Untitled Document

    | المرأة | فنون وآداب |   إتصل بنا | الأطفال |  إرشيف الأخبار | الصفحة الرئيسية |  مقالات | دراسات

 

مقالات مختارة

صوت اليسار العراقي

 

تصدرها مجموعة من الكتاب العراقيين

webmaster@saotaliassar.org    للمراسلة

 

 

 

الحوار هو الحلقة المفقودة في المدارس السياسية الثلاث ...الشيوعية ...القومية ...الاسلامية ,

 فالقاسم المشترك بينها جميعا رغم تناقض الرايات هو التخلف


صباح زيارة الموسوي
  التيار اليساري الوطني العراقي

 
ان الموقف من الحوار لمن التعقيد مما يصعب بحثه وابداء الرأي فيه دفعة واحدة، وعليه فأنني قد أخترت الابتعاد عن لغة الكتابة النخبوية، التي تخاطب الذات، وحلقة ضيقة من النخبويين ولا أقول المثقفين، مواصلة القطيعة التامة مع الكادحين، الذين تدعي غالبية هذه الكتابات بأنها تعبر عن مصالحهم!,

بل وصل الامر ببعض الحلقات الفكرية اليسارية بأن يطلب عدد من المساهمين فيها من رفاقهم توضيح القصد من الجمل النخبوية الطويلة الرنانة، فبالمحصلة هي جمل خرساء بلا معنى حقيقي
ان التخلف، كمفهوم نستخدمه جميعا في توصيف الحالة التي يعيشها العالم العربي بشعوبه العربية المكونة للقومية العربية، وقومياته غير العربية, هو المشكلة والحل في آن واحد


ان التخلف، كظاهرة سائدة في عالمنا العربي، هو ظاهرة شاملة، في المجتمع والدولة والاحزاب السياسية بمدارسها الفكرية الثلاث، الشيوعية, القومية، الاسلاموية


أن التخلف، كاسلوب حياة، هو الجوهر المتمظهر في القوانين السلطوية القمعية لحرية الفكر والعمل السياسي وتحرر المرأة، وبالمحصلة هو عنوان الحياة الرئيسي في العالم العربي في مواجهة عنوان التحرر والتقدم الذ ي تحمل لوائه قوى التحرر والتقدم في المنطقة

 
أن التخلف ليست بظاهرة تطبع بطابعها طبيعة السلطة القمعية السائدة فحسب، بل هو ظاهرة شاملة تطبع بطابعها المعارضة السياسية لهذه السلطة، على اختلاف وتناقض مدارسها الفكرية

 
ان تمظهر جوهر تخلف السلطة أمر ليس بحاجة الى وقفة طويلة، فالاعمال البريرية الارهابية ضد الشعوب، انطلقت مع لحظة تأسيس الدولة العربية الحديثة، وقد ورثت هذه الدولة البوليسية الارهابية كلما هو قمعي دموي من العهدين العثماني والاستعماري, فالسلطة في الدول العربية، وبغض عن النظر عن طبيعة النظام القائم ملكي أم جمهوري،"تقدمي" أم رجعي، هي سلطة القبيلة ـ الفردالزعيم الغارقة في دماء الشعوب المقموعة, وسط هتاف بالروح بالدم نفديك يا فلان

 
ان الانظمة العربية غير قادرة على التطور، فطبيعتها القبلية الرجعية المتخلفة هي سلاسل تقيد حركة الكادحين نحو التحرر والتقدم والحياة الانسانية الكريمة. ولا سبيل للخلاص من هذه القيود سوى الثورة الاجتماعية الجذرية التي تحطم هذه السلاسل وتطلق حركة المجتمع نحو آفاق التطور الانساني الرحبة

 
ساعتمد في مساهمتي المتواضعة هذه على الذاكرة الشخصية والارشيف المكتوب الذي بحوزتي، هذا الارشيف ما قبل العالم الانترنيتي، المسجل بدماء المناضلين الشهداء وبكفاح وتضحيات الاحياء منهم، الذين كانوا قد أختاروا طريق الكفاح ضد التخلف من اجل انتصار حركة التحرر والتقدم واقامة دولة القانون والعدالة الاجتماعية.

 
كما ساركز في هذه المساهمة على ظاهرة تخلف حركات المعارضة بتياراتها الفكرية الثلاث، الشيوعي ـ القومي ـ الاسلاموي، وكما أسلفت فأن الانظمة العربية ليست بحاجة الى عملية تحليل وتوصيف، فأعمالها البربرية تعبر عن هويتها اللانسانية، وسجلها الدموي مسجل بدماء مئات الالاف من شهداء الحرية المسفوكة على طريق التحرر من العبودية
سلطة الزمرة ـ الفرد

 

أن التسلط الفردي أو الزمروي، هي صفة مشتركة تطبع بطابعها، المدارس الفكرية الثلاث، الشيوعية والقومية والاسلاموية, فزمرة لا تتعدى عدد أصابع اليد،هي الكل في الكل في الحزب، مسيطرة سيطرة مطلقة وعلى مدى زمني يمتد طويلا على قيادات هذه الاحزاب، وعلى القاعدة الحزبية ابداء آيات الطاعة والولاء لها

 
وقد تجاوزت فترة هيمنة هذه الزمر على احزابها فترة هيمنة الدكتاتورية على الحكم في

العراق التي امتدت لعقود ثلاث

 
تشترك جميع احزاب هذه التيارات الثلاث، وأن على درجات متفاوتة، بثقافة النفاق السياسي، سواء على صعيد علاقاتها الداخلية مع أعضاؤها, أو على صعيد علاقات بعضها بالبعض الاخر, فهي جميعا تستخدم لغة منافقة، بالادعاء بحق الاعضاء في المساهمة في رسم سياسة الحزب، وممارسة الديمقراطية الحزبية الداخلية, لكنها في واقع الحال تمارس سلطة الزمرة ـ الزعيم مع اختلاف التسمية (مكتب سياسي ـ قيادة قطرية او قومية ـ مجلس شورى اومجلس جماعة)، سلطة قمعية رافضة لاي دور حقيقي للاعضاء في تحديد برنامج الحزب، وليس أمام العضو الا طريق واحد، هو طريق نفذ ثم ناقش الموصل الى نتيجة واحدة (الاستشهاد) ذلك الرصيد البنكي الدموي لهذه الزمرة

 
فكانت الانشقاقات السبيل الوحيد امام اصحاب الرأي الاخر للتعبير عن رأيهم, فمسحة سريعة لاحزاب هذه التيارات الثلاث ستقدم لنا الصورة التالية

 
ـ ان قيادات وزعامات هذه الاحزاب هي ذاتها على مدى زمني فاق في عديد الحالات الفترة الزمنية التي قضاها الدكتاتور صدام حسين في الحكم، ولم تختف بعض هذه الشخصيات الا بفعل عامل الموت لا التغيير الديمقراطي المطلوب للتجديد المطلوب

 
ـ لقد تولدت عشرا ت الاحزاب المنشقة عن هذه الاحزاب الرئيسية، والتي أتهمت جميعها بالخيانة، التحريف، التطرف، العمالة... الخ من القائمة الطويلة الجاهزة لتشويه سمعة هذه الاحزاب، وينطبق الامر ذاته على العضو، اذ تصل درجة محاربته من الاشاعة المغرضة للاساءة الى سمعته حتى التصفية الجسدية, وان تطلب الامر تسليمه الى الاجهزة الامنية القمعية

 
لغة الحوار: من لغة النعل والقنادر حتى لغة السلاح والاقتتال والتصفية الجسدية

 
ان التيارات السياسية الثلاث تشترك جميعا في رفض لغة الحوار الحضاري، والتحاور على القضايا موضع البحث والتقييم، فتلجأ الى أكثر الاسلحة تخلفا وفتكا في فض لا النزاعات الحزبية الداخلية والثنائية فحسب، بل حتى الاختلاف في وجهات النظر.
تتراوح أنواع الاسلحة المستخدمة في فض الخلافات من لغة القنادر الى لغة السلاح. فلغة القنادر شائعة من صدام مرورا بمدبر الانقلاب داخل الحزب الشيوعي العراقي، الذي اعلن في اجتماع دمشق الحزبي عام 1984 حرفيا" بأن الجماعة القيادية المطرودة من الحزب ستواجه بالقنادر أن هي تحركت ضد الحزب" والنعل التي استخدمت في تصفية الحسابات بين احزاب اسلاموية متخاصمة في الحادثة الشهيرة في ايران, وفي استخدامها في ضرب علاوي عند زيارته للنجف، واخيرا وليس أخرا "قندرة" المشهداني رئيس مجلس الاسطبل الامريكي " الذي هدد فيها مخالفيه بالرأي

 
أن السجن سوف يكون اول ما تقيمه اي حركة من هذه الحركات مع اول متر مربع تسيطر عليه, وسيكون اول سجين لديها هو ليس عدوا، بل عضوا من اعضاء الحركة ذاتها لمجرد الاختلاف بالرأي، فالقمع هو الخطوة الاولى في محاولة منع هذا الرأي من الانتشار
فصدام حسين بطش بقادة حزبه ورفاق دربه قبل غيرهم من الخصوم، والمحظوض من هؤلاء من رمي بالسجن،أما الاغلبية الساحقة منهم فقد واجهت مصير التصفية الجسدية بأبشع الاساليب الوحشية

 
وتجربة التيار القومي الكردي ممثلة بحزبي البارزاني والطالباني لا تختلف كثيرا عن تجربة التيار االبعثي القومي العربي، فمن الانشقاق الى الاقتتال المسلح شبه الدائم، ناهيك عن السجون والتصفيات الجسدية، وقمع التحركات الجماهيرية القائمة على قدم وساق حتى يومنا هذا
أن الامر ذاته ينطبق على التيار الشيوعي وكذلك على التيار الاسلاموي، فها نحن نشهد "المستقبل" الذي كان قد وعد فيه التيار الاسلاموي الجماهير الكادحة العراقية، فقد نقلوا التصفيات البعثية الفاشية من اقبية السجون الى الشوارع, التي تحولت جميعها الى مشهد واحد، مشهد قطع الرؤوس والاجساد الممزقة بالرصاص والتفجيرات والاغتيالات، مشهد هولاكوي بربري، مشهد لم ينج منه الاسلاميين أنفسهم، فالتقاتل بينهم على أشده لاثبات احقية هذا الطرف او ذاك بأحتكار شركة عالمية أسمها الاسلام

 
أن التيارت الثلاث هذه, لم تتمكن من العمل المشترك على الاطلاق،رغم انها جميعا كانت ترفع شعار اسقاط السلطة حين كانت في المعارضة، حتى جاءت اللحظة التي قرر فيها السيد الامبريالي احتلال بلدهم العراق, فأرتضوا العمل المشترك صاغرين لاوامر عصابة بوش، فلا حوار ينفع بين قوى متخلفة، أما الاوامر فهي اللغة الوحيدة المفهومة، الاوامر التي اجبرتهم على العمل المشترك، لكنه عمل مشين، خيانة بلدهم العراق

 
هذه هي باختصار شديد, صورة الاحزاب التقليدية التي تمثل التيارات الفكرية الثلاث، فكيف هي صورتنا نحن دعاة التغيير الثوري، سواء في الانقلاب على الزمر المهيمنة على احزابنا, او على صعيد التغيير الثوري المنشود على صعيد الدولة والمجتمع، انها صورة لا تختلف جوهريا عن الصورة الام، وساكون هنا جريئا لاقول, بأن الاكثر صدقا ووعيا فينا يفقد حياته او عقله، أما الغالبية العظمى منا فستكتفي بحديث الذكريات الثورية دون فعل ثوري حقيقي، انها جزء من الصورة المتخلفة بمجموعها، وساعمل على اعداد جزء ثان لمساهمتي المتواضعة هذه، اتناول فيه بالتفصيل والنقد والنقد الذاتي تجربة قوى التغيير الثوري في التيار الشيوعي الذي تخرجت منه سياسيا, مادة ساعتمد فيها على بعضا مما حفضه ارشيفي وتجربتي وذاكرتي ما قبل مرحلة العالم الانترنيتي، هذا العالم, الذي بقدر مما فيه من فائدةعظمى للبشرية على كل الاصعدة، ففيه ظاهرة المناضل السلبي، الهلامي، على طريقة (ترنتي) في افلام الكابوي الامريكية، فالتشابه بين المناضل (انترنتي) والكابوي (ترنتي) ليسا تشابها في الاسماء فقط، بل يتعداه الى مستوى اخر, هو تحول (المناضل الانترنيتي) الى دون كيشوت عصرنا

 
ان االصورة التي اوردتها اعلاه بلية مستمرة، وستتواصل للأسف الى مدى زمني طويل

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم