كتابات حرّة

 الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | أرشيف الأخبار | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

مقالات مختارة

 مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org 

  

زارنا اليوم فياض

 

بقلم : خالد منصور

    كان الكل في مخيمنا- بل وأظن في عموم المحافظة ( طوباس )- مشغول يوم السبت 26/6/2010 بترتيبات استقبال دولة رئيس الوزراء-- الدكتور سلام فياض-- الذي سيمضي جزء من يومه عندنا، ليفتتح عدد من المشاريع، أو ليطلع على عدد آخر منها جاري تنفيذه.. الأمن كالعادة سيكون حاضر بقوة، وباستعداد مبالغ فيه من حيث عدد الأفراد والإجراءات.. الدوائر المدنية للسلطة ستكون حاضرة- حتى ولو كان اليوم يوم إجازة.. البلديات والمؤسسات ستجهز نفسها، وتعد مقترحات المشاريع التي ستغتنم الفرصة لتقديمها إلى معاليه.. ذوي الاحتياجات اعدوا منذ أيام كتبهم التي سيقدمونها له .. وباختصار سيكون يومنا يوم غير عادي.. زوامير شرطة وطبول كشافة واختناقات سير، ووجوه مسئولين تعودنا على رؤيتها في المناسبات ( وما أكثر مناسباتنا ).

    في الحقيقة هذا الرجل فياض يحيرني كما يحير الكثيرين من المهتمين بالشأن العام الفلسطيني.. انه رجل عملي لأبعد الحدود، وذو طاقة لا تنضب أبدا، عمل ويعمل الكثير، البعض يقول انه يعمل لان لديه الموارد-- ولكن الم يكن لدى من سبقه نفس الموارد بل وأكثر..؟؟ والبعض الآخر يقول انه يحظى بدعم خارجي ومرضي عنه من كبار اللاعبين الدوليين، ولكن الم تتح نفس الفرصة لغيره..؟؟ وباختصار اثبت هذا الرجل انه مختلف..

    ومع كل ذلك يبدو أن الماكنة الإعلامية لهذا الرجل، ومعها مختلف وسائل الإعلام المحلية والخارجية تضخم الأمور، وتخلق ضجيجا اكبر مما هي الأمور على ارض الواقع، وتخلق هالة حوله توهم المتابع بان كل شيء يسير على ما يرام.. بل وتجعلنا نشعر وكأننا قد حللنا كل مشاكلنا، ولم تعد لدينا بطالة، أو تراجعت مستويات الفقر، وحصلت الجماهير الشعبية على فرصتها الكافية في الخدمات الصحية وبفرص العمل، وبرزمة الضمانات الاجتماعية و و و..

    لكن هذا الرجل واقع اليوم في ورطة.. فبقرار حكومته تأجيل الانتخابات المحلية، يكون قد أرسل للجماهير وللقوى وللمؤسسات الفلسطينية رسالة مفادها أن حدود تحركه محدودة، وانه يمكن له أن يتراجع ويسير بعكس الاتجاه الذي أعلن عنه حين قال انه ماض في تنفيذ خطة بناء مؤسسات الدولة لينجزها في غضون عامين.. وهنا نسال رئيس وزرائنا المحترم : أليست مجالس الحكم المحلي من أهم مؤسسات الدولة..؟؟ أليست الانتخابات تجسيد للديمقراطية وبإلغائها أو تأجيلها يكون معاليه قد نسف الأساس الديمقراطي الذي يجب أن تبنى عليه كل المؤسسات..؟؟

    تناقض كبير أوقع نفسه فيه رئيس وزرائنا.. ومرحلة جديدة ادخل شعبه بها بقراره تأجيل الانتخابات.. مرحلة نأمل أن لا تكون سمتها الأساسية المساس أكثر بالحريات وبالحقوق الديمقراطية ( في ظل وجود الشبهات على كل الشرعيات ).. وهنا ورغم كل ما يقال أن جهة أعلى من الحكومة هي من أصدرت قرار التأجيل.. إلا انه ( أي الدكتور فياض ) يتحمل ولغاية الآن المسئولية وحده عن التأجيل، لان الجهات الأعلى منه والتي تشكل مرجعيته لم تعلن تبنيها لهذا القرار ولم تعلن تحملها المسئولية عنه.

 

مخيم الفارعة – 26/6/2010  

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | أرشيف الأخبار | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

 
 

 

 

لا

للأحتلال