قواميسكم.. من يقول لنا أنّك أو حسن العلوي أكبر سنّاً؟.. وكان من المفروض عليك ذكر تاريخ ميلادك بالضبط أمام الجمهور.. كما أن موقع البرلمان العراقي بالإنترنيت ملزم، على الأقل، يذكر بالتفصيل سيرة كل نائب وصورته.. ولكن.. كيف نطلب هذا من موقع أغفل الكثير من أسماء البرلمانيين الجدد ؟.. وربما يكون معذوراً لأنهم يعيشون في الخارج !..

11- في الصف الأول من البرلمان كان هناك محمد بحر العلوم.. على مقربة من عمار الحكيم.. وكمال كركوكي وغيرهم.. ومحمد بحر العلوم هو الذي افتتح مجلس الحكم لأنه أكبرهم سنّاً ؟..

هل "خَشَّ عمره بالغَسِل" ؟ " أي نقصَ اليوم.. أم أنه ضيف ؟.. فإن كان ضيفاً هو وعمار الحكيم وكمال كركوكي ومن لفّ لهم .. فآداب البرلمانات الآدمية المتحضرة تسمح لهم بالحضور في الطابق العلوي أو خلف النواب.. هذا برلمان شعب منتخب جِدِّي يا فؤاد !.. وليس برلمان مجاملات..

12- من سمح لك بعقد صفقة مع أعضاء من السلطة التنفيذية (نائبي رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ونائبيه والوزراء الفائزين بالإنتخابات) بعدم ترديد القسم في جلسة مجلس النواب ؟.. رغم علمك أنها مخالفة دستورية صارخة، للمادة (49) سادسا من الدستور التي لاتجيز لعضو مجلس النواب الجمع بين عضوية المجلس وأي منصب أو عمل رسمي آخر.. وقد قدم عادل عبد المهدي مذكرة لك حول عدم دستورية هذا القرار، وإن كان هدفه إسقاط حكومة المالكي ووزرائه.

وكان حق الشعب عليك دستورياً الإصرار على تقديم استقالاتهم من الحكومة، وتحويلها إلى حكومة تصريف أعمال، لتأدية القسم الدستوري.. وإلا سيبقون لاصقين بكراسي السلطة "بغرة" !..

كما أن عدم إعتبار هذا الإجراء أمراً إستثنائيا يخص هذه المرحلة سيعطي مجالا للحكومات المقبلة في اتخاذ الخطوات المماثلة.. وسيصبح عرفا متبعا في كل دورة برلمانية.. وسابقة خطيرة في خرق الدستور يهدد النظام البرلماني والعملية الديمقراطية..

13- من أعطى الحق لجلال طالباني التغيّب عن إفتتاحية البرلمان ؟ هل هو فوق القانون والدستور ؟ .. أم ستقول لنا أنه متوعك صحياً.. فقد رأيناه في الوقت نفسه يستقبل وفد برلمان كردستان برئاسة كمال كركوكي.. وقد انتقدت "حركة التغيير" الحوارات التي أجراها كركوكي مع طالباني والمالكي ووصفت تلك اللقاءات بأنها خارجة عن برنامج عمل الزيارة..

14- من أعطى الحق لكركوكي حضور برلمان العراق ويمنع أن يشارك برلمانو العراق في برلمان دويلتهم ؟.. ومما يخجل الجبين.. يهرع المالكي عند دخوله البرلمان لمصافحته من دون الآخرين !

15- ترديد القسم الدستوري باللغة الكردية مخالف للدستور وبدعة تتحمل وزرها.. وأنت تزعم الحيادية.. بعد أن ردد النواب القسم وراءك بالعربية.. كررتَ على الحضور نص القسم الدستوري باللغة الكردية.. وهذا جزء من مقومات دويلتكم التي تخططون لها.. مما أثار استهجان بعض النواب فلم ينهضوا، كما أن قسماً منهم ضحك مستهزئاً وظلوا جالسين في أماكنهم وعلامات الانزعاج بادية على وجوههم.. ولو ملكوا شجاعة نواب شعب لأعترضوا على هذا القرار.. ومنعوه بشتى السبل..

16- حسب الصحف الكردية أن الإنتخابات البرلمانية العراقية في أذار مارس الفائت كشفت عن حالة التشتت والولاءات المتعددة في صفوف حزبكم يا فؤاد !. فقد توزعت أصوات ناخبي الإتحاد على 14 مرشحا فقط، "فلم يحصل قياديون بارزون منهم فؤاد معصوم الذي يترأس قائمة‌ التحالف الكردستاني على الأصوات الكافية‌ للوصول إلى برلمان في بغداد"..

وحسب معلومات مفوضية الإنتخابات أنك قد "حصلت في مدينة أربيل على 5166 صوتاً". وليس كما زعمت "إني حصلت على 25 ألف و 987 صوتا، وتنازلت لسيدة عن أصواتي".. ولهذا نجحت في الدور الثاني بواسطة مقعد تعويضي، كان من المفروض أن يكون من حصة آخرين يستحقونه... منظمة تموز لمراقبة الانتخابات ذكرت:" إن الحصول على مقعد في أربيل يتطلب 49 الفا و817 صوتا وفي دهوك 45 ألفا و913 صوتا وفي السليمانية 47 ألفا و168 صوتا "..

17- أعلنت المحكمة الإتحادية العليا في بغداد الاثنين 14/6/2010 عدم دستورية التعديل الذي أجراه مجلس النواب السابق على قانون الإنتخابات والقاضي بمنح المقاعد التعويضية إلى القوائم الفائزة، وبعدم دستورية البند الخاص بمقاعد الكوتا للأقليات، وبينها الإيزيدية في قانون الانتخابات لعام 2010.. وجاء قرار المحكمة إستجابة للدعوى التي رفعها عضوا مجلس النواب السابق مفيد الجزائري (الحزب الشيوعي) وعمر علي حسين (الاتحاد الإسلامي الكردستاني) في يناير الماضي ضد رئيس مجلس النواب (إضافة إلى وظيفته).. باعتبار النص باطلاً لتعارضه مع الدستور الدائم.

لذا أقول لك بصراحة أنك غير منتخب من قبل الشعب وإنما موظف معيّن من قبل حزبك بالوساطة.. وهذا مما يؤسف له ويحزّ بالقلب.. واستهتار بحقوق الشعب.. ولا تصلح أن تكون رئيساً لمجلس النواب.. وإن كنتم مما تسعون له في الأيام المقبلة..

18- إن الصلاحيات العريضة لدويلتكم التي حصلتم عليها مستغلين ساسة ضعفاء هي أضعاف حقوقكم.. ويجب تعديل الدستور كاملاً.. ويجب إعادة النظر فيها عاجلا أم آجلا.. وتذكرْ أن الشعب العراقي لا ولن يسمح لكم أن تكون حقوقكم أكثر من بقية الشعب العراقي.. لا ولن يعترف الشعب لكم بها.. وأولها القنبلة المسمومة المادة 140.. ولايسمح لكم بالإنفصال.. فالكرد جزء عريق من شعبنا.. وستبقى بغداد العاصمة الأبدية للعراق.. وليس أربيل.. رغم أنف الإنفصاليين.. ولا طريق لكم إلا وحدة العراق..

ولا تكونوا كالضفدعة التي أخذت تنفخ نفسها لتكون بحجم الفيل.. ومن شدة والنفخ والضغط انفجرت.. فاحذروا مصيرها..

 

الدكتور جاسم العبودي  في 29/6/2010

jasimalubudi@jazzfree.com

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | أرشيف الأخبار | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

 
 

 

لا

للأحتلال