أبو سارة حكايات فلاحية: الرابح الأكبر... هو الخاسر الأكبر!؟

 

حكايات فلاحية:  الرابح الأكبر... هو الخاسر الأكبر

 

أبو سارة

 

سارة السهيل والعائلة الجديدة!

                

 الرابح الأكبر في المجتمع العراقي بعد الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق  هو :

 1- الدفانون ( حفارو القبور) وأصنافهم... الله يحفظ الجميع، ما عدا العملاء من المسؤولين العراقيين أدوات الاحتلال وغيرهم أينما كانوا.

 2- المحاكم المختصة وأدواتها بمن فيهم بعض المحامين وأغلب العاملين فيها... حتى الجايجية!

3- كبار المسؤولين من الرئاسات الثلاث والوزراء ووكلاء الوزراء والبرلمانيون ورؤساء الكتل والأحزاب... أينما وجدوا الذين هم تحت إمرة وخدمة المحتل الأمريكي.

1- نقل لي صاحبي الذي امتهن مؤخراً مهنة ( الدفن – حفر القبور ) كعمل حر بعد عام 2003 وحسب قوله لي أن مهنة ( الدفن ) لا تحتاج إلى واسطة أو شهادة علمية، أو رأسمال متحرك ولا شعارات مثل ( منجل وجاكوك ) لأن في الحقيقة لا أحد يهتم بالعمال والفلاحين، ولا هناك من يطالب بتأمين القبور، كما كنا نطالب بتأمين النفط !  ولا يزاحمنا عليه العائدون من الخارج لأنهم يحملون شهادات عليا أغلبها مزورة ودجالون بالوطنية... وكان هذا النقاش قد جرى عبر الهاتف وتحول إلى حوار ممتع على الأقل بالنسبة لي:

فقلت: كيف وصلت إلى ( محافظة النجف ) بعدما كنت تسكن قرية ( الزهرة ) في محافظة واسط

قال: وأنت كيف وصلت إلى ( مالمو – السويد ) !؟ ...اعتذرت له.

قلت: طيب... وكيف وضعك المعاشي والاقتصادي اليوم

قال: عال ألعال والحمد الله، وأردف قائلا : نعم أنت تعرف أنا وأخي ( راضي ) نعمل في مجال ( حفر القبور ) بعد أن تركنا أراضينا الزراعية ( الفلاحة ) بسبب قلة المياه وإهمال الأراضي وانعدام السقي والري والبذور والتسويق وأمور أخرى ربما أنت ( أبو مهدي - أبو سارة ) تعرفها جيداً... ووالدتنا لازالت على قيد الحياة تساعدنا في البيت وتربية الأولاد ... وفي كل مساء تسألنا قائلة: ( ها، يمه اشلون شغلكم اليوم )... فنتحدث معها عن عملنا ونجمع محصولنا نضعه بيدها وهي تدعو الله أن يزيد ويبارك ويأخذ بأيدينا ويحمينا من أولاد الحرام والمسؤولين... والحق يقال إنها دائماً تتذكرك يا ( أبا مهدي ) بالخير وتدعو لك بالموفقية...الخ

ويتحدث صاحبي عن دار سكنية عائدة له تتألف من طابقين في النجف ( 150 م 2  ) بلا حسد، وحسب قوله إن مهنة ( حفار القبور ) هي عمل مربح وراءه أكل خبز ويؤمن مستقبل أولادنا خصوصاً في هذه الأيام... وكما أسلفت والقول ( لصديقي ) خلال خمس سنوات والحمد الله أزداد ( رزقنا- مدخولنا ) ...وقال أيضاً وبكل بساطة وبرود أعصاب ( يمعود ) من التفجيرات وما تقوم به المليشات والأمريكان على الأقل حصتي أنا فقط في اليوم الواحد ( فد ) عشرين راس من ( الضحايا ) ...ناهيك عن المتوفين بسبب الأمراض أو الشيخوخة المبكرة، وهذا خير كبير نحمد الله عليه في "العراق الجديد".

قلت: له هذا كل ما عندك!؟

 قال: لا أنتظر... دائما والدتي تدعو الله بطولة العمر إلى ( بوش ) والجماعة من ( المسؤولين ) على ( تحرير العراق ) من العراقيين.

قلت: هل مر عليك احد المسؤولين العراقيين ؟

قال: لا والله لحد هسة ولا واحد منهم، بس أخذها مني يا (  أبو مهدي ) قسما براس سيدنا ( العباس )  لأنزعه حتى ( الكفن ) وأنسيه حليب أمه.

وأخيراً قال: تتذكر قصيدة نزار قباني: الله ... يا زمان ... يا صديقي

أنني مواطن يسكن مدينة ليس بها سكان

ليس لها شوارع

ليس لها أرصفة

ليس لها نوافـــذ

ليس لها جدران

ليس بها جرائـد

غير التي تطبعها مطابع السلطان

***                   ***

وأردف آسف يا عزيزي ( أبا مهدي ) يبدوا أن رصيد ( الهاتف - الموبايل ) قد خلص!  

2- على موقع ( القوة الثالثة ) بتاريخ 28 / 6 / 2010 قال المحامي حسام العزاوي: " شهد العراق ارتفاعاً هائلاً في نسبة حالات الطلاق. حيث تقع في محاكم بغداد الرصافة في الكرادة والمحاكم التابعة لها ملحقا بها الزعفرانية قرابة 20 إلى 50 حالة طلاق يومياً!".

ولفت ( العزاوي ) الأنظار إلى صعوبة الحصول على أرقام وإحصاءات دقيقة حول العدد الكلي لحالات الطلاق. لكن ارتفاع حالات الطلاق أصبح ظاهرة خطيرة لها تهديداتها حيال مشكلة الأرامل.

وأضاف: " يقع الطلاق بين الفئات العمرية التي تتراوح بين 28- 38 سنة. وخلال السنوات الثلاث الأخيرة ارتفعت حالات الطلاق بشكل هائل. وربما يمكن إيجاد حالة طلاق واحدة بين كل حالتي زواج أو ثلاثة. والأمر يشمل تقريبا كل محافظات العراق دون استثناء. 

وعلى الرغم من حصول تفاوت في الأرقام . فقد سجلت أرقام محكمة الأحوال الشخصية في محافظة ( ميسان – العمارة ) أرقاماً تتراوح من 52- 75 حالة طلاق يوميا. أما في محافظة ( الانبار- الرمادي ) فقد سجلت 35- 42  حالة طلاق يوميا في محافظة كربلاء أكثر من 45 حالة طلاق يوميا، وهكذا الحال في بقية عموم محافظات العراق".

وإن وكيل ( السيد السيستاني ) في مدينة الشعب، ويعمل في المجال الشرعي ( زواج وطلاق ) يقول :" إن نسبة الطلاق قبل 2003 قاربت 3 بالمئة .لكنها ارتفعت إلى 29 بالمئة في عام 2005 . ثم ارتفعت الى 50 بالمئة في العام 2007 . وبلغت 65 بالمئة العام 2009 . 

وحسب البيان الصادر من مجلس القضاء الأعلى، فان دعاوى الطلاق لعام 2004 كانت 28 ألفا و689 . ارتفعت إلى 33 ألفا و348 في 2005 . ثم ارتفعت مجددًا إلى 35 ألفًا و627 في 2006 . وارتفعت مجددا إلى 41 ألفًا و536 حالة طلاق في عام 2007 . وحققت نسبة الطلاق انخفاضا في الأشهر الأولى من العام 2008 . إلا أنها عادت لترتفع في العام 2009 بواقع 820 ألف و453 حالة طلاق".

    3- ويكفي مثال واحد من المسوؤلين المتنفذين العراقيين في محافظة الأنبار هو السيد ( عبيد الأجنبي المحتل ) وذلك الزواج الذي بلغت صرفياته أكثر من  (  4  ) ملايين دولار أمريكي ...ففي بيروت تم مؤخرا زواج ( عبد الرحمن ) شقيق ( علي حاتم سليمان الدليمي ) أي  ما يسمى بأمير الدليم على (  سارة السهيل )  شقيقه ( صفيه طالب السهيل ) النائبه في البرلمان العراقي... وتم الزفاف بكلفه تتجاوز ( أربعة ملايين دولار)  بضمنها الذهب والمجوهرات التي قدمها العريس للعروس – مبروك للعروسين - ... وكما هو معروف لكل المتابعين لمآسي العراق وشعبه،  أن مصادر هذه الأموال والعمليات التي أصبح بها العريس مسؤولا وثريا... منها مثلا:

1- العمالة للأمريكان.

2- نصب واحتيال وسرقه منازل العراقيين المهاجرين .

ونقول هنيئا لوالديهما اللذين أوهما البعض ومن خلال الأعلام العراقي المأجور بأنهما من مناضلي العراق والعكس صحيح  وهنيئا للشيخ علي وللنائبه صفيه  ورئيس دولة القانون السيد رئيس الوزراء ( نوري المالكي )... والسؤال كم هو: عدد القصور والعقارات لديهم وما هو حجم ومقدرات المبالغ النقدية المودعة في البنوك العربية والأجنبية خارج العراق وهي بحاجة إلى ما يسمى عملية غسل الأموال!؟ .

تزامن هذا الخبر مع زفاف الأميرة السويدية ( فيكتوريا ) ابنة ملك السويد (Karl den 16 Gustav ) وحسب التقديرات أن المصروفات قد بلغت (  2 ) مليون دولار مما حدا بالجهات الرسمية وغير الرسمية بإصدار بيان يشير إلى أن هذا المبلغ يدفعه والد العروس ( الملك ) وحده وليس الشعب السويدي ... وعلى الرغم من أن العائلة الملكية في السويد لا تنوي إحاطة الجميع علماً بالهدايا المقدمة إلى الزوجين، إلا أن وسائل الأعلام المحلية تمكنت من التوصل إلى أن عدداً من هذه الهدايا غير تقليدية، وعلى سبيل المثال: أهديت للعروسين ( لفيكتوريا ودانيال ) شجرة تفاح، ومئة ألف نحلة من الاتحاد السويدي لمربي النحل، بينما قدمت الحكومة والبرلمان هدية مشتركة مكونة من 1000 كوبا مختلفا في الأحجام والألوان.

 مربط الفرس : تشير التقارير الصادرة من مختلف الجهات والمصادر عن الأوضاع المأساوية في العراق وخاصة المعاشية والهوة الكبيرة التي أخذت بالأتساع في المجتمع العراقي،  نتيجة للغزو والاحتلال الأمريكي وأفرازاته بما فيها الديمقراطية المستوردة التي جاءت على ظهر الدبابة الأمريكية، تارة باسم العولمة التي تعني ( الأمركة ) وتارة أخرى باسم التطور الحضاري من خلال ( اللصوصية والسرقات والاختلاسات...الخ ) وأخرى عن طريق الغزو والاحتلال البغيض وبمساعدة عملائها من المحليين الكثيرين المنتشرين في مختلف أنحاء العراق والتي أصبحت من الظواهر العامة الخطيرة والمتكررة بين أهلنا ومعارفنا ومجتمعنا ...الخ.

 

                           

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | أرشيف الأخبار | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

 الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | أرشيف الأخبار | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

مقالات مختارة

تصدرها مجموعة من الصحفيين والكتاب العراقيين

webmaster@saotaliassar.org    للمراسلة

 

 

 

 

 

لا

 

للأحتلال