حكايات فلاحية:

 

إقرأ... أعمى يكَود ضرير!!

 

 

صالح حسين

 -  شباط / 2013

 

المناضل الأمريكي ( مارتن لوثر كنغ ) قال: لا أحد يظلمك للأبد إلا إذا قبلت ذلك، وكذلك قال: إذا جعلت نفسك دودة على الأرض فلا تلم من يدوسك، وأيضاً قال: لا يستطيع أحدٌ ركوب ظهرك إلا إذا انحنيت...إنك لست في حاجة إلى درجة علمية أو شهادة جامعية لتخدم غيرك، ولا تحتاج لأن توفق بين مرادفاتك من الكلمات والأفعال لتقدم خدمة إلى غيرك، إنك فقط تحتاج إلى قلب مليىء بالصدق والرحمة وروح يغمرها الحب والتفاؤل، وأردف قائلاً: المصيبة ليس في ظلم الأشرار بل في صمت الأخيار... وفي النهاية تقول الحكمة: في المدارس نتعلم الدروس ثم الإمتحانات، وفي الحياة نتعلم الإمتحانات ثم الدروس .

 في السكن المنزلي ( المطبخ  ) ...بسبب كثرة التواجد والحركة فيه بالقياس مع بقية غرف البيت، يفضل أن يراعى دائما عند تصميم ( المطابخ ) ما يعرف بـ( مثلث الحركة ) وذلك لتحقيق سرعة ومرونة أكبر أثناء العمل في المطبخ، فتأخذ الحركة داخل المطبخ شكلاً عملياً أكثر... كما أن ( مثلث الحركة ) يعمل على التقليل من عدد التنقلات داخل المطبخ و يجعلها مقتصرة على المهم والضروري... وهذا المثلث يسمح لشخصين على الأقل باستخدام المطبخ في نفس الوقت لغرضين مختلفين دون أن يضايق أحدهما الآخر أثناء الحركة داخله.

 في المطبخ ثلاث محطات عمل أساسية هي : المغسلة، الثلاجة، والطباخ، وقبل هذا وذاك تجب الأشارة إلى أن أغلب العراقيين وأنا منهم، ليست لديهم مطابخ بالمفهوم الصحيح للمطبخ الفني داخل العراق، طبعاً بسبب ( الفقر )...نعم لهم مطابخ سياسية كثيرة وعلى أختلاف أنواعها الحزبية والطائفية والقومية!.

 المحطات المشار لها أعلاه هي ما يشكل رؤوس المثلث بحيث تقاس أضلاع المثلث من مركز كل من ( المغسلة، الثلاجة والطباخ ) فتكون الثلاجة في أقرب مكان للباب، فلا يضطر من يريد استخدامها للمرور إلى داخل المطبخ، ويكون حوض الغسيل في أقرب مكان للإضاءة أو الشباك، أما ( الطباخ ) بأنواعه ( الموقد، الغاز، أو الكهربائي ) في أقرب مكان لمصدر التهوية...الخ

أما ما يقال عن المطبخ السياسي العربي الذي يختلف بمساحته وبحركة أصحابه وزحمتهم، ويعرف بـ( مطبخ ) المائدة، التى يتجمع عليها ( الرؤساء، الوزراء، الأمراء والشيوخ ) المسؤولون، لكى يناقشوا أمورهم الخاصة والعامة بحجة إنهم يراعون مشاكل الشعب، متمثلاً بـ( طوائفه، أحزابه ، ومنظماته المدنية ) ويحاولون أكلها أقصد ( حلها ) وبالطبع هذه القوانين والقرارات تكون لصالح من سنها قبل مصالح الشعب ...الخ

من الأمثال العربية: اليثرد يدري والياكل ما يدري،  وسلم ( البزون – المسؤول ) شحمة،  وهذا هو بيت القصيد، ولكن لو طرحنا السؤال التالي: من يقرر سلوكنا الأجتماعي!؟:

هل هو التمسك بالشعائر الدينية، وتطبيقها بحذافيرها، أم هي القيم الأخلاقية التي نتعلمها في أحضان أمهاتنا، وفي مدارسنا أم هو المطبخ بشقيه الفني والسياسي !؟

الجواب: " إقرأ... ما سُجّل عن اليابانيين فهم ( لاسنة ولاشيعة ولاأكراد )، بل بوذيين وعلمانيين، والحمد لله... فمن أين جاؤوا بهذه الفضيلة ؟. إقرأ عشرة أشياء نفقدها ونتعلمها جميعاً منهم... في محنتهم الاخيرة، عندما إنفجر المفاعل النووي  يوم 12 / مارس / 2011 نتيجة الزلزال المدمر هي:

١- الهدوء: لامنظر لضرب الصدر أو النواح. يعني فقط الحزن بحد ذاته.

٢- الاحترام: طوابير محترمة للماء و المشتريات. لا كلمة جافة و لا تصرف جارح

٣- القدرة: عمارة فائقة الدقة. المباني تتأرجح و لا تسقط.

٤- الرحمة: الناس أشتروا فقط ما يحتاجونه لقوت يومهم، حتى يستطيع الكل الحصول على ...الخ

٥- النظام: لا فوضى في المحلات، لا تزمير و لا إستيلاء على الطرق، فقط استيعاب وتفهم الحالة.

٦- التضحية: خمسون عاملا أصروا على البقاء (رغم خطر الموت ) في المفاعل النووي ...الخ

٧- الرفق: المطاعم خفضت أسعارها، أجهزة الصرف الآلي تُركت في حالها، القوي اهتم بالضعيف

٨- التدريب: الكبار والصغار الكل عرف ماذا يفعل بالضبط، و هذا ما فعلوه .

٩- الإعلام، أظهروا تحكما رائعا، لم يكن هناك مذيعون أو ناطقون بإسم الطائفة، الحكومة.

١٠- الضمير: عندما انقطعت الكهرباء في المحلات أعاد الناس ما بأيديهم إلى الرفوف.

تقرير الشرطة اليابانية ماذا يقول: ... أعاد المواطنون الى مراكز الشرطة، ما يعادل مجموعه ( 86 ) مليون دولاراً جمعوها من جثث الموتى من الانقاض من حادث التسونامي...الخ " أنتهى.

إقرأ...المقارنة فى بلداننا الأسلامية والعربية، يهجم الناس لسلب المجروحين والموتى فى أغلب حوادث الانفجارات الارهابية بكل جرأة أمام أعين الناس والشرطة، وربما الشرطة هي أكثر من تشارك بذلك...الفضيلة تنبع من ضمير الانسان فكيف به إذا كان مسؤولا، هذه هي الاخلاق الحقيقيه، ولكن اليابانيين فقط من طبقها ... ننحني لهم تقديرا واحتراما فهم فعلا  شعب  راق !" Google

مشيجيخة: إقرأ... أخي العربي: الكاتب ( محمد حسنين هيكل ) قال: إن حرب الخليج، منحت مصر مساعدات وهبات بلغت قيمتها ( 100 ) مليار دولاراً، إبان حكم الرئيس السابق ( حسنى مبارك )  وخصص هيكل، الحلقة العاشرة من كتابه - مبارك وزمانه من المنصة إلى الميدان-  التى تنشرها صحيفة الشروق في تموز / 2012 ، عن الحديث حول حرب الخليج، ودور الجيش المصرى فيها، وكيف استفادت مصر اقتصاديًا - قبل أن تستفيد سياسيا -  من هذه الحرب. .. وذكر الكاتب الكبير( هيكل ) المبالغ التى حصلت عليها مصر جراء حرب الخليج، وفقا لصندوق النقد الدولى، على النحو التالى: 30 مليار دولاراً إعفاء ديون مستحقة على مصر لدول أجنبية، و25 مليار دولاراً من الكويت، و10 مليارات دولاراً من السعودية، و 10 مليارات دولاراً من دولة الإمارات، وكانت المبالغ الباقية من مصادر متفرقة، وذلك بالإضافة إلى كثير من خدمات المخابرات والأمن والسلاح والتوريدات المقدمة إلى ما لا نهاية من الخدمات، وكل ذلك أعطى مصر صفحة اقتصادية جديدة مشجعة.

إقرأ... أرقام عربية مذهلة تندرج في التسيب وعدم المراقبة الذاتية تقول: -  الحصيلة الشهرية من الرسائل الخلوية SMS التي تظهر على الشريط الموجود أسفل الشاشة في القنوات الفضائية العربية الهابطة  تقارب ( 8 )  ملايين دولاراً شهرياً وتكلفة إنتاج الفيديو كليبات الخاصة بأغاني الفن الهابط في العالم العربي تقارب  (16) مليار دولارًا سنويا !

- مجموع الدخل  السنوي للخادمات  من الجنسيات غير العربية في بيوت الملوك والأمراء والميسورين من العرب  هو ( 35 )  مليار دولاراً، أي ما يقارب ( 3 ) مليارات دولاراً شهريا .

- مجموع ما تنفقه المرأة العربية على مستحضرات التجميل في السنة الواحدة هو( 2 ) مليار دولاراً، منها 1.5 ملياراً حصة المرأة الخليجية .

- مجموع ما تنفقه الدول العربية مجتمعة على البحث العلمي هو(1.7)  مليار دولاراً سنويا ، أي ما نسبته(0.3%)  فقط من الناتج القومي الإجمالي. 

إقرأ... أن عدد الأميين في العالم العربي يفوق الـ((120  مليوناً، يعني أن ثلث العرب لا يستطيعون القراءة والكتابة  ...بينما عدد الكتب التي يقرأها المواطن الأمريكي في السنة (11) كتابا، والأوروبي ( 7 ) كتب. أما العربي الذي ينتمي إلى أمة " إقرأ " ، فمقدار ما يقرأه  في السنة الواحدة، لا يتجاوز ربع صفحة ! طبعاً بسبب إنشغاله بضرورات الحياة...الخ

إقرأ...الأمام على إبن أبي طالب ( عليه السلام – رضى الله عنه ) قال: لو كان ( الفقر ) رجلاً لقتلته!- والعياذ بالله من القتل!- بينما أغلب مسوؤلينا وبدرجاتهم الوظيفية والسياسية يقولون: لو كان ( المال ) رجلاً لعبته!...صحيح أنه على المدى القصير يكون الكذب والتحايل والسرقة أقرب الطرق لجمع المال، ولكن على المدى المتوسط والبعيد، فإن الكذب، وخاصة في القضايا الوطنية المصيرية، ومنها الفساد باشكاله المختلفة، يقود إلى التهلكة والسقوط...لأن حبل الكذب قصير!

إقرأ...القس ( مارتن لوثر كنج ) رحمه الله قال: في النهاية، لن نتذكر كلمات أعدائنا، بل صمت ( أصدقائنا - وربعنا ) ...وسيتذكر التاريخ صمتنا... وأيضاً قال:  إن أسوأ مكان في الجحيم محجوز لأولئك الذين يقفون على الحياد في أوقات المعارك الأخلاقية العظيمة...الخ!

 إقرأ...آخر إستطلاع السنة الماضية ( 2012 ) لدول العالم،  من ناحية مستوى المعيشة، قوة الاقتصاد - التعليم - الصحة- الأمان- الحرية الشخصية ....الخ، جاءت النرويج بالمركز الاول، الدنمارك الثاني،و السويد ثالث، بينما جاءت إستراليا بالمركز الرابع، والعراق " الديمقراطي الجديد" جاء بالمرتبة ألـ( 139 ) من مجموع ( 142 ) دولة!... فالناس العاديون الشرفاء يفتقرون إلى الخدمات الأساسية مثل: المياه، الكهرباء، السكن والمستشفيات وغيرها وبالمقارنة فإن الراتب الشهري الأساسي للسياسيين والمسؤولين، لايقل عن  10.000 دولاراً مما يعني أن السياسيين في العراق يحصلون على 4500 دولاراً أكثر من عضو في الكونغرس الأمريكي، بالإضافة إلى ذلك يحصل النائب على إعانة من 12.500 دولاراً شهريا لترتيبات السكن والأمن، وهنا يقال: ودع ( البزون – المسؤول ) شحمة!

مربط الفرس: إقرأ... ما تتحدث به قيادة الحزب الشيوعي العراقي، بين فترة وأخرى" نحن الرقم الـ( 4 ) وهو الأصعب بالعملية السياسية " هو مجرد ( أعلام ) كلام فارغ ... لاذكر للشيوعية ومبادئها السامية، في  الشارع العراقي، أما إذا كان سكرتير اللجنة المركزية للحزب ومن حوله، يراهنون على " التيار الديمقراطي " فهم يلعبون على الحصان الخاسر، ليس بسبب التيار نفسه، بل بسبب قيادتهم له، أي أن قيادة الحزب هي نفسها قيادة التيار، هذا ما تعرفه الناس وترفضه، بسبب ما حملته هذه القيادة من فشل متكرر على الصعيدين السياسي والجماهيري...التيار الديمقراطي العراقي يتألف من قوى سياسية تدعي العلمانية هي: ( الحزب الشيوعي العراقي - حميد مجيد موسى )، والحزب الوطني الديمقراطي( أ )، والحزب الوطني الديمقراطي ( ب )، و ( حزب العمل الوطني -  شاكر كتاب )، و ( حزب الامة العراقية - مثال الآلوسي )، وبعض من الشخصيات السياسية والاكاديمية والثقافية الديمقراطية!!!

 هؤلاء وبدون تحفظ، ينطبق عليهم المثل العربي ( أعمى يكَود ضرير ) مع أحترامي للجميع...شعاراتهم واحدة ومتكررة، ربما فقط تختلف مصادر الدعم لديهم...شئنا أم أبينا، فإنهم في آخر المطاف يختلفون وخصوصاً إذا ما قدر لهم وفاز تيارهم بمقعد واحد في البرلمان، لآنهم يبحثون عن الواجهة، ولايكتفون بذلك بل كل واحد منهم هو: سكرتير حزب وناطق رسمي بأسمه، إن لم نقل هو: القاعدة والقيادة، الكل منهم يعتقد إنه الكل بالكل...والخلافات في الفشل واردة أيضاً، لأنهم لايتحملون حقيقة رفضهم من قبل الشارع الذي هو أساساً يتأثر بالطائفية السياسية والعشائرية...والأكثر من هذا نصفهم معتمد كلياً على الحزبين الكرديين، وبطبيعة الحال للأكراد مصلحة بذلك، ليس حباً بشعاراتهم وخطبهم، بل تماشيا مع مبدأ ( عدو عدوي صديقي )! أما النصف الآخر فهو معتمد على الأحزاب الأسلامية الشيعية، بين حزب المالكي والصدريين! 

 

مواقع النشر:  كوكل - Google  ( حكايات فلاحية )  ... صالح حسين.

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا