<%@ Language=JavaScript %> حسن حاتم المذكور مؤامرة ازمات ام ازمات مؤامرة .. ؟؟؟

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

مؤامرة ازمات ام ازمات مؤامرة .. ؟؟؟

 

 

حسن حاتم المذكور

 

الأزمات واردة واحياناً ضرورية في مجتمعات منفتحة على نفسها , ومهما كانت اسبابها , تنشأ وتعالج داخل اطارها الوطني , وفي جميع الحالات , لا تعبر عن دسيسة او كيد او مؤامرة فوقية ضيقة , تقف خلفها غايات واجندات حزبية او طائفية قومية , تكتسب وسائلها نهج المغامرات الأنقلابية والوقيعة بالآخر ثم الغائه حتى ولو كان الأمر على حساب المصالح العليا للشعب والوطن, معزولة بعيدة عن تمثيل الرأي العام , مما يجعلها مضطرة للأستعانة بالقوى الخارجية مقابل التزامات مذلة تكون التبعية والعمالة والخيانة في مقدمة نتائجها , على هذا الأساس خطط لأغلب المؤامرات ان لم نقل جميعها في الخارج ونفذت بأدوات محلية , ثم انتهت الى كوارث دفعت الأمة ثمنها مكلفاً .

الغايات الدنيئة , لا بد وان تكون وسائلها اكثر دنائة , كون اهدافها محددة بالأستيلاء على السلطة والثروات وبأي طريقة كانت , وهكذا تكون دماء وارواح الألاف او الملايين جسراً لعبورها , وتلك هي حقيقة وهوية الطغم المغامرة بأمتياز .

ما يحدث في العراق وعلى امتداد التسعة اعوام الأخيرة , ما هي الا وسائل غبية  مكررة لغايات تاريخية عبرت عن ذاتها صراحة في انقلاب 08 / شباط 63 الأسود وما ترتب عليه من مجازر وابادات وتغييب وتهجيرات واجتثاثات داخلية , وحروب وحصارات وعمالة وخيانات خارجية .

هل ما يحدث في العراق , ومنذ تسعة اعوام دامية , هي مؤامرة ازمات ام ازمات مؤامرة ... ؟؟؟ .

المتبصر في تقاسيم المرحلة وسماتها والمتتبع لمجرياتها , يستخلص حقيقة الأمر دون عناء , كونها ناطقة بشخوصها صريحة بأمتداداتها وارتباطاتها معبرة بحراكها على انها مؤامرة اتخذت من صناعة الأزمات وسيلة ( جسراً ) لعبورها حيث الغايات النهائية لمشروعها المشبوه محلياً وخارجياً , الأمر لا يشكل التباساً في فهم ما يحصل , فالمؤامرة هي التي تفرخ الأزمات وليس العكس , وهنا يجب ان يتوقف الحديث عن معالجات لمسلسل الأزمات والتخلص من اختناقاتها ما دامت جمرة المؤامرة اتخذت من العراق حطباً لغايات اشتعالها .

عبر مرارة التجارب وعذابات الواقع وهستيريا الأستقطابات , استطاع الرأي العام العراقي ان يشخص خلفيات ودوافع حلقات مسلسل الأزمات المنهكة للحالة العراقية الراهنة , رموزها الداخلية وشبكة علاقاتها الخارجية وغاياتها النهائية ووسائلها الملتوية اصبحت فاضحة ومن الحماقة الأكتفاء بمحاولة فلترة دخانها واغبرتها وترك جمرة المؤامرة تشتعل وتتسع من تحت بساط العراق, انه الجرح العراقي القديم الجديد الذي لم يتوقف نزيفه الى يومنا هذا والى غـدنا , وهنا من الواجب الوطني الأنساني , تشخيصه والأشارة اليه صراحة ومحاصرته والحد من اتساعه عبر الأشراك المباشرة للرأي العام العراقي واحترام وعيه والأستعانة بأرادته وادواره الوطنية , ومن العبث المجاملة او المساومة على حساب دم وارواح العراقيين ومستقبل وطنهم , انها المؤامرة ولا يجوز اللعب معها اكثر , وهم زمر متآمرة , ستكلف مساومتهم معاناة شعب وضياع وطن .

التمترس واضح من حيث جغرافيته ورموزه وشرائحه وارتباطاته وما ينضحه من شعارات وتصريحات وهتافات وعنتريات ولقاءات وجولات اقليمية دولية , وكذلك المستهدف اصبح اكثر وضوحاً من حيث حدود مدنه وكيانه وحريته واغلبيته ومستقبل اجياله, منطق التكفير والألغاء وجغرافية اشتعال حرائق التفجيرات ووتيرة الموت اليومي , تصرخ بمضمونها الطائفي القومي ولا يمكن اخفاءه .

لماذا اصبحت كثافة حرائق التفجيرات حصراً في محافظات الجنوب والوسط ومناطق محددة من بغداد , والأنتحاريون والمفخخون قادمون حصراً من انظمة عروبية عنصرية متخلفة , عقولها وضمائرها محشوة بثقافة التكفير والألغاء وحمى الأبادة الجماعية, ولماذا اصبحت ( مع الأسف) محافظات المناطق الغربية حاضنات ومستوردة احياناً لزمر التفخيخ والتفجير والبهائم الأنتحارية , وبعض مراكز العبادة فيها تحولت الى ورشات لتصنيع وتصدير وسائل الموت الجماعي الى محافظات الأشقاء في الطرف الآخر, ولماذا يندر ان يحدث خللاً امنياً في المحافظات الشمالية والغربية, الا على سبيل مقتضيات اشعال حرائق الفتن .. ولماذا العصيان الغريب العجيب, والذي يتواصل دون مبررات مشروعة , وبصلافة " المبلل ما يخاف من المطر " يعدون اغتصاباً شباطياً جديداً لبغداد ... ؟؟؟؟ .

من المفارقة غير السارة , ذات الأطراف الملوثة بأدوارها في اسقاط ثورة 14 / تموز / 1958 وتصفية حكومتها الوطنية , تدخل الآن وبذات الدوافع والغايات والحماس, ادوات ضمن اللعبة ( المؤامرة ) الأقليمية الدولية, مع ان جميعهم اطراف منتفعة في حكومة الشراكة , وبمزاج عاهري , يكثفون زياراتهم وجولاتهم بين عواصم العهر والأرتزاق والسمسرة , انهم يقايضون الوطن بالدولار صراحة , ولا غرابة ان تبلغ ارصدتهم وثرواتهم من المنقول وغير المنقول مليارات الدولارات وفي فترة خرافية في القصـر , انهم قلقون مذعورون من ان يستقر العراق ويكتمل بناء دولته المدنية المؤسساتية , ويصل نفوذ القانون الى ابعد نقطة فساد في شماله وغربه ووسطه وجنوبه , حيث ترفع الأسمال عن فضائح مفجعة , ويجدون انفسهم وجهاً لوجه مع القانون والعدالة , ليدفعوا ضريبة فسادهم وتبعيتهم وادوارهم المباشرة وغير المباشرة في حالة الدمار والخراب التي تعرض ويتعرض لها العراق .

العراقيون ليس بيئة للأزمات , وما يحدث الآن من تكرار للمفتعل منها , ما هو الا بيضات لدجاجة المؤامرة , العراقيون على عموم جغرافية وطنهم , يشتركون في تاريخ وحضارات وبيئة وثروات , ورغم المظالم التي حدثت بأسم هذه القومية ضد تلك او تلك الطائفة ضد الأخرى , ما هي الا لعبة الوسطاء المدعين تمثيل الحقوق القومية والطائفية والمذهبية لتلك المكونات , العراقيون لم يواجهوا بعضهم في حروب اهلية او اقتتال اخوي , فقراء العراق وكادحيه , لهم حقوق واحلام واماني ومصالح مشتركة , قلقون على حياتهم وسلامة وطنهم , وهذا ما سوف يحسه ويعيشه من يرغب ان يتجاوز متاجرة الوسطاء , ويكون على صلة مباشرة مع الناس , والا يفسر مواقفهم من بعيد على اساس الأرهاصات الطائفية والقومية والعرقية التي يفركها الوسطاء المتخصصون في اعادة ثقافة سؤ الفهم والثأرات والأحقاد وتقديس الأتجار بالكراهية والخوف من الآخر .

حقيقة الصراع الراهن , او ما يطلق عليه بالأزمات , ما هو في الواقع الا مواجهات مصيرية بين الوطن وخونته , وبين المواطن وسماسرة المتدخل , بين العراق دولة ومجتمع وهوية , وبين دعاة مأجورين الى اقلمته وتجزأته وتقاسم فضلاته التي قد يتركها لهم المتدخلون مكرمة للمشين من ادوارهم .

هنا لا مفر من واجب دفع حالة الأستقطاب والفرز والمواجهات حتى نهايتها , فأما ان يعود العراق لأهله , واما يكون بقايا ترميها الأطماع الأقليمية الدولية دولارات في كروش سماسرتها وعلاسيها , فالواقع العراقي لا يتحمل اكثر مما هو عليه , والعراق معهم على مفترق الطرق , وعليه ان يرميهم اوساخاً في مكبات مؤجريهم , ويبدأ مسيرة مشروعه الوطني بأتجاه سلامة وامن ورفاهية جميع مكوناته , فهم الأحق بنعمته متساوون داخل خيمته .

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا