كتابات حرّة

 الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | أرشيف الأخبار | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

 

 

التاسع من نيسان  نكبة ورسائل

زياد المنجد*

في التاسع من نيسان من كل عام ،يستذكر العرب مأساة جديدة اضيفت الى مأسي الامة العربية ،حين ترنحت بغداد(دار السلام) بضربات دعاة الحرية والديمقراطية ، وملأت شوارعها دبابات المحتلين الغزاة، لتعلن للعالم اجمع ان لاشيء يسود في  عالمنا المعاصر سوى منطق القوة ،ضاربين عرض الحائط بكل القيم والشرائع السماوية والوضعية.

التاسع من نيسان عام 2003 تاريخ اسود لدى كل العرب الغيارى على وطنهم، وهوميلاد نكبة اشرت ضعف الموقف العربي ،ووضعت العالم امام خيار صعب ،اما الرضوخ لارادة الطغاة او التدمير والاحتلال، في وقت رأى فيه عملاء الاحتلال واذنابه هذا التاريخ يوما مشرقا في تاريخهم الاسود ،ووصل بهم الحال لاعلانه يوم عطلة رسمية ،ليؤشر ذلك مدى الانحطاط الذي وصل اليه هؤلاء الاقزام ،باعلانهم يوم تدمير بلدهم مناسبة (وطنية).

لم يكن ذلك التاريخ يوما عابرا في تاريخ الانسانية، بل كان اول مأساة من مآسي القرن الحادي والعشرين ،وكان بداية لتأطير السلوك الهمجي البربري ضمن اطار المشروعية الدولية ،تحت ستار الدفاع عن النفس وتحرير الشعوب من ديكتاتورية مزعومة ، ليمارس  الاحتلال واتباعه ابشع صور الديكتاتورية بحق شعب امن يتطلع الى العيش بأمان وسلام.

لقد كان ذلك التاريخ الاسود  بداية مشروع صهيوني امريكي وضعت خطوطه العريضه في تل ابيب وواشنطن، من اجل اعادة هيكلة المنطقة وخلق شرق اوسط جديد ،يكون فيه الكيان الصهيوني اكبر الدول في المنطقة جغرافيا وديمغرافيا. وحمل ذلك التاريخ رسائل  كبيرة الى النظام الرسمي العربي ، مفادها ان لا احد منكم بعيدا عن الاستهداف ،وما حصل في بغداد يمكن ان يحصل في اي عاصمة عربية  وحمل تلك الرسائل وزير الخارجية الامريكية انذاك كولن باول ،بزيارات الى دول الجوار العراقي وحملها شروطا واوامر للتعامل مع الواقع الجديد .

فهل فهم العرب الدرس ،وهل علم هؤلاء ان المشروع الامريكي تعطل بفعل المقاومة العراقية ولكنه لم ينته، وبعد هذا  ماذا فعل العرب للاستفادة من مأساة بغداد لتفويت الفرصة على الاعداء.

لقد كان اول مؤتمر قمة عربية بعد احتلال بغداد حافلا بالدعوات لاصلاح النظام الرسمي العربي ، وتفعيل دور الجامعة العربية، الا ان تلك الآمال تلاشت مع ترنح المشروع الامريكي في العراق بفعل المقاومة ، ونسي النظام الرسمي العربي انه مطالب بتفويت الفرصة على الاعداء باعادة هيكلة العلاقة والانسجام بين الحكام والمحكومين ،والتي كانت حجة بيد اعداء الامة للتدخل في شؤوننا الداخلية.

من هنا اذكر من نسى اوتناسى ان الخطر مازال قائما ،وان المشروع الصهيوني ان تعطل مرحليا فانه مازال قائما ويعاد هيكلته ليتلائم مع الظروف الجديدة، لذا فالنظام الرسمي العربي مطالب بفعل المزيد لتفويت الفرصة على الاعداء .

فهل نتعظ من مأساة بغداد؟؟؟؟.

E-MAIL:baghdadsana1@gmail.com

*باحث واعلامي ومحلل سياسي

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | أرشيف الأخبار | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

تصدرها مجموعة من الصحفيين والكتاب العراقيين

webmaster@saotaliassar.org    للمراسلة