كتابات حرّة

 الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | أرشيف الأخبار | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

 

   

الحزب الشيوعي العراقي – اتحاد الشعب

Iraqi Communist Party –  People’s Union

وطنٌ حرٌ وشعبٌ سعيد   

______________________________________________________________________________________

  حزبنا الشيوعي العراقي – اتحاد الشعب  

ينعي الرفيق جعفر هجول

 

امتدت يد المنون لتخطف رفيقنا وتترك شوارع مدينة الحلة حزينة

 تلتحف السواد وتؤطر النعش بباقات الورود

د. محمد جواد فارس

في حضرة الرفيق الشيوعي الذي بقى وفيا لمبادئ الماركسية اللينينة ، لم يكن سهلا علي أختيار الكلمات الشفافة الجميلة في وصف هذا الانسان الرائع المناضل، جعفر الوفي ليس فقط للمبادئ التي قضى عمره يناضل من أجل سعادة الطبقة العاملة العراقية ، جعفر في ايام شباط 1963 الذي صمد امام جلاديه ، وتحمل العذابات مع رفاقه مقدما لهم المساعدة لمن كان بحاجة لها ، بقي وفي للاصدقاء والرفاق الحليين الذين واكبوا مسيرة النضال الصعب منذ نعومة أظفارهم اي منذ الخمسينيات من القرن الماضي متأثرا في التراث التاريخي لمدينة الحلة مدينة العلم والكفاح التاريخي والتي انجبت وخلد فيها علماء اجلاء غرسوا فيها نبتة المبادئ والدفاع عنها من امثال ابو القاسم وابن النمى وأبن أدريس  وانجبت صفي الدين الحلي وغيرهم ممن خلدهم التاريخ القديم والمعاصر ، ومدينة الحلة كانت ولا زالت انموذجا مصغرا للنسيج الجتماعي لشعبنا العراقي بمختلف الذاهب والمشارب والقوميات للتعايش بين ابنائها وكلهم يشعرون بأخوة وتربطهم اواصر المحبة والانساب العائلية ويربطهم حب الوطن والدفاع عن سيادته . والحلة كانت  من المدن التي ظهرت فيها الاحزاب الوطنية حيث التف حولها العديد من الشباب كما يكتب فقيدنا الغالي ( ابو عراق ) ان شبيبة الحلة كانت رافضة لما يحدث من مؤمراة أغتصاب فلسطين ووثبة كانون لأسقاط معاهدة ( بورت سموث ) الجائرة وأعدام قادة حزبنا الشيوعي العراقي ( فهد وحازم و صارم ) أثارة غليان المدينة وفضحت من يدعم السلطة من افراد وجماعات واحزاب وعرفت بمن يدافع عن الامة والشعب والوطن افراد واحزاب  وجماعات ، استمرت مسيرة جعفر متمسكا بما تعلمه من المبادئ التي نهل منها شيوعيي الحلة كاظم الجاسم وجبار معروف وستار معروف وعباس خضير  وابو عبيس و كاظم عبيد وشهيد خوجة نعمة وغيرهم من المئات الذين افنوا زهرة شبابهم من اجل مبادئ الحزب والوطنية الحقة والتي تتنكر لها زمرة حميد مجيد موسى البياتي ( شيوعيو الاحتلال ) هؤلاء تنكروا للشهداء في تحريفهم للمبادئ التي تربى عليها الشيوعيين ليس فقط في عراقنا بل في جميع أنحاء العالم حيث قاوموا الاحتلال النازي في بلد السوفيت مقدمين اكثر من عشرين مليون شهيد ، وكذالك الفرنسيين والايطاليين والاسبان وملحمة البطولة في فيتنام وكوريا وفي امريكا اللاتينية مستذكرين حرب الانصار التي قادها ارنستو تشي جيفارا في افريقيا مع رفيقه اغستينو نيتو.                            

 اتذكر تلك القصيدة التي ارسلها لي جعفر من مدينة بنغازي الليبية ينعي فيها صديقه جبار معروف عنوانها " إلى الذي لم ينتظر عودتي "  اقتطف منها   وكانه ينعي نفسه بها اقتطف منها مايلي :                                         

لم لم ترحل بعد أوان السفر الحق ؟                         

هل ملت خطوتك الدنيا ؟                                     

أم هل تعبت من ذل الدرب خطاك ؟                              

نعم .....لم يتعبك سوى الذل                                    

وانت العز يمور ...                                          

لاعجب ان تهجر ذلا                                       

لا عجب ان ترحل صوب العز                            

بدون الصحب                                             

بنغازي 23/ 11/1999

جعفر هجول

هنا تتجسد وطنية واخلاص ابو صبا للمبادئ والاصدقاء الغيورين على المبادئ التي كانت ولم تزل موضع اعتزاز كل المناضليين الحقييقين من أجل وطن حر وشعب سعيد.                                                                  

اتذكرك رفيقي العزيز في دمشق التي احببتها وكنت تزورها بين فترة واخرى،  عندما كنا سوية في مظاهرة جماهيرية ضد الحرب على العراق قبل العدوان خرجت في دمشق وشاهدت بأم عينك كيف وقف الوطنين والشيوعين والقومين منددين بالعدوان على بلد الرافدين مهد الحضارات الاولى ، وكنت تتألم بصمت  لمواقف البعض من رفاق الدرب ، وفي زيارتك الاخيرة عندما اهديت لي كتابك الجميل الموثق والمكتوب بمنهجية و اكاديمية جيدة ( الحلة بين العشق والانتماء ) وطلبت مني ان اكتب حول مشاركة منظمة الحزب في تقديم الدعم لطالبي الحرية من الشيوعيين اصحاب النفق في سجن الحلة عام 1967 في يوم ذكرى ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى ،  وقد كتبت لك ما تذكرته من خلال مشاركتي المتواضعة في انقاذ اربعة منهم واخراجهم الى الريف ومن هناك الى تنظيماتهم ، اوعدتني بان يكون هذا موضوع الجزء الثاني للكتاب املي انك انجزته كما فهمت من احد الاصدقاء ابو شهاب .

حدثني الصديق ابو شهاب كيف كان منزلك مضافة للمثقفين الوطنين تتبادلون فيه الرأي والموقف وتناقشون اخر التطورات في الوضع السياسي والموقف من الانتخابات والاحتلال وتتحسسون فيها ما يجول في خاطر الكادحين من  ابناء مدينة الحلة الباسلة ، والحلة اليوم لم تقف مكتوفة اليدين امام الاحتلال واعوانه ، رافعة راية النضال في مقاومة شعبنا بكل السبل والاساليب المشروعة، من اجل الخلاص من الانتهاكات اللانسانية واللاخلاقية لجنود الاحتلال واعوانه سارقوا لقمة عيش الشعب والمفرطون بسيادته الوطنية ووحدة ترابه  ، و الناهبون لثرواته الوطنية ، انك فارقتنا ونحن بأمس الحاجة لك ولكن العهد لك انك تركت من يحافظ على الامانة ويكمل المشوار ، فنم قرير العين والمجد كل المجد لك ولرفاقك الذين سبقوك والعزاء للعائلة الكريمة مكملة لمشاريعك الثقافية واصدقائك المخلصين واذكر منهم الاستاذ جاسم الصكر والاخرين .

وهنا بودي أن اقتبس نص من أخر رسالة بعثها لي الفقيد بعد لقائنا الاخير في دمشق والرسالة مؤرخة في 23 / 10 / 2009  هذا نصها : يا محمد أنا مشتاق لك ولأحاديثك وذكرياتك ، كل امنياتي تبدد النظرات السيئات لذكرياتنا جميعا ، ولنهتم نحن عشاق العراق بحاضره ومستقبله في التحرر والامان والتحديث في كل اتجاه ، وايقاف اي خلاف حول المواقف الماضية والتخلي عن الاساليب التي لا تنفع أحـدا" ولا اتجاها" ولا وطنا" ولاحاضـرا" ولا مستقبلا" ولنتذكر أن ليس هناك انسا نا"  كاملا"  .  

هكذا كان يفكر فقيدنا الغالي ,  فالمجد كل المجد لأبو صبا الذي لم يترك موقفا وطنيا صادقا تجاه وطنا احبه وقدم الكثير من اجله إلا وكان رائده .

 

دمشق في 31 أذار 2010                                         

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | أرشيف الأخبار | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

تصدرها مجموعة من الصحفيين والكتاب العراقيين

webmaster@saotaliassar.org    للمراسلة