كتابات حرّة

 الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | أرشيف الأخبار | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

مقالات مختارة

 مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org 

 

قواعد البعث تدين جرائم  قيادة النظام البعثي وتفضح بقاياها المتاجرة بأسم المقاومة الوطنية

 

 

 صباح زيارة الموسوي

في ثان بيان صادر خلال العامين الماضيين يرتفع صوت قواعد حزب البعث التي خدعت بالشعارات الكبرى كالوحدة العربية والحرية والاشتراكية , تلك الشعارات التي طبقت بالاتجاه المعاكس على ارض الواقع

فالوحدة العربية تحولت الى تقسيم ما هو مقسم  وتعريض العراق الى خطر التفتيت , والحرية ترجمت الى تكبيل العراق وطنا وشعبا بسلاسل الاحتلال, اما الاشتركية فكانت ترجمتها افقار اغنى شعب في العالم وتعريضه الى المجاعة والمهانة

من جهتها بقايا النظام البعثي المهزوم تواصل المتاجرة بهذه الشعارات على حساب دماء ملايين العراقيين والملايين من المهجرين والايتام والمعوقين والارامل ,فالابواق المتاجرة باسم المقاومة العراقية تتوهم امكانية خداع الناس بدعايتها الديماغوجية الفجة خصوصا لناحية تصوير ايران كعدو رئيسي في مسعى ذليل لاستجداء الاسياد الامريكان مجددا , الذين قد يتفضلون على بقايا البعث بدور ما في اللوحة السياسية العراقية الراهنة

ان ارتفاع صوت قواعد البعث وان جاء متأخرا ,فهو خطوة مهمة بالنسبة لهذه القواعد المخدوعة بالشعارات الرنانة ,لكي تتلمس طريقها نحو تشكيل حركة قومية عربية منفتحة على المدارس السياسية الاخرى , متحررة من ارث المدرسة البعثية الاسود اسما ومنهجا

ادناه مقتطفات من البيان الثاني الصادر باسم قواعد البعث في العـراق المحتل في 11/06/2010 الذي شكل لطمة بوجه المرتزقة من امثال صلاح المختار ويونس الاحمد وخضير المرشدي وعبد الرزاق الشيخلي وقرياقوس والميت عزة الدوري من جهة وفرصة اخيرة من الجهة الاخرى للواهمين من الشخصيات الشيوعية السابقة التي لا زالت تتوهم امكانية التعاون مع بعث " جديد" في اطار مناهظة المحتل

 

 

تسلم البعث السلطة في العراق في السابع عشر من تموز 1968 بثورة بيضاء وبعد التخلص من الدخلاء عليها في الثلاثين من تموز بدأت التصفيات في صفوف الحزب سواء بحوادث الطرق المؤسفة أو الاغتيال ثم استطاع الحزب الاتفاق مع الأكراد على بيان الحادي عشر من آذار إلا انه سرعان ما عاد القتال بعد فشل الاتفاق وعدم قدرة القيادة على احتواء الأزمة وعدم إيصالها الى حد القتال ثانية ورغم إن العلاقات مع إيران الشاه كانت تتراوح بين المد والجزر حتى كانت اتفاقية الجزائر التي وضعت أسسا جديدة في العلاقة معها وانهت القتال في شمال العراق بسبب تخلي الشاه عن دعم التمرد الكردي خسر جرائها العراق نصف شط العرب لصالح نظام الشاه.

ثم كان العام 1979 حيث جرت عملية قتل جماعية لمعظم قادة الحزب وتم تازيم العلاقة مع الشقيقة سوريا بعد إن كان الطرفان قد وقعا اتفاقية الوحدة التي كانت حلم الأمة عموما ومناضلو البعث خصوصا بعد فشل الوحدة المصرية السورية وقطعت العلاقة مع سوريا.

......

 

وبدا العراق مرحلة تنفيذ الخطة القومية الانفجارية 1975ـ1980حتى قامت ما سميت الثورة الإسلامية في إيران بقيادة خميني الذي توج حكم الملالي بالعداء السافر للعراق وللحزب فكانت الحرب الإيرانية العراقية التي دامت كما تعرفون ثماني سنوات كلف العراق أكثر من مليون شهيد ومئات المليارات من الدولارات وتوقفت خطة التنمية وكل المشاريع الإستراتيجية وأصبحت الميزانية خاوية بعد إن كانت فائضة قبل الحرب رغم الدعم غير المحدود من دول الخليج ماديا وسياسيا لرد العدوان ......وبدا الناس يلملمون جراحهم ( من آثار الحرب العراقية - الايرانية , ص ز) حتى كان العام 1990 وبدا الإعلام الغربي يبث سمومه ويحرض الخليج على العراق وخاصة أمريكا وبريطانيا فكانت قضية الصحفي الإيراني بازوفت الذي كان يحمل الجنسية البريطانية وتم إعدامه رغم كل النداء الذي وجه الى قيادة العراق من زعماء العالم إلا أن كل الدعوات ذهبت أدراج الرياح وكان القيادة تريد أن تتحدى العالم والمتعارف عليه أن الدول تحتفظ بالجواسيس لاستخدامهم كورقة ضغط لديها وأصبح الإعلام الدائر في الفلك الأمريكي يشن حربا لا هوادة فيها على العراق وقيادته وبدلا من تهدئة الموقف كانت الأزمة مع الكويت التي انتهت بالغزو واحتلال دولة عربية شقيقة وكان العراق أراد أن يقول لأشقائه العرب ها أنا أمزق الاعلان القومي الذي أعلنته للأمة.

 

وبدلا من امتثال العراق لقرار مجلس الأمن 660والانسحاب من الكويت تفاديا لشن حرب عدوانية تحرق الأخضر واليابس استمرت القيادة في تحدي العالم فكان العدوان الثلاثيني في 1991 ثم توالت قرارات مجلس الأمن المستندة على الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة التي وضعت العراق في حصار لا مثيل له في العالم دفع الشعب بسببه ثمنا باهظا من أبنائه واقتصاده وبنيته التحتية ومليارات الدولارات من التعويضات وسلم العراق قوته الجوية الى إيران في قرار حيرت الجميع لحد ألان ولم يجدوا تفسيرا مقنعا له والعودة في العلاقة مع إيران الى ما قبل 1980 (كأنك يا أبو زيد ما غزيت )واضطر العديد من كوادر البلاد العلمية و شبابه الى الهجرة بحثا عن الرزق في الشتات في الوقت الذي يعد فيه العراق من البلدان الغنية في العالم.

وبدلا من الاستفادة من تجربة الحرب القاسية والحصار كانت المشاكل تتكرر مع مجلس الأمن ولجان التفتيش الدولية ( لعبة القط والفار) ثم كانت كارثة فرار حسين كامل الى الأردن وتداعياتها على موقف العراق من مجلس الأمن بحيث فقد مصداقيته إمام العالم في حين أن العراق وشعبه يدفع ثمن السياسة الخارجية والإعلامية الخرقاء لقيادته.

وبدلا من معالجة مشاكل الشعب وإعداد دستور دائم للبلاد وإلغاء مجلس قيادة الثورة الذي لم يكن سوى مجلسا شكليا يضم عددا من أشباه الأميين الذين لا يصلحون حتى إدارة صف من طلاب الابتدائية وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية حقيقية وليست انتخابات أضحكت علينا العالم بنتائجها والفصل بين السلطات ومنح السلطة التشريعية الصلاحيات الدستورية الكاملة لممارسة دورها التشريعي والرقابي واستقلال السلطة القضائية عن السلطة التنفيذية واحترام حقوق الانسان وإصدار قانون ينظم الأحزاب وقانون حرية الصحافة وحماية الصحفيين تم عزل الأكفاء من الإدارات والمؤسسات وإحلال الأقارب وإفراد العائلة بدلا عنهم فأصاب الشلل كل مفاصل الحياة في البلاد وتم تدمير المؤسسة العسكرية من خلال بؤس الرواتب والتفرقة بينها وقوات النخبة وتسلط المحسوبين على العائلة والأقرباء على هذه المؤسسة المهمة فانيطت إدارة وزارة الداخلية الى وطبان وكان مفوضا في الشرطة وعلي حسن المجيد انيطت له وزارة الدفاع ومنح اعلي رتبة عسكرية وهو في الأصل كان برادا أليا برتبة عريف في القوة الجوية وتساوى في الرتبة وأصبح في المنصب اعلي من الفريق الأول الركن عبد الجبار شنشل فأصيب الضبط العسكري بالانهيار وانيطت سكرتارية رئاسة الجمهورية بعبد حمود وهو لم يحصل على شهادة الكلية العسكرية ومنح رتبة فريق وربطت بدائرته أهم الدوائر الاستخبارات والمخابرات والأمن العام وعين محمد حمزة رئيسا لمجلس الوزراء وهو كان قاطعا للتذاكر في وزارة الصحة ومزبان خضر عضوا في مجلس قيادة الثورة والقيادة القطرية وهو معلم لا يصلح لإدارة مدرسة وغيرها من القرارات الخاطئة التي جلبت الكوارث والخراب للبلاد وانتم ساكتون .

وازدادت القطيعة بين الشعب والقيادة واتسعت الهوة بينهما وخاصة بعد البناء غير المبرر للجوامع والقصور في الوقت الذي كان المواطن يتناول الدقيق الذي لا يصلح إلا علفا للحيوانات في حين كان أولاد القيادة والمسؤولين ينعمون بكل الامتيازات والمزارع والأطيان وإقامة حفلات الغجر وبناء القصور حتى وصل الحال بالشعب يتمنى لو إن شارون الصهيوني يحكمه وليس هذه القيادة والحزب.

كل هذه الكوارث جرت وانتم غائبون أو مغيبون لم يكن بمقدوركم مناقشة القرار الخاطئ بل على العكس أعلنتم الوقوف خلف القائد حتى عند ارتكابه الأخطاء وملئت الشوارع بالنصب والجداريات التي تمجد له أقيمت من المال العام وانتم لا حول لكم ولا قوة وكان المهم الحفاظ على امتيازاتكم ومناصبكم واستمرت الأمور تزداد سوءا حتى اصدر الكونغرس الأمريكي قانون تحرير العراق في العام 1998 وبدلا من التوجه الى الشعب والمصالحة معه بتحسين أموره المعيشية والحياتية ورواتب الموظفين والأسرة التعليمية والمتقاعدين ازداد التضخم وأصبحت عملة العراق لا قيمة لها فلم تتعامل القيادة وانتم إطرافها مع الإحداث بجدية ودهاء سياسيي فأصبح العراق معزولا عربيا وإقليميا ودوليا واستمرت العلاقة مع مجلس الأمن ولجان التفتيش متشنجة ولم يستطع العراق تجاوز الأزمة وإنهائها والخروج من نفق القرارات الدولية المظلم وإنهاء الحصار بسبب فشلكم جميعا في إدارة الأزمة كما تفعل إيران اليوم مع المجتمع الدولي وبعد كل هذا الفشل كان القبول المذل للقرار 1441 في تشرين الثاني 2002 حيث تعرض ما بقي من سيادة العراق الى الانتهاك على أمل تجنب الحرب الذي لم يتم الإعداد لها إعدادا صحيحا وبدأت الأكاذيب من كل مفاصل الدولة تنهمر على القيادة عن الإعداد التام للمعركة وان أسوار بغداد ستكون مقبرة للغزاة وبدأت المزايدات والأكاذيب بان الشعب مع القيادة وانهالت ملايين الدنانير على رؤساء العشائر ووزعت الأراضي والسيارات على كبار قادة الجيش لاستمالتهم فكان الاحتلال السريع للعراق نكسة اخرى أضيفت الى نكسات الأمة التي بكت بحرقة أسفا على ضياع بغداد جمجمة العرب وكنتم انتم قادة هذه النكسة.

وبعد إن استنهض الشعب قوته يدافع عن الوطن ويقاوم الاحتلال بكل قواه الوطنية والقومية والإسلامية ومنها البعث نرى إنكم كقيادة افترقتم عن بعضكم البعض وأصبح بعث العراق تيارات وأجنحة وتكتلات كل منها تحاول إن تتمسك ببقايا الثاثير والقيادة وتريد إن تقول بأنها الجهة الأوحد في الساحة وتنظر الى الآخرين بعين الاستصغار والتعالي حتى إن القوى الساندة لكم أخذت بالابتعاد عنكم والتوجه الى العالم بخطاب يختلف عن خطابكم لإنقاذ العراق لأنها ما عادت تثق بكم وانتم ممزقون وكان أخرها رسالة مجموعة منهم بينهم بعثيون الى الأمين العام للأمم المتحدة تطالب بتشكيل حكومة إنقاذ وطني وبدلا من محاورتهم خرجت علينا مقالات المنظرين محذرة من الألغام والتباكي على المقاومة وهضم حقوقها لأنها لم تذكر في الرسالة بل وصل الحال بالبعض اتهام كل من ينتقد مسيرة مليئة بالأخطاء كما كانت مليئة بالانجازات ولكن الأخطاء قادت الى كارثة احتلال العراق

إن من يدعي إننا نريد إن نهدم الحزب واهم ولكننا نسأله من يعيد عذرية من اغتصبت من العراقيات على يد قوات الاحتلال وقوات حكوماتها المنصبة ومن يعيد الكرامة للرجال الذين اغتصبوا في سجون علنية وسرية هل التستر على الأخطاء وتقديس البشر واتهام الآخرين بالعمالة والارتباط بالأجنبي وغيرها من التهم التي تؤكد إن من كان السبب في النكسة وجزءا منها لم يتعظ ولن يتعظ لأنه امتهن الكذب والتملق وتزويق الأخطاء وتبريرها نقول لكم إن الشعب وقواعد الحزب خبركم ولم يعد ينطلي على احد المقالات الرنانة والاتهامات الباطلة وسيلفظكم من صفوفه الى غير رجعة إذا لم تعودوا لرشدكم وشعبكم وحزبكم بعد التخلص من آثامكم والاعتذار عنها عسى إن يغفر الله لكم ثم الشعب والحزب فمهما كانت انجازات المسيرة إلا أنها انتهت بكارثة الاحتلال .........نخجل عندما يقال عند تقديم الناطق باسم الحزب في وسائل الإعلام انه يمثل جناح السيد عزة الدوري وأخر يمثل جناح السيد محمد يونس الأحمد وأخر يغرد خارج السربين ويدعو الى المراجعة والتوحد بعد مرور سبع سنوات على الاحتلال ومرور أكثر من عقد من الزمان على آخر مؤتمر قطري للحزب !.

نحن نعرف إنكم وعوائلكم تتمتعون بالامتيازات التي حصلتم عليها خلال المسيرة في مأمن بينما المدافعون الحقيقيون عن العراق والحزب يعانون ما يعانون سواء بقرار الاجتثاث أو الدفاع عن البلاد والحزب أو التهجير قسرا من الوطن أو المداهمات والاعتقال والتعذيب وانتهاك الإعراض والاغتصاب وكل هذا تريدون منا إن نسكت فإذا سكتنا عن أخطائكم ثلاثة عقود ونيف فليس هناك ما يلزمنا بعد ألان على السكوت ولن نقبل انفرادا باتخاذ القرار وتعيين قادة الحزب بطرق غير مشروعة خارج مؤتمرات الحزب مهما كانت التبريرات ونطالب تطبيق النظام الداخلي بدقة دون اجتهاد أو تحريف .

...........................

 

هل تخشون مواجهة قواعد الحزب ؟ أم تخشون الفشل في الانتخاب ؟لأنكم جزء من قيادة أوصلت البلاد الى ما هو عليه .

 

إنكم مرة اخرى كقيادة وأشخاص الذين كنتم السبب في ضياع العراق أمام امتحان تاريخي خطير فإما قرارٌ يعيد الاعتبار الى الحزب عبر شرعية التوحد والمراجعة والانتخاب أو تجدون

أنفسكم معزولون نهائيا عن الشعب والأمة وستكون هناك قوى تتقدمكم في الساحة وعندها لن يتسامح الشعب معكم وسوف يحاسبكم اشد الحساب حتى وان كنتم في الصفوف الأولى التي تقاتل الاحتلال لان في شرذمة الحزب إطالة لأمد الاحتلال وتقوية لشوكة عملائه وكل يوم يمر دون توحد الحزب والتوجه الى الساحة بقيادة موحدة والعمل على توحيد الحزب مع القيادة السورية لتكون سوريا ظهيرا قويا للحزب ستكون مهمة التحرير صعبة والتضحيات اكبر وسيحملكم التاريخ المسؤولية.

 

فمتى تستغلون أخطاء أعدائكم؟ حيث اعمي الله بصيرتهم وبصائرهم فأذاقوا الشعب الأمرين حتى بات يتحسر على أيام خلت وانتم في واد والشعب في واد أخر يأسف على ما إل إليه واقع الحزب .إلا تعلمون إن يد الله مع الجماعة ؟

 

امن هذه المراجعة تخشون؟ أم تريدون التهرب من مسئولية ما حدث؟ الم تكونوا قادة الحزب والدولة ؟ ..........

( يقول المثل امشي خلف الذي يبكيك لا الذي يضحكك) نريد منكم إن تبكوا دما على بلد ضاع وحكم انفرط في أيام وان تضعوا مصلحة البلاد والشعب والحزب نصب أعينكم بل في قلوبكم .

هذه هي الحقيقة إمامكم بكل مرارتها فإما إن تكونوا أو لا تكونوا أنار الله لكم طريق الحق والرشاد والسلام عليكم ورحمة الله.

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | أرشيف الأخبار | المرأة | الأطفال | إتصل بنا