Untitled Document

               حكايات فلاحية: ولبعض الأمريكيات دور في الحروب القذرة!

 

            أبو سارة – 9 / 4 / 2010

             

         

  بمناسبة الذكرى السابعة لدخول القوات الأمريكية المحتلة إلى بغداد يوم 9 / 4 / 2003. وبمناسبة اعتزام التيار الصدري تنظيم تظاهرة في النجف غدا الجمعة 10 / 4 / 2010، أشار تقرير أمريكي بتاريخ 15 / 12 / 2009 ( بغداد نينا ) أن( 200 ) ألف مجندة أمريكية خدمت في العراق وأفغانستان ... وقال: إن من بين ( مليون و 800 ألف ) جندي نشروا في العراق وأفغانستان خلال السنوات الماضية كان هناك ( 200 ) ألف امرأة مجندة.

وجاء في التقرير أن ( 120 ) امرأة مجندة قتلت وان أكثر من ( 600 ) أصبن بجروح غير أن مئات أخريات قد عدن إلى (  أمريكا ) مع جروح يصعب رؤيتها ومعالجتها.

وأوضح التقرير ان المجندات الأمريكيات العائدات اشتكين مما أطلق عليه ( اضطراب ما بعد الصدمة ) ...وحسب الدكتورة ( ماتارا جارافوي ) التي تدير عيادة للصحة العقلية في إدارة المحاربين القدماء في ( بالو ألتو - كاليفورنيا ) فان النساء هن أكثر عرضة من الرجال بمرتين لتلك الاضطرابات.

قصص متشابه في نفس الزمان والمكان وأدوات الجريمة هي ( ذاتها - نفسها ) تتكرر.

 قرب مدينة أبو غريب على بعد( 32 ) كلم من العاصمة العراقية بغداد، يقع سجن أبو غريب وقد اشتهر هذا السجن بعد احتلال العراق من قبل القوات الأمريكية،لاستخدامه من قبل قوات الأحتلال في العراق، تمت معاملة السجناء في داخله وذلك اثر عرض قسم من صور تبين المعاملة بالغة الأساءة ( المريعة ) من قبل قوات الأحتلال للسجناء داخل السجن.

 تم بناء السجن من قبل متعهد بريطاني على مساحة ( 1.15 ) كلم مربع مع ( 24 ) من ألأبراج ألأمنية... تم عرض صور تبين طرق تعذيب الغير إنسانية للمعتقليين العراقيين وإذلالهم وتصويرهم وتكديسهم عراة من قبل الجنود الأمريكيين و قد سميت "بفضيحة أبو غريب".... لم يقتصر تعذيب المعتقلين العراقيين وإساءة معاملتهم على سجن أبو غريب فقط حيث وردت تقارير عن ممارسة أعمال التعذيب في مراكز الاعتقال الأخرى الخاضعة لسيطرة قوات الولايات المتحدة، من بينها معسكر ( بوكا ) الذي يعد من أكبر مرافق الاعتقال في جنوب العراق ومرافق أخرى للاعتقال في مطاري بغداد والموصل وفي المحافظات ألأخرى.

نشر موقع (موسوعة القصص الواقعية ) قصة أحدى الضحايا وأسمها ( نادية ) التي كانت فريسة قوات المرتزقة الأمريكيين في معتقل أبو ( غريب ) لسبب تجهله حتى اليوم...ولم تعد حتى بعد خروجها من المعتقل في أحضان أهلها، حالها كحال أي سجينة أخرى مظلومة تكويها نار الشوق لعائلتها ومحبيها.  

فقد هربت ( نادية ) فور خروجها من المعتقل، ليس بسبب العار الذي سيلاحقها جراء اقترافها جريمة ما ودخولها المعتقل، ولكن بسبب ما تعرضت إليها جميع الأسيرات العراقيات من اعتداءات واغتصاب وتنكيل على أيدي المرتزقة الأمريكيين وبمساعدة المرتزقة العراقيين والعرب في معتقل أبو ( غريب ) حيث تحكي جدرانه قصصاً حزينة...إلا أن ما ترويه ( نادية ) هو ( الحقيقة ) وليس ( القصة بذاتها ) ! بدأت ( نادية ) روايتها بالقول:

كنت أزور إحدى قريباتي ففوجئنا بقوات الاحتلال الأمريكية تداهم المنزل وتفتشه لتجد كمية من الأسلحة الخفيفة فتقوم على إثرها باعتقال كل من في المنزل بمن فيهم أنا، وعبثًا حاولت إفهام المترجم الذي كان يرافق الدورية الأمريكية بأنني ضيفة، إلا أن محاولاتي فشلت... بكيت وتوسلت وأغمي علي من شدة الخوف أثناء الطريق إلى معتقل أبو غريب.  

وتكمل نادية: وضعوني في زنزانة قذرة ومظلمة وحيدة وكنت أتوقع أن تكون فترة اعتقالي قصيرة بعدما أثبت التحقيق أنني لم ارتكب جرمًا... وتضيف والدموع تنسكب على وجنتيها دليلا على صدقها وتعبيرا عن هول ما عانته... لكنها أردفت قائلة:

 اليوم الأول كان ثقيلا ولم أكن معتادة على رائحة الزنزانة الكريهة إذ كانت رطبة ومظلمة وتزيد من الخوف الذي أخذ يتنامى في داخلي بسرعة... كانت ضحكات الجنود خارج الزنزانة تجعلني أشعر بالخوف أكثر، وكنت مرتعبة من الذي ينتظرني، وللمرة الأولى شعرت أنني في مأزق صعب للغاية وأنني دخلت عالماً مجهولاً لن أخرج منه ابداً كما دخلته... ووسط هذه الدوامة من المشاعر المختلفة طرق مسامعي صوت نسائي يتكلم بلكنة عربية لمجندة في جيش الاحتلال الأمريكي بادرتني بالسؤال:

لم أكن أظن أن تجار السلاح في العراق من النساء؟!... وما إن تكلمت لأفسر لها ظروف الحادث حتى ضربتني بقسوة فبكيت وصرخت، والله مظلومة...والله مظلومة... ثم قامت المجندة بإمطاري بسيل من الشتائم التي لم أتوقع يوماً أن تطلق علي تحت أي ظروف، وبعدها أخذت تهزأ بي وتروي أنها كانت تراقبني عبر الأقمار الاصطناعية طيلة اليوم، وان باستطاعة التكنولوجيا الأمريكية أن تتعقب أعداءها حتى داخل غرف نومهم!.

 وقالت: كنت أتابعك حتى وأنت تمارسين الجنس مع زوجك!". ضحكت وقلت لها بصوت مرتبك: أنا لست متزوجة... فضربتني لأكثر من ساعة وأجبرتني على شرب قدح ماء عرفت فيما بعد أنه مخدراً وضع فيه، ولم أفق إلا بعد يومين أو أكثر لأجد نفسي وقد جردوني من ملابسي، فعرفت على الفور أنني فقدت شيئاً لن تستطع كل قوانين الأرض إعادته لي.

 لقد اغتصبت من قبل هؤلاء القتلة والمجرمين، فانتابتني نوبة من الهستيريا وقمت بضرب رأسي بشدة بالجدران إلى أن دخل علي أكثر من خمسة جنود تتقدمهم المجندة وانهالوا علي ضرباً وتعاقبوا على اغتصابي ثانية وهم يضحكون وسط موسيقى صاخبة... ربما كان يسمعها أعضاء البرلمان العراقي أو كان يشاهد نقلها بواسطة تصويرها في الكامرات المتطورة الكاشفة...ومع مرور الأيام تكرر سيناريو اغتصابي بشكل يومي تقريباً وكانوا يخترعون في كل مرة طرقاً جديدة أكثر وحشية من التي سبقتها.

وتضيف في وصف بشاعة أفعال المجرمين الأمريكيين: بعد شهر تقريباً دخل علي جندي زنجي ورمى لي بقطعتين من الملابس العسكرية الأمريكية وأشار علي بلهجة عربية ركيكة أن أرتديها، واقتادني بعدما وضع كيساً في رأسي إلى مرافق صحية فيها أنابيب من الماء البارد والحار وطلب مني أن أستحم وأقفل الباب وانصرف... وعلى رغم كل ما كنت أشعر به من تعب وألم وعلى رغم العدد الهائل من الكدمات المنتشرة في أنحاء متفرقة من جسدي إلا أنني قمت بسكب بعض الماء على جسدي، وقبل أن أنهي استحمامي جاء الزنجي فشعرت بالخوف وضربته على وجهه بالإناء فكان رده قاسياً ثم اغتصبني بوحشية وبصق في وجهي وخرج ليعود برفقة جنديين آخرين فقاموا بإرجاعي إلى الزنزانة, واستمرت معاملتهم لي بهذه الطريقة إلى حد اغتصابي عشر مرات في بعض الأيام، ولا أظن أن أعضاء البرلمان لم يسمعوا أو يشاهدوا حيث اخبروني أن الحكومة العراقية على علم بذلك.

  وتضيف ( نادية ) بقولها يأتي يوم وتكشف الفظائع الأمريكية التي مورست ضد نساء العراق وتقول: بعد أكثر من أربعة شهور جاءتني المجندة التي عرفت من خلال حديثها مع باقي الجنود أن اسمها ( ماري ) وقالت لي إنك الآن أمام فرصة ذهبية فسيزورنا اليوم ضباط برتب عالية فإذا تعاملت معهم بإيجابية فربما يطلقون سراحك، خصوصاً أننا متأكدون من براءتك.  

فقلت لها: إذا كنت بريئة لماذا لا تطلقون سراحي؟!... فصرخت بعصبية: الطريقة الوحيدة التي تكفل لك الخروج هو أن تكوني إيجابية معهم!... وأخذتني إلى المرافق الصحية وأشرفت على استحمامي وبيدها عصى غليظة تضربني بها كلما رفضت الانصياع لأوامرها ومن ثم أعطتني علبة مستحضرات تجميل وحذرتني من البكاء حتى لا أفسد زينتي، ثم اقتادتني إلى غرفة صغيرة خالية إلا من فراش وضع أرضاً وبعد ساعة عادت ومعـها أربعة جنود يحملون كاميرات وقامت بخلع ملابسها، وأخذت تعتدي علي وكأنها رجل، وسط ضحكات الجنود ونغمات الموسيقى الصاخبة والجنود الأربعة يلتقطون الصور بكافة الأوضاع ويركزون على وجهي وهي تطلب مني الابتسامة وإلا قتلتني، وأخذت مسدسًا من أحد زملائها وأطلقت أربع طلقات بالقرب من رأسي وأقسمت بأن تستقر الرصاصة الخامسة في رأسي بعدها تعاقب الجنود الأربعة على اغتصابي، الأمر الذي أفقدني الوعي واستيقظت لأجد نـفسي في الزنزانة وآثار أظفارهم وأسنانهم ولسعات السيجار في كل مكان من جسدي! وتتوقف ( نادية ) عن مواصلة سرد روايتها المفجعة لتمسح دموعها ثم تكمل:

بعد يوم جاءت ( ماري ) لتخبرني بأنني كنت متعاونة وأنني سأخرج من السجن ولكن بعدما أشاهد الفيلم الذي صورته لي! وتضيف:شاهدت الفيلم بألم وهي تردد ( لقد خلقتم كي نتمتع بكم ) هنا انتابتني حالة من الغضب وهجمت عليها على رغم خشيتي من رد فعلها، ولولا تدخل الجنود لقتلتها، وما إن تركني الجنود حتى انهالت علي ضرباً ثم خرجوا جميعهم ولم يقترب مني أحد لأكثر من شهر قضيتها في الصلاة والدعاء إلى الباري القدير أن يخلصني مما أنا فيه... ثم جاءتني ( ماري ) مع عدد من الجنود وأعطوني الملابس التي كنت أرتديها عندما اعتقلت وأقلوني في سيارة أمريكية وألقوا بي على الخط السريع لمدينة أبو غريب ومعي عشرة آلاف دينار عراقي ... بعدها اتجهت إلى بيت غير بيت أهلي كان قريباً من المكان الذي تركوني فيه ولأنني أعرف رد فعل أهلي آثرت أن أقوم بزيارة لإحدى قريباتي لأعرف ما آلت إليه الأوضاع أثناء غيابي فعلمت أن أخي أقام مجلس عزاء لي قبل أكثر من أربعة أشهر واعتبرني ميتة، ففهمت أن سكين غسل العار بانتظاري، فتوجهت إلى بغداد وقامت عائلة من أهل الخير بإيوائي وعملت لديهم خادمة ومربية لأطفالهم!.

  وتتساءل ( نادية ) بألم وحسرة ومرارة، من سيشفي غليلي؟، ومن سيعيد عذريتي؟. وما ذنبي في كل ما حصل؟. وما ذنب أهلي وعشيرتي؟. وفي أحشائي طفل لا أدري ابن من هو؟.

ونحن نتساءل أيضاً : هل يحق للإدارة الأمريكية بعد فضائح سجن أبو غريب وهجومها بطائرات الهليكوبتر في تموز/ يوليو عام 2007 الذي أدى بحياة ( 12 ) شخصا عراقياً بينهم صحفيان من وكالة رويترز للأنباء، ... التحدث عن حقوق الإنسان وحرياته الأساسية أو التشدق بها ؟! وهل يجوز أن تبقى ردود الأفعال العراقية والعربية والإسلامية في إطار الاستنكار أو التنديد؟ّ! وهل من دور وطني من قبل ( البرلمان العراقي ) ولجنان حقوق الإنسان  وحقوق المرأة في ( البرلمان العراقي ) ؟!...ونقول ربما ( البرلمان العراقي ) سينصفها ويعتبر هذا المولود لا ذنب له بـ"العراق الجديد" أو الحرية المزيفة أو الديمقراطية المبتذلة ... وما هو دور المرأة العراقية والعربية والمسلمة فيما جرى أو يجري تحت الاحتلال الغاشم من هدر للكرامة والأخلاق التي طالت ( الأسرة العراقية والعربية ) بشرخ كبير؟!.

حقاً لقد رأينا وجها مشرفا للمرأة الأمريكية التي عارضت الاحتلال وانتهاكاته بشرف، حتى طوقت البيت الأبيض ونقصد هنا المناضلة ( ساندي ) التي قتل أبنها في الحرب القذرة التي شنتها أمريكا وحلفائها على العراق... لكن الإمبريالية الأمريكية قدمت لنا وجها آخر قبيح لها ولأخلاقها، باسم المرأة لتقول هذه هي المرأة الأمريكية، وهذا هو الإنسان العراقي، وهذه" الحرية والديمقراطية"الأمريكية المزيفة ، البعيدة عن الأخلاق والمثل والأعراف والقيم الإنسانية ! والتي تتمثل بالصورة البشعة التي تناقلها الأعلام العربي والغربي عن سجن أبو (غريب )!

مربط الفرس: هل من المعقول أو هل من الأنصاف أن ألذات العراقية تتعذب وتهان كل يوم بل وفي كل ساعة من قبل قوات الاحتلال التي غزت العراق، مبشرة بالديمقراطية والحرية واحترام حقوق الإنسان ومنقذة للشعب العراقي من ( الدكتاتورية )... وبالرغم من بشاعة الجرائم الرهيبة التي ارتكبتها قوات الأحتلال الأمريكية والبريطانيون بتعذيب السجناء العراقيين بطرق وحشية وهمجية وشديدة الانحطاط أخلاقيا‏، فقد شكلت صدمة مروعة لكل إنسان ذو ضمير حي في العراق أو العالم بأسره،‏ فإن هذه الجرائم التي كشفت عنها‏ النقاب، تعني أن هذا النمط من معاملة الأسرى العراقيين والذي يعد جريمة حرب كاملة الأركان‏،‏ هو نمط متبع ومتكرر لدى قوات الاحتلال الأمريكية ـ البريطانية في العراق‏  بل في العالم بأسره ،‏ ولا يمكن أن يكون خافيا على القيادات العسكرية والسياسية‏.

وهل من جلسة للبرلمان العراقي ( القديم - الجديد ) لمناقشة وضع المرأة العراقية أو الاكتفاء بما قاله رئيس الجمهورية ( جلال الطالباني ) ...كان النظام السابق يعمل بالعراقيات ( ... مو مشكلة )؟! ...ربما فخامة الرئيس كان في جلسة خاصة لسماع صوت الفنانة ( نانسي عجرم ) وهي تغني (  إلي بيسمع كلمة أهله شو بنئله ) الشاطر، شاطر)!!

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | أرشيف الأخبار | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

 الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | أرشيف الأخبار | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

 

صوت اليسار العراقي

 

تصدرها مجموعة من الصحفيين والكتاب العراقيين

webmaster@saotaliassar.org    للمراسلة