حكايات فلاحية:  

 

الأعلام العربي...وعودة ( مهند ) قريباً !

 

صالح حسين  

 شباط / 2013

 

 

بعض القنوات الفضائية العربية والصحف العربية أيضاً، تمادت في تقديم الدراما التركية وممثليها وتسويقهم للعالم العربي وخصوصاً ممثلي المسلسلات الغرامية، وعلى سبيل المثال، الممثل التركي ( مهند )  وكأنه بطل من أبطال ( الربيع –  الخليج ) العربي.

 ذات مساء، وبالتحديد في كانون ثاني 2013، جلب أنتباهي ذلك " الأعلان " الذي كان على أحدى القنوات الفضائية العربية هو: عودة ( مهند ) قريباً، هذا الأخير وبفضل تلك القنوات اشتهر في دول الخليج العربي من خلال مسلسلاته التركية منها " نور" و " العشق الممنوع " وغيرها، بالإضافة لقيامه ببعض الإعلانات العربية الهابطة، ربما هي التي زادت من شهرته أيضاً .

وللمعجبين من العرب وخصوصاً الخليجيين منهم، جاء على موقع ( منتديات جروحي  ) الخبر التالي: ...واستطاعت ( سبق ) الوصول الى تقرير حديث عن الممثل ( مهند ) نشرته صحيفة " الشروق اليومي" الجزائرية تحت عنوان" كان أحد نجوم مجلة إباحية فرنسية تدعو للمثلية الجنسية...مهند الذي سحر قلوب المراهقات في الوطن العربي، لا يحب النساء".وقالت الصحيفة أن " مهند يعتبر من أكبر نجوم مجلات إباحية تروج للمثلية الجنسية وتزاوج الذكور في ما بينهم , حيث تصدر أكبر هذه المجلات في باريس واروبا ". واضافت الصحيفة "وبعدها التحق ( مهند ) بإحدى وكالات عرض الأزياء المعروفة باختراعها للملابس المثيرة جنسيا واسمها "ساكسس" بفرنسا بعد أن توسطت له أمه للالتحاق بها، وبعدها حاز على اللقب العالمي أحسن عارض أزياء بالعالم ويمر هذا اللقب، كما هو معروف ، بعدة تنازلات، منها الاعتراف بالمثلية الجنسية وشرعية العلاقات بين الرجال، وبعدها اختطفه أحد مسؤولي قناة تركية اسمها "دي" وقدمه للجمهور كمشروع ممثل، حيث شارك في مسلسلين ثم أمضى عقدا لدور بطولة في مسلسل "نور" الذي أثار ومازال يثير ضجة في العالم العربي وتعلق المشاهدين بأبطاله نساء ورجال، خاصة ( مهند ) الذي سحر قلوب المراهقات، ويبقى مسلسل "نور" "اللاحدث" في تركيا ولم يلق الرواج الذي حققه في العالم العربي لسبب تاريخ ( مهند ) المرتبط بالفضائح والصور الإباحية التي كانت تنشر على المجلات الاروبية ويعتبرون في تركيا هذه الفئة من الممثلين الدرجة الثالثة " أنتهى .

 تعليق: من جانبنا نحن نقول: هذه حياته هو، ونحن نحترم ثقافة وحياة الآخرين...أما الفنانة اللبنانية ( رولا سعد ) جزاها الله خيراً، فقد ( فندت - ردت )  على تقارير صحفية اتهمت الممثل التركي ( كيفانش تاتليتوج – مهند ) بكونه شاذا جنسياً، وقالت في حديث للعربية.نت، إنها وجدته، طبيعيا ...الخ!

وعلى ما يبدو أن المسؤولين في المجتمع الخليجي  وخصوصاً منهم الأعلاميون قد أغرموا بالدراما التركية لحد الثمالة، هذا ما تنقله لنا تلك القنوات وكذلك ما ينقله لنا الأعلام العربي الخليجي نفسه، فالقنوات الفضائية العربية، التي لجأت وبكل ثقلها المادي... إلى المسلسلات التركية بكل أنواعها وبدون تفحص، مثلا منها البوليسة ( وادي الذئاب ) والغرامية مثل مسلسلات ( نور) و( فريحة ) و ( جنان )...بعد أن كانت الدراما السورية، المصرية، العراقية والكويتية هي مصدر عملها وقوتها...ناهيك عن الدراما الخليجة التي أصبحت في خبر كان! بعد أن تناست تلك القنوات دورها الأسلامي، والقومي العربي أيضاً، التي ساهمت بجهد كبير بأخفاء معالمه، فأصبحت تحمل رسالة وشعار هو:  الى الأمة العربية  " طز " لا تليق بك التحية، لذلك من الواجب أن نذكـّر تلك القنوات والقائمين عليها بـ: " ما أخبار فلسطين .. شعب بلا وطن .. وطن سرقوا منه الهوية، ما أخبار لبنان .. ملهى ليلي كراسيه خشبية وطاولته طائفية، ما أخبار سوريا .. بقرة سمينة تكالبت عليها سكاكين الهمجية، ما أخبار العراق .. بلد الموت اللذيذ والرحلة فيه مجانية، ما أخبار الأردن .. لا صوت ولا صورة والاشارة فيه وطنية، ما أخبار مصر .. عروس بعد الثورة ضاجعها الاخونجية، ما أخبار ليبيا .. بلدّ تحولّ الى معسكر اسلحة وأفكار قبلية، ما أخبار تونس .. انتعلّ رئاستها مهرجّ بدعوى الديمقراطية، ما أخبار المغرب .. انتسب الى مجلس خليجي باسم الملكيّة، ما أخبار الصومال .. علمها عند الله الذي لا تخفى عنه خفيّة، ما أخبار السودان .. صارت بلدان والخير خيران باسم الحرية، ما أخبار اليمن .. صالحها مسافر وطالحها كافر وشعبها قضيّة منسيّة، ما أخبار عمان .. بلد بكل صدق لا تسمع عنه إلا في النشرات الجوية، ما أخبار السعودية .. أرض تصدرّ التمر وزادت عليه الافكار الوهابية، ما أخبار الامارات .. قبوّ جميل تحاك فيه كل المؤامرات السرية، ما أخبار الكويت .. صارت ولاية عربية من الولايات المتحدة الامريكية، ما أخبار البحرين .. شعب يموت ولا أحد يذكره في خطاباته النارية، ما أخبار قطر.. عرابّة الثورات وخنجر الخيانات ومطبخ للامبريالية الى الأمة العربية .. وأنتهينا إلى: بعد " الطز " لم يعد يليق بكِ التحية لم يعد يليق بكِ سوى النعيق والنهيق على أحلامك الوردية لم يعد يليق بكِ سوى أن تكوني سجادة تدوس عليها الأقدام الغربية، لم يعد يليق بكِ شعارت الثورة حين صار ربيعك العربي مسرحية، لم يعد يليق بكِ الحرية حين صارت صرخاتك كلها في الساحة دموية، لم يعد يليق بكِ أن تصرخيّ بالاسلام وتهمتكِ بالأصل أنكِ ارهابية، لم يعد يليق بك يا أمة مؤتمراتها مؤامرات وكلامها تفاهات وقراراتها وهمية، لم يعد يليق بكِ يا أمة جامعتها العربية مثل فندق عاهرات يمارسوا فيه المجامعة الجنسية، لم يعد يليق بكِ التحيةّ .. يا أمة دفنت كرامتها وعروبتها تحت التراب.. وهي حيّة.. فهل هناك من قضية وقضية!؟ " ورد عبر الأيميل.

مثال آخر هو:  أن فتاة خليجية تشترط تغيير أسم خطيبها من ( محمد ) إلى ( مهند )... وشاب خليجي يخطب الممثلة التركية ( لميس ) بمبلغ ( 10 ) مليون دولار... بينما الميسورون من الخليجيين يتزوجون المسلمات وغير المسلمات من العراقيات والسوريات واليمنيات والمصريات بأقل من ( ألف دولار ) أمريكي...لا ندري إذا كانت هذه هي الثقافة الأسلامية، ودور الأعلام العربي الخليجي بنشرها!

موقع آخر هو: كويت 666 ، أشار إلى هذه الظاهرة الخطيرة حيث قال: بعد أن فرضت الدراما التركية نفسها بقوة على المشاهد العربي مؤخراً وفي ضوء النجاح الكبير الذي حقّقه مسلسلا ( نور ) و ( سنوات الضياع ) اللذان عرضا على قناة الـ( mbc  ) وتميّزهما، ونجومية الممثلين الذين أصبحوا ذوي شهرة واسعة خصوصاً في منطقة الخليج في الفترة الأخيرة...الخ. 

مربط الفرس: ما يهمنا هو السؤال التالي: أين يسير بنا الأعلام العربي الخليجي !"...فقد أقدمت احدى الفتيات ومن دولة خليجية بالزواج من الممثل التركي مهند لمدة ثلاث أيام، بمبلغ ( 150000 ) ريال تقريبا ( 50000 ) ريال لكل ليلة، وحسب ما جاء بالخبر: أن الفتاة وعدت الممثل التركي ( مهند ) بأن يتضاعف المبلغ الى ( 300000 ) ريال في حال انها رزقت منه بطفل ...ويضيف الخبر أن الممثل التركي رفض موضوع الانجاب واشترط مبلغ خيالي للزواج من هذه الفتاة لمدة ثلاث ايام فقط،، الى هذه الدرجة وصل سخف المسلسلات التركية وتأثيرها على المجتمع العربي وخصوصاً الخليجي منه...الخبر أعلاه نشر على ( منتدى النقاش والحوار الهادف ) بتاريخ – May  / 2012 .

 ربما تذكرنا هذه الحالة، بما رأيناه سابقاً بـ( الصور ) في الصحف والمواقع العربية، عن سيدة ( خليجية – عربية ) وهي تتبادل القبل الغرامية على الهواء الطلق، مع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ( بوش الأبن ) أمام الحاضرين بطريقة لاتليق بمجتمعاتنا وبكرامة المرأة المسلمة وتقاليدها العربية! وذلك بعد غزو العراق عام 2003. أي بعد زيارة الرئيس الامريكى ( بوش الأبن ) الى العراق والذى تعرض فيها بالضرب بـ( الحذاء – القندرة ) من قبل الصحفى العراقى البطل منتظر الزيدي!

    الصورة من المصدر: موقع مصراوي،  إيهاب فكرى -  بتاريخ 11 / 11 / 2010    

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا