الى مسعورستان:
لن نصمت ولو لاقينا المصير نفسه
لستُ "سردشت" ولا أحبُ ابنتك
حمزة الحسن
يبدو ان مسعورستان وحاشيته لم ينسوا
من تضامن مع الشاب الكاتب سردشت في
تلك الجريمة العلنية بسبب مقالات
انتقادية وبما ان هؤلاء يتعاملون بلغة
التصفية الجسدية لمن تطاله اليد ويقع
في ضيعة ومزارع مسعود البرزاني وهي
ملكية عائلية وقبلية مثل كل شيء في
جمهورية مسعورستان، فكانت التصفية
الاعلامية والشخصية والاخلاقية لمن لا
تطاله اليد، وهو اسلوب العاجز والجبان
واليائس، من خلال مأجورين صغار يقبضون
بيد ويضعون اليد الاخرى على الرأس
واذا لم يقبضوا شيئا فعلى القفا لأن
هؤلاء التجار هم جرذان كوارث.
لم تجد حاشية مسعورستان هذه المرة غير
عدد من المهتوكين اخلاقيا وسياسيا
وثقافيا لإطلاقهم في رغبة للانتقام من
موقف واضح من تلك الجريمة( ومن غيرها)
وهي واحدة من الاف الجرائم التي
ارتكبتها هذه العصابة المتسلطة على
رقاب الشعب الكردي وسرقت أرقه وعرقه
وتاريخه وسجلته ملكا عقاريا باسم
العائلة والقبيلة في أكبر مصادرة
لتاريخ شعب في القرن الواحد والعشرين
اضافة الى اغتيال المئات من العلماء
والاطباء والمثقفين والحقوقيين في
سنوات الاحتلال المشؤومة.
لماذا غضب مسعورستان من سردشت أولا
ومن تضامن مع ذبح سردشت، ثانيا؟ ان
المستهدف الحقيقي في قتل الشاب الكردي
لم يكن سردشت نفسه بل الصوت النقي
والنظيف والباسل وهو صوت سردشت، وحين
اكتشفت عصابات مسعورستان ان هذا الصوت
صار أكبر من حجمه الحقيقي لأنه ليس
صوت شخص بل صوت قضية، قرروا مرة ثانية
محاولة اغتيال الأصوات المتضامنة ولكن
هذه المرة بوسائل أكثر خسةً وجبناً عن
طريق حملات سوقية من قبل مأجورين صغار
لا يفرق أحدهم بين حرف الألف ورقبة
الناقة. لكن ما العجب في أن يكون
هؤلاء هم صرماية الدفاع عن مسعورستان
وهم على صورته من خلال فتح معارك
زقاقية( هل عندهم غيرها؟) بلا مناسبة
ومن دون أي سبب "واضح" وفجأة؟
هذه رسالة لكل الكتاب العراقيين
الشرفاء من مسعورستان الدمية والذليل
ولص الثورة تقول، كما جاء في بيان
نقاية الصحفيين في كوردستان:( إما أن
تصمت أو تلاقي المصير نفسه) وهذا (
المصير) متنوع حسب فقهاء الجريمة
وسراق ثورة الفلاحين الاكراد
والحمالين والطلبة ولكننا لن نصمت
أبدا... أبدا... لأن القضية أكبر من
تضحية سردشت الكبيرة والغالية وأكبر
من القتل والاغتيال الجسدي أو
الاخلاقي وأكبر من كل خسارة لأنها
قضية شعب يستحق التضحية من أجله بكل
الغالي، وبصورة خاصة الغالي ونرفض
التضحية بالرخيص لأن هذا الوطن يستحق
كل المجد والكرامة.
من بين كل النخبة الاعلامية والثقافية
والادبية الواسعة في العراق بتقاليدها
الوطنية الاصيلة لم تجد حاشية
مسعورستان في سوق الغنم غير عدد يقل
عن أصابع اليد الواحدة للدفاع عنه في
محنته وبما ان هؤلاء من المشبوهين
والاذلاء الصغار والمحتقرين من قبل
النخبة الثقافية العراقية، لذلك لجأت
ادارة اعلام مسعورستان في حملة كلبية
وفي مقالات يخجل منها الانسان السوي
ولكن كل شيء ممكن في العراق الأمريكي.
وبما أن هؤلاء من أرباب السوابق
والنصابين ومهتوكي السمعة( بعضهم هارب
من العراق بعد سرقة متجر في الشورجة
من طراز حادي العلوجي في أرض السواد)
فقد قاموا بوضع البراقيع على وجوههم
من خلال الاسماء المستعارة لكن الكلب
يعرف من نباحه ولو لبس جلد النمر: ليس
مهما الاسماء لأن المضمون واحد والعجز
واضح والكلبية هي، هي، لأن هؤلاء
كالسلطة المسعورستانية بعقل مغلق وفكر
مغلق وطريق مغلق ولا خيار سوى
الاغتيال.
لكي لا ننسى ان حمادي العلوجي الذي
كتب عنه الروائي عبد الرحمن منيف في
ثلاثية( أرض السواد ـ الجزء الاول،
يسميه منيف: البجغ) قد تمكن عن طريق
الدعارة والسمسرة من الوصول الى قلب
سعيد باشا والي بغداد وصار نائب
الوالي حتى وقع الباشا في غرامه وصار
يسميه "حادي" تدللاً، تاركا البلاد
للطاعون والطوفان، وهذا قدر عراقي
كريه في أن يتسلط على حكم هذه البلاد
مثل هذه النماذج وحتى اليوم، ونحن
بصدد كتابة دراسة طويلة بعنوان:( من
البجغ حمادي العلوجي الى الخواجة أنور
عبد الرحمن: قدر عراقي كريه) تتضمن
سيطرة هذه النماذج على حكم العراق
وأطراف الحكم في التاريخ من خلال
قرنين من الزمان لأن هذه هي أشكال
ظهور التاريخ في لحظات المنعطف
وسخريته من كل منطق وتحليل عقلاني حين
تغيب الارادة البشرية، وتشكل الجزء
الثاني من كتابنا: "تاريخ الشلايتية"
فلا يمكن فهم المأساة العراقية
المتكررة الا من خلال مفاهيم محلية
وسنكون اضحوكة لو فسرنا هذه النماذج
المشوهة من خلال الماركسية والوجودية
والميكافيلية والسريالية والهيغلية
والخ: التفسير الوحيد من خلال تبني
مفاهيم عراقية محلية من نسيج البنية
الاجتماعية المنتجة مثل: السرسرية
والعفطية والخوشية والسرابيت
والبلطجية الخ ـ من المؤسف ان كتاب
المفكر الشهير جاك ديريدا( البلطجية)
لم يترجم الى اللغة العربية حتى اليوم
لكي نقارن بين هؤلاء وبضاعتنا
المحلية.
مسعورستان لا يستحي من جريمة قتل هو
الذي قتل الاسرى العراقيين في سجون
جومان ورايات وكلالة قبل أن يهرب الى
ايران في اذار 1975( كنت شاهدا على
المجزرة وشاركت في نقل الشهداء) مع
الأب والشقيق ادريس، بل قاموا بتصفية
المناضل الكردي المعروف فاخر ميركه
سوري واخوته الثلاثة وكلهم سجناء وهم
من خيرة مناضلي العراق في السجون
الملكية( من نقرة السلمان الى سجن
الموصل وقتلوا في سجن البرزاني في
جومان) وكانوا من معارضي نهج الاب
والابن وتدخل الموساد في كل شيء، بل
لم يوفر مسعود وشقيقه حتى الأب الطاعن
بالسن( 90 سنة) والد فاخر واخوته وهو
شيخ صوفي تم قتله علنا في نزعة انتقام
وحشية، أبعد من ذلك تمت مطاردة الصغار
في حقول رايات وكان الربيع حتى تم
اصطيادهم واحدا واحدا بالرصاص في سعار
كلبي وحشي مقطوع الصلة بعالم البشر من
قبل الأخوين مسعود وادريس شخصيّاً مع
الجلاد عيسى سوار( النسخة الكردية من
ناظم كزار وبقية السلالة) رئيس جهاز
البارستن الاسرائيلي التأسيس والنهج،
قبل لحظات من الفرار عبر منفذ حاج
عمران. حين وصلت وحدة المطاردة
العسكرية وكنا أحد أفرادها كان الدم
حارا وكان غبار سيارات المجرمين
المهزومين المرتوين من الدم البريء
مايزال يغطي الطريق مع العقيد
الاسرائيلي زائيف الذي كان مقره
بمذكراته هو قبل فترة قصيرة حين صار
جنرالا متقاعدا في بلدة (ديانا) تحت
سفح جبل زوزك القريب من جبل هندرين(
راوندوز ـ مفرق طريق برسلين) الذي سطر
عليه يوما الشيوعيون( قبل زمن حميد
موسى النكوصي) ملحمة بطولية خالدة.
كل هذه الجرائم لكي لا يكون خلف عصابة
البرزاني الهاربة من يقود الحركة
الكردية من العناصر الوطنية النجيبة
لأن الحركة كلها ملكية وعقار وحيازة.
من يجرؤ على مصادرة حركة أو وطن هو في
الأصل ملك قبلي عائلي في زمن الحداثة؟
هل هناك قبيلة في التاريخ الحديث أسست
حداثتها؟ سردشت اقترب قليلا من هذه
الملكية ليس بالمصادرة بل بالمطالبة
واراد في الأقل انصاف تاريخ والده
الذي ماتزال بندقيته على الجدار تعلن
تاريخ سرقة شعب وعرق فلاحين وعتالين
وطلاب، وكانت جريمة القتل انذارا لمن
يقترب من مسعورستان بالصوت والصورة
والكلمة بل بالهمس لأن الملك عقيم.
لحاشية مسعورستان نقول: الصوت الحي
والنظيف لا يباع ولا يشترى ولا يموت
ولا يقتل ولا تستطيع كل اسلحتكم قتل
كلمة واحدة أو القضاء على نشيد واحد،
وليس مهماً أن ننتصر اليوم أو غدا في
معركة الحرية لأن شرف هذه المعركة في
الغاية وليس في النتيجة. نقول ما قاله
الموسيقار اليوناني العظيم ثيوداريكس(
واضع موسيقى فيلم زد) من وراء أسلاك
السجن خلال الانقلاب العسكري في
اليونان أوائل السبعينيات( انتم لديكم
دبابات ونحن لدينا اغنيات وكل
دباباتكم لن تستطيع قتل أغنية واحدة)
:
مسعورستان...لا أحب ابنتك لأن فرخ
الأفعى صل، ولا تطلق علينا هذا الصنف
من الكلاب لأن هذه الفصيلة من
المشوهين وعار التاريخ مقلوعة
الانياب أولا، ولأنها من ثقل ماضيها
وحاضرها لم تعد قادرة، ثانيا، الا على
النباح الليلي الطويل والشارع فارغ من
المارة.
www.alaazal.com