<%@ Language=JavaScript %>

 

 

 

عُشّاقْ الزّعيمْ

بقلم / عبد الجبار نوري

 

مقدمة /--- وتمرُ علينا الذكرى الأليمة السوداوية " السابعة والخمسين " لتوقض فينا تراجيدية جرح الثامن من شباط الذي يكابر الشفاء بتحدي خارق وصمود أسطوري بوجه الطغاة ، لعلهُ يلقننا درساً بليغاً في "ثقافة المواطنة" ، لاسيما عندما يكون مقترناً بعقوبة الجلد الذاتي لكي نرتشف كأس مُرْ عذاباتها وأسقاطاتها حتى الثمالة وندفع بها ضريبة عقوق الوطن الأم التي ربما كنا جزءً من الكارثة لغفلتنا وتشظينا وعدم الأنتباه إلى "الثقب الأسود" في سماء العراق - الملبد بهوس وتكالب الطامعين - الذي أبتلع وبسرعة مذهلة ثورة الشعب التموزي وصانعها الزعيم " الكاريزمي عبد الكريم قاسم " وبالتأكيد يتحول الشهداء بعد مماتهم إلى أشباح تقضُ مضاجع قاتليهم فتكون المعادلة الفلسفية المحفورة في ذاكرة الشعوب{أنّ الشهداء أقوى في موتهم مما هم عليه في حياتهم } هكذا كان المسيح والحسين وغاندي وجيفارا ، وصار قاسم أسطورة في مخيلة الجماهير الشعبية الفقيرة التي لم تصدق مصرعهُ وراحوا يتصورونهُ في القمر ، لذا أقدم الطغاة على أخفاء جسدهِ لأرتعاد فرائصهم من كوابيس فوبيا الضحايا وأنعكاساتها السوسيولوجية الزمنية والجغرافية للحضور الغائب لشبح البطولة الوطنية لزعيم ثورة تموز " عبد الكريم قاسم " وكيف لا والمشيمة الحضارية العراقية المرتبطة بسلك التأريخ القابل للتوصيل بين سومر والشهداء الأحياء من ثورة العشرين وأنتفاضة الجسر وتشرين وقطار الموت التموزي وعبد الكريم قاسم --- وأن أختزلت الزمن تخالهُ وكأنك تعش الأمس .

أحبتهُ الجماهير المسحوقة من فلاحين وعمال وكسبة والشغيلة ومجمل الطبقة الوسطى والذين غُمروا بالفرح والحرية والديمقراطية والأنفتاح على العالم وخصوصاً أنّ هذه الجماهيرشخصّتْ بوعي سياسي هؤلاء الأعداء من الحاقدين عليها من الأقطاع وملاك العقار والنخبة الحاكمة للملكية المبادة ، وأمريكا ، والكويت ، ومصر عبد الناصر ، والطابور الخامس من جواسيس ، فزاد عشقهم وتمسكهم بالجمهورية الأولى وزعيمها العصامي الذي عمل بمنتهى نكران الذات لتحقيق "المشروع الوطني التحرري" وفك الأرتباطات الأجنبية والأحلاف المشبوهة ، المتمثلْة بخروج العراقيين والأرض من سلطة الأقطاع وشركات النفط الأجنبية والأحلاف المشبوهة وتحديث البنى التحتية في تشييد مدينة الطب والثورة والزعفرانية  ، فهو ساهم بشكل فعال في تأسيس منظمة اوبك ، وحقق قانون رقم 80 الذي أرجع حق العراقيين في ثروته النفطية ، ولم يرفع علم الدين للتجارة بهِ ، ولم يُعلمْ أحداً بعشيرته أو طائفتهِ وحتى منطقته ، فكان يرددُ دوماً { أنا عراقي} وناضل بكل جرأةٍ وتحدي للنهوض بالشعب العراقي أجتماعيا وأقتصادياً وسياسياً بأقصر فترة قياسية تجاوزت الأربعة سنوات ولم يمهلوه الشقاة والبلطجية في أكمال ذلك المشروع الوطني للعراقيين .

قالوا فيه : مسعود برزاني/ كتاب البرزاني والحركة الكردية : --- وحقاً يقال أنّ الرجل كان قائداً فذاً أنحاز إلى طبقة الفقراء والكادحين ، وكان يكنُ كلّ الحب والتقدير للشعب الكردي ، ويحب العراق والعراقيين ، وكانت 14 تموز ثورة عملاقة غيّرتْ موازين الفكر في الشرق الأوسط ، وألهبتْ الجماهير التواقة للحرية والأستقلال ، ويكفيه فخراً وشرفاً أنّ أعداءهُ الذين أتهموه بالخيانة فشلوا في العثور على مستمسك واحد يدينهُ بالعمالة والخيانة وأضطروا إلى أنْ يشهدوا لهُ بالنزاهة والوطنية

الدكتوره نزيهة الدليمي / مقابله مع صحيفة الزمان اللندنية 26 9-2001 : أنّهُ كان مهذباً جداً وذا أخلاقٍ عالية وحضارية ونصيراً للفقراء ، وحارب الأستعمار بصلابة ، وخدم الفقراء بصدق ، ولا يستحق هذا المصير المؤلم بعد أنْ أسس الجمهورية الأولى.

حسن العلوي / مؤرخ سياسي عراقي / كتابه – عبد الكريم قاسم – رؤية بعد العشرين 1983 : مضى ربع قرن على أنعقاد أول جلسة عربية لمحاكمة عبد الكريم قاسم وثورة 14 تموز ، مع أنّ المتهم الرئيسي لها قد أعدم دون محاكمة ، شهود النفي صامتون وشهود الأثبات وحدهم نشروا مذكراتهم ، وسوّدوا أعمدة الصحف العربية ، وساهم معهم صحفيون عبروا مع السادات إلى تل أبيب ، وآخرون محكومون بالأعدام وأطلق قاسم سراحهم ، وليعلموا "أن شهادة جديدة سوف تولد" .

حنا بطاطو/ باحث سياسي : أننا أمام ثورة أصيلة جذرية تغيريّة في تدمير السلطة الأجتماعية للأقطاع وملاكي الريف والمدن وتعزيز دور العمال والكادحين والطبقة الوسطى .

الدكتور عبد الخالق حسين / محلل سياسي ، متخصص في التأريخ التموزي والقاسمي : أنها كانت بركانا أيقضت في الشعب العراقي الوعي السياسي وأعادت شعوره بكرامته وأنسانيته ، وكانت الزلزال الذي ضرب الدول الغربية وقلب حساباتها  .

الخاتمة / كان الزعيم الراحل طيباً إلى درجة كبيرة بحيث طمع فيه المؤيد والمحب الكسول ، وتطاول عليه الأعداء ويطابق المثل القائل ( الطريق إلى الجحيم محفوفٌ بالنيات الطيبة ) .

وأقتطف بعض ما كتبهُ الدكتور"عقيل الناصري" باحث جاد ومؤرخ وأرشيف التموزية والقاسميه : { أنهُ زعيمٌ لم تلدهُ ولادة بعد ، أنهُ جبلٌ في تحمل المسؤولية ، وعبد الكريم قاسم لا زال زعيماً أوحداً أرعب الجلادين حين غيبوا جثمانهُ الطاهر ، وذكراه يفرضُ ذاتهُ علينا عند حلوله ، أنّهُ كان شديد الأهتمام بالوضع الأقتصادي ، والتركيز على التنمية الأقتصادية ، ورفع مستويات الطبقات الدنيا ، وفي هذا الأطار تركز مشروعهُ على أستبدال الصرائف بمساكن يتوفّرْ فيها الماء والكهرباء ، أنّ ثورة تموز لم تغيّر الأبعاد الشكلية والفوقية لنظام الحكم بل أنصب التغيّرعلى الماهيات الرئيسة لنظام الحكم وقاعدتهِ الأجتماعية ، والأهم تعبيد الطرق للتغيير الجذري ، والتوسع الكمي والنوعي لمؤسسات المجتمع المدني كالنقابات ، ووسائل الأعلام } أنتهى .

وفي شباط الحزن 1963 علينا تجاوز ما تحويه من احباط وأكتئاب وحسرة إلى السير في طريق التغيير الذي سلكه الزعيم في خطوة الآلف ميل وتكملتها ، وترجمة وأستنساخ سلوكياتهِ في أدارة الحكم ، ودراسة بعض من أخفاقاتهِ ونقاط ضعفهِ لنعيد مسيرتنا إلى السكة الصحيحة حيث " ثقافة المواطنة " وحب العراق والعراق فقط ، فهو ليس بحاجة إلى مجدٍ نظيفهُ لهُ ولكننا نحن بحاجة ‘إلى الأنصاف وتحكيم الضمير، لا نبغي تلميع صورته لأنهُ ليس بحاجةٍ لها والجواب عند أعدائه الذين ذكروا مناقبهِ .

المجد لثورة تموز وقائدها مهندس الجمهورية الأولى ومصممها الزعيم القدوة عبد الكريم قاسم .

وتحية أكبار وأجلال لشهداء الحركة الوطنية وخصوصاً شهداء وضحايا شباط 1963 .

12– 2-2015 السويد

 

 

 

 

 

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

14.02.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org