كتابات حرّة

 الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | أرشيف الأخبار | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

          

مقالات مختارة

 مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org 

 

نعم للعد اليدوي

 للأصوات وللرواتب والمخصصات

حميد الحريزي 

بعد أن هدأت أصوات (الدرابك) وطبول العرس الديمقراطي لانتخابات  مجلس النواب العراقي، لازالت العروس  لا تعرف فارسها حيث لازال مخدعها (قبة البرلمان) مقفلة واختلط الأمر على  الحشد  في باب المخدع غير مميزا من هم المعازيم ومن هم ذوي العريس والعروس ومن هو العريس، فلا يسمع غير ضجيج ونشيج ومرافعات ومدافعات على أبواب المحاكم حيث لم يتم التصديق بعد على إي من عقود  القران الذي يدعي أكثر من رقم انه  يمتلك العقد الأكبر، أخيرا قرر القاضي إن يعاد العد والفرز يدويا بعد إن تمكن العقل العراقي الفطن من أثبات خرف وفساد العقل الالكتروني وعدم سيطرته على عواطفه وميوله الجينية كما برمجتها الشركات المصنعة فقد وقع في عشق وغرام بعض الأرقام والكتل فهيمنت على عقله وحرفت  نقله وخصوصا في  العاصمة بغداد، ومن يدري فربما يشي هذا العاشق المتلبس بالفساد  واللا موضوعية بإخوانه في  المحافظات الأخرى ، فتجلب صناديق العد والفرز اليدوي، وباس  فالصبر جميل حتى لا نقع في المحظور ونرتكب  المحرمات ونزيل كل الشبهات من عقد القران ومباركة العريس الشرعي حتى وان  استمر أمر تشكيل الحكومة بقية هذا العام !

 ولكن السؤال:-

إذا كان العقل الالكتروني مشكوكا في أمره فمن يستطيع  وكيف  ينزه اليد البشرية التي ستتولى عد ملايين الأوراق الانتخابية ومن سيشرف على عملية العد والفرز وهل إن المشرف منزه  من الخطأ والغش والانحياز، خصوصا وقد تم الطعن في شهادة ونزاهة قوى المراقبة والحكم الدولي والعربي والاممي حول نزاهة وصحة نتائج الانتخابات ومباركته للعريس والعروس.

والسؤال الثاني ماهو الحل وما هو العمل لو اعترض على هذا العد وحياديته ونظافة اليد التي قامت بالعد والفرز سواء الرابحين أو الخاسرين؟

فهل سنضطر  أن نطلب ممن يقوم بعملية إعادة العد والفرز أن  يغتسلوا ويتطهروا  ثم نحلفهم أليمينا  ليكونوا  محايدين في عملهم ؟  ولكن  بمن سنحلفهم هل بالقران أو التوراة أو الإنجيل  أو الكنزا زبرا أو  راس المال أو  الدستور....؟  وان اقسموا هل أن تجربتنا تدل على كفاية القسم لردع المحلف واعتماده الدقة والموضوعية والنزاهة، فكم نائبا اقسم ونكث وكم  وزيرا اقسم وسرق وكم وكم ؟

وان كنت قد دخلت  حلقة مفرغة ولا أجد  مخرجا للطعن والطعن المقابل ولكنني أتمنى أن تجري عملية عد وتسلم رواتب أعضاء البرلمان وكبار المسؤولين من الرؤساء والوزراء واعتماد  الدينار العراقي بالعد اليدوي لنرى كم هو الفارق من الكم والوقت تستغرق عملية عد رواتب المسؤولين مقارنة مع الكم والوقت لعد رواتب صغار الموظفين والمتقاعدين ناهيك عن العاطلين مع مراعاة الشهادة ومدة الخدمة في دوائر الدولة ؟

 كنا نتمنى أن يختلفوا حول هذا الأمر أي  حول مصالح  من انتخبهم وليس من انتدبهم ، فلم نسمع ولم نقرا لا بالتلميح ولا بالتصريح حول إعادة النظر واختزال  الفرق بين رواتب المسؤلين وبقية الموظفين لنعقل ماهو سبب العراك  والخلاف والتأخير في تشكيل الحكومة !

إن ما جرى ولازال يجري إنما يثبت إن الخاسر والفائز والشاهد والمراقب كلهم جوقة تحوم حولها شبهة التزوير تحت رداء الديمقراطية والمشاركة التي لا تعني  إلا تقاسم الغنائم  ضمن  آلية المحاصصة الطائفية والعرقية، وكل يريد النصيب الأكبر والمنصب الأخطر لأنه  يدر (واردا) أكثر ،وان الخاسر الأكبر هو الشعب العراقي الذي لازال يئن تحت نير الإرهاب والجريمة المنظمة والفساد المالي والإداري والبطالة  وافتقاده لأهم الخدمات وانحدار غير مسبوق في الصناعة والزراعة والتربية والثقافة والعمران، إن وصف المتعاركين والمتصارعين كوصف اللذين يفتعلون صراعا وعراكا فيما بينهم لسرقة شخص ثالث قريبا منهم  تدفعه غيرته ونخوته لفك اشتباكهم فيغفل  عن  محتويات جيوبه فيسرقها المتصارعين  المحتالين  ..لا يدرك إلا بعد فوات الأوان إن ثمن طيبته ونخوته  و (فزعته)  هو سرقة  أمواله وحاجياته إن لم يكن هدر دمه بنصال سكاكين المحتالين،  خف لون البنفسج  من أصابع العراقيين  وزال تماما بعد  أكثر من شهر ونصف  من إجراء الانتخابات ولكن  همومهم وآلامهم  ونزف دمائهم واحباطاتهم تزداد وقلقهم يتضاعف حول مستقبل يبدو مجهولا أن لم يكن مخيفا ومرعبا وكل  طرف من إطراف ما سمي بالعملية السياسية يتهدد ويتوعد بالعودة  للمربع الأول  ولا  أقول ما أدراك ما المربع الأول لأنك عشت كل مآسيه ومصائبه وكوارثه .

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | أرشيف الأخبار | المرأة | الأطفال | إتصل بنا