(
لاحظت برجيله ولاخذت سيد علي)
المواطن العراقي بين ميزانية انفجارية وتموينية انتحارية
بقلم حميد الحريزي
بتاريخ 2-12-2007
نشرت جريدة الزمان الخبر التالي ( أوضح عبد الكريم نوري مدير عام
(الشركة العامة لتجارة المواد الغذائية) خلال زيارة المرجع الديني الشيخ
محمد اليعقوبي ان( عدد مفردات البطاقة التموينية ستكون في العام المقبل
2008 خمس مفردات فقط هي الطحين والرز والسكر والزيت وحليب الأطفال)
اللم اجعله خيرا وعام وفرة هذا العام
الانفجاري الجديد الذي بلغ أضخم ميزانية خلال تاريخ العراقي تزيد على 48
مليار دولار حسب المصادر الرسمية وان سعر برميل النفط المورد الأساسي
للعراق يقفز من (50) دولار إلى أكثر من (90) دولار في العام الحالي أي
بزيادة أكثر من النصف على ماكان عليه.
فكان المواطن العراقي البسيط ذو الدخل
المحدود والعاطل عن العمل يتأمل دعم البطاقة التموينية وزيادة كمية
ونوعية مفرداتها وتعويض العائلة العراقية عن الأشهر الماضية حيث لم
تتسلم اغلب العوائل المواد الأساسية للبطاقة مثل الطحين والرز والزيت
والبقوليات والحليب للكبار والشاي والاجبان ناهيك عن الحصة المضاعفة في
شهر رمضان التي وعدتنا بها وزارة التجارة التي أصبحت في خبر كان وتحولت
إلى (كذبة رمضان) وليست بركة رمضان أو كذبة نيسان.
عندما يعود المواطن العراقي إلى ماقبل
انهيار الدكتاتورية حيث أشيع بين الناس ان البطاقة التموينية ستشمل
اللحوم البيضاء والحمراء وأنواع الاجبان والمربيات والمشروبات
الغازية وحتى (المشروبات الروحية ) أعاذنا وأعاذكم منها . وأشيع ان أمر
وكلاء الحصة التموينية بضرورة جلب المجمدات والثلاجات والحافظات الكبيرة
لغرض حفظ اللحوم والألبان من التلف قبل ان تصل إلى المواطن العزيز
لتعويضه عن معاناته وحرمانه أيام الدكتاتورية التي لم تزد مفردات حصته
فيها على خمسة عشر مادة رديئة وبعض المكرمات من الدجاج وطحين الصفر في
الأعياد وحصة خاصة بحملة دفاتر الأسواق المركزية من الموظفين وقد طالبت
حينها احد النساء ان يضاف احمر الشفاف للوجبة أسوة بمادة أمواس الحلاقة
للرجال لغرض التوزيع العادل لمفردات البطاقة بين الرجل والمرأة فكلاهما
يحتاج لأدوات الزينة.!!
وقد طمن أصحاب الإشاعات قبيل وبعد الاحتلال
النساء ان (لاتشيل هم) لوقود الطبخ فالغاز سيصل المطبخ بلانابيب كما في
إيران والكهرباء لن تقطع لحظة واحدة فان شاءت تطبخ على الكهرباء أو بالغاز
فهي حرة في عصر الديمقراطية والرفاه الغازي والكهربائي .
كل هذا رفع أسعار الثلاجات والمجمدات
والطباخات والهيترات والصواني والمواعين والقدور والملاعق استعدادا
لاستقبال عصر الشبع والرفاه والتخلص من عهد البؤس والحرمان والجوع
والظلام.
ماأكبر صدمة العراقي وهو
يفيق من أحلامه الوردية الاشاعية العريضة وإذا هو وسط بحر من الأوهام
والوعود الكاذبة ولم يحصل من الديمقراطية غير (ألd(أما
المقراطية فل تتجاوز المنطقة الخضراء
فقد أخذت مفردات سلته الغذائية تغادرها
الواحدة تلو الأخرى حتى باتت شبه فارغة وشهرا بعد شهر تصبح أكثر رشاقة حتى
اطل علينا السيد عبد الكريم ألنوري ومن بعده السيد وزير التجارة في
البرلمان العراقي بان عدد مفردات البطاقة التموينية ستكون خمسة في العام
القادم لقلة مامخصص لها من الميزانية الانفجارية بالإضافة إلى تردي وعدم
صلاحية اغلبها للاستهلاك البشري كبرادة الحديد في الطحين والشاي وفساد
الشاي والمعجون ورداءة أنواع مساحيق الغسيل والصابون..الخ؟؟!!
فإذا كنا لم نقبض أكثر ن مادتين أو
ثلاثة كمعدل شهريا من أصل خمسة عشر مادة معلنة فكم سنستلم من الخمسة
مفردات للعام القادم وليس لنا الاان نردد الحكمة العراقية المعروفة
( المارضه بجزة رضه
بجزة وخروف)!!!
الم يكن الأجدر ان يتم ترشيد نفقات البطاقة
التموينية عن طريق حجبها عن الأثرياء من ا صحاب الدخول العالية ومستلمي
الرواتب المليونية ومن لف لفهم ودار في محيطهم ممن ليسوا في حاجة لهذا
الدعم من أموال الشعب بل أنهم يحصلون على أكثر من استحقاقاتهم بكثير
ويفترض ان تضاف هذه الأموال لتعزيز مفردات البطاقة التموينية وتحسين
نوعيتها لذوي الدخل الواطئ وللعاطلين عن العمل وللمهجرين والعجزة خصوصا في
الظروف الراهنة واستشراء البطالة والتسول والتهجير وتعطل اغلب المصانع
والمزارع وساد الكساد اغلب الحرف بعد فتح السوق ا لعراقي على مصراعيه أمام
البضائع الأجنبية للدول المتقدمة وعدم توفر الطاقة الكهربائية وشحه
المحروقات التي تشغل الكمائن والمصانع والورش الصناعية والزراعية.
وانه لمن المؤسف ان العراقي اخذ يترحم على
النظام الدكتاتوري السابق نتيجة لنفاذ صبره وكبر معاناته من هذه الفوضى
الخلاطة بعد التغيير (الديمقراطي).
واخذ كثيرا مايردد المثل القائل (لاحظت
برجيله ولاخذت سيد علي ).
حيث يبدو ان سيد علي قد انشغل بحاله وكنز
ماله وعقاراته ومنصبه وملأ جيوبه بالدولارات الديمقراطية مما أنساه
حبيبته أيام النضال السلبي الجماهير العراقية الشريفة المناضلة جماهير
الفقراء والكادحين الذي يناضل من اجل إنقاذهم من الجوع والمرض والدكتاتورية
وينقلهم من الظلمات إلى النور . وماذا عسانا الان ان نقول حيث لم تزد
الوجبة التموينية على الصابون والزيت وكانهم يقولون - يا جماعه هاي
صابونه اغسلوا ايديكم من الوجبه نهائيا.