Untitled Document

حكايات فلاحية : توته توته... خلصت الحتوتة!

 

أبو سارة – 11 / 3 / 2010

كتب الأستاذ ( طلال سلمان ) في جريدة السفير أللبنانية بتاريخ 10 / 3 / 2010 مقالاً تحليلياً عن الوضع العربي وخصوصاً الوضع في العراق تحت عنوان: "...الديموقراطية بالاحتلال الأمريكي في العراق تفضح أهل النظام العربي في قمة التخلي عن فلسطين!

فضح الاحتلال الأمريكي، والأرجح بقصد مقصود " حلفاءه " و" أصدقاءه" وأعوانه من أهل النظام العربي عبر تجربة الانتخابات النيابية في العراق، التي دارت صناديقها عبر العالم كله لتجمع أصوات العراقيين الذين تبين أن خمسهم تقريباً قد باتوا مشردين في أربع رياح الأرض.  

لقد نجح الاحتلال الأمريكي في تقديم نفسه على انه " حامي الديموقراطية " في العراق، موفراً النموذج القابل للتصدير إلى أقطار أخرى، من خلال الربط بين الاحتلال والديموقراطية.!!

وأختتم قائلا: ...ومن الصعب أن تكون النتائج النهائية للانتخابات العراقية قد عكست نفسها حكومة جديدة في بغداد، قبل القمة... ومع ذلك يمكن لمن يذهب لتمثيل العراق تحت الاحتلال أن يباهي أقرانه العرب بأنه منتخب ديموقراطياً من الشعب بشهادة من لا يجرؤ احد على نقض شهادته: الاحتلال الأمريكي.".

بدأت وانتهت الانتخابات البرلمانية التشريعية العراقية خلال 5 – 6 - 7 / 3 / 2010 سواء في داخل العراق أم خارجه وجرى فيها ما جرى في انتخابات عام 2005 من الغش والتزوير و...الخ

 قبل إجراء الانتخابات في 2010 بدأت ( الإغراءات - الرشى ) تحت مسميات مختلفة مثل( الإكراميات) و( الهدايا ) و( العطاءات ) سواء كان عن طريق المال أم السلاح أم توزيع وتمليك الأراضي وكذلك مختلف وأنواع أخرى من الوعود... حتى الدجاج المجلد، و النقل ذهاباً وإيابا بين صناديق الاقتراع كما وكان للـ( كباب ) العراقي حصة فيما جرى، حدث ذلك في الخارج مثل النرويج يوم 6 / 3 / 2010 حسب ما نقلته القناة الفضائية البغدادية للحصول على أصوات الناخبين في 7 / 3 /2010... وبدأت ( الحتوتة ) بتفجيرات، خصوصاً في بعض مناطق بغداد قبل ساعات من أدلاء الناخبين بأصواتهم مثل ( السيارات المفخخة ) و( قنابل الهاون) و(العبوات اللاصقة والناسفة) راح ضحيتها 35 شهيداً و53 جريحاً، ولكننا بانتظار ما بعد إعلان فوز المرشحين ( القدامى – الجدد ) وتنفيذ وعودهم للناخبين بعد تشكيل الحكومة الجديدة وربما سنرجع إلى المربع الأول في المحاصصة وعلى طريقة ( شيلني  وأشيلك ) أو كما يقول المثل الشعبي ( تيتي...تي تي مثل ما رحتي... جيتي )!

 الكاتب اللبناني (سليم نصار) في جريدة الحياة يوم 6 / 3 / 2010 قال : ....وفي هذا السياق أخبرني نائب عراقي بأنه من الصعب جداً على لجان الرقابة رصد ( الرشى ) غير المباشرة التي تتم بالتراضي. وقال إن زعماء العشائر هم الذين يقبضون، ثم يوزعون الحصص على الرعايا إذا شاءوا، وادعى في حديثه حول هذا الموضوع أن نوري المالكي وزع على رؤساء العشائر عشرة آلاف مسدس من نوع ( كولت) ثمن الواحد منها ثلاثة آلاف دولار. وهذا يعني أنه وزع 30 مليون دولاراً، وإنما في شكل مسدسات . هذا على رأس السلطة وربما كانت من مباديء الديمقراطية في "العراق الجديد"!

 كثيرون من قالوا قبل بدء الانتخابات أو سيقولون بعدها إنه ليس هناك فرق بين ذلك ألـ( قبل ) ولا بين هذا ألـ( بعد  ) ولم نجد سواء الكثير من ( البرم - المديح ) لهذه الشخصية أو لهذا الحزب أو ذاك الكيان، فالكل يتهم الكل بمحاولة شراء الأصوات والذمم،  ولاشك أن أغلبهم قد حصل على دعم خارجي أو تمويل أجنبي، وأن الكل يغمز الكل بأن " هذا " تقف خلفه جهة إقليمية معينة و" ذاك " جهة دولية، بل أن البعض يقول صراحة أن أجهزة الدولة تسخّر للدعاية الانتخابية وإن المال العام يوظّف بطريقة حزبية، حتى أن رجل دين اتهم وزير التعليم علناً بأنه يقف وراء انحيازات حزبية بتهديده للمعلمين لحضور احتفالات ينظمها بمناسبة يوم ( المعلم ) وإذا بالأمر وبرمته هو تحشّدات انتخابية، مبنية على الباطل!

والأغلبية العراقية تعرف أن الانتخابات تثير أكثر من تساءل، فهي تجري في بلد محتل هو ( العراق ) من قبل الإمبريالية الأمريكية وحلفائها، وهي الثانية من نوعها بعد انتخابات العام 2005 وما زالت تتأرجح  بين مدى فرضية شرعية الاحتلال والاحتلال نفسه ، لكن السؤال الأهم الذي يتكرر هو إلى أين تصل ( ديمقراطية أمريكا ) عبر السير في طريق ألـ( رونك سايد ) من خلال غزوها واحتلالها للشعوب!؟

نشر موقع ينابيع / النجف ( أ. ف. ب ) في 7 / 3 / 2010 تحت عنوان  : شيوعيو العراق يخوضون الانتخابات في " قبلة " الشيعة قال : ( علي ) نجل ( بشير النجفي ) احد المراجع الأربعة في النجف، ان العراق ( مختلف عن غيره من الدول ويتعين على الجميع احترام هويته وشعبه ومكوناته ) والرسالة... هنا واضحة ويمكن قراءتها بين السطور أي على الشيوعيين احترام الإسلام.

ورغم ظروف الاضطهاد وأشكاله فقد كانت الأفكار الشيوعية تتمتع بشعبية واسعة خاصة لدى الشباب من ( العرب والأكراد وبقية القوميات – سنة وشيعة و...) على حد سواء بينما كان الحزب الشيوعي العراقي الذي تأسس في 1934 من اكبر الأحزاب الشيوعية في العالم العربي...وتعرض الشيوعيون لأنواع من القمع والاضطهاد خلال مسيرتهم النضالية منذ الأربعينات من القرن الماضي أي خلال مختلف العهود السابقة لكن الحملة الأقسى ضدهم كانت في عهد النظام السابق الذي بدأ في 1977.

وهناك فجوة واسعة وكبيرة بين الشيوعيين وخطابهم السياسي ومبادئهم وأفكارهم في هذه المرحلة خصوصاً ذلك التناقض الواضح والملحوظ في نهج القيادة الحالية للحزب تجنبا لإغضاب رجال الدين ... حيث استمال البعض من قادة الحزب الشيوعي العراقي إلى الخطاب الانتهازي المتراجع وبأثر رجعي مثلا تصريح الرفيق ( عبد الرضا الجنيبي ) إذ يقول: ...رسالة رجال الدين في النجف تقترب من الاشتراكية والماركسية...كما وقال البعض منهم أن الماركسية لا تنفي الدين وتعتبره متنفسا للمظلومين ونحن مظلومون، مشيرا إلى أن مؤسسي الحزب من النجف ينحدرون من عائلات دينية... مما يشير إلى حقبة جديدة ربما تدخل ضمن التطور المنهجي الذي تراه قيادة الحزب الحالية من ( الشعارات والمصطلحات غير الجامدة ) ربما تصل إلى ألقاء خطبة ( الجمعة ) أو إلى تقصير البنطرون وزيادة طول القميص، كما كان سابقاً في طول ونوعية الشوارب وكأنهم يقرون بالهزيمة ولا يرون ضرورة في الالتزام بالثوابت الوطنية! ... لا نضال طويل يشفع لهم ولا ( حزب كان عدد شهدائه أكثر من أعضائه الآن )!

رغم أن أغلب رجال الدين والسلطات الدينية سواء كانت في النجف أم بقية المحافظات، لا تبدي أية ثقة بالشيوعيين وكثيرا ما توجه لهم رسائل تهديد مبطنة،  ارتباطا بفتوى المرجع الشيعي الراحل آية الله ( محسن الحكيم ) التي كان قد أصدرها بتاريخ 12 / شباط / 1960 يكفـّر فيها الحزب الشيوعي العراقي ويحرم الانتماء إلى صفوفه... لكننا نتساءل: فهل تستطيع هذه القيادات الدينية وبحسن نية، تجاوز مثل هذه التصريحات وأبطال تلك " الفتوى " طالما أن العراق أصبح ديمقراطيا !؟ أم أن الأجتثاث الشيوعي قد جمد لحين، مع الاحتفاظ  بالرصد ومراقبة الحركة الشيوعية!

وإذا ما تحدثنا عن الأوضاع الداخلية لحزبنا الشيوعي العراقي في هذه المرحلة... فنحن نتساءل بمرارة عن دور سكرتير اللجنة المركزية للحزب ومن هم على شاكلته من أعضاء قيادته الحالية، ما يزيد على سبع سنوات في السلطة التشريعية للدولة وما يقارب عشرين عاماً في المواقع المتقدمة للحزب بين عضوية المكتب السياسي وسكرتارية لجنته المركزية، فلم نجد غير الهزائم وقلب الحقائق وتسخيرها لصالح تكريس نهج مضاد وغريب على الشيوعيين وأصدقائهم، كما وإنه مخالف ومعاكس تماماً لأهداف الحزب وطموحات الكادحين من عمال وفلاحين وكسبة ومثقفين ...فتكتيكات واستراتيجية هذه القيادة تحولت وسخرت لعبادة الفرد ودكتاتوريته متمثلة بسكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ( حميد مجيد موسى ) وما رافق ذلك من شكوك وخلل واضح في الالتزام بالثوابت الوطنية التي يمتاز بها الشيوعيون وأصدقاؤهم على مدى تاريخ الحزب تلك الثوابت التي يتضمنها شعار الحزب المركزي ( وطن حر وشعب سعيد ) ... فكان من المفترض بسكرتير اللجنة المركزية أن يجري مصالحة داخلية للحزب قبل أية خطوة تتعارض مع تلك الثوابت ( المبدئية والوطنية )!... ولا يتباهى بعمالته( للأجنبي - للاحتلال ) على شاشات القنوات الفضائية و( الصحف – الجرائد ) العراقية...نحن نؤكد لأعضاء وأصدقاء الحزب على هذا الخلل المقصود والمتراكم من قبل القيادة الحالية للحزب...والنتيجة هي أن " السكرتير- حميد مجيد موسى " هو على خطى زميله و رفيق دربه فخري كريم ( يقلب بالدخل )!!!

على موقع ( الناس ) بتاريخ 11 / 3 / 2010 تحت عنوان: جددتم انتخابهم، فمتى يبدأ التذمر مرة أخرى؟ أختتم عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي " الرفيق " جاسم الحلفي مقاله : "... سؤالي والكلام هنا لـ( جاسم الحلفي ) هذه المرة إلى أولئك الناخبين الذين اختاروا المـتـنـفـذين: لقد انتخبتموهم هذه المرة أيضا، فمتى يبدأ العد العكسي لتذمركم منهم مرة أخرى؟ ".

ولا يسعنا هنا إلا أن نتضامن مع الـ( حلفي ) ونقول له  ( ألما يعرف تدابيره حنطته تأكل شعيرة ) !!

مربط الفرس: ( تيتي...تي تي ) و( الحتوتة ) و( ذاك الطاس وذاك الحمام ) و( شيلني وأشيلك )... التي هي أمثلة شعبية عراقية معروفة ولكن ربما بعض الأخوة العرب لا يعرفونها، أو تأتي في سياق معان أخرى... وما نريد توضيحه هنا هو أن الحالة العراقية ( قبل وبعد ) هذه الانتخابات كما هي: ستنتهي بالمحاصصة، و( الكوتا ) والتراضي والتوافق المحاصصي، وعلى طريقة ( شيلني وأشيلك )! .

 ومن المؤكد أنه لا يحصل أي فريق على الأغلبية المطلوبة، الأمر الذي سيفتح الباب واسعاً للمناورات والمساومات السياسية والحزبية بين الكيانات تحت مبدأ ( عدو عدوي صديقي ) لأن الجميع سيكونون حتما أقلية في ( البرلمان ) القادم 2010... وإن كان حجم  الكيانات سيكبر أو سيصغر، لكن الجميع سيكون بحاجة إلى المظلّة الأمريكية، خصوصاً في ظل وجود اتفاقية أمنية لم تستنفذ أغراضها من جانب  الفريقين حتى الآن...كما وأن الأحزاب قليلة العدد والنفوذ مثل ( شيوعيي الأحتلال ) و( جماعة الآلوسي )  و ( قائمة - أ ح ر ا ر/ أياد جمال الدين ) هؤلاء وسواهم هم ( تحت البيعة ) أو ( تحت الرجلين ) كما يقول المثل الشعبي!.

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | أرشيف الأخبار | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

 الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | أرشيف الأخبار | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

 

صوت اليسار العراقي

 

تصدرها مجموعة من الصحفيين والكتاب العراقيين

webmaster@saotaliassar.org    للمراسلة