<%@ Language=JavaScript %> ترجمة: سلم علي سقوط قاسم جرى التخطيط له في الحكومة البريطانية لكن الامريكان وناصر انتزعوا السيطرة

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

التواطؤ

 

سقوط قاسم جرى التخطيط له في الحكومة البريطانية

 

لكن الامريكان وناصر انتزعوا السيطرة

 

 

، عن انقلاب 1963 8 شباط  8ترجمة تقرير نشرته صحيفة (جويش اوبزرفر)

 بتاريخ والدور البريطاني في التخطيط للانقلاب الأسود 1963شباط

من مراسل صحيفة جويش اوبزرفر الخاص في بغداد
 

 

ترجمة: سلم علي

 

التقريرالذي أعده مراسل الصحيفة في بغداد

من المستحيل تماماً فهم ما يجري هنا – وخصوصاً فهم العلاقات الخارجية للنظام من دون أن يدرك المرء كلياُ لماذا وكيف جرى الاطاحة بقاسم. انها قصة مثيرة، حتى بمقاييس أكثر حكايات ألف ليلة وليلة إثارة للخيال.

الخطوات الأولى اتخذت من قبل رجالات النفط في اوائل الخريف الماضي. آنذاك، كنت اعتقد انهم يخططون لـ "ترتيب" جديد مع [عبد الكريم] قاسم، فقد كان واضحاً ان شيئاً ما يدور وان لندن ضالعة فيه الى حد كبير.

كان الاتصال الأول مع الجنرال [غازي] الداغستاني، رئيس اركان الجيش في نظام نوري [السعيد]، الذي حُكم عليه من قبل قاسم بالسجن لفترة طويلة. في اواخر الصيف الماضي جاء الى لندن – كما بدا آنذاك – كمبعوث سري لقاسم، رغم انه لم يبذل جهداً لاخفاء وجوده هناك.

مستشفى "لندن كلينيك" كمقر

جاء بعده الحاكم العسكري للعراق، الجنرال [احمد صالح] العبدي، الساعد الأيمن لقاسم في الجيش، والدعامة التي استند عليها نظام قاسم والمعروف بنزعته المحافظة بالمقارنة مع (وكعامل توازن تجاه) مؤيديه الشيوعيين. مكث العبدي ثلاثة أشهر وجعل من مستشفى "لندن كلينيك" مقراً مناسباً له.

كانت هذه هي البداية. كان البريطانيون، وشركة نفط العراق (IPC)، مقتنعين بأن عليهم التوصل الى سبل للتخلص من قاسم. وقام العبدي بانشاء الصلة بين لندن

الجنرال أحمد صالح العبدي يقضي ثباثة أشهر في لندن

والمجموعة البعثية في الجيش العراقي التي يتزعمها صالح مهدي عماش (وزير الدفاع حالياً) وعلي صالح السعدي (حالياً نائب رئيس الوزراء). لكن لم يكن هناك أي ذكر للزعيم عبد السلام عارف.

عاد العبدي الى بغداد، والآن انتقل التهديد الى يد الرئيس الإسمي للجمهوري العراقية، نجيب الربيعي، رئيس مجلس السيادة. كان الربيعي على خلاف مع قاسم لفترة من الوقت. وفي تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي قطع علاقته مع قاسم وغادر البلاد.

موعد في جنيف

توجه الربيعي مباشرةً الى جنيف، التي تم اختيارها للقاء مع البريطانيين و "آي بي سي" [شركة نفط العراق]. كان الفريق البريطاني المعني بهذه المحادثات الأولية يتألف من مسؤولين على مستوى رفيع. وقد لا يكون هناك ثلاثي أكثر مقدرة منهم في وزارة الخارجية البريطانية في الوقت الحاضر.

كان الفريق يتألف من روجر ألن، السفير في بغداد، والسير همفري تريفيليان، وهو سفير سابق في القاهرة وبغداد، والسير برنارد باروز، وهو على الأرجح أقدر خبراء الشرق الاوسط في الوزارة. كما أوفدت "آي بي سي" [شركة نفط العراق] بعضاً من افضل مسؤوليها.

نجيب الربيعي في موعد في جنيف

ومع وصول الربيعي الى جنيف، اصبحت الأمور فجأة أكثر جدية بكثير. فقد اصبح واضحاً الآن بأنه لم يتبق الكثير من الوقت للتحرك اذا كان سيتم إحباط اجراءات قاسم ضد الشركة النفطية وضد الغرب.

هنا دخلت وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية على الخط

يبدو انه كان هناك تشاوراً على مستوى عالٍ في لندن، كما قيل لي، وصل الى مستوى رئيس الوزراء. ونتيجة لذلك تقرر ان النتائج المترتبة على تحرك اضافي قد تكون لها آثار بعيدة المدى يكون معها من المستحسن (أخذا بالاعتبار قضية كوبا) إدخال الامريكيين في الترتيبات.

وقد تم ذلك، وكما كان متوقعاُ فقد تولى جون ماكون ووكالة الاستخبارات المركزية المسؤولية عن المهمة. واصبح واضحاً بعد ذلك بوقت قصير انهم لن يتحركوا الاّ بعد الحصول على ترخيص من الرئيس الامريكي او مستشاريه المقربين.

كان أول شىء فعله الامريكيون هو نقل المحادثات مع الرئيس [نجيب] الربيعي من جنيف الى ميونيخ. والشىء التالي الذي فعلوه هو اقناع البريطانيين أنه، للتوثق من تحقيق النجاح، سيتعين عليهم اقامة علاقة ثقة بهذا الشأن مع الرئيس جمال عبد الناصر شخصياً. وأبلغوا البريطانيين – وكذلك العراقيين الذين كانوا يشعرون في الواقع بالقلق – أن بإمكانهم التحدث مع عبد الناصر حتى من دون أن يدرك ذلك أقرب مساعديه.

"الاتفاق" البريطاني مع الربيعي

لم يكن البريطانيون سعيدين بإقحام عبد الناصر في التواطؤ، حتى وإن كان ذلك على أساس شخصي حصراً. فلم يكونوا يريديون ان يعتقد عبد الناصر انهم يقدمون له العراق ونفط الشرق الأوسط كهدية.

ولهذا السبب أقنعوا الربيعي بالمجىء الى لندن لاجراء مزيد من المحادثات. كان ذلك في كانون الثاني (يناير). ضغط البريطانيون على الربيعي للموافقة على مجموعة من المبادىء التي ينبغي ان تكون دليلاً مرشداً للحكومة الجديدة. أولاً، ينبغي التخلي عن مطالب العراقيين المتعلقة بالكويت. ثانياً، أن يتعهد العراقيون بعدم استغلال مناطق الامتياز التي كانت شركة نفط العراقIPC) ) قد أعادتها لقاسم.

في المقابل، تعهد البريطانيون بالتفاوض على اتفاق نفطي جديد سيؤدي الى عائدات اكبر للعراق ومساهمة اكبر للعراقيين في ادارة قطاع النفط. لكن الربيعي جادل بأنه لا

يستطيع أن يُلزم "الحكومة" الجديدة الى هذا الحد، وأن عليهم أن يأخذوا بالاعتبار تأثير مثل هذا الاتفاق على "الرأي العام".

"شروط" عبد الناصر

لكنه أصبح الآن واضحاً للمتواطئين الامريكيين والعراقيين أن البريطانيين يريدون الى حد بعيد إعادة تأسيس النظام القديم وموقعهم الخاص بالذات في العراق. ولم يكن ذلك يعجب الامريكيين والعراقيين.

ليس واضحاً ماذا حدث بعد ذلك، حسب مصادر معلوماتي. لكن، أياً كان ذلك، لم يكن هناك أدنى شك بشأن النتيجة. يبدو ان الامريكيين ارادوا أن يخلقوا وزناً مضاداً لهذا التحرك البريطاني، وتوجهوا الى عبد الناصر. وبعد جولة أخرى من محادثات فائقة السرية في القاهرة مع عبد الناصر شخصياً، عادوا ليقولوا ان عبد الناصر جعل شرطاً لمواصلة تعاونه في الاطاحة بقاسم أن لا يكون للحكومة العراقية الجديدة التي ستحل مكان قاسم "زعيماً أياً كان". وأصر عبد الناصر ان [عبد السلام] عارف يجب ان يكون الرئيس وأن يرأس الحكومة.

دعمت واشنطن "شرط" عبد الناصر، ولم يكن امام البريطانيين أي خيار سوى القبول بذلك. وأعطي الضوء الأخضر للمضي قدماً بالتحضيرات للانقلاب.

ضربة موفقة نفذتها وزارة الخارجية البريطانية

لكن خللاً ما حدث بشأن التوقيت. فقد أحس قاسم بأن شيئاً ما يُدبّر بالارتباط مع شركة النفط. وانتابه الشك في البريطانيين وجزء من جيشه. وتمكن البريطانيون من طمأنته بعض الشىء عبر واحدة من أذكى الضربات الموفقة التي نفذتها وزارة الخارجية البريطانية.

فقد تمكنت من جعل قاسم يعتقد ان الترتيبات الجارية والمتعلقة بالحكومة الجديدة التي كانت ستعقب الاطاحة به هي في الحقيقة خطط كان البريطانيون يريدون تنفيذها بمساعدة قاسم. وقد اقتنعت أنا شخصياً بهذه التقارير حول مشروع وضعه السير برنارد باروز لانشاء اتحاد لمنطقة الخليج الفارسي، وهو ما أثار أعجاب قاسم كثيراً (راجع "جويش اوبزرفر"، 1 شباط 1963).

لكن قاسم كان ينتابه الشك. وبدأ بجولة في معسكرات الجيش، والقاء خطب حماسية امام صغار الضباط (الكثير منهم شيوعيون) والجنود، وتحذيرهم من الضباط المتآمرين في صفوفهم. وقدم اليه جهازه الأمني لائحة تضم ثمانية وخمسين من المشتبه بهم وقام بفصلهم من الجيش.

ذعر في 8 شباط

بحلول نهاية كانون الثاني (يناير)، كان مؤيدو قاسم الشيوعيون في الجيش متأكدين أنه كانت هناك مؤامرة ضده وخططوا لضمان موقعهم بأن يقوموا بالاستيلاء على السلطة دعماً لقاسم.

في غضون ذلك، في القاهرة، كان عبد الناصر قد أعطى تعليمات لتشديد الحملة ضد قاسم، من دون أي قيود. ولم يكن المصريون، باستثناء عبد الناصر، يعرفون الأسباب وراء ذلك. وكان عبد الناصر نفسه يعتقد ان الأمر سيتطلب حوالي اسبوعين من هذه الحملة الدعائية المكثفة ، مدعومة بأعمال تخريب نشيطة في بغداد، لإنضاج الوضع للانقلاب.

بدا ان كل شىء يسير بصورة جيدة، الى أن حدثت حالة ذعر في صباح 8 شباط. حينها حدث شىء غريب جداً. فمع وصول التقارير الأولى عن الانقلاب الى القاهرة، كان عبد الناصر مقتنعاً كما يبدو بأن هذا هو الانقلاب الشيوعي وليس انقلاب عارف الذي لم يكن قد حان وقته بعد.

رسائل شديدة القلق من عبد الناصر

ويفسر هذا الوضع الرسائل الشديدة القلق من القاهرة التي تم التقاطها في الاردن، ومن قبل الامريكيين والبريطانيين المندهشين، والتي بيّنت ان عبد الناصر كان يسعى للحصول على معلومات عاجلة عن الانقلاب. ويمكن تصور ارتياحه عندما ظهر عارف الى العلن في النهاية.

هناك بعض الجوانب المتعلق بالفترة التي تسبق الانقلاب والتي تحتاج الى المزيد من التقصي. فان قاسم، كما علمت، سعى الى جس نبض ديغول بشأن امكانية التوصل الى نوع خاص من الاتفاق النفطي مع "السوق المشتركة"، اذا تولى العراق السيطرة على نفطه. لكن الاجزاء الرئيسية من تاريخ الانقلاب اصبحت واضحة الآن، حتى اذا كانت غير مستكملة الى حد بعيد.

ما هي الخطوة التالية؟ ان الترتيبات مع واشنطن تذهب أبعد بكثير أزاء بغداد. فان البعض من كبار مسؤولي الارتباط في مجال النفط التابعين لوزارة الخارجية الامريكية، مثل رينتز ومولر، يعملون على تطوير رؤية جديدة للسياسة النفطية الغربية التي ستؤثر بشكل خاص على السعودية.

الولايات المتحدة ستتخلى عن السعودية

إن أحد تأثيرات هذا التواطؤ ضد العراق هو أن توضع العربية السعودية خارج الخط. فمصر سوف لا تسحب قواتها من اليمن. وإن دورها الحقيقي هو في مرحلة البدء.

إنني على علم بأنالأمريكان الآن على قناعة بأن عبد الناصر في الجيب، وانه الأداة الأفضل لجلب السلام والاستقرار الى الشرق الأوسط ولإبعاد الشيوعيين.

في جيب من؟

لكن عندما امضيت بضعة ايام في القاهرة مؤخراً، طمأنني صديقي محمود فوزي بأن عبد الناصر وضع كنيدي في جيبه. ولم يكن فوزي وحده الذي قال ذلك. كما اعتاد لينين ان يقول: (أنها مسألة الغلبة لمن).

الشىء نفسه الى حد كبير يحدث مع الاكراد. فالبارزاني مستاء بلا شك من مفاوضه في بغداد. وهو لا يؤيد الطريقة المتساهلة التي يتفاوض بها الطالباني، ولا رحلته الى القاهرة.

كان أول اعلان اصدره المجلس الوطني للثورة يوم الجمعة الماضي حول القضية الكردية غامضاً الى حد يؤكد أسوأ مخاوف البارزاني. وقد بعث البارزاني برسالة حادة الى المجلس مهدداً بأنه سيستأنف القتال. ونتيجة لذلك، تم ايفاد وزير الدولة الكردي، الجنرال فؤاد عارف، على وجه السرعة الى الشمال لطمأنة البارزاني. وقد يؤدي ذلك بالفعل الى انشقاق آخر في صفوف الاكراد.

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا