لا تُصالح
موفق
محادين
يختار
المستوطن حكومته عن طريق قصاصة ورق في
صندوق صغير, ويمارس الحب على انغام
الموسيقى الدافئة, ويمارس لعبة الغولف
والتنس الارضي على الحشيش الطبيعي.
يقدم احلامه للغرب مكللة بالليلك, ويبكي
آخر الليل اجدادا قضوا في افران الفوهرر.
وثمة من يتوق منا لصداقته, والذهاب معه في
مشوار الى ناتانيا او الى السينما او الى
سرير امرأة بيضاء.
وقبل ذلك وبعد ذلك, ثمة من ذهب معه الى
طاولة المفاوضات شامتا بالعرب البائدة,
الذين لا يزالون يعيشون الاحلام والعهود
الغابرة.
ايها المستكلبون منا على النساء والعرق
والوكالات في تل ابيب, كل مجانين العدو
مروا من معابر السلام المزعوم صباح
الجريمة, وارتدوا ثياب الفوهرر ورفعوا
الصليب المعقوف على مآذن الحرم والاقصى.
تأكدوا من امشاط ومخازن الرصاص, وجفاف
الصواعق في قلب الميلز اليدوية... وانشدوا
هاتكفا, وضغطوا على الزناد طويلا..
غاب التلاميذ على مقاعدهم في غزة للابد
وغاب الفلاحون تحت ظلال الزيتون للابد
وغاب المصلون في ركعتهم الاولى الى
الابد.. ولعلهم كانوا يرتلون سورة ابراهيم
مطمئنين الى حضرة الله. وفهلوة المفاوضين.
ولم يكن جنود يهوه استثناء او مجانين, بل
روح اسرائيل السافرة, التي تخفي ثكناتها
وبلطاتها اللامعة وراء شعارات العصر
الجديد, والتعاون السلمي, وصناديق
الاقتراع وملابس النساء القصيرة وموسيقى
الجاز, والتعددية المبرمجة في سيكولوجيا
الوظيفة.
فكلهم هناك, من اقصى اليمين الى اقصى
اليسار, احزاب انابيب وفئران مخابر وطبقات
في خدمة النفط والمال والبنتاغون.
ايتها العرب البائدة, ماذا لو تذكرت شيئا
من ظلال البسوس وما خطه كليب على الغدير
بدمه وروح دنقل:
لا تصالح على الدم بدم...
ولو ناشدتك القبيلة باسم حزن الجليلة
لا تصالح.. ولو قيل ان الصلح حيلة
لا تصالح.. ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام
وارو قلبك بالدم
وارو التراب المقدس
وارو اسلافك الرافدين
الا ان ترد عليك العظام...
العرب اليوم: 16 أيار 2010
