وشهداء الحركة الوطنية العراقية
بالتضحيات الغالية يستعيد العراق حريته واستقلاله
يا أبناء شعبنا العراقي الأبي
في مثل هذه الأيام، وحيث يتصاعد نضال شعبنا وقواه الوطنية ضد لاحتلال
الأمريكي الغاشم وحكوماته الفاسدة المتعاقبة على حكم البلاد، وحيث
تتوطد في وجدان العراقيين وفي ميدان النضال والجهاد من أجل حرية
العراق واسترداد استقلاله، روح المقاومة والتحدي والأيمان بعدالة
المطالب الوطنية في الجلاء الكامل وغير المشروط لقوات الاحتلال،يستذكر
الشيوعيون العراقيون باعتزاز وفخر، ومعهم كل الوطنيين والأحرار
والتقدميين، ذكرى الرابع عشر من شباط/ فبراير 1948، ذكرى الوقفة
البطولية الخالدة في تاريخ العراق، لقادة ومؤسسي حزبنا يوسف سلمان
يوسف( فهد) وزكي بسيم( حازم) وحسين الشبيبي ( صارم) عندما اعتلوا أعواد
المشانق ليقدموا أرواحهم فداء للشعب والوطن، ودفاعا ً عن حق الاستقلال
والتحرر من الاستعمار البريطاني الغاشم. إن استلهام الدروس والعبر
والمواقف من الماضي، يتضمن اليوم معنى أبعد ما يكون عن مجرد كونه رغبة
في استعادة التاريخ وتقليب صفحاته، بل لعل - بما يحمله من معان ٍ سامية
- يجسد حقيقية أن هذا تاريخ العراق المعاصر صنعته مواقف الأبطال ومواكب
الشهداء والتضحيات الغالية لأبناء شعبنا في سبيل التحرر والاستقلال،
فبعد إسقاط معاهدة بورت سموث الجائرة عام 1948 والموقعة بين بريطانيا
وحكومة العراق المنصبّة والمحميّة من الإنكليز، ومباشرة بعد وقوع نكبة
العرب الكبرى بتقسيم فلسطين وهزيمة الجيوش العربية على يد الصهاينة، ثم
تصاعد حركة التحرر العربية في المنطقة التي راحت تغلي بالثورة وكل
أشكال الاحتجاج على الأوضاع المزرية، أصدرت المحكمة الجنائية آنذاك
حكمها بالإعدام على قادة حزبنا الشيوعي العراقي، إمعانا ً في التنكيل
بالوطنيين والمناهضين للاستعمار . لقد أرادت السلطات العميلة آنذاك
تحجيم دور الحركة الوطنية العراقية وفي المقدمة الحزب الشيوعي العراقي
الذي لعب دورا مهما وتاريخيا ً في قيادة نضال شعبنا من أجل الاستقلال
والحرية وبناء مجتمع الكفاية والعدل .
يا أبناء شعبنا العراقي المناضل
في هذه المناسبة لابد وأن نتذكر بفخر واعتزاز صمود الرعيل
الثاني من شهداء حزبنا في عام 1963 وفي مقدمهم السكرتير الأول حسين
الرضي " سلام عادل " ورفاقه الذين استقبلوا الرصاص بأجسادهم العارية
إلا من الإيمان بعدالة قضيتهم. هذه الكوكبة النيرة من أبناء شعبنا لم
تبخل ببذل دمائها رخيصة من أجل حرية واستقلال البلد، فكان طريق
الشيوعيين ولا يزال معبدا ً بالتضحيات الجسام من أجل وطن حر وشعب سعيد
. بيد أن القوى التي تسببت سياساتها في انزلاق البلاد إلى الاحتراب
والتقاتل لم تكتف بجريمة اغتيال قادة حزينا من الرعيل الثاني في سجونها
ومعتقلاتها الوحشية، بل واقدمت على اعدام كوكبة من من الرفاق، واحد
وثلاثون من رفاق واصدقاء الحزب، وإنما استمرت في هذا النهج المدمر حتى
استشهد من بقي داخل الوطن بعد الهجمة الشرسة عام 1978 على اثر انفراط
عقد الجبهة الوطنية والقومية التقدمية، فكانت خسارة حزبنا جسيمة
باستشهاد القادة الأبطال د. صفاء الحافظ وصباح الدرة والمناضلة
المعروفة في الحركة النسوية العراقية عائدة ياسين ، إننا إذ نستذكر هذه
الكوكبة من الشهداء، فإنما نعيد التذكير بالتضحيات الجسام التي قدمها
الشيوعيون العراقيون من أجل وطنهم
اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، يغدو طريق التضحيات الذي خطه الشيوعيون
العراقيون بدمائهم الزكية، منارة تهتدي بها الأجيال وخاصة في ظل
الاحتلال الأمريكي الصهيوني لبلدنا، ومن أجل التمييز الدقيق بين من
يدعون اليوم أنهم يمثلون ( الحزب الشيوعي العراقي) زورا وبهتانا وهم
صنيعة بريمر، من خونة المبادئ والمساومين على دماء رفاق الأمس، وبين
الشيوعيين الوطنيين وفي طليعتهم حزبنا الشيوعي العراقي- اتحاد الشعب
الأمين على التقاليد النضالية وعلى تراث الحزب النضالي. وفي هذه
المناسبة الخالدة ( ليوم الشهيد الشيوعي ) نستذكر بحزن ولكن بشعور غامر
من الإحساس بالفخر شهداء معارك بشتشان ( كردستان العراق) حين قامت
عصابات جلال الطالباني (الأمين العام لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني
ورئيس الجمهورية الحالي) بالهجوم الغادر على مواقع الانصار الشيوعيين
في كردستان وقتل العشرات من كادرات الحزب ومناضليه، وفي عملية غادرة،
أخرى، قام بها الحزب الديمقراطي الكردستاني، على يد عيسى اسوار، بقتل
اثني عشر رفيقاً من رفاقنا، إثر عودتهم من الدراسة عن طريق شمال
العراق، بهدنان، في السبعينات. وفي هذه المناسبة، نجدد العهد والقسم
على مواصلة طريق المقاومة الوطنية العراقية ضد الاحتلال الأمريكي
الصهيوني لبلدنا، رافعين راية القادة التاريخين للحزب والحركة الوطنية
العراقية أبناء الرارنجية والرميثة والنجف وأبو صخير وجبال كردستان
وغرب الفرات، من اجل طرد الاحتلال وأعوانه وإقامة حكومة وطنية
ديمقراطية تتمتع بالاستقلال الكامل وتلغي كل معاهدات الذل والهيمنة.
بالتضحيات الغالية تصنع حرية العراق ويستعيد استقلاله، لا بالمناورات
والمساومات الخسيسة. وعلى هذا الطريق يجب أن تتجه الحركة الوطنية
المناهضة للاحتلال وكل فصائل المقاومة الباسلة.
المجد والخلود لشهداء الحزب والحركة الوطنية العراقية .
عاشت المقاومة الوطنية العراقية .
الحزب الشيوعي العراقي - اتحاد الشعب
بغداد
14 شباط 2010
تنويه /
صوت اليسار العراقي
لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل
الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم