<%@ Language=JavaScript %> لست شاعرا ( رثاء نصوص ذاويه )

 االصفحة الرئيسية  | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | أرشيف الأخبار | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

مقالات مختارة

 صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org 

 

"عودة إلى سلسلة مقالات: هل تقرأون ما نكتب وهل تفهمون ماذا نُريد"

متى تُقرع الأجراس لإمبراطورة العراق زهاء حديد في بلادها ؟

ومتى تقام لها أقواس النصر ؟

د. هاشم عبود الموسوي

 

 

 

اعتاد الأباطرة العظام، عبر صفحات التاريخ، عندما يحققون نصراً على أعدائهم، ويعودون بجيوشهم الجرارة إلى بلدانهم، بعد أن يكونوا قد أحلوا الدمار، ونشروا الموت والخراب في أراضي أخرى خارج أراضيهم، تقام لهم أقواس النصر، ويأمرون ببناء صروح ضخمة تخليداً لانتصاراتهم. كل ذلك حدث منذ بدء الخليقة، وعند ظهور الحضارات الأولى: السومرية والأكدية والبابلية والأشورية والفارسية والفرعونية، وحضارات المايا. والإنكاس والفينيقية والإغريقية والرومانية، وغيرها، وحتى يومنا هذا.

 

 

مركز الفنون الآدائية، ابو ظبي/ الامارات، (2008).

 

والثمن كان إزهاق أرواح بشر وتهديم حضارات بشرية قائمة.. ويعود هؤلاء الأباطرة مُبلّلةٌ أيديهم بدماء قتلاهم، يجرّون خلفهم أسرى شعوب أخرى من النساء والأطفال بعد أن قتلوا كل الرجال.. ويا بلاهة التاريخ، هؤلاء تُقام الاحتفالات تكريماً لبربريتهم، وتُشاد القلاع والحصون باسمهم، وتُطلق عليهم الألقاب، وتُحاك حول بسالتهم الأساطير، ويبقي التاريخ يُزيّف سيرهم، لتفخر من بعدهم أجيالٌ ببأسهم، وشجاعتهم وسطوتهم.

 

توجد إمبراطورة واحدة فقط في تاريخ البشرية من بين كل هؤلاء الأباطرة، احتلت كل قارات العالم دون سفك دماء. وإجلالاً لها شَهِدَت، وشيّدت لها الدول من شرق المعمورة إلى غربها صروحاً حضارية، كانت تقوم هي بنفسها بوضع تصاميمها.. مُشيرةً إلى أنّ امرأةً عراقية آتية من بلاد ما بين الرافدين، وضعت تصميماتها على خارطة العالم، وختمت ختمها واشتهر اسمها لدى كل شعوب الأرض، أكثر من اسم أي قائد، أو مُفكّر أو شاعر، أو فنان عراقي تعرفه الشعوب.. تلك هي المفكرة الفذّة والمعمارية العراقية، الأسطورة.. زهاء حديد.

لا فخر لأشور بانيبال أو نبوخذ نصر أو الاسكندر المقدوني عندما قادوا آلاف البشر إلى معارك الكراهية والعنف والبغضاء.. الفخر لامرأة دخلت بلدان الفراعنة والإغريق والرومان، وامتدادات الأرض لا بآلة دمار وإنما بثقافة إنسانية مُرهفة، ومُشبعة بإحساس الإنسان بواقعه المعاصر مع نهايات قرننا الماضي وبدايات قرننا الحادي والعشرين.

 

خور دبي التجاري- ابراج الاشارة/ دبي

 

أشادت المتاحف ومنشآت السياحة والترويح، ومباني الخدمات، ومختلف المشاريع والمواقع الحضرية ذات النفع العام على المجتمعات البشرية.

أتعرفون يا من تقرأون مقالتي كيف تم استقبال هذه الإمبراطورة في أعرق المدن الأوروبية؟ عندما دُعيت إلى أثينا.. ووجد منظموا الدعوة أن أكبر قاعات هذه الدولة العريقة لا تتسع للجماهير المتعطّشة للقاء الإمبراطورة الفاتحة زهاء حديد. فأُقيم حفل استقبالها في ملعب رياضي كبير.. لتُلقي فيه محاضرتها وبوجود شاشات العرض الضخمة التي غطّت جوانب كل الاستاد الرياضي. هل نسأل أنفسنا، لم يجهل أبناء شعبنا اللامعين من مبدعينا ومُفكّرينا؟

ألا تستحق هذه الإمبراطورة فاتحة كل بلدان العالم أن تُقام لها أقواس نصر في كل المداخل الحدودية العراقية، وفي كل مدينة كبيرة وصغيرة..

أليس من حقنا على حكومتنا أن نُطالبها بالتعاقد مع ابنة البلد البارة (والتي في كل مقابلة تذكر بأنها عراقية قبل كل شيء، وتعتز بعراقيتها).. كي تُصمّم مشاريع إعمار كل المدن والقرى.. لنُشير للعالم بأننا رغم المآسي والحروب والدمار التي مرّت علينا طوال العقود الأربعة الماضية، فلا زال إبداعنا قائم، ومجتمعنا يحمل في داخله الصفات الذاتية التي تضمن له استمرار دوره الريادي بين شعوب العالم.

 

 

دارة الملك عبد الله الثاني، عمان/ الاردن

 

وليعلم الجميع وحكامنا أولّهم أن أمام كل مجتمع غاية، فهو يندفع في تقدّمه إما إلى الحضارة، وإما إلى الانهيار عندما يفقد المجتمع ثقته بنفسه، وتتقدّم الحركة لديه، فإنّه يفقد حتى تاريخه القديم، ويُصبح لا غاية له.

الإمبراطورة زهاء حديد، الأسطورة، والمعجزة، أعادت لنا كرامتنا وثقتنا بالنفس، بعد أن كانت قد تعفّرت بمستنقعات حروب همجية واحتلال وحشي .. وغياب الألق العراقي الأصيل الذي عرفته البشرية عنّا.

فهل هناك من قادتنا من يقرأ ما نكتب؟ وهل فيهم واحدٌ يفهم ما نُريد؟

 

 

د. هاشم عبود الموسوي

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | أرشيف الأخبار | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

 

 

 

 

لا

 

للأحتلال