<%@ Language=JavaScript %> كاظم نوري الربيعي ماذا وراء زيارة" بارزاني" الى موسكو ؟؟

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

ماذا وراء زيارة" بارزاني" الى موسكو ؟؟

 

 

كاظم نوري الربيعي

 

الشعوب جميعها تدرك ان هناك مصالح تحرك الدول الكبرى في العالم وان تلك المصالح تفرض على هذه الدولة او تلك اتخاذ قرار ما او الاصرار على موقف من المواقف ازاء نظام حاكم او دولة من الدول والتي يعدها  اخرون بمثابة مواقف تتنافى مع  الاعراف او مايسمونه الاجماع الدولي في اطار  منظمة الامم المتحدة  ومجلس الامن  وهما مؤسستان لم يعد تمثلان الشعوب المضطهدة بل ان هناك من بين الدول الكبرى صاحبة القرار من  يستخدم  هتين المنظمتين لمصالح ومشاريع  " استعمارية" وفي مقدمة تلك الدول الولايات المتحدة وحليفاتها الغربيات.

روسيا وقبلها الاتحاد السوفيتي قبيل  انهياره عام 1991 وقفتا الى جانب الشعوب بالرغم من ان وراء تلك المواقف بعض المصالح لكنهما سارتا بهذا الاتجاه دون تردد حتى كاد ان يتسبب موقف موسكو في  عهد الرئيس الراحل نيكيتا خروشوف بصدام عسكري مع الولايات المتحدة اثناء ازمة الصواريخ في كوبا.

ومما  يلاحظ وبصورة جلية ان موقف واشنطن وحليفاتها الغربيات اصبح بعد انهيار الا تحاد السوفيتي  ومنظومة الدول الاشتراكية اكثر  "استخفافا  " بل واستهتارا بالمجتمع بعد انضمام دول كانت في المعسكر الاشتراكي ضمن حلف وارسو الى حلف " ناتو"  مجاورة الى روسيا تحولت الى  " سكين خاصرة"لروسيا الاتحادية بعد ان كانت ضمن المنظومة مثل جمهوريتي  بولنده والتشيك بعد موافقة  الدولتين على  اقامة اجزاء  من منظومة الدرع الصاروخية الامريكية على اراضي البلدين مثلما انضمت دول البليطق الثلاث استونيا ولاتفيا ولتوانيا الى حلف ناتو واختفت  المانيا الديمقراطية وجدار  برلين من  خارطة " الدول النهضة للمعسكر الغربي بعد توحيد الالمانيتين.

  واستغلت الولايات المتحدة  انهيار السوفيتي واخذت تنفرد بقرارات عديدة حتى دون  ان تلتفت الى روسيا  او الصين باعتبارهما قوتين عظميين  مستغلة ماتعرض له البرج التجاري في نيويورك فكان غزو العراق واحتلاله الذي كان يعد " دولة" صديقة  لروسيا ترتبط واياها  بمعاهدات  اقتصادية وعسكرية بصرف النظر عن النظام القائم  وسبق ذلك غزو افغانستان ثم جاء دور ليبيا التي كانت تعتمد في عهد القذافي على التسلح الروسي فتم اسقاط النظام فيها ايضا وكان  في ذلك خسارة كبيرة لروسيا استراتيجيا وعسكريا وحتى اقتصاديا .

وبعد ان شعرت  موسكو بخطورة النهج التوسعي الامريكي كان لها موقفا اخر يختلف عن مواقفها السابقة  سواء في اروقة الامم المتحدة او خارجها فتصدت لجميع المحاولات لتي تستهف سورية " اخر حليف" لها في المنطقة  خاصة في موقفها والصين في مجلس الامن فضلا عن خطورة اسقاط النظام  والدولة السورية على روسيا نفسها نظرا للتوجه" الاسلاموفي  الارهابي الذي يتصدر الموقف مدعوما من انظمة  موالية للولايات المتحدة في المنطقة .

  وقداعاد العراق من خلال توجهه الى موسكو للتسلح الامل في  ايجاد موقع قدم لروسيا في العراق على المستويين الاقتصادي والعسكري رغم خضوع العراق   لاحتلال امريكي غير مرئي كون" واشنطن" هي التي تتحكم بالامور من خلال ادواتها التي زرعتها في معظم المؤسسات العراقية قبل  سحب قواتها   العسكرية وفق اتفاقية مبهمة بصرف النظر عما يقال عن وجود حكومة منتخبة او برلمان اوغير ذلك من المسميات .

ثم التفتت موسكو الى " منطقة كردستان" فقد افيد بان بارزاني قد يزور موسكو  لكن وزارة  الخارجية الروسية بادرت   بالتاكيد على ان " منطقة" كردستان ليست بديلا للعراق لكن هناك علاقات  روسية مع الكرد ترجع الى عهد مصطفى بارزاني هكذا ورد على لسان المتحدث باسم الخارجية الروسية  وكانها رسالة تطمين  الى بغداد مثلما اكدت الوزارة وجود علاقات  روسية  مع  معظم الشعوب.

 ونتمنى ان لاتخطئ موسكو هذه المرة وتذهب بعيدا مع بارزاني  كما فعلت تركيا وان لايتم ذلك على حساب العراق وبغداد تحديدا.

روسيا كما هو معلوم ليست بحاجة الى نفط " منطقة كردستان" او الى الغاز وان  لديها ما يكفي كونها تغذي معظم دول اوربا بالغاز الروسي   كما ان شركاتها  النفطية حصلت على عقود في جنوب العراق  ولااظن ان موسكو" سوف  تقدم على مغامرة  ابرام عقود جديدة مع " منطقة كردستان" مثلما اقدمت على ذلك بعض الشركات الغربية  في حال عرض بارزاني ذلك .

   ويتوقع ان يطرح بارزاني على  موسكو مسالة عدم تسليح الجيش العراقي هكذا عودنا هذا" الرجل" الذي يكره العراق  ومؤسسته العسكرية لان كل مايربطه بالعراق  فقط هو  مايدخل حساباته وحسابات المحيطين به من الخزينة العراقية سنويا " .

ولا نعلم ما اذا سوف تلتفت روسيا ام لا الى نهج " بارزاني" الداعي الى عدم تسليح العراق بزعم الخشية من ذلك وهو   ما اقدم عليه في زياراته في اكثر من دولة بما في ذلك الولايات المتحدة اتي ترتبط بعقود تسليحية مع بغداد لكنها لم تف بمعظم تلك العقود حتى الان.

 وتركت الجيش العراقي طيلة سنوات عشر دون اسلحة دفاعية ثقيلة لحماية الحدود اوطائرات لحماية اجواء البلاد في  عملية مقصودة الهدف منها  ترك " العراق"  ضعيفا في محيطه ورهينة  بالطلب الى القوات الامريكية المرابطة في دول الجوار " الكويت تحديدا" او في قواعدها  المنتشرة بالمنطقة  لحماية اجوائه.

 الايام القادمة ستكشف موقف موسكو !!!!

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا