<%@ Language=JavaScript %> جميل باييك دعوات القائد أوجلان للسلام وسياسة الحرب التركية!

 

 

 

دعوات القائد أوجلان للسلام وسياسة الحرب التركية!

 

 

جميل باييك *

 

يحاول حزب العدالة والتنمية استثمار اللقاءات مع القائد عبد الله اوجلان وتصوير الأمر كله وكأنه منحصر في نزع سلاح القوات الكردية وليس لإيجاد حل ديمقراطي شامل وعادل للقضية الكردية. والكل يعلم بان هناك قضية كردية متأزمة وهي تنتظر حلا سياسيا منذ سنوات طويلة. مصير السلاح الكردي متعلق بمصير القضية الكردية. ما لم يتم الاعتراف بالشعب الكردي وبوجوده، ويتم ضمان كل الحقوق، لا يمكن لأحد أن يتحدث عن نزع السلاح الكردي. في حال إيجاد حل للقضية الكردية ستتوقف طبعا فعاليات المقاتلين الكرد في كل من شمال كردستان وتركيا.

حزب العدالة والتنمية ووسائل الإعلام التابعة له تنشر في موضوع السلاح الكردي أنباء بعيدة عن الواقع وعن مجريات الأمور. هي تحاول تصوير القضية وكأن القائد أوجلان حينما يطالب بتطبيق البنود العشرة في لقاءاته بمسؤولي الدولة التركية، ويتحدث عن إنهاء النضال المسلح، يعني التخلي عن السلاح الكردي، وهذا غير صحيح. القضية الكردية تختلف عن الكثير من القضايا العالقة في العالم. لقد كان الكرد دائما الهدف لسياسة الإنكار والتصفية وتم إخضاعهم بقوة السلاح والقمع المفرط. ولهذا السبب بقيت دون حل للآن.

يقول رئيس الوزراء بأن على الكرد وضع السلاح جانبا والمجيء إلى ساحة السياسية للمطالبة بحقوقهم. هذا الكلام يبدو معقولا في الحالات العادية. لكن في حالة القضية الكردية لا يمكن الحديث عن نزع السلاح دون تقديم ضمانات قانونية ودستورية تحمي الكرد وتعترف بوجودهم. لا يمكن أن تتحدث عن السياسة وتطالب شعبنا بالانخراط فيها وأنت لا تعترف قانونيا بوجود هذا الشعب. ثمة خدعة في هذا الكلام. السياسة التي تواصل إنكار الكرد وعدم الاعتراف بهم، مثلما هو حاصل منذ 90 عاما، لا يمكن الانخراط فيها ولا يمكن اعتبارها سياسة في الأصل.

كيف يمكن الحديث عن السياسة والديمقراطية في تركيا والكل ما يزال ينكر وجود الشعب الكردي ووجود كردستان؟. كيف يمكن الحديث عن السياسة والديمقراطية في تركيا وليس هناك قانون واحد يضمن حقوق الشعب الكردي ويعترف بوجوده؟. في تركيا كل المؤسسات والقوانين والأحزاب مبنية على أساس "الشعب الواحد والوطن الواحد"، والكل يعتبر الحديث عن حقوق الشعب الكردي "نزعة انفصالية" إذن كيف يمكن الحديث عن السياسة والديمقراطية هنا؟.

عندما يصرخ رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ليلا ونهارا بأنهم ضد أي صيغة إدارة في روج آفا ولن يقبلوا أن يحصل الشعب الكردي على حقوقه هناك، فكيف يمكن الحديث عن "السياسة" و"الديمقراطية" في تركيا ودعوة الكرد للمشاركة فيهما؟. كيف يمكن الحديث عن "السياسة" و"الديمقراطية" والدولة التركية وبكل قوتها وبمشاركة كل مؤسساتها تسابق الزمن في صهر الشعب الكردي وتتريكه، وهي تحارب بضراوة كل مظاهر الثقافة والهوية الكردية وتضع برامجا كبيرة لفعل ذلك في مدد زمنية معلومة؟. إنها معركة واضحة المعالم ترمي إلى تذويب الكرد ضمن سياسة الإبادة البيضاء وفرض الاستسلام والخنوع عليهم بعد النيل من خصوصيتهم وشخصيتهم القومية. من يعتقد بأنه دون نيل الشعب الكردي لحقوقه ودون الاعتراف به، فإن الديمقراطية ستتحقق في تركيا واهم جدا.

القائد أوجلان يكرر كثيرا مقولة "لن أخدع أحدا ولن أٌخدع". القائد يريد رؤية تركيا التي تخضع للديمقراطية وتذعن لشروطها. لذلك فهو يضع شرط دمقرطة المجتمع ودمقرطة الدولة ومؤسساتها وإحداث قطيعة مع الفترة السابقة. البنود العشرة التي حددها القائد في لقاءاته مع المسؤولين الرسميين ترمي إلى تشكيل المجتمع الديمقراطي والفهم الصحيح للسياسة والديمقراطية. أما تقديم أي فهم آخر لكلام القائد أوجلان حول الحل، فهو يظهر التلاعب بالكلمات ويرمي إلى وجود نوايا الاستمرار في سياسات الإنكار وممارسة الإبادة البيضاء والصهر القومي على الشعب الكردي.

حديث القائد أوجلان حول وضع مهلة تنتهي في منتصف شهر شباط، من اجل إطلاق مباحثات حل القضية الكردية بشكل نهائي، وقوله انه إذا ما انتهت هذه المباحثات الرسمية بحل القضية الكردية والاعتراف بهوية الشعب الكردي، فيمكن وقتها الإعلان في مجلس النواب عن "وقف النضال المسلح ضد الدولة التركية"، القصد منه هو حدوث ذلك بعد الاتفاق والموافقة على البنود العشرة التي قدمها. لكن هذا الحديث سيبقى في الإطار النظري في حال عدم تطبيق الدولة التركية لتلك البنود العشرة. في الأصل حركة التحرر الكردستانية ومنذ العام 1993 أعلنت كثيرا وقف إطلاق النار وإعلان الهدنة لمنح مساعي السلام والحل دفعا جديدا.

في نوروز عام 2013 طلب القائد أوجلان من القوات الكردية وقف إطلاق النار والخروج من داخل حدود الدولة التركية، وعندما لم تتعامل حكومة العدالة والتنمية بروح المسؤولية مع هذه الخطوة، بقي كلام القائد في الإطار النظري، ولم تتبعه أي خطوة عملية أخرى. بدل أن تتعامل الحكومة التركية بشيء من الجدية مع خطوة السلام هذه، تعمد إلى المناورة وكسب الوقت والتربح من هذه السياسة والانتصار في الانتخابات القادمة على حساب القضية الكردية ومساعي السلام الصادقة. لكن نوايا الدولة التركية ستظهر قبل فترة الانتخابات، وكما يقول المثل الكردي "شمعة الكذاب لا تبقى مشتعلة بعد نومه".

لم يبق أمام حزب العدالة والتنمية الكثير من أجل تلقف مبادرة السلام الكردية. في حال البقاء على الموقف الحالي، فإن حركة التحرر الكردستانية والشعب الكردي لن يقبل بسياسة الخداع والوعود الكاذبة والإصرار، في الجوهر، على اللاحل والامحاء. سترتد نوايا الحزب الحاكم في الحرب على نحره...

* صحيفة (Azadiya Welat) الصادرة في آمد. الترجمة: المركز الإعلامي لحزب الاتحاد الديمقراطي.

الرئيس المشترك لمنظومة المجتمع الكردستاني وأحد مؤسسي حزب العمال الكردستاني

 

 

 

 

20.02.2015

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

20.02.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org