|
هل من الادب والأخلاق والوطنية القفز
على جرائم المرحلة البعثية الفاشية
ومسؤوليتها عن احتلال العراق بحجة
توحيد الطاقات ضد الاحتلال؟
صباح زيارة الموسوي
كاتبتني سيدة عراقية من بريطانيا
ناشطة ضد الاحتلال , وهي تكيل المديح والتقدير لمقالاتي المناهضة
للاحتلال الامريكي والقوى الطائفية العنصرية الأتية معه , بل زادت على
ذلك التقدير تقديرا خاصا لموقفي المعلن من زمرة حميد مجيد وخيانتها
الطبقية للطبقات الكادحة العراقية بأشتراكها في كارثة أحتلال العراق.
وعلمت بأن الناشطة العراقية هي من عائلة شيوعية مخضرمة تتخذ موقفا
وطنيا مبدئيا ضد احتلال الوطن .
لمست نبرة عتاب في بعض تعليقاتها
اللاحقة بشأن موقفي من البعث وحقبته الفاشية , بأعتباره المسؤول الاول
عن ما آلت اليه اوضاع العراق , من دمار وضياع ثروات وملايين الضحايا
والمعوقين والارامل والايتام , ناهيكم عن ضياع الوطن ذاته , وترافق هذا
النقد بأرسال الرسالة الى عناوين جل اسمائهم من نشطاء " ابواق البعث"
من أمثال صلاح المختار وغيره , ولم يكن أمامي خيار أخر غير خيار مواصلة
ارسال ما أكتب الى الناشطة العراقية وبضمنها هذه العناواين , ولم تكن
كتاباتي الا ذاتها المستندة الى معرفة موثقة بتأريخ الحركة الوطنية
العراقية , منذ نشوء الدولة العراقية حتى الاحتلال الامريكي في 9 نيسان
2003 , والمشاركة العملية في الكفاح ضد الاحتلال واتباعه حتى اللحظة
الراهنة , فأني لست من مناضلي الانترنيت على اية حال
أن نشاطي في الحركة الشيوعية العراقية
يمتد الى زمن عمره , هو عمر النظام البعثي الفاشي منذ 1968 , وصور
طفولتي مطبوعة من النسخة الاولى للانقلاب الامريكي البعثي الفاشي الاول
في 8 شباط 1963 الاسود , ولم أجد في هذه الحقبة الطويلة من تأريخ
العراق الحديث, ما يسجل موقفا وطنيا واحدا لحزب البعث , بل على النقيض
من ذلك تماما , فمسيرة البعث ملطخة بدماء الشعب العراقي وقواه الوطنية
, والارتباط بالمخابرات الامريكية , والتأمر على الدول العربية باسم
الوحدة العربية , واغتيال المناضلين الفاسطينين بأسم قضية فلسطين , نهب
أموال الشعب لصالح حفنة من اللصوص بأسم الاشتراكية , تعذيب وتصفية
المناضلين السياسيين بأسم الحرية ... أغتصاب النساء بأسم حرية المرأة ,
قتل الاطفال بأسم الطفولة السعيدة , تجويع العمال والفلاحين بأسم
قوانين العمل والاصلاح الزراعي , قتل الاكراد باسم الحكم الذاتي, شن
الحروب على الجيران خدمة للصهيونية باسم تحرير فلسطين ,مسيرة دمرت
العراق وكبلته بسلاسل الاحتلال , وأهانت الكرامة الوطنية العراقية ,
مسيرة محصلتها ملايين الضحايا والمعوقين والارامل والايتام , مسيرة
الجوع والدم والدمار
لكن السؤال المنطقي المطروح هنا هو: الم يكن هناك بعثيون وطنيون؟
الجواب بنعم ولا
نعم كان هناك من آمن بحزب البعث
وشعارات الوحدة والحرية والاشتراكية ايمانا مخلصا , لكن مسيرة البعث
العملية قد اقنعته بزيف هذه الشعارات على صعيد التطبيق العملي , فحاول
التغيير او التصحيح , ولم يكن مصيره الا الموت وعبد الخالق السامرائي
مثالا على ذلك , والقائد العسكري الوطني سليم شاكر الامامي الذي تعرض
للسجن والنفي مثالا أخر على ذلك , وبراءة الالاف المؤلفة من البعث
بمافيهم اعضاء الفرق بعد سقوط الفاشية في 9 نيسان 2003 دلالة على قسرية
الانتماء للبعث لا طوعيته
ولا... لأن هذه الاقلية الوطنية التي
قالت لا للبعث بصورته الفاشية والتي قتل بعضها برميه للكلاب المدربة
على أكل لحوم البشر , هي أقلية , قد أختارت الطريق الوطني بعيدا عن
مسيرة البعث المشبوه , أما الناشطون اليوم بأسم البعث , جميع فلوله
المتشرذمة ( عزت الدوري , يونس الاحمد, تايه عبد الكريم...الخ) فهي
فلول متشاتمة تحاول السيطرة على مع ما تبقى في حوزة لصوص البعث من
اموال الشعب العراقي المسروقة , واستعادة جزء من السلطة المفقودة , حتى
وان كانت على شكل هبة أمريكية , وما الابواق الزاعقة بأسم هذه الفلول
من أمثال صلاح المختار وخضير المرشدي وعبد الرزاق الدليمي ورهطهم , الا
ابواق فاشية تتاجر بقضية الاحتلال , وتنسب نفسها زروا الى المقاومة
الوطنية العراقية , هذه المقاومة التي كانت قد أعلنت برائتها علنا من
حزب البعث الفاشي!!. فهذه الابواق تفاخر بالحقبة الفاشية , وتمجد
بالمشنوق المقبور صدام حسين , وتخون الوطنيين العراقيين حتى وأن كان
لهم موقفا متساهلا من تجربة البعث , ما دام هؤلاء لا يعتبرون المقبور
شهيدا . وهنا بيت القصيد , والمقاومة في عرف هذه الفلول هي عمليات
القتل والذبح عبر تفجيرات الشورجة وسوق الغزل وباب المعظم وساحة
الطيران والكرادة وقطع الرؤوس واغتصاب النساء والاختطاف , وهي كلها
اعمال كانت تمارسها اجهزة النظام المقبور القمعية , هذه الاجهزة التي
لا تجيد مهنة سوى مهنة القتل " تقاوم " المحتل بهذه الاعمال الجبانة
التي تستهدف المواطن العراقي المسكين الباحث على لقمة العيش
فقد لوحظ بأن الهجوم البعثي الاعلامي على القوى المناهضة للاحتلال , قد
أخذ خطا علنيا تهديديا بعد أعدام الطاغية مباشرة , حيث وضعت فلول البعث
المتشرذمة المتشاتمة خطا أحمرا حتى على تلك الشخصيات الوطنية العراقية
المتوهمة وطنية البعث بأخطاؤه كما تسمي هذه الشخصيات جرائم البعث
الكبرى بحق الشعب والوطن , وأخذت تهاجم يمينا ويسار , ونشطت جمعيات ما
يسمى سابقا بجمعيات المغتربين , الذي يشرف عليها في الماضي والراهن
البعثي عبد الجبار الكبيسي في لندن , والتي ضمت فترة النظام الفاشي
اعدادا من متساقطي النضال اليساري , الذين دفعهم يأسهم وذاتيهم
والممارسات القمعية لزمرة حميد الخيانية الى السقوط السياسي و الانخراط
في هذه الجمعيات المشبوهة
ان بيت القصيد , هو تصاعد هجوم
الناشطة العراقية في بريطانيا في رسائلها لي ,المرسلة بنفس الوقت الى
عناوين بعثية معروفة منها صلاح المختار وعبد الجبار الكبيسي وغيرهما من
ابواق البعث الفاشي , تـوجت بالاستياء الشديد من المقالتين الاخيريتين
المنشورة على عدد من المواقع الالكترونية ,متهمة اياي والمثقفين
بالافتقاد الى الأدب والاخلاق, كان ردي قصيرا وصريحا وواضحا , لا يوجد
بعثي وطني واحد بعد احتلال العراق في 9 نيسان 2003 , الا ذلك البعثي
الذي يعلن برائته من هذا الحزب الفاشي ويدين جرائمه , ويبرهن على أنه
شخصيا لم يمارس الجريمة مباشرة ضد ابناء الشعب العراقي فترة الحكم
البعثي الفاشي , فيختار الطريق الوطني الصحيح , والحزب الوطني الذي
يحتضن وطنيته , وأن أقتضى الأمر تأسيس حزبا وطنيا عراقيا يعبر فيه عن
وطنيته وتطلعاته الصادقة والوقوف مع الشعب العراقي في معركته التأريخية
ضد الاحتلال الامبريالي الصهيوني ,ان يدين التجربة الماضية ويتبرأ منها
, أما من يتمسك بالبعث ولو أسما فمصيره العزلة السياسية والاحتقار
الشعبي , فلا مكان للبعث الفاشي على أرض وطن أحرق , أحتل , وابيد شعبه
, وفق شعار المقبور صدام حسين " أن من يريد أن يأخذ الحكم من البعث
فليأخذ العراق ارضا بلا شعب" , فالشعب العراقي هو ضحية الحقبة البعثية
الفاشية , وما الحقبة الاحتلالية وافرازاتها الطائفية والعنصرية
والاجرامية الا نتاج للحقبة الفاشية , ولا طريق اخر لتحرير العراق ,
الا طريق المقاومة الشعبية الوطنية المقاتلة ضد الحقبتين الفاشية
والاحتلالية معا , واذا كان الأدب والأخلاق في نظر السيدة الناشطة ضد
الاحتلال , هو القفز على جرائم البعث , فيشرفنا أننا لا نتمتع بهكذا
أدب وتلك الأخلاق , اخلاق اغتصاب المناضلات السجينات , اخلاق اغتصاب
الرجال وفرمهم بالماكنة , آداب استخدام الاطفال والزوجات والاخوات
والاهل رهائن للاسقاط السياسي , اخلاق خطف المقبور عدي للعرائس ليلة
الزفاف , اخلاق وآداب نفتخر بأننا لم نستسلم لها ابدا , بل قدمنا
الالاف من المناضلين الشهداء على مذبح التصدي للبعث الفاشي والمجرم
المشنوق المقبور وأخلاقهم هذه , ونتصدى اليوم للذين يريدون القفز على
صفحاتها السوداء بأسم الوطنية ! المزعومة
أن الأدب والأخلاق , هي الوطنية
العراقية الحقة لا المزيفة, يا سيدتي الناشطة! ضد الاحتلال في بريطانيا
, أما القفز على الحقبة البعثية الفاشية , فهي الخيانة الوطنية بعينها
, بل هي خيانة تتساوى تماما مع خيانة القوى والعناصر المتعاونة مع
المحتل , من امثال عبد العزيز وطارق ونوري ومسعود وجلال وحميد,
والابواق الناطقة بأسمهم لا تقل قذارة عن الابواق الناطقة بأسم فلول
البعث الفاشية المتشرذمة المتشاتمة
صباح زيارة الموسوي
sabah_ziearahalmosawi2000@yahoo.co.uk
2008 / 3 / 21
|
