<%@ Language=JavaScript %> نزار رهك مثقفوا الدواعش

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

مثقفوا الدواعش

 

 

نزار رهك

 

مثقفون لا يستغرب القاريء من مواقفهم القديمة والجديدة خاصة في القضايا المتعلقة بالقضايا الأستراتيجية و هؤلاء يستطيع المرء من خلال كتاباتهم ومواقفهم أن يحدد الى أي معسكر ينتمون والى أي هدف هم سائرون .

وإذا تجنبنا مفردات توصيفية كالخيانة و التآمر والسقوط في الوحل الأستعماري لأنها تجرح آذان البعض اللذين كانوا حتى الأمس مناضلين ووطنيين أو معادين للديكتاتورية البائدة .. ولأن البعض يوصف هذه المفردات إنها أصبحت في المتاحف الفكرية المنقرضة وهي تسمية دقيقة للوصف الجديد للخونة بأعتبارهم مجتهدي طرق نضالية جديدة ووجهة نظر مغايرة ..الخ .

المثقف المرتزق ,,إن كان يحق لي إستخدام هذا المصطلح ,, تجده حاضرا في المكان والزمان المطلوب و يصرح ويكتب في الرأي المطلوب و يهاجم ما يحلوا لأرادة رب نعمته من الشخصيات التي يريد مهاجمتها .. وعند مراجعة كامل نتاجاتهم تجدها تتوجه نحو الهدف ذاته الذي تبغيه قوى عالمية تمتلك الفيتو و اللوبي العالمي وتساندها قوى الغرب وأسرائيل و صندوق النقد الدولي ... ولأن المرتزقة الأقليميون هم على الغالب أقل قيمة ومستوى ثقافي و أقصر رؤية .... فأن مثقفوا الدواعش هم جوهر التوجه الفكري الجديد .. وهم أحيانا أكثر سطحية وتناقض من المرتزقة الأقليميون لأن عليهم الدفاع عن توجهات لا يجدوا ما يبرر طروحاتهم وليسوا بحاجة الى الأدلة والبراهين والمنطق والأستدلال ..ليصلوا في طروحاتهم الفكرية الى أدنى من الحضيض الطائفي أو أسوأ من طروحات أكثر الصحف الصفراء العالمية .

وهؤلاء نجدهم يتصدرون الصحف الصفراء العراقية وعلى المواقع الألكترونية وصحافتها ومواقع التواصل الأجتماعي بصيغ يسارية أو دينية أو صحفية مستقلة .. وأصبحوا يتصدرون الندوات والحوارات الأذاعية و التلفزيونية وبعد 2003 أصبحوا يشكلون نخبة ثقافية تشكل بمجموعها إتجاها من أجل تخريب الثقافة والعمل الصحفي و التبريرات السياسية .

ومنذ عام 2003 بدأت هذه النخب تضع مفاهيم جديدة في السياسة العراقية محورها الفوضى المفاهيمية وتغيير الثوابت الوطنية والقفز على العلوم السياسية و المرتكزات العلمية نحو التفسيرات الهائمة والسطحية وعليه تم إيجاد بدائل للصراع الطبقي بصراع طائفي و الأشتراكية أو التنمية الأقتصادية المستقلة بالعلمانية وتم إلغاء مفاهيم ثابتة كالقومية والتضامن و الوطنية

ومع ذلك فأن تحديد ماهية شكل الوطنية وتزكيتها لا يمتلكها كاتب هذه السطور .. ولكن ما يحق لي إمتلاكه هو تفسير الثوابت الوطنية ..فهي ثوابت معرفتنا بها كمعرفتنا بأخوتنا وأهلنا كوحدة الوطن وتحرره السياسي والأقتصادي وتآلفاته الدينية والمذهبية والقومية .. وكذلك الثوابت الديمقراطية الأساسية فهي قوانين وقواعد لا تقبل الكثير من الجدل .. وعندما نؤمن بالديمقراطية وإرادة الشعب فأننا نجد أنفسنا في مواجهة مباشرة مع من كانوا يدافعون عن ديمقراطية الأحتلال والغرب و جماعة (النموذج الياباني والألماني بفيدراليته ) .. وكانوا مستميتين بالدفاع عن العملية السياسية بكل تشوهاتها ومساهمين فاعلين في صناعة دستورها بتناقضاته و الغامه و من ثم في حكومة الشراكة الوطنية (المحاصصة) وأدخلوا مفردات لم يكن الشعب العراقي قد إعتادها من قبل كالمكونات المذهبية و الكتل الطائفية. وهي تستقطب الجماهير الواسعة بعد السقوط القصدي لأحزاب كانت مؤهلة لقيادة الفعل السياسي  والشارع السياسي  وببرامج سياسية بعيدة عن مخططات الأحتلال في إحتواء العملية السياسية وصياغتها بالشكل التي تتطلبه مصالحها الأستراتيجية وليست مصلحة الشعب العراقي .

هؤلاء السياسيون (الديمقراطيون) الليبراليون الجدد لهم مزاجيتهم وفهمهم للديمقراطية ليس له مثيل في جميع أنحاء العالم .. فهم يدعون الى الأنتخابات و لكنهم لا يعترفوا بنتائجها وعندما يفوز الخصم فلا يحق له تشكيل الحكومة وعندما يشكل حكومة يجب أن تكون بمقاسات ليست لها علاقة بارادة الناخبين في الوقت الذي يعتقدون فيه إنهم واثقون من الفوز لذلك فأي نتيجة غير الفوز يعتبروه تزويرا وإستغلال مال عام قد غير نتائجها وما شابه ذلك.. دعاية المنافس هي من المال السياسي وأموال الدولة بينما دعايتهم ومصاريفها كانت من (عرق الجبين) وتبرعات الجماهير . أحدهم ينتقد المالكي بكونه أكثر ديكتاتورية من صدام حسين  (وإنه بذلك يعبر عن رفضه وعدم احترامه للمبدأ الدستوري القائل ب "التداول السلمي والديمقراطي للسلطة".)(1) . يعني إن على المالكي تسليم السلطة حتى لو فاز بالأنتخابات وهذا هو تفسيره لمبدء التداول السلمي والديمقراطي للسلطة . وهذا الكاتب وهو يحمل صفة البروفيسورية يكذب ويشوّه الحقائق والأرقام و بدلا من المقاعد ال95 التي حصل عليها المالكي يكتب موضوعا بعنوان (الرقم 13 المشؤوم هو عدد مقاعد المالكي وحزبه في مجلس النواب العراقي!! )(2) ويستغبي القاريء ويستطرد (هل يعلم الناس، كل الناس، بهذا العراق المبتلى والمستباح أن الحاكم والمستبد بأمره نوري المالكي وحزبه، حزب الدعوة الإسلامية، لا يملك في مجلس النواب غير 13 نائباً من مجموع 325 نائباً، أي 4% فقط من مجموع أعضاء مجلس النواب.) (2) .. وأنا هنا لست بصدد الدفاع عن المالكي كشخص أو حزب أو إتجاه ولا عن العملية السياسية للأحتلال الأمريكي – البريطاني التي كانت من واجبات هذه النخب ومن مهماتهم حينذاك و إنما فقط أود الأشارة بأن هؤلاء المثقفون المرتزقة قد إنتقلوا في تبعيتهم من الأحتلال الأمريكي المباشر الى عملائهم المحليين وقوة محاججاتهم أصبحت بمستوى متبوعيهم لا ترقى الى أي مستوى ثقافي يحاكي المنطق والتحليل و الدراسة . طروحات مابعد الأنتخابات النيابية هي غير ماكانت قبلها والتخلي بالكامل عن الديمقراطية كمبدأ وكمحاججة وعلم سياسي و لا يهم هؤلاء الكتاب مدى قناعة القاريء أو السامع بالرأي بل تجري الأمور بطريقة الأغراق الأعلامي والفكري وإستخدام ماكنة إعلامية وشبكية واسعة جدا لتكريس التوجه الذي يناسب شركات النفط الأحتكارية و توجهات الصهاينة وحلفاءهم من القوى السياسية العراقية لتقسيم العراق و السيطرة على آبار النفط و تسطيح الفعاليات الديمقراطية وتفريغها من محتواها للتمهيد لألغائها بالكامل .. وعملية إلغاء الديمقراطية هو توجه عولمي لهذه القوى العالمية التي تهيمن على الأقتصاد العالمي و الأستعاضة عنها بالحوكمة الجديدة التي يتم فيها إشراك ممثلي الشركات و منظمات ما يسمى بالمجتمع المدني مع ممثلي الشعب المنتخبين في تقرير مصير البلدان وبنفس التشكيلة في تقرير مصير العالم ..  

لقد رفع مثقفوا الدواعش شعارات قادتهم وسياسييهم قبل الأنتخابات النيابية في العراق وتعبت الصحف والمحطات الفضائية من دعاياتهم الكاذبة وتملقهم الى الناس وفي النتيجة لم يحصلوا على المطلوب و الى ما يطمحون اليه وبدلا من الروح الديمقراطية في تقبل الخسارة سارعوا الى تنظيم المؤامرات وعبدوا الطريق للدواعش الصهيونية .. ووضعوا هذه الدواعش بموقع أحد الأطراف الطائفية و مواجهتهم تمر عبر التخلي عن الديمقراطية و الأبقاء على المحاصصة الطائفية في حكومة شراكة وطنية جديدة .

مثقفوا الدواعش أصبحوا فجأة حاملوا المطالب الأرهابية في الجانب السياسي وهم فكريا يسعون الى بناء موقف جمعي مشترك لا علاقة له بالمنطق ولا العلوم السياسية و بعيد كل البعد عن الأخلاق والأدب والثقافة . مثقفوا داعش هم أنفسهم مثقفوا الأحتلال الأمريكي – البريطاني للعراق ومثقفي الصراعات الطائفية من السنة والشيعة وكذلك أغلب الكتاب الأكراد ومرتزقة القيادات الكردية من المثقفين العراقيين.

مثقفوا الدواعش لا مشاعر لهم ولا وطنية ولا حتى إحساس بالأنتماء لأي شيء سوى مبالغ الأرتزاق و تنفيذ تعهدات الأرتزاق . و بعد دخول الدواعش أصبحوا يطالبون بأسقاط نظام المحاصصة الطائفية .. فهو حسب رأيهم السبب .. ولم يوضحوا لنا كيف تتم عملية الأسقاط .. ومن يقوم بهذه العملية .. وماذا عن الديمقراطية التي كانوا يدافعون عنها ؟؟

أغلب مثقفوا الدواعش هم من الذين كانوا في صفوف الحزب الشيوعي العراقي ويستلموا رواتبهم الأرتزاقية من إقليم كردستان .. أو بصيغة تخصيصات من ميزانية الأقليم لمراكز البحوث الأستراتيجية كالتي يتسلمها المرتزق فالح عبد الجبار لمركز بحوثه في بيروت .

مثقفوا الدواعش يكتبون كردستان العربية ب(كوردستان) الكردية ويسمون الأحتلال تحرير و الأمبريالية قوات تحالف دولي و يسمون جيش العراق بجيش من لا يرغب الأستعمار به وأصبح جيش صدام وجيش المالكي كما في سوريا جيش الأسد وفي ليبيا كتائب القذافي ولبنان المقاومة هي حزب الله ... وهذا يعني إن هناك مشتركات مفاهيمية في تفسير الحدث والحالة هذه المشتركات تكون مقصودة عندما تفقد مصداقيتها العلمية والعملية .. عندما يهرب البيشمركة من مواقعها في سنجار و زمار .. يفسرها المثقف الداعشي بكونها بسبب الملتحقين الجدد من الأفراد الكردستانيين المنتمين جديدا الى البيشمركة للأستفادة من الرواتب والتقاعد (3)..

 

 المانيا

09.08.2014

 

 

(1)   http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=422537

(2)   http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=426588  

 (3) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=426890

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا