كتابات حرّة

 الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | أرشيف الأخبار | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

مقالات مختارة

 مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org 

 

 البيان الشيعي الجديد

 الخميس 29 أبريل 2010




الخلاف الشيعي - السني سياسي تاريخي... وآن الأوان للتحرر من الماضي
أحمد الكاتب

حاوره موسى عساف - الوطن


- ما هو السبب من إصدار هذا البيان، وفي هذا الوقت بالتحديد، وهل لذلك دلالات خاصة؟

- البيان تعبير عن تيار شيعي إصلاحي يتنامى منذ فترة.. ربما منذ عقود وأجيال، وهو يرفض القبول بكل ما يحمله التاريخ والتراث، خصوصا من أفكار ميتة وسلبية تفرق بين المسلمين.
 
وقد جاء هذا البيان تلبية لعدد من الاخوة الذين رحبوا بالبيان السابق الذي أصدره بعض الاخوة المثقفين الشيعة قبل ثلاثة أشهر، ولكن كان لديهم بعض الملاحظات فطلبوا مني إعادة كتابة البيان بشكل أفضل يعبر عن شريحة أوسع من الشيعة الإصلاحيين.
 
وكنت في هذه الأثناء أعد الصياغة الأخيرة من كتابي الأخير "التشيع السياسي والتشيع الديني" فقمت بتلخيص أهم أفكار الكتاب وإيجازها في بيان يتجنب بعض السلبيات التي وردت في البيان السابق، وكان يفترض أن يصدر هذا البيان في أول السنة الهجرية الحالية، ولكن حرب غزة حالت دون ذلك، فجاء إصداره هذه الأيام متأخرا بعض الشيء عن موعده السابق.
 

- هل تم عرض البيان على مثقفين ورجال دين شيعة قبل إصداره، وماذا كانت رد فعلهم عليه؟

- نعم قمت بمناقشة البيان مع عدد من الاخوة المثقفين من الذين وقعوا ولم يوقعوا على البيان السابق، وخاصة من أعضاء جمعية الحوار الحضاري التي تأسست العام الماضي في لندن وضمت كوكبة من المثقفين السنة والشيعة.
 

- أنتم كأحد رموز المفكرين الشيعة، وصاحب جدلية بين الأطراف المختلفة، ماذا تتوقعون رد فعل المؤسسات الدينية الشيعية والشارع الشيعي بوجه عام؟

- لا أتوقع ردا مفاجئا جديدا، لأن البنود الرئيسية في البيان عرضة للحوار والنقاش منذ سنوات، واعتقد أنه سيحظى بتأييد واسع من الجماهير الشيعية، وحتى من بعض علماء الشيعة الذين أعرب بعضهم عن تأييده سرا أو علانية، كما أتوقع أن يقوم بعض "رجال الدين" بحملة إعلامية وثقافية للرد على البيان أو الأفكار الرئيسية التي وردت فيه، وهم يقومون بذلك فعلا منذ سنوات، ونحن نرحب بعملهم هذا لأنه سوف يفجر ثورة ثقافية في صفوف الشيعة سوف تسفر عن وعي أكبر بحقيقة فكر أهل البيت، وتسلط الضوء على الخرافات والأساطير والبدع التي تسربت إلى التراث الشيعي، وتمهد لانتفاضة جديدة تصب في خانة الإصلاح.
- هل تم عرض البيان على رجال دين سنة، وماذا كان رد فعلهم؟
 

- لقد تم توزيع البيان في دوائر محدودة للمناقشة ، وربما تسرب إلى بعض الاخوة السنة، ولكنه أساسا محاولة لصياغة فكر شيعي جديد معتدل وإصلاحي وأقرب إلى فكر أهل البيت الحقيقي، ولذلك لم نهتم كثيرا بعرضه على رجال دين سنة، وان كنا نتوقع ردا إيجابيا منهم باعتبار البيان محاولة جادة لتوحيد المسلمين وبناء الجسور بينهم، والتخلي عن العادات والطقوس السلبية.

- هل تتوقعون رد فعل إيجابي من الجانب السني على البيان؟
 

- ان شاء الله

- اعتمدتم في كثير من نقاط طرحكم على مراجع شيعية صرفة، فأين كانت هذه المراجع طيلة أكثر من ألف عام، ولماذا كان البعض يتجاهل هذه المراجع التي اعتمدتم عليها؟

- أجل فنحن لم نأت بشيء جديد أو بعيد عن فكر أهل البيت، وانما استقينا كل أفكارنا من تراثهم الموجود في طيات التراث الشيعي، ولكن المشكلة التي حالت في نظرنا دون وصول الأجيال السابقة إلى ما وصلنا إليه، هو قيامنا بالاجتهاد والتحقيق في الأحاديث المنسوبة لأئمة أهل البيت وعرضها على القرآن الكريم وسيرة أهل البيت الظاهرية، حيث وجدنا في التراث الشيعي المنسوب إلى أهل البيت أحاديث كثيرة متناقضة تشوش الرؤية، وتتآمر على أئمة أهل البيت، حتى في حياتهم في القرون الثلاثة الأولى، بصورة كانت تدفع الأئمة إلى التبرؤ من كثير من الأفكار والمقولات التي كانت تنسب إليهم زورا، والتبرؤ من بعض الرجال المغالين والمتطرفين الذين كانوا يقلبون أقوال أهل البيت وينسبون إليهم ما يشاءون من أفكار، تحت غطاء التقية.
 
وقد تعرض مذهب أهل البيت للتصفية والغربلة والتشذيب، في القرن الرابع الهجري أو القرن الخامس، وتم التخلص من كثير من أفكار الغلاة الموجودة في كتاب "الكافي" و"بصائر الدرجات" وغيرهما، ولكن لم يتم الاجتهاد والتحقيق في بعض الأفكار الأخرى التي استمرت في التسرب إلى أذهان الناس وهم يحسبون أنها من بنات أهل البيت، وهي ليست كذلك.
 
وما قمنا به هو في الحقيقة محاولة للاجتهاد في العقائد والأصول كنظرية الإمامة الإلهية ووجود الإمام الثاني عشر وولادته وغيبته، والتي لها أهمية كبرى في صياغة الفكر الشيعي.

- هل من المتوقع أن يصدر من قبلكم أو من قبل مفكرين سنة مثلا بيان مماثل يعمل على تقريب الهوة بين المذهبين؟
 

- نأمل ذلك، وهناك بالفعل محاولات لنقد التراث السني والتخلص من الأفكار الاستبدادية المتطرفة.

- الدعوة إلى عدم سب الصحابة وترك بعض الممارسات في موسم عاشوراء، وجدت منذ زمن، ولكنها لم تلق أصداء كبيرة، هل تتوقعون أن يكون بيانكم بداية على الطريق؟

- بالعكس أعتقد انها لقيت أصداء كبيرة، وتم التخلي عن تلك العادات السيئة من قبل جماهير واسعة من الشيعة، وخاصة بالنسبة للخليفتين أبي بكر وعمر، وأما نقد بعض الصحابة كمعاوية بن أبي سفيان وتحميله المسؤولية عن القضاء على نظام الخلافة وتحويلها إلى ملك وراثي، فهذا نقد يمارسه حتى بعض المثقفين من أهل السنة الذين يجادلون بعدالة جميع الصحابة.
 
ولا نتوقع من الشيعة أو السنة الاتفاق مائة بالمائة على كل قضية أو كل رجل في التاريخ.

- فندتم بعض الأمور التي تعتبر عند البعض من صلب المذهب الجعفري، مثل عصمة آل البيت، وولاية الفقيه، وبعض المراجع المعتمدة في الحديث.. الخ، هل تتوقعون أي قبول حتى من الشارع على ذلك؟
 

- نعتقد أن الشارع الشيعي تجاوزنا في ذلك، أو في كثير من تلك النقاط، وذلك لأن بعضها قد تجاوزه الزمن، فماذا يهم أن نعتقد بأن رجالا في التاريخ كانوا معصومين أو لم يكونوا معصومين؟ خصوصا إذا لم نكن نستطيع أن نبني على هذا القول أي أثر سياسي أو فقهي لأن كل ما ورد الينا منهم هو محل شك ونقاش، وان بعض تلك الأمور مثل "ولاية الفقيه" هو محل نقاش لدى الشيعة الآن وحتى في داخل إيران، ولم يحصل عليه إجماع.
 
كما أننا لسنا أول من تعرض لنقد كتاب "الكافي" الجامع للحديث، الذي رد العلماء الشيعة السابقون معظم أحاديثه وضعفوها.
 
ولذلك أعتقد أن الشارع الشيعي سوف يتفاعل مع أطروحاتنا بقوة وهو في حال تفاعل مستمر.

- في زمن أصبح من السهولة بمكان اتهام شخص أو أشخاص بكثير من التهم الباطلة (وقد حدث هذا معكم سابقا)، ومن المتوقع أن تنهال كثير من التهم عليكم، هل درستهم ما هو متوقع من اتهامات قبل قراركم نشر البيان؟
- كيل الاتهامات الباطلة أمر طبيعي واجه ويواجه أي شخص يقوم بأية حركة تخالف السائد والمألوف، حيث يحتار بعض الناس الذين يجهلون الدوافع الحقيقية لتلك الحركة، في تفسيرها، ويحاولون تخويف الناس منها، والوقوف في طريقها.
 
وكنت أتوقع قبل أن أقوم بأية خطوة ردود فعل كثيرة، ولكني فوجئت بأنها كانت أقل من المتوقع، مما يعبر عن تفهم أوسع وأكبر من الآخرين، والحمد لله.

- كلمة أخيرة للشارع الشيعي، وربما حتى قبل قراءة البيان؟

- كلمتي باختصار هي: عدم الخوف من الجديد، وعدم الاعتقاد بأن كل ما ورثناه من آبائنا وأجدادنا هو من تأليف أئمة أهل البيت، إذ قد يكون من صنع واجتهاد العلماء السابقينوان الهدف من هذا البيان ليس انتقاد الشيعة أو الاصطفاف إلى جانب خصومهم السياسيين أو الطائفيين، وانما هو خدمة للشيعة قبل الآخرين، ومحاولة لتطوير فكرهم السياسي نحو مزيد من الحرية والعدالة والديموقراطية، وتعزيز العلاقة الأخوية مع محيطهم الإسلامي




 
جريدة الوطن البحرينية
 8/3/2009

البيان الشيعي الجديد
بقلم أحمد الكاتب

بسم الله الرحمن الرحيم
"إِنْ أُرِيدُ إِلّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ" هود 88
صدق الله العلي العظيم

مقدمة

لقد آن للمسلمين أن يتحدوا ويتحرروا من خلافات الماضي، وأن ينهضوا جميعا لبناء حاضرهم ومستقبلهم على أسس جديدة من العدل والشورى والعلم والإيمان.
 
فإن الصراعات التاريخية المشحونة بالظلم والاستبداد والجهل، قد مزقت المسلمين الى طوائف متناحرة وولدت نظريات ما أنزل الله بها من سلطان.
 
ورغم أن المسلمين قد تجاوزوا كثيرا من صراعات الماضي إلا أنهم - مع الأسف الشديد - لا يزالون يعيشون بعض آثارها السلبية الى اليوم.
 
وهذا ما دفع مجموعة من الشباب المؤمن الى إعادة النظر في التراث الطائفي، وقراءة مذهب أهل البيت قراءة جديدة بعيدة عن النظريات الدخيلة المغالية والمتطرفة، أملا ببدء عهد جديد من الأخوة والوحدة الاسلامية القائمة على التمسك بالقرآن الكريم الذي يقول : "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" آل عمران 103 ويقول : "وان هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون" الأنبياء 92

إن الخلاف الطائفي (الشيعي السني) خلاف سياسي تاريخي كان يدور حول شكل النظام الدستوري للمسلمين، وفيما إذا كان شوريا؟ أم ملكيا وراثيا؟ أم عسكريا؟ ودينيا؟ أم مدنيا؟، وفي هذه العائلة أو تلك؟

 
وقد تطور ذلك الخلاف في العصور الوسطى وفي ظل الأنظمة الديكتاتورية المستبدة إلى خلاف فقهي ديني وعاطفي.. وقد تجاوزه الزمن، وفَقَدَ مبرر وجوده اليوم بعد حدوث تطورات هائلة في حياة المسلمين.
 
ولم يبق منه سوى بعض الرواسب والمخلفات البسيطة التي لا تشكل مادة جدية للخلاف فضلا عن التناحر بين المسلمين وهو على أية حال ليس خلافا عقديا جذريا ولا خالدا إلى يوم القيامة بل آن له ان يدفن في مقابر التاريخ.
 

إن الخلافات الطائفية لا تتعلق بمبادئ الدين الثابتة، أو ضروريات الإسلام، وذلك لأن الإنسان المسلم ملزم بالعقيدة الإسلامية الواردة في القرآن الكريم، وفيما عدا ذلك فان كل شيء ظني واجتهادي ومختلف فيه.
 
وفي الوقت الذي توجد في الدين قواعد لا يجوز أن يختلف عليها إثنان؛ توجد اجتهادات ظنية لا يجوز أن تكون سببا للاختلاف بين أثنين، وإنما هي مدعاة للحوار والنقاش.

ومن تلك الأمور الخلاف بين الشيعة والسنة الذي لا يدور حول القواعد الثابتة، وإنما يتعلق بالقضايا الاجتهادية القائمة على أساس التأويلات والروايات الظنية.
 

ومن هنا لا نعتقد بوجود ثوابت أو ضرورات في المذاهب إذ لا توجد نسخة واحدة رسمية متكاملة لكل مذهبوقد كانت بعض المذاهب عرضة للزيادة والنقصان والآراء الفردية والاجتهادات الظنية وتسرب الخرافات والأساطير، ولا يوجد أحد ملزم بتبني جميع الآراء التي كتبها الرجال السابقون بالجملة في مختلف الأبواب العقدية والفقهية والتاريخية، وإنما هو حر بانتقاء ما يريد.
 

وتؤكد ذلك مسيرة النقد والإصلاح المتواصلة منذ القرون الأولى، ووجود تيارات عديدة للتشيع والتسنن تتراوح بين الاعتدال والتطرف والغلو، وادعاء كل تيار أنه يمثل التشيع أو مذهب أهل البيت أو السنة الصحيحة.
 
ومن هنا كان أئمة أهل البيت يدعون إلى عدم قبول كل ما يروى عنهم أو ينسب إليهم، وعرضه على كتاب الله والنظر فيه، ورفضه إذا كان مخالفا للكتاب.
 
وبناء على ذلك نعتقد أن مذهب أهل البيت لم يكن يختلف عن الإسلام في شيء، وأن الاختلاف طارىء وحادث بسبب الغلاة الذين أدخلوا كثيرا من أفكارهم في تراث أهل البيت، حتى خُيِّل لبعض الناس أن ما أدخلوه من نظريات باطلة هي من صلب مذهب أهل البيت، وأنها أصبحت من الثوابت والضرورات والمسلمات، وهي ليست كذلك.

وقد انعكست تلك النظريات المغالية الباطلة على علاقة الشيعة الداخلية والخارجية، فأدت الى نشوء الاستبداد الداخلي باسم الدين، والى حدوث التوتر والصراع مع أهل السنة، كما انعكست بعض النظريات السياسية السنية (الاستبدادية) سلبا على علاقتهم ببقية المسلمين.
 
وهذا ما دفعنا الى مراجعة تراث أهل البيت والتحقيق فيه، فوجدناه فكرا إسلاميا حرا صافيا وحدويا معقولا، ووجدنا إلى جانبه أو تحت طياته فكرا أسطوريا مشوبا سلبيا، منسوبا لهم بصورة تعسفية تحت دعوى "التقية" رغم تناقضه مع أقوال الأئمة وسيرتهم.

ولدى دراستنا لتطور الفكر السياسي الشيعي عبر التاريخ، وجدنا أنه تخلص من الكثير من الأفكار الدخيلة المغالية، وتحرر منها حتى كاد يسبق بعض "أهل السنة" في ممارسة الاجتهاد واستعمال العقل، والالتزام بالحرية والشورى. بحيث لم يبق من الخلافات التاريخية إلا اسمها وبعض الرواسب البسيطة من الأفكار الدخيلة.

وفي الوقت الذي نهيب فيه بجميع المسلمين من كل المذاهب بمراجعة تراثهم والقيام بنقده وتهذيبه وتشذيبه، والعودة للقرآن الكريم والسنة النبوية والعقل السليم، فانه يسرنا التعبير عن خلاصة أفكارنا المبنية على قراءتنا المعمقة لتراث أهل البيت بعيدا عن نظريات الغلاة والمتطرفين، والتي ربما تشكل ملامح جيل جديد من المسلمين الذين خرجوا من قوقعة الطائفية الى رحاب الإسلام الواسعة، واكتفوا باسم "المسلمين" الذي سماهم به أبونا إبراهيم (عليه السلام) (كما في آية 78 من سورة الحج) وتخلوا عن الهويات الطائفية "السنية" و "الشيعية


 
ونوجز عقيدتنا بما يلي

1- نشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله.

2- نؤمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين جميعا.

3- نلتزم بالإسلام عقيدة ومنهاجا وقيما وعبادات وأحكاما وأخلاقا.

4- نؤمن بخاتمية نبوة النبي محمد (ص) كما جاء في القرآن الكريم:" مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا" الأحزاب 30 وأن الرسالة الإسلامية قد ختمت بمحمد (ص)، كما أن الوحي قد انقطع من بعده، وأن الناس مكلفون باتباع القرآن والسنة الصحيحة والعقل السليم.
 

5- نؤكد على سلامة القرآن الكريم من التحريف والتلاعب والزيادة والنقصانوأن الله تعالى قد تكفل بحفظه حيث قال:" إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " الحجر 9.
 
وأن كل ما قيل أو ورد في الكتب الغابرة هي أحاديث ضعيفة وضعها الغلاة في تراث أهل البيت.
 
وقد قام علماء الشيعة عبر التاريخ بنقد تلك الأحاديث والتبرؤ منها.
 
ونأسف لاستمرار بعض خصوم الشيعة بترديد أسطورة تحريف القرآن، واتهامهم بها عبر التاريخ، واستعمالها أداة لضربهم واتهامهم بالكفر وانحراف العقيدة.

6- نجل صحابة رسول الله الطيبين من المهاجرين والأنصار، وأهل البيت، ونترضى على الصالحين منهم، ولكن لا نعتقد بعصمتهم ونحرم الإساءة إليهم أو سبهم، وخصوصا الإساءة إلى السيدة عائشة أم المؤمنين، ونؤمن ببراءتها من قضية الإفك لأن الله برأها في ذلك.

7- نعتقد أن الإسلام دين يوجه الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، على أسس أخلاقية سليمة، ولكنه لا ينص على نظام سياسي معين، فقد أوصى بمبدأ الشورى، وترك للمسلمين حرية اختيار نظامهم السياسي حسب الظروف الزمانية والمكانية.
ولذلك لم ينص الرسول الأعظم (ص) على خليفة من بعدهفاجتهد الصحابة الكرام واختاروا الخلفاء الراشدين الخمسة (أبا بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن) رضي الله عنهم.
 

8- لا نعتقد بأن الإمامة جزء ملحق بالنبوة أو أنها تشكل امتدادا لها ولا نعتبرها أصلا من أصول الدين، ولا ركنا من أركانه، لأن القرآن الكريم لم يتحدث عنها، ولكنها مسألة فرعية قد تدخل في باب الفقه السياسي إذ أنها تقوم على أساس بعض الروايات القابلة للنقاش، والتأويلات الظنية البعيدة للقرآن الكريم.

9- كما لا نعتقد بضرورة وجوب كون الإمام (أي رئيس الدولة) معصوما كالأنبياء، أو أنه يتلقى الوحي من الله مثلهم، أو أن له الحق بالتصرف في الناس أو أن أوامره كأوامر الرسول ونواهيه.
ولا نعتقد بأن الأمة الإسلامية بحاجة دائمة إلى رئيس معين من الله تعالى، أو أن الأرض لا يمكن أن تخلو من حجة، وإلا لساخت.

10- نعتقد أن أهل البيت كانوا يؤمنون بنظام الشورى، ولم يعرفوا نظرية "الإمامة الإلهية" القائمة على الوراثة العمودية في سلالة معينة، ولم يدعوا العصمة لأنفسهم، ولا العلم بالغيبوأنهم كانوا علماء ورواة للحديث النبوي، وليسوا معينين ولا منصوبين من الله تعالى، ولا يعلمون الغيب، وليست لهم أية ولاية تشريعية أو تكوينية، كما يدعي الغلاة.

11- وأن القول بوجود النص الجلي على الإمام علي بالخلافة من رسول الله (ص) نشأ في القرن الثاني الهجري، ولم يكن له وجود سابقا، وأن الجدل حوله عقيم لا يقدم ولا يؤخر، ولا يعيد عقارب الساعة إلى الوراء.
 
وأما فضل الإمام علي فهو أمر لا ينكر، ولا يكمن في النص عليه، وإنما يتمثل في منهج الإمام وعمله وسيرته وأخلاقه المتمثلة في الإيمان بالله وبرسوله والتضحية من أجل الدين، والتزام الحق والعدل والمساواة بين المسلمين، والزهد في الدنيا والتواضع والشورى واحترام إرادة الأمة وأنه أصبح إماما وأميراً للمؤمنين عندما بايعه المسلمون طواعية بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان.

12- وأن الإمام علي ترك الأمر شورى بعده، كما فعل رسول الله (ص)، ولم يعين ابنه الحسن وليا للعهد، وإنما اختاره المسلمون طواعية إماماً لهم.
 
وهكذا فعل أهل الكوفة مع الإمام الحسين، الذي لم يعين أحدا من بعده ولم يفرضه على الشيعةوأن بقية الأئمة من أبناء الحسين لم يوصوا ولم يعينوا أحدا من أبنائهم أو يفرضوه على المسلمين.
 

13- نؤمن بأن الإمام الحسن العسكري توفي سنة 260 للهجرة دون ولد، ودون أن يوصي إلى أحد من بعده بالإمامة، أو يشير إلى وجود ولد مخفي لديه، كما هو الظاهر من حياته.

14- ومن هنا: لا نعتقد بوجود "إمام ثاني عشر" غائب اسمه (محمد بن الحسن العسكري) وعمره اليوم أكثر من ألف ومائة وخمسين عاما، لأن هذا قول وهمي لم يقم عليه دليل شرعي أو تاريخي.. وإنما هو أمر افترضه فريق من الإماميين الذين وصلوا إلى طريق مسدود بوفاة العسكري دون ولد.

15- ولا نؤمن بالحكومة العالمية للمؤمنين، فالدنيا دار عينها الله تعالى مستقرا ومتاعا للمؤمنين والكفار على سواء، ولا دليلَ قطعياً على ظهور "إمام مهدي" في المستقبل.

16- وتبعا لذلك : لا نؤمن بالنيابة الخاصة (للسفراء الأربعة) ولا النيابة العامة (للفقهاء) عن "الإمام المهدي الغائب" الذي لم يولد أبدا حتى يغيب.
 
ونعتقد أنها فرضيات ظنية ادعاها بعض الناس بلا دليل شرعي، وفي محاولة من أجل حل بعض الإشكاليات التي كانوا يعيشونها نتيجة الفراغ القيادي، بسبب إيمانهم بوجود الإمام الثاني عشر وغيبته.

17- لا نؤمن أن في الإسلام مؤسسات دينية "مرجعية" تشبه الكنيسة، بل علماء يرجع إليهم عند الضرورة، ولذلك لا نؤمن بوجوب التقليد للفقهاء مدى الحياة، أو الاقتصار على فقيه واحد في كل شيء.
بل نعتقد بحرمة التقليد ونعتقد بأنه بدعة ما أنزل الله بها من سلطان، وندعو جميع المكلفين القادرين، للاجتهاد والتفكير والنظر في الأصول والفروع، كما كان يقول بعض العلماء مثل الشيخ الطوسي الذي كان يحض على دراسة الآراء المختلفة واختيار الرأي الصائب من بينها.
 

18- كما ندعو "المجتهدين" الى عدم الاقتصار في دراساتهم على الفقه والأصول، بل دراسة العقيدة الإسلامية والتاريخ وخاصة نظرية "الإمامة الإلهية" وما تفرع منها من كفرضية وجود "الإمام الثاني عشر".

19- نعتقد بضرورة مراقبة "العلماء" ومحاسبتهم ونقدهم، فليس كل ما يفتون به صحيح ومطابق للشرع دائما. فكثيرا ما يقع "العلماء" في الشبهات والأهواء فيحلون ما حرم الله ويحرمون ما أحل (كقولهم بوجوب الخمس، وعدم وجوب صلاة الجمعة(

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | أرشيف الأخبار | المرأة | الأطفال | إتصل بنا