رسائل عبر بريد الموتى
الى كمال سبتي:
لماذا مضيت وحدك وتركت صاحبك القتيل؟
1
حمزة الحسن
أمس حاولت ارسال رسالة الى صديق وظهر
عنوانك البريدي أمامي كما تظهر جنازة في
منعطف شارع أو يبزغ قمر من وراء غابات
النهر في الغسق. قفز العنوان بلا توقع
وفكرت في أن أكتب لك هذه الرسالة عبر
بريدك الخاص: "بريد الموتى".
كمال... أعرف جيدا انك تجاوزت القلق
والخوف والانكسار والتوقع ولكنك لم تتجاوز
اللهفة وسأختصر عليك الطريق وأقول نحن على
حطت يديك لم نتغير ولن نتغير كما لو انك
الحي ونحن الموتى، حي في قصائدك وعزلتك
وموتك الشبيه بالقتل، ونحن موتى
بالاستعارة من دون حاجة الى قبور لأن
الاجساد تحولت الى مقابر. لم أتمكن من
مصارحتك بأمر: بعد هروبك الأخير والنهائي
ونجاتك الابدية قبل اربعة أيام من (
الحادث) وبعد مرور عام وجدت في بريدي
رسالتين منقولتين الى حقل المسودات في
انتظار قرءاتهما في وقت مناسب بسبب ظروف
العمل لكن هروبك السريع دفعهما الى
النسيان وهيمن الحدث الكارثي على كل شيء
وكنت أتصور انها واحدة من أساليب التخفي
التي نبرع بها أحيانا لكي نسرق من الوقت
وقتاً وكنت ألومك مع نفسي على طريقة سميح
للمتماوت معين بسيسو: " يا صاحبي، في
النعش متسع لصعلوكين، ولحظة مستهترة،
فلماذا مضيت وحدك وتركت صاحبك القتيل؟".
في الرسالة الأولى تقول انك مريض جدا(مع
تفاصيل محددة) ولا تعرف ماذا يدور في
الخارج، وفي الرسالة الثانية تقول ان
العالم الذي عشنا فيه يجعلنا نقع في كل
لحظة ضحايا أخطاء البراءة ونتصور ان كل من
يكتب هو من فصيلة الملائكة( وأنا بريء من
هؤلاء ولا تحملني وزرهم) لذلك اخترت
العزلة لكي تكون حرية الم تقل يوما بنفسك:
ان اختيار العزلة حرية ولكن الاكراه عليها
سجن؟
اتذكر ذلك جيدا وقلت لك أبعد: حاول أن
تخرج من عزلتك يا كمال لأن العزلة على قول
نيتشة لا يتحملها إما اله او وحش: الأول
هو الاكتفاء المطلق، والثاني هو غياب
الاحساس المطلق بالفرح الانساني، وقلت
أيضا: هذه العزلة ستقتلك لأنك عشت في
مهرجان صداقات ومقاهي وحانات ولا تستطيع،
في قلب هذه العزلة، من أن تعيش على
الذاكرة لأن الذاكرة اذا لم تجد عناصرها
القديمة تلتهم نفسها في اجترار يومي
ومستمر وتتآكل بصمت تآكل الضفاف.
كنا نتحدث في العزلة بعد أن كنا نتحدث في
الضجة وهي أقسى أنواع العزلة لأن الضجة
غياب ومحو واندماج والعزلة حضور واكتشاف
وتفرد، الاندماج قطيع والعزلة تفرد،
الاندماج سجن والعزلة حرية، لكن هذه يمكن
أن تكون سجناً اذا لم نزاوج بين طرفي
نيتشة بين الاله والوحش ونعرف متى نكون
هذا ومتى نقترب من ذاك ومتى نطلق الوحش
ومتى نطلق الفراشة، متى نجلس لنكتب ومتى
نركض تحت المطر بشغف العصافير الصغيرة وهي
تحتفل ببركة ماء تتكون، الآن، تواً، في
احتفال بريء وصاعق وصاخب نازل من غيمة الى
حفرة وبين الغيمة والحفرة يتكون عالم واسع
ملون قد يكون الدخول اليه اسهل من الخروج
منه هو عالم الكتابة والشعر والخيال.
علاقة البراءة والعزلة كعلاقة الطائر
بجناحه: لا يحلق الطائر بغير جناحه لأن
السقوط مؤكد، والعزلة مع ذاكرة الشر
كالعيش في صداقة ذئب لا تعرف متى يلتهمك
لأن ذاكرة الذئب في أسنانه وليست في عقله
والبريء في عزلته لا يعاني من الدوي
والإثم ومن غبار الماضي بل يعاني من
الصفاء والانسجام ومن الوضوح والجمال ومن
النجاة والشعور الأخير يعادل فرحة النجاة
من موت داهم بلا مناسبة. هل سمعت؟ نتحدث
عن موت بمناسبة لأننا من جيل منقرض كان
الموت الطبيعي فيه احتفالاً وطقساً ورسائل
ترسل مع (المسافر) الى السابقين قبل أن
يصبح الموت جريمة تشبه الحياة.
كمال... هناك رسائل تصل في موعدها المقرر
ولا تقول شيئاً وهناك رسائل تصل متأخرة
وتقول امورا بسيطة لكن الزمن يمنحها ما
يمنح الطحلب للسفن الغارقة من جمال وغموض
أو ما يمنح الزمن لصور الطفولة بالابيض
والأسود من نقاء نادر يدفع للفرح والبكاء
والدهشة وحين قرأت تلك الرسائل بعد هروبك
السريع أجد انها تقول أمراً واحداً: إنك
مريض جدا ليس بسبب العزلة لأن هناك من
أخرجك منها ودمجك كل يوم في عالم ضاج
بالفراغ والصخب والعابر وهو ليس عالمك،
ولكن بسبب أخطاء البراءة، لأن البراءة
تنتقم من الجسد وتصبح شراً حين تقع في فخ
كافعى تلتهم نفسها قبل السقوط في النار.
كمال...
اكتب لي ، عبر البريد نفسه،
"بريد الموتى".
ـ بريد عاجل للموتى: ديوان شعر لكمال
سبتي.
ـ نسخة الى: كمال عبر بريده الالكتروني.
From: postmaster@mail.hotmail.com
To: hamzaalhassan@hotmail.com
Date: Tue, 29 Jun 2010 13:59:05 -0700
Subject: Delivery Status Notification
(Delay)
This is an automatically generated
Delivery Status Notification. THIS IS A
WARNING MESSAGE ONLY. YOU DO NOT NEED TO
RESEND YOUR MESSAGE. Delivery to the
following recipients has been delayed.
kamal@kamalsabti.com
من كمال سبتي عبر بريد الموتى:
الرسالة وصلت متأخرة
2
لم أصدق رسالة البريد الآلية المختزلة ردا
على رسالتي أمس الى كمال سبتي وهي تقول
باختصار:" ان رسالتك وصلت عنوانه، متأخرة
الخ". عندها فحسب تأكد لي ان الموتى لا
يردون. لكن ماذا عن بريد الموتى وزمن
الموتى وهو لا يخضع لقوانين البريد
الالكتروني؟ ان كل ما استطاع هذا الرد
القاسي وغير المتوقع ان يفعله هو قلع
الوهم عن ذلك الرحيل الفاجع والمبكر
والشبيه بالهروب ونهاية حكاية كون ذلك
الموت مزاحاً وتخفيّاً وعزلةً: الطفل يصدق
ما يروي وما يحلم ويصدم حين لا يحقق ذلك.
لكن الهروب تحت هذا المطر الاسكندنافي
الهاطل كسيل من البلور والضحك والتوهج
والضوء، قد يمنح الأسى لون الأمل: غادرت
المنزل تحت المطر. لم استعمل مظلة أبدا
ولو كانت الصواعق لكي لا افقد نشوة
الاندماج بسقوط المطر وعطره، لكي لا
تفصلني الحداثة عن الطبيعة، السلعة عن
البحر، الغطاء عن الوضوح، خيبة الرسالة مع
موعد مضروب بقوة الأمل.
على مهلك يا صاحبي على مهلك لا تركض تحت
المطر والبريد الالكتروني مثل العشق
الالكتروني وبريدي ليس هنا بل في مكان آخر
ـ كمال سبتي، عبر السور الحجري الذي يفصل
الساحل الطويل الضبابي الا من سفن مبحرة
في الليل، عن البحر، يقبل، ضاحكا، كطائر
بحري كبير( بحجم طائر بودلير الذي تمنعه
اجنحته الكبيرة من الطيران) لماذا، يقول،
هذا الخروج المتأخر تحت المطر؟ لعلك توهمت
لقاء على البحر أو العثور على طائر جريح
بسبب عاصفة أو تنقذ موجة خليعة من الضحك
المشاغب في هذا الليل الاسكندنافي الشبيه
بيقظة طفل في الصباح؟
من قال لك اننا نرد على الرسائل بهذه
السرعة والزمن هنا ليس الزمن هناك والموت
هنا ليس الموت هناك؟ فلا تغرق في الخيال
المتوهج تحت هذا المطر. على مهلك من الركض
والحلم و قميص الصيف وخيبات البريد وعثرات
الطريق وهياج النوارس وانعدام الشهية. يا
صاحبي، لا ترتطم بالسور والسرد والأشرعة
والشرطة والكتب والليل والوضوح وهذا الحجر
على الساحل. عد الي( آخرون... قبل هذا
الوقت) تجدني حتى في الاهداء:(صديقي...هذا
بريد عسى أن يكون قريباً الى نفسك في
عزلتك الثلجية ـ كمال،6 ـ1ـ 2003).
اقرأ، يا صاحبي، اقرأ( زهور برية، قَبر ـ
لا أنا، لا القصيدة كنا عرفنا شاحب الوجهِ
قبلاً. كيف انجررنا اليه؟ كيف قادنا الى
حكمته؟ كيف لي أن أراه بعد خاتمة القصيدة؟
من يدلني على كرسيه الخشبي في بيته
المتهدم؟ أختلي بما بقي لي من ذكرى في
القصيدة. نام القطيع أيتها الغابة،
واكتملت رحلة القبر. ما صدني أحدُ عن موتي
في السرير المدمى. والسحرة الجوالون
هلّلوا لحفلِ ليلهم بشرب النبيذِ وسماعِ
أناشيدَ مهرجين ـ تنكر لي كل من عرفت ـ من
مرَّ في ليلي بناي؟ ـ من بكى لجثتي في
بيت الجراحين؟ لا أحد ـ صيف 1997 ـ صيف
1998: ملاحظة من كمال: النص لم يكن قد
اكتمل).
كمال، تعال نرقص بنشوة المهور الصغيرة وهي
تنطلق أول مرة في البراري، على هذا الحشد
من الفرق الموسيقية التي ابتكرها( امرؤ
القيس) قبل عصر الأوركسترا، تعال على هذا
الفرح الطفل، فنحن لسنا سرابا لكي نضيع
بالقنابل، ولا دخانا لكي نتسرب، ولا
غباراً يتطاير في الريح من زمّار. تعال
الى حفل موسيقي مفتوح ولكن عليك أن ترقص.
هذا الايقاع راقص ليس على قدمين بل على
وقع الريح. اسمع جوقة الفرق الماسية تصدح
في الجزيرة العربية منذ قرون. اسمع ، يا
صاحبي، اسمع:
تَـعَـلَّـقَ قَلبِـي طَفلَـةً
عَـرَبِـيَّـةً * تَنَعـمُ فِي
الدِّيبَـاجِ والحُلِـيِّ والحُـلَلْ
لَهَـا مُقلَـةٌ لَـو أَنَّهَـا نَظَـرَت
بِهَـا *إِلـى رَاهِبٍ قَـد صَـامَ للهِ
وابتَهَـلْ
لأصبَـحَ مَفتُونـاً مُعَـنًّـى
بِحُـبِّـهَا *كَأَن لَمْ يَصُـمْ للهِ
يَومـاً ولَمْ يُصَـلْ
أَلا رُبَّ يَـومٍ قَـد لَهَـوتُ
بِـذلِّهَـا *إِذَا مَا أَبُوهَـا
لَيلَـةً غَـابَ أَو غَفَـلْ
فَقَالَـتِ لأَتـرَابٍ لَهَـا قَـد
رَمَيتُـهُ * فَكَيفَ بِهِ إِنْ مَاتَ أَو
كَيـفَ يُحتَبَـلْ
أَيَخفَى لَنَا إِنْ كَـانَ فِي اللَّيـلِ
دَفنُـهُ * فَقُلنَ وهَل يَخفَـى
الـهِلالُ إِذَا أَفَـلْ
قَتَلتِ الفَتَى الكِندِيَّ والشَّاعِـرَ
الـذي * تَدَانَت لَهُ الأَشعَـارُ
طُـراً فَيَـا لَعَـلْ
ولاعَبتُها الشِّطرَنـج خَيلـى
تَرَادَفَـت * ورُخّى عَليـها دارَ
بِالشـاهِ بالعَجَـلْ
فَقَالَـت ومَا هَـذا شَطَـارَة لاعِـبٍ *
ولكِن قَتلَ الشَّاهِ بالفِيـلِ هُـوَ
الأَجَـلْ
فَنَاصَبتُها مَنصُـوبَ بِالفِيـلِ
عَاجِـلا * مِنَ اثنَينِ فِي تِسعٍ
بِسُـرعٍ فَلَـم أَمَـلْ
وقَد كَانَ لَعِبِـي كُـلَّ دَسـتٍ
بِقُبلَـةٍ * أُقَـبِّـلُ ثَغـراً
كَالـهِـلالِ إِذَا أَفَـلْ
فَقَبَّلتُـهَا تِسعـاً وتِسعِيـنَ
قُـبـلَـةً * ووَاحِدَةً أُخـرَى وكُنـتُ
عَلَى عَجَـلْ
وعَانَقتُهَا حَتَّى تَقَطَّـعَ عِقدُهَـا
وحَتَّـى* فَصُوصُ الطَّـوقِ مِن
جِيدِهَـا انفَصَـلْ
كأَنَّ فُصُوصَ الطَـوقِ لَمَّـا
تَنَاثَـرَت * ضِيَاءُ مَصابِيـحٍ
تَطَايَـرنَ عَـن شَعَـلْ
فَهِي هِي وهِي ثُـمَّ هِي هِي وهي وَهِي
ـ مُنىً لِي مِنَ الدُّنيا مِنَ النَّـاسِ
بالجُمَـلْ
أَلا لا أَلا إِلاَّ لآلاءِ لابِــــــثٍ
ـ ولا لا أَلا إِلا لآلاءِ مَــن
رَحَـــلْ
فكَم كَم وكَم كَم ثُمَّ كَم كَم وكَم
وَكَم
-
َطَعـتُ الفَيافِـي والمَهَامِـهَ لَمْ
أَمَـلْ
وكَافٌ وكَفكـافٌ وكَفِّـي بِكَفِّـهَا ـ
وكَافٌ كَفُوفُ الوَدقِ مِن كَفِّها
انـهَملْ
فَلَـو لَو ولَو لَـو ثُـمَّ لَو لَو ولَو
ولَـو ـ دَنَا دَارُ سَلمَى كُنـتُ
أَوَّلَ مَن وَصَـلْ
وعَن عَن وعَن عَن ثُمَّ عَن عَن وعَن
وَعَن ـ أُسَائِلُ عَنها كُـلَّ مَن
سَـارَ وارتَحَـلْ
وفِي وفِي فِـي ثُـمَّ فِي فِي وفِي وفِـي
ـ وفِي وجنَتَـي سَلمَى أُقَبِّـلُ لَمْ
أَمَـلْ).
اسمع، يا حبيبي، اسمع خيول التاريخ ترقص
في الصحراء وهذا الشاعر العربي المتيم
يقيم حفلا راقصا في العراء قبل اختراع
السمفونيات. نحن لم نمت تماما، يا كمال.
كنت أريد أن استأنس معك بتلك الرسالة ولم
أحب ايقاظك على هذا الليل الأرضي. كنت
أريد المزاح معك على طريقتي كأن أقول: ان
الحمام على منائرنا صار اليوم يموء ومطرنا
صار وابلاً كالحجر. السحرة الجوالون،
المهرجون، في نصك غير المكتمل صاروا
جراحين بعد هروبك ويشكون اليوم من قلة
الكراسي والمال وجثث التدريب ولاننا نرسم
بالفحم الاسود طيورنا الميتة في الأعشاش.
نم يا حبيبي نم: لا أصدق هذا البريد. هل
تتذكر ما قاله الشاعر كوفيد في منفاه(
أعيش مع كتب قليلة، لكني أعيش في حوار مع
الراحلين) من قال ان الموتى هذه الأيام
موتى وليسوا مهرجين فارين بالتوابيت من
نقاط التفتيش والغبار ونوع الأسماء؟
نم، يا حبيبي، نم: يا خسارة صفقة الرابح
على قول الجواهري. الم تقل بنفسك( هذا
منامك، يا صاحبي، يداي ما كانتا يديَّ.
فلتعني على سجني)، نم، يا حبيبي، نم،
اقترب الفجر، الآن، ليس هو الحنين، ليس هو
الندم، ليس هو الصيف، ليس هو الحرس، ليست
هي الحكمة، ليست الثكنة، ولا المنفى، ليس
هو الفرح: إنه الشتاء العراقي القديم
و"مكيدة المصائر"، وكثيرون قبل هذا الوقت
...كثيرون بعد هذا الوقت.
كمال، سأخرج الليلة، تحت المطر، أيضا،
والمكان هو تلك الرابية على البحر،
قرب مرور آخر شراع وآخر ضربة ريح، تماما
جوار الموجة الأخيرة. لا تنس أن تحمل معك
الكرزات وعلبة فراولة لكي نرسل، مرة أخرى،
رسائل عبر بريد الموتى أيضا، عسى أن نوقظ
أحداً من منامه لكي يرقص معنا، غدا، بقوة،
عسى أن نوقظ عصفورا نائما من حلم طويل أو
وهم، ولا تفكر كثيرا بغرفة الجراحين ومرور
المهرج، لأن كل الساحات سيرك، بسبب ابن
الكلب... هذا الوطن.
هوامش:
ـ آخرون... قبل هذا الوقت: ديوان كمال
2001، والسطور الأولى إهداءً.
ـ كمال: أكرر لا تنس الموعد مع الكرزات
والفراولة وشيء آخر: مغرفة ماء كبيرة لكي
نرش الماء على بعضنا حين نمزح واذا
استطعت، احمل قليلا من النبيذ لكي يفرح
القلب، وشيء أخير، قنينة كوكا كولا لكي
نرسل رسائل حب الى عشاق منتظرين على البحر
قد تؤجل انتحارهم، وليس غير هذا الطلب
النهائي: بهارات وملح وبطنج لكي نضعها في
مؤخرة التاريخ عسى أن يكف عن العنفصة.
30/6/2010