أجّل مدعي عام محكمة أمن الدولة أمس
الطلب الذي تقدم به وكيل الدفاع للإفراج عن الكاتب موفق محادين
والناشط والخبير البيئي سفيان التل المحتجزين في مركز إصلاح وتأهيل
الجويدة.
ودعا نقابيون إلى القيام بزيارة جماعية
للتل ومحادين.
ومن المفروض أن تتم الزيارة صباح اليوم
الجمعة في الساعة العاشرة صباحا.
وقال محامي الدفاع رياض النوايسة إن
"المدعي العام أجّل الطلب إلى نهاية الأسبوع القادم"، مضيفا أنه
حضر التحقيق مع موكليه أول أمس إذ وجهت تهم تعكير صفو العلاقات مع
دولة أجنبية -ويرجح النوايسة أنها قد تكون العراق-، ومحاولة قلب
الحكومة من خلال التحريض بالكتابة والنشر، وإثارة النعرات العنصرية
والطائفية، وذم هيئة رسمية وهي القوات المسلحة الأردنية والقيام
بأعمال من شأنها أن تنال من هيبة الدولة ومكانتها.
بدورها، طالبت نقابة المهندسي بالإفراج
الفوري عن عضو الهيئة العامة للنقابة د.سفيان التل، وعضو رابطة
الكتاب الأردنيين الكاتب موفق محادين.
واستهجنت النقابة في بيان أصدرته أمس
توقيف التل ومحادين، مشددة أن موقفهما المعلن "هو موقف يعبر عن
حرية الرأي للمعارضة التي كفلها الدستور لا يقود بحال من الأحوال
إلى توقيفهما ومعاقبتهما وحرمانهما من حقهما في التعبير عن هذا
الموقف كأي مواطن آخر".
فيما رأت رابطة الكتاب الأردنيين أن
توقيف التل ومحادين "هجمة على قوى المعارضة الوطنية من أحزاب
ونقابات وهيئات ثقافية جراء مواقفهما المعارضة لسياسات الحكومة".
وأبدت الرابطة تضامنها مع التل ومحادين
مطالبة بالإفراج الفوري عنهما، وإتاحة جميع السبل لأصحاب الرأي
والفكر للتعبير عن مواقفهم "دون أن يؤدي ذلك إلى البطش بهم أو
اعتقالهم وتكميم أفواههم".
ويؤكد النوايسة لـ"السبيل" أن الاعتقال
جاء نتيجة تصريحات أدلى بها محادين خلال مشاركته في برنامج ما وراء
الخبر على فضائية الجزيرة والذي تناول موضوع تفجير خوست، بينما
وجهت التهم للتل على خلفية مشاركته في ذات الموضوع السابق على قناة
نورمينا.
ويضيف محامي الدفاع أن دوافع القضية
سياسية، وأن المتهمين عبرا عن قناعتهما الذاتية ورأيهما الشخصي ولم
يثيرا النعرات أو يحرضا على أي شيء مخالف للقانون ولم يتعديا
الحدود القانونية في النقد الموجه.
ويرى النوايسة أن «القضية تحركت ضد
موكليه، لأن كلا منهما خالف الرواية الرسمية، وأرادت الحكومة من
ذلك إرسال رسالة إلى كل من يخالف رأيها»، لافتا إلى أن المدعي
العام أبلغه أن هناك مجموعة من المتقاعدين العسكريين تقدموا بشكوى
ضد محادين والتل يشتكون فيها من الإساءة للقوات المسلحة.
وكان موفق محادين أُوقف عن الكتابة في صحيفة
العرب اليوم عدة أيام، مرجعا السبب حينها إلى ضغوط مورست على إدارة
الصحيفة كموقف عقابي جراء تصريحاته على قناة الجزيرة. ويخضع التل
ومحادين للاحتجاز 14 يوما على ذمة التحقيق في سجن الجويدة.
تاريخ النشر : 11/02/2010 - 09:06 م