شعبنا يرفض معاهدة الاستعباد والاستغلال والإذلال
لقد كثر الحديث عن مسودة الاتفاقية-المعاهدة المزمع عقده بين الحكومة العراقية
والحكومة الامريكية المحتلة وتناقلت الأنباء تصورات وأشباه نصوص او أنصاف نصوص
حول المسودة وتحدث الكثير من المسؤليين في الحكومة العراقية حول المختلف عليه
والمرضي عنه وفي كل مرة يبقى شيئا من المختلف دون ان يكون حتى لبعض المشاركين
في الحكم علم بما هو مقبول وماهو معلول او مطلوب تعديله في الاتفاقية ناهيك
عن المواطن العراقي خارج السلطة الذي يتابع اشتباك الأقلام وضجيج الكلام
وتبادل سهام الاتهام في وسائل الإعلام بين فرح مستبشر ورافض مستنكر ولازال هذا
الحال لحين كتابة هذا المقال بين القيل والقال وضمن هذه القلقة وقطعا للبلبلة
نقول:-
إننا وبغض النظر عن المقر والمطلوب تعديله وما مختلف عليه نطلب رفض هذه
المعاهدة او الاتفاقية حتى دون قراءتها او الاطلاع عليها وذلك كجواب على
التساؤلات التالية:-
هل الاتفاقية ستعقد بين طرفين كل منهما يتمتع بحرية الخيار والقرار؟؟؟
هل الولايات المتحدة أرسلت وفدا صديقا يحترم السيادة و يحمل خرائط البناء
وعروض لتشييد صروح العلم والأعمار والحرية والهناء،أم أتت على ظهر الطائرات
والدبابات والمدرعات بصفة محتل منتهك للسيادة كما أراد هو ذلك فهل يمكن ان تعقد
معاهدة متكافئة تضمن مصلحة الطرفين بين آسر ومأسوره؟؟؟
ان العالم القاصي والداني والتاريخ البعيد والقريب لإيريك الحكومات الامريكية
غير قوى سلب ونهب وانتهاك سيادة واحتلال ،فأي صديق وفي ونقي وتقي ومضحي ونظيف
اليد والجيب ستختار حكومتنا ان هي ارتضت هذه الاتفاقية؟؟؟
عشية توقيع الاتفاقية تناقلت وكالات الأنباء تنسيق الولايات المتحدة حامية حمى
العراق مع القوات التركية لخرق سيادة العراق من قبل تركيا تحت ذريعة محاربة حزب
العمال الكردستاني التركي ،وعلى فرض ان هذا الحزب ((إرهابيا )) كما يدعون؟؟
فهل عجزت أمريكا وجيوشها الجرارة في العراق من استئصال حزب ضعيف العدة والعدد
من ارض العراق؟؟؟فكيف لها إذن ان تحمي العراق من دول تمتلك اعتى السلاح
ومليارات الدولارات ؟؟ فما الذي قدمته دولة التقدم والتكنولوجيا الأكثر
تقدما في العالم من اجل رفاه العراقيين؟؟؟ وليس ماهو أيسر عليها ان تفعل ذلك
فأين هي المستشفيات والمعامل ودور السكن ومصافي الماء و النفط قبل شيدتها
الدولة الصديقة كعربون ثقة ومحبة للعراقيين بلد الرافدين الذي وصل بهم الامر
الى استيراد الماء من دول الصحراء القاحلة؟؟؟
لانرى في أسواقنا لاغذاء ولا دواء ولاحتى حذاء مكتوب عليه صنع في أمريكا
او حلفائها باستثناء الهمرات وسيارات الدفع الرباعي سيئة الصيت!!!!!!
بمن أبدلت الدولة الصديقة الديكتاتور السابق وحكمه ؟؟؟ هل بفريق حكم وعمل
نظيف اليد والجيب ويؤمن بالديمقراطية والحرية والمساواة أم بطبقة حاكمة حصلت
على أعلى المراتب في الرشوة والفساد المالي والإداري والانفلات الأمني
،والاحتراب الطائفي والعرقي ومولدة، الأزمات والاحتقانات من كل شكل ولون؟؟؟
لانريد ان نطيل في تعداد ماحل بشعب العراق أرضا وشعبا وثروة بعد الاحتلال
الأمريكي((الصديق)) ولازال الحبل على الجرار من اجل المزيد من الماسي والآلام
فقد بلغ عدد الشهداء بالملايين ناهيك عن المهجرين والمهاجرين في الداخل
والخارج وازدياد نسبة البطالة والجريمة والجياع والمرضى المصابين بأخطر
الأمراض، فلم تعمل قوى المال والاستغلال الامريكية المسلحة إلا الى تشظي
الديكتاتورية الى أقزام من الديكتاتوريين الصغار المسعورين اللذين
يتصارعون بشراسة فمابينهم على المناصب والمكاسب مستخدمين ابناء العراق
البسطاء وقودا لقتالهم وصراعهم القذر!!!
فهل من عاقل يضع بإرادته قيود الذل والعبودية والقهر والاغتصاب والإذلال في
رقبته ومعصميه ليقاد من قبل قاتليه ومعذبيه وسارقي ثرواته وهادرين كرامته
ومهددي وحدة وطنه وأرضه؟؟؟
وهل هناك مايستدعي النبش ببين النصوص والحواشي والمتون وبمختلف اللغات
والمسودات ليعثر المطبلين للاتفاقية على مايبرر خنوعهم وقبولهم بمثل هذه
الاتفاقية المذلة والعبودية المختارة؟؟
هل هناك ما يستدعي البحث لنجد الدلائل والبراهين على ان الذئب لايمكن ان
يكون غزالا؟؟
وبالمناسبة نقول لمن يرهب شعبنا بان مصيرهم سيقع بأيدي قوى الإرهاب وان رقابهم
ستكون رهينة للقوى الإقليمية الطامعة فالأولى ان يخضعوا للعم سام حامي الحمى
وراعي الحريات وجالب الخيرات وناثر الدولارات.
ان شعبنا يعلم ان الذئاب((الوطنية)) غير قليلة ويتربص بعضها لبعض الأخر منتظرا
ان ترفع عنه هراوة الأسد الكاسر ملك الغاب لينقض بعضهم على بعض وليغرزوا
أنيابهم في جسد الشعب الجريح فتفتح لهم أبواب الثروة والحكم والجاه؟؟
ويعلم شعبنا علم اليقين ان الأيادي القذرة والشريرة الممتدة من ((الأصدقاء))
و((الأشقاء)) تريد ان تخطف روح العراق وشعبه وتنهب ثرواته وتتقاسمه أراضيه
غنائم وحصصا منتظرة ما يخلفه لهم سيدهم الأسد الأمريكي الجبار من الفريسة
كهدية منه على إعانته على البطش بفريسته الصعبة الترويض وهم لايعلمون ان وحش
الراسمال لايخلف وراءه شيئا من فرائسه لتاكل منه الثعالب والعقبان والفئران كما
يفعل وحش الغابة ؟؟؟
ويعلم شعبنا الكثير مما ينتظره من الإخطار والأهوال نتيجة المأزق والهاوية التي
وضعه فيها الدكتاتور المقبور والدكتاتور المتربص المسعور وبالتعاون والتخادم
مع مولدة الشر والعدوان والقهر الامبريالية الامريكية المسلحة كممثلة لقوى
المال والاستغلال في العالم، ويعلم ان لافرق بين ماكين واوباما إلا في درجة
المهارة وسرعة التصويب واقتناص الصيد بأقل التكاليف !!!!
ولكن هل كل هذا يستوجب ويبرر ان نلجأ للاحتماء من الكلاب والذئاب المفترسة
لنحتمي في عرين الأسد المسعور؟؟؟
إننا لانرى ان هناك حاجة لنوجه ندائنا لأبناء شعبنا الأحرار كي يكونوا صفا
واحدا بغض النظر عن الطبقة والدين والطائفة والقومية لرفض هذه المعاهدة
الاسترقاقية لان ضميره الحي يطالب كل القوى السياسية في داخل السلطة
وخارجها من اجل رفض هذه المعاهدة لتكونوا منسجمين مع ادعاءاتهم بأنهم إنما
استلموا صولجان الحكم ليكونوا أمناء على مصالح الشعب وحرية الوطن وسيادته
والحفاظ على ثرواته وكرامة أبناءه.
لذلك فهم مطالبون بعدم التفريط بمصالح الشعب وسيادته الوطنية وثرواته لصالح
لصوص العصر بقيادة قوى الرأسمال الأمريكي المعولم الذي يعيش أسوء واخطر
أزماته على طول تاريخه المأزوم.
ان لسان شعبنا يقول:-
كلا لن نضع الأغلال برقابنا وأيدينا ولن نفرط بسيادتنا وثرواتنا الوطنية ولن
نستسلم لقوى الاستغلال والاحتلال ولن نقر ولن نغفر لمن يقر المعاهدة
الاسترقاقية المرتقبة.
حركة اليسار الديمقراطي العراقي-حيد-
في26-10-2008