كتابات حرّة

 الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | أرشيف الأخبار | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

صحافة وتعليقات

 

ترهات كلينتون.. وحقوق المرأة !!

 
بقلم: د. مية الرحبي

لن يغرنا كلام كاذب ملفق يصدر عن امرأة أبعد ما تكون عن النسوية، مادامت تجسد ما يلخص السياسات القمعية الذكورية بأعتى أشكالها في العالم.


لا أدري كيف صفقت الناشطات النسائيات اللاتي حضرن مؤتمر بكين +15 للترهات التي تفوهت بها السيدة كلينتون عندما قالت "لا يمكن للعالم أن يحقق تقدماً مستداماً إذا لم تحصل المرأة على حقوقها "وأن "قمع المرأة تهديد مباشر لأمن الولايات المتحدة."

ولا أدري كيف لم تتصد لها إحداهن بالقول: ومن يقمع المرأة أكثر من الإدارة الأميركية، سواء السابقة أم الحالية؟

إن أكبر قمع واضطهاد للمرأة تم على يد الولايات المتحدة في العراق، حيث قتلت وشردت ويتمت ورملت وثكلت مئات الألوف من النساء العراقيات، اللاتي يعشن - أو من بقيت منهن على قيد الحياة- حتى اليوم آثار الاحتلال الأميركي للعراق، بانعدام أمنهن، أو سبل عيشهن، أو فقد أحبتهن، أو تهجيرهن.

وليس حال المرأة الفلسطينية بأفضل، مع ما تتعرض له على يد دولة الكيان الصهيوني، الحليفة الأولى في العالم للولايات المتحدة، التي تعرف تماما أن كل ما قامت وتقوم به من جرائم بحق الإنسانية، ستلاقي الصدر الحنون والغفران من الشقيقة الكبرى، ومن تلك الجرائم قتل واسر وتهجير عشرات الألوف من النسوة الفلسطينيات، اللاتي لا زلن يعشن المأساة منذ أكثر من ستين عاما.

ناهيك عن وضع المرأة في الجولان المحتل التي تعاني من شتى أنواع العسف والاضطهاد شأنها شأن جميع أهالي الجولان المحتل.

وكذلك النسوة في أفغانستان وباكستان، وفي أماكن الصراع الأخرى في العالم، التي تساهم الولايات المتحدة بشكل مباشر أو غير مباشر في إذكائه وتأجيجه، خدمة لأهدافها ومصالحها في السيطرة على العالم، والاستيلاء على ثرواته، والتحكم بمقدراته.

لن يغرنا كلام كاذب ملفق يصدر عن امرأة أبعد ما تكون عن النسوية، مادامت تجسد ما يلخص السياسات القمعية الذكورية بأعتى أشكالها في العالم. فقد سبقنها قبل ذلك نسوة أخريات كتاتشر وغولدا مائير، حاولن نيل رضا أسيادهن الذكور، بإثبات أنهن يستطعن أن يكن أكثر منهم قسوة وعنفا وإجراما.

إن تصرف السيدة كلينتون لإثبات واضح على أن حرية المرأة لن تأتي عبر تبوأ الإناث مناصب في حكومات قائمة على اضطهاد الشعوب، ومثلها آخر من يحق له الحديث عن حرية المرأة وحقوقها، لأن ذلك لن يحدث في ظل قوى عظمى يرتبط بقاؤها بمقدار ما تسببه في العالم من عدوان وحرب وخراب.

كان حري بالناشطات النسويات أن يصمتن أو يهتفن احتجاجا على سياسة الولايات المتحدة، الممثلة بشخص وزيرة خارجيتها، بدل أن يصفقن لهذا الدجل والتلفيق.

ولست وحدي من أحمل هذا الرأي بل جميع الناشطات النسويات في العالم، اللاتي لا يبالين بمؤتمرات هزلية، كهذا المؤتمر الذي ترعاه منظمة، أثبتت مرارا، وبما لا يدع مجالا للشك، بأنها منحازة تجاه قوى الصلف والتعنت، ضد الشعوب الضعيفة المقهورة المضطهدة.

كلمة أخيرة للسيدة كلينتون "ارفعوا أيديكم عنا، فذلك ما سيعيد للمرأة حقوقها المهدورة، ويحقق الأمن والسلام لنا ولجميع شعوب الأرض".

د. مية الرحبي

ميدل ايست اونلاين

 

 الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | أرشيف الأخبار | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

صوت اليسار العراقي

 

تصدرها مجموعة من الصحفيين والكتاب العراقيين

webmaster@saotaliassar.org    للمراسلة