<%@ Language=JavaScript %> الدكتور بهيج سكاكيني إرهاب داعش والاتحاد الأوروبي

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

 

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

إرهاب داعش والاتحاد الأوروبي

 

 

الدكتور بهيج سكاكيني

تنادت دول الاتحاد الأوروبي مؤخرا في اجتماعها الطارئ في بروكسل لمناقشة سبل مجابهة خطر الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، وخاصة مع التطورات الأخيرة التي تشهدها العراق. وليس أدل على اعتبار جدية هذا الخطر الداهم من تصريحات السيد ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني الأخيرة، حيث قال محذرا من أن هذا التنظيم المتطرف "قد يستهدفنا في شوارعنا" اذا لم يتم وقف تقدمه.

عندما كان الارهاب يضرب وبعنف سوريا لم تحركوا ساكنا كدول اتحاد أوروبي ووصفتم الارهابيون عندها "بالمعارضة المعتدلة" " ومقاتلي الحرية"، وقدمتم لهم شتى أنواع الدعم السياسي والإعلامي والبعض وفر الأسلحة والدعم اللوجيستي، على الرغم من انهم كانوا يقومون بما تقوم به داعش الان في العراق من قتل وتدمير للبشر والحجر، والاعتداء على الأماكن المقدسة وقتل وذبح واختطاف رجال الدين المسلمين والمسيحيين على حد سواء وما زال هناك مطرانين سوريين مختطفين للان ولا ندري أين هم أو ما هو مصيرهم. وللتذكير ربما بحادثتين وثقت كلاهما ميدانيا من قبل منظمات حقوق انسانية الدولية، وهيومن رايتس ووتش، وهما مذبحة اللاذقية ومعلولا، البلدة التي يعود بناء كنائسها الى ما يقرب من 2000 عام، والذي هجر سكانها المسيحيون واعتدي عليهم ونهبت محتويات كنائسهم. ونحن نذكر بهاتين الحادثتين على سبيل المثال لا للحصر، فالذبح على الهوية وأكل الاعضاء البشرية قد عرضها المتوحشون البرابرة في أكثر من فيديو على يو-تيوب. نقول ان كل هذه الاحداث لم تهزكم، ولم تحرك ضمائركم الغائبة في سبات عميق، ولم تهز ما يطلق عليه "المجتمع الدولي" من قبلكم. على قول الشاعر العراقي مظفر النواب "لم تهتز لكم رقبة" لمثل هذه الجرائم ضد الإنسانية، ربما لإيمانكم انه ثمن رخيص يجب ان يدفع لتحطيم سوريا، كما أن موت ما يقارب من 3.5 مليون طفل عراقي بسبب الحصار الجائر ضد العراق على أيام الرئيس صدام حسين كان ثمنا يجب دفعه للتخلص من صدام حسين على رأي السيدة مادلين أولبريت التي شغلت منصب وزارة الخارجية آنذاك. فنحن بالنسبة لكم ليسوا بشرا نستحق الحياة أو اننا مجرد أرقام ليس أكثر من هذا. والمجازر الأخيرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني في عدوانه الهمجي على قطاع غزة والابادة الجماعية لسكان القطاع من أطفال ونساء وشيوخ ومعاقين تثبت وتدلل مرة أخرى على زيف الديمقراطية التي تتغنون بها ليلا ونهارا، واحترامكم المزيف والاستعراضي لحقوق الانسان، ومواقفكم المزدوجة وخاصة اذا ما كان الارهاب الذي لا يقل همجية من داعش واخواتها قادم من الكيان الصهيوني العنصري الفاشي..

أما وقد أصبح الارهاب يدق أبوابكم، ويهدد في آن واحد مصالحكم الاقتصادية وخاصة فيما يختص بمصادر الطاقة، الى جانب أن هذا الوحش الذي رعيتموه بالتعاون مع الغير وقمتم بتربيته والسهر على تدريبه للقيام بالمهمات القذرة التي رسمت له ضمن مخططاتكم كدول استعمارية ما زالت ترفض أن تطلق إرثها الاستعماري الارهابي الاسود في سعيها الدائم للسيطرة على الشعوب ومقدراتها، وخدمة للموجه والرائد والراعي الاكبر للإرهاب الا وهي الولايات المتحدة، ها انتم تصرخون وتجتمعون كدول الاتحاد الاوروبي لتقرروا فيما بينكم كيف يمكن السيطرة أو واحتواء هذا الوحش الكاسر الذي خرج عن الطاعة واصبح يصول ويجول في البلاد، ويخترق الحدود ويعبر القارات، ويعربد ويهدد اسياده ، كما فعل الصنيعة فرانكشتاين، واصبح يهدد استثمارات شركاتكم الكبرى النفطية، والاستراتيجية التي رسمت للعراق ومنطقة الشرق الأوسط، وبات يهدد دولكم الأوروبية وخاصة اذا ما تمكن من إقامة دولة "الخلافة" وعودة الإرهابيين الذي قرب عددهم على الأقل من 2000 ممن يحملون الجنسيات الأوروبية الى الديار على حسب المعلومات المنشورة. ولما لا وهو وبفضلكم وبفضل الاخرين، وحسن رعايتكم وتمويل الوهابيين من أفراد ودول، قد أصبح يمتلك آبار نفط التي تدر عليه ملايين الدولارات يوميا حيث تقوم شركاتكم الغربية بتهريب النفط الى الأسواق العالمية تحت أعينكم وبمباركتكم.

لا يغرنا أحد منا قرار مجلس أمنكم في أروقة "الولايات المتحدة" وليس "الأمم المتحدة" بشأن تمرير القرار السابع ضد المجموعات الإرهابية من داعش والنصرة وغيرهم كثيرون. أولا لأنه لا يسمي دولا بعينها التي صنعت، ودعمت، ومولة وسهلت مرور الإرهابيين من أراضيها تحت رعايتها وحمايتها، بالإضافة الى تسليحها مباشرة او بشكل غير مباشر، وهي الدول التي يجب ان تعاقب من "المجتمع الدولي". ولكنكم آثرتم معاقبة أفراد فقط، لعلمكم بان هناك داخل مجلس امنكم وخارجه من ادواتكم الوهابيون وزمرتهم، هم الذين صنعوا ومهدوا لولادة وتنامي هذ الوحش الكاسر. وثانيا لان مثل هذا القرار قد يمهد لكم كدول غربية والناتو وبقيادة الولايات المتحدة الفرصة والغطاء "الشرعي" من " المجتمع الدولي" للتدخل في الأوضاع في سوريا بشكل مباشر تحت ذريعة انكم تريدون ضرب التجمعات الإرهابية هناك، بعدما عجزتم وعجزت أدواتكم وعملائكم في المنطقة مجتمعة من النيل بالدولة السورية وشعبها وجيشها، بالرغم من المليارات التي صرفت من قبل نعاج الخليج انصاف الرجال، وعلى رأسهم السعودية وقطر بمساهمة تركية فاقت كل الحدود والتصورات، لتجنيد وتدريب وتسليح كل زناة الليل والتكفيريين من كل بقاع العالم. وكما سيتيح لكم التدخل في بلدان أخرى، كما تفعلون الان مع العراق وغدا ليبيا مرة أخرى وتظهرون مخادعين، بمظهر المنقذ وفاعل الخير الذي يجب أن تقدم اليه كل آيات الشكر، والتقدير، والعرفان، وليس بمظهر المستعمر والمعتدي. 

وها نحن بعد اجتماع بروكسل ومجلس الامن نقرأ بصحافتكم ما تمخضت عليه نقاشاتكم بشأن تشكيل مجموعة من الدول للوقوف والتصدي للتمدد الداعشي مكونة من بعض الدول الأوروبية بالإضافة الى السعودية ودول خليجية أخرى والأردن وتركيا ولبنان، وهي الدول التي كانت قد اتهمت من قبل أجهزة مخابراتكم والعديد من مراكز الأبحاث في دولكم بأنها كانت مركز تصدير الفكر الإرهابي الوهابي كالسعودية وبعض الدول الخليجية وهم الذين ساهموا أيضا في عمليات التمويل وشراء الأسلحة ودفع المليارات للتنظيمات الإرهابية العاملة في سوريا والعراق على الأخص، اما تركيا فهي وبحسب أجهزة مخابراتكم من سهل دخول كل زناة الليل الإرهابيين من كافة دول العالم الى الداخل السوري وهذا ما شهدت عليه أيضا منظمات حقوق الانسان ومن ضمنها هيومن رايتس ووتش. أما لبنان (بعض الاطراف السياسية فيه) والأردن فلقد لعبا دورا في تهريب السلاح والمسلحين الإرهابيين الى الداخل السوري وذلك حسب العديد من التقارير الصحفية. فهل يعقل محاربة الارهاب من الدول الذي صنعته وجندته ومولته وسهلت عملية تنقله وشكلت حاضنات له؟ من المؤكد أن هذا الحلف الذي من المؤكد انه سيأخذ شكلا قريبا له أغراض أخرى ستتضح بمرور الزمن ان لم تكن واضحة الان. وربما للتمويه على الأغراض الحقيقية لهذا التحالف الغير مقدس، صرح البعض بإمكانية التحدث الى ايران بشأن الجبهة او الحلف المزمع قيامه.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هل سنرى جحافل من الجنود المدججين بالسلاح والعتاد من حلف الناتو الجديد الموسع يجوبون المنطقة للتدخل تحت مظلة شرعية دولية كاذبة لأغراض دفينة، واجندات خفية، وبتمويل خليجي؟

.

الدكتور بهيج سكاكيني

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا