حكايات فلاحية: مسؤولون مشوهون يريدون الجمل بما حمل! أبو سارة

                           

حكايات فلاحية: مسؤولون مشوهون يريدون الجمل بما حمل!

 

أبو سارة

 

          

                                 أطفال " العراق الجديد ” والمستقبل الموعود... !!!

 

بعث المحامون، الذين يتابعون قضايا العائلات العراقية، برسائل إلى وزارة الدفاع البريطانية، يطالبونها الكشف عن دور الجيشين البريطاني والأمريكي في الهجوم على العراق، والكشف عن وجود أسلحة ( ممنوعة – محرمة )، وعن النصيحة القانونية التي قدمت في حينها إلى رئيس الوزراء البريطاني السابق ( توني بلير) بشأن عملية الهجوم على الفلوجة ...بدأت منظمة الصحة العالمية بالتحقيق بشأن الزيادة المثيرة للقلق في الولادات المشوهة في العراق، والتي يرى ألأطباء العراقيون أنها بسبب استخدام الأسلحة الكيمياوية المحرمة دولياً في الهجوم على مدينة الفلوجة.  

أتذكر في ( بيروت – لبنان ) أحاديث بعض المسؤولين الفلسطينيين عام 1982 عن الفساد المالي والإداري وضرورة معالجة الموضوع قبل أن يصبح ظاهرة كبيرة في مؤسسات منظمة التحرير وخصوصاً ( فتح ) وكانت أكثر ألأحاديث تتناقل بين رواد مقهى ( أم نبيل ) في الفاكهاني – بيروت ، قرب مركز مجلة فلسطين الثورة ... وذات يوم أخبرنا صديق مقرب من القيادة الفلسطينية ( الفتحاوية ) أن هناك اجتماع سيحضره الليلة القائد ( ياسر عرفات - أبو عمار ) لتدارس الموضوع، ولابد وأن نسمع عن التفاصيل غداً وسوف نعرف عن( الجمل بما حمل )!

ولم يفصلنا عن ذلك ( الغد ) إلا ساعات معدودات، إلا إننا أكدنا على ضرورة معرفة النتائج التي سيسفر عنها ذلك الاجتماع، ربما بسبب الفضول وكثرة الأحاديث رغم إننا نعمل في منظمة فتح وأغلبنا من المتفرغين، ودّعنا بعضنا على أمل أن نلتقي ( غداً ) بإذن الله.

في اليوم التالي حضرنا على التوالي ( للمقهى ) ونحن بانتظار صديقنا ( مصدر الخبر ) دقائق وإذا به يبتسم وفي فمه كلام ، وقبل أن يجلس قال: أريد ( كباية شاي أكرك ) من أحمد الشيخ ... وأردف قائلا كما توقعنا أمس، نعم أنعقد الاجتماع بحضور ( أبو عمار ) وخرج بقرار هو: لا نجيب واحد جديد للمالية ( جيوبه فارغة ) مع التأكيد بملحق يقول، أن أخونا مسؤول المالية كانت جيوبه مليانة!

 في 10 / 5 / 2010 أكد المفتش العام في بوزارة الزراعة ( ضياء الغانمي ) عن حالات ( فساد إداري ومالي ) في الوزارة تثبت تورط عدد من المدراء العامين ووكلاء الوزارة في عمليات فساد مالي وإداري، وأشار ( الغانمي ) إلى أن لجنة تشكلت في مكتبه تمكنت من اكتشاف أكثر من( 900 ) عقدا زراعيا مزورا من عقود الأراضي الصحراوية في محافظة النجف فقط ، مشددا على أن لعمليات التزوير في عقود الاراضي الزراعية أثرا كبيرا على الإنتاج الزراعي.

ولفت ( الغانمي ) إلى أن مكتب المفتش العام لوزارة الزراعة تمكن في الفترة السابقة من اكتشاف عدد من المخالفات في الشركة العامة للتجهيزات الزراعية مطلع العام الجاري، داعيا الجهات المختصة إلى العمل على رفع كفاءة الكادر الإداري في مكتب المفتش العام للوزارة ليتمكن من تطويق عمليات الفساد.

وبالعودة إلى العنوان الرئيسي ( مسؤولون مشوهون يريدون الجمل بما حمل ) كشفت صحيفة (الإندبندنت ) 10 / 5 / 2010 أن الحكومة البريطانية فتحت تحقيقا عما تناقلته التقارير بخصوص تشوهات مواليد العراق البشرية، وطلبت وزارة الدفاع البريطانية من الصليب ( الأحمر الدولي )  التحقيق في تشوهات مواليد العراق إثر الإجراءات القضائية التي بدأتها عائلات عراقية ضد الوزارة بشأن دور الجيش البريطاني في الهجوم على الفلوجة عام 2004 واستخدام أسلحة كيماوية تسببت في تشوهات المواليد.

مشجيخة: في حينها أي في عام ( 2004 ) خرج علينا مسؤولون سياسيون وبرلمانيون ( رؤساء كتل وأحزاب ) معروفون من خلال القنوات الفضائية العربية ليتحدثوا عن مثل هذه المواقع، ويقصدون محافظة( الرمادي – الفلوجة ) وغيرها، مؤكدين على أن ( لابد من الحل العسكري  ) والسؤال من هو المشوه  ذهنياً يا ترى!؟.

أشارت صحيفة ( الإندبندنت ) البريطانية إلى ما أسمته قلق بريطانيا إزاء تقارير من العراق تحدثت عن تزايد أعداد المواليد بتشوهات على مدار سبع سنوات منذ غزو العراق إثر استخدام القوات البريطانية والأميركية أسلحة ممنوعة ...كما أشارت إلى رسالة كتبها وزير التنمية الدولية البريطاني (غاريث توماس ) تبين أن الحكومة البريطانية اتصلت بالهيئة الدولية للصليب الأحمر قبل سبتمبر العام الماضي لتقصي الحقائق.  

وقالت ( الإندبندنت ) أيضاً إن هناك أدلة على تزايد الولادات المشوهة،  حيث يتهم أهالي الأطفال الحكومة البريطانية بخرق القانون الدولي وارتكاب جرائم حرب وعدم التدخل لمنعها.  

وقال الناشط العراقي المقيم في بريطانيا ( مازن يونس ) عندما زرت الفلوجة لأسابيع قبل الهجوم، دهشت لمعرفة أن أغلبية السكان لم يغادروا المدينة، مشيرا الى استخدام الفوسفور الأبيض كسلاح في المناطق المأهولة بالسكان، الذي عرضته وسائل الإعلام في الأيام الأولى من الهجوم. وذلك لم يلق أي معارضة من الحكومة البريطانية التي ساهمت قواتها في الهجوم على الفلوجة. بغداد / موقع ( ينابيع )

مشجيخة: ( إللي عنده مداخلة أو تعليق يرفع أيده وبالدور رجاءً )... الوقت يداهمنا، مصيرنا ووطننا تحت رحمة هؤلاء! وكما ترون وشاهد الجميع ديمقراطية الاحتلال الأمريكي في الانتخابات لهذه السنة 2010 في" العراق الجديد " فاز علاوي ولكنه لم يفز، وخسر المالكي ولكنه لم يخسر! وإنما الخاسر الأول والأخير هو الشعب العراقي!،  والحال كما هو: مسؤولون مشوهون يريدون الجمل بما حمل !!

لم يكتف الحاكم المدني ( بول بريمر ) بما نهبه هو وجيشه ومرتزقته من ثروات العراق والعراقيين عندما سرقوا البنوك وما تحمل في داخلها من ( نقد وذهب وتحف وأرصدة ...الخ ) بل أصدر كتابه المشهور ( عام قضيته في العراق – صدر 2006 ) ليجعل من المسؤولين العراقيين المتعاونين مع الاحتلال الأمريكي أضحوكة للتاريخ الحديث، سواء جاءوا من خارج العراق مع الدبابة الأمريكية أم أولئك العملاء في الداخل، منهم على سبيل المثال لا الحصر( الشيخ فرقت القزويني ) والذي يتحدث عنه ( بريمر ) في كتابه قائلا: "عندما التقيت بهذا الأمام، طويل القامة صاحب العمامة السوداء لأول مرة، شكر الولايات المتحدة على تحريرها العراق وتحدث عن رغبته في تحويل العراق إلى " الولاية الأمريكية الثالثة والخمسين" وكان قد تولى للتو، الإمامة في مسجد صدام الذي بني في محافظة الحلة وقال لي انه يحلم في تحويله ( الجامع ) إلى جامعة للدراسة وتعليم الديمقراطية ." – ص 488

مربط الفرس:  مثل هذا الوضع المحرج والصعب الذي يمر به " العراق الديمقراطي الجديد " يذكرني بما قاله الملا عبود الكرخي:

ما صدّق ولو أهل القبور تعود      بها الأحزاب تترقـّي المواطن عود

يا وسفة وحسافة بالزبيبة عود       لازمت السكوت و واضبت كتمان

             ***     ***

يا جماعة ( خلوها على خياط العام ) وخلونا على المسؤولين والبرلمانيين في الدورة السابقة لسبب واحد هو: أن الجماعة أي هؤلاء المسؤولين والبرلمانيين قد ملئوا ( جيوبهم ) بما فيه الكفاية ليس داخل العراق فحسب، بل هرّبوا الفائض منها إلى الدول المجاورة والأوربية فلا تجيبوا لنا مسؤولين و برلمانيين جدد ( جيوبهم فارغة ) وهم على تربية الاحتلال الأمريكي ومؤسساته.

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | أرشيف الأخبار | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

 الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | أرشيف الأخبار | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

مقالات مختارة

تصدرها مجموعة من الصحفيين والكتاب العراقيين

webmaster@saotaliassar.org    للمراسلة